يبدأ الطريق نحو الصحة المثلى باتباع نمط حياة يتضمن تغذية متوازنة وممارسة رياضية منتظمة، في هذا السياق، تأتي المكملات الغذائية كرفيق لضمان توفير جميع العناصر الضرورية للجسم، وضمان استمرارية الطاقة والنشاط اليومي.
ما هي المكملات الغذائية؟
المكملات الغذائية هي منتجات تحتوي على فيتامينات ومعادن وأعشاب ونباتات وأحماض أمينية أو إنزيمات.
صُممت لتكملة نظامنا الغذائي وتوفير العناصر الغذائية التي قد تنقص في وجباتنا اليومية، إذ أن الهدف الرئيسي منها هو تعزيز صحتنا من خلال ضمان تلقي أجسامنا الكميات الكافية من العناصر الغذائية الأساسية.
تتوفر هذه المكملات دون وصفة طبية، ويمكن العثور عليها بأشكال متنوعة، بما في ذلك الأقراص، والكبسولات، وغيرها.
فوائد المكملات الغذائية للنساء وللرجال
تشتهر المكملات الغذائية بامتلاكها العديد من الفوائد، أهمها الآتي:
تلبية الاحتياجات الغذائية: على الرغم من جهود الأشخاص للحفاظ على نظام غذائي صحي، قد يكون من الصعب تناول جميع العناصر الغذائية الضرورية من خلال الطعام وحده.
تساعد المكملات الغذائية في سد هذا النقص، وضمان وصول الفيتامينات والمعادن الأساسية وغيرها من العناصر الغذائية إلى الجسم بالمعدلات المُثلى.
دعم الصحة العامة والوقاية من الأمراض، على سبيل المثال، فيتامين د ضروري للحفاظ على العظام القوية، ويمكن أن يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى حالات، مثل هشاشة العظام.
تناول مكمل غذائي يحتوي جرعة مناسبة من فيتامين د؛ يساعد في ضمان تلبية احتياجاتنا اليومية ودعم صحة العظام.
بالمثل، تشير الدراسات إلى أن الأحماض الدهنية أوميغا-3 الموجودة في مكملات زيت السمك قد ترتبط بصحة القلب وتساعد في تقليل خطر الأمراض القلبية.
معالجة مشكلات صحية محددة: يمكن أيضًا للمكملات الغذائية أن تلعب دورًا في معالجة أمراض معينة، مثل أن يستفيد الأفراد الذين يعانون من فقر الدم نتيجة لنقص الحديد من تناول مكملات الحديد لرفع مستوياته، وتخفيف أعراض التعب والضعف.
أو أن يُلبي المكمل الغذائي الحاوي على حمض الفوليك احتياج النساء الحوامل الإضافي لدعم التطور السليم لأنبوب العصب لجنينها.
تعزيز الأداء الرياضي: يلجأ الرياضيون والأفراد المشاركين في أنشطة بدنية مكثفة إلى المكملات الغذائية لتعزيز أدائهم واستعدادهم.
كمثال على ذلك، أظهرت الدراسات أن مكملات الكرياتين يمكن أن تحسن قوة العضلات والقدرة على الأداء في أنشطة عالية الكثافة وقصيرة المدى، مثل الركض السريع ورفع الأثقال.
ما أضرار المكملات الغذائية للرجال وللنساء؟
على الرغم من أن المكملات الغذائية تقدم العديد من الفوائد، إلا أنه من المهم أن نكون على علم بالآثار الجانبية المحتملة، والتي أبرزها:
الاضطرابات في المعدة والجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ والغازات والإسهال. تظهر هذه الأعراض لدى البعض عند تناول المكملات التي تحتوي على جرعات عالية من المعادن، مثل المغنيسيوم والزنك.
لتقليل هذه الآثار الجانبية، يُفضل تناول المكملات مع الطعام أو وفقًا للتوجيهات الطبية.
التفاعلات مع الأدوية: قد تتفاعل بعض المكملات الغذائية مع الأدوية، مما قد يؤثر في فعاليتها أو يسبب تفاعلات سلبية.
التسمم: مثل أي تركيبة كيميائية أو دوائية يمكن أن يؤدي تناول كميات زائدة من المكملات إلى حدوث التسمم والتسبب في تأثيرات سلبية أو خطيرة.
الجدير بالذكر أن المكملات الحاوية على الفيتامينات التي تُذاب في الدهون، مثل فيتامين ه وفيتامين د يمكن أن تتراكم في الجسم وتصبح سامة في حالة الاستخدام الزائد.
كما أن بعض المكملات الغذائية قد تحمل بعض المخاطر التي يجب مراعاتها نتيجة لعوامل، مثل:
عدم خضوعها لاختبارات وموافقات المنظمات العالمية، مثل منظمة الغذاء والدواء (FDA)، يعني ذلك أن سلامة وفعالية وجودة المكملات الغذائية يمكن أن تختلف بشكل كبير.
من المهم اختيار المكملات من الشركات الموثوقة والبحث عن شهادات، مثل ممارسات التصنيع الجيدة (GMP) لضمان أن المنتج يلبي معايير عالية الجودة.
الادعاءات المضللة: تُعرف صناعة المكملات بتقديم مزاعم جريئة حول فوائد منتجاتها، ومع ذلك، يتبين أن كثيرًا من هذه المزاعم ليست مدعومة بأدلة علمية أو تعتمد على أبحاث محدودة، لذا من المهم عدم تناول أي مكملات غير مُرخصة أو مجهولة المصدر.
التركيب غير الموثوق: يلجأ البعض إلى استخدام مواد محظورة في تركيب بعض المكملات الغذائية لآثارها الفعالة، دون الاكتراث للتوصيات العالمية بآثار هذه المواد الجانبية، وغالباً ما تكون هذه المكونات غير معلن عنها.
يجب ملاحظة أن الآثار الجانبية للمكملات الغذائية تتفاوت اعتمادًا على النوع المستخدم والجرعة والمدة المستخدمة والحالة الصحية العامة، ومدى موثوقية المنتج والشركة المُصنعة.
مكملات غذائية للرجال
يحتاج الرجال إلى مكملات غذائية فريدة ومحددة والتي يمكن تلبيتها من خلال:
الأحماض الدهنية أوميغا-3، خاصة EPA و DHA، فهي أساسية لصحة القلب وتقليل التهابات الجسم.
فيتامين د، للحفاظ على صحة العظام ودعم الجهاز المناعي.
الزنك، هو معدن أساسي يلعب دورًا في العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك وظيفة المناعة، وإنتاج هرمون التستوستيرون، والخصوبة.
الأنزيم المساعد Q10، وهو مركب طبيعي يشارك في إنتاج الطاقة داخل الخلايا، كما أنه يعمل كمضاد للأكسدة، وقد يساعد في دعم مستويات الطاقة وصحة القلب بشكل عام لدى الرجال.
البلميط المنشاري (Saw palmetto)، هو أحد المستخلصات النباتية التي تُستخدم في المكملات بشكل شائع لدعم صحة البروستاتا لدى الرجال.
البروتين، إذ تُعد مكملات البروتين أساسيًا لبناء وصيانة العضلات. يحتاج الرجال الذين يمارسون التمارين الرياضية بانتظام أو يسعون إلى زيادة الكتلة العضلية إلى كميات كافية من البروتين.
مكملات غذائية للنساء
تحتاج النساء أيضًا إلى احتياجات غذائية خاصة يمكن تلبيتها من خلال المكملات الغذائية المحددة، وإليكم أبرزها:
حمض الفوليك أو فيتامين ب 9، ضروري للنساء الحوامل، إذ يساهم في تقليل خطر تشوهات الأنبوب العصبي لدى الجنين.
الكالسيوم وفيتامين د، يلعب الكالسيوم دورًا هامًا في تعزيز صحة العظام، وتحتاج النساء إلى كميات إضافية من الكالسيوم خلال فترات الحمل والرضاعة. يعمل فيتامين د على تعزيز امتصاص الكالسيوم، لذا يُنصح بتناولها معًا.
الحديد: تحتاج النساء إلى كميات أكبر من الحديد عن الرجال، خاصة خلال فترات الحمل والدورة الشهرية.
مكملات الأوميغا-3: تُظهر بعض الأبحاث أن حمض الدوكوساهكسانويك (DHA)، وهو نوع من الأحماض الدهنية الذي يكون مفيدًا لتعزيز صحة الجنين وتطور الدماغ خلال فترة الحمل.
زيت زهرة الربيع المسائية (Evening primrose oil): تُساعد المكملات الحاوية على مستخلص هذه الزهرة على تخفيف الأعراض المرتبطة بمتلازمة ما قبل الحيض (PMS) وانقطاع الطمث.
تحتوي على حمض جاما لينولينيك (GLA)، الذي له خصائص مضادة للالتهابات وقد يساعد في تقليل آلام الثدي والانتفاخ وأعراض الدورة الشهرية الأخرى.
مستخلص التوت البري: قد يفيد استخدام المكملات الحاوية على مستخلص التوت البري من قبل النساء على دعم صحة المسالك البولية ومنع التهابات المسالك البولية (UTIs).
مكمل غذائي للأطفال
الأطفال لديهم احتياجات غذائية فريدة لدعم نموهم وتطورهم وصحتهم العامة. في حين يجب أن يكون النظام الغذائي المتوازن هو المصدر الرئيسي للعناصر الغذائية للأطفال، قد يوجد بعض التوصيات بتناول المكملات الغذائية في حالات محددة.
فيما يلي بعض المكملات الغذائية الرئيسية للأطفال:
فيتامين د، فهو أساسي لصحة وتطوير عظام الأطفال، ويساعد في امتصاص الكالسيوم ويعزز نمو الأسنان القوية.
أوميغا 3، وخاصة EPA و DHA، ضروريان لتطوير الدماغ والوظائف الإدراكية للأطفال.
مكملات الفيتامينات المتعددة: تكون مكملات الفيتامينات المتعددة مفيدة للأطفال الذين يعانون من قلة تنوع في نظامهم الغذائي أو لديهم قيود غذائية معينة.
يمكن أن تساعد هذه المكملات في ضمان تلقي الأطفال كميات كافية من الفيتامينات والمعادن الأساسية الضرورية لنموهم وتطويرهم، ومع ذلك، من المهم اختيار مكملات الفيتامينات المتعددة المناسبة للعمر والتشاور مع الطبيب قبل بدء أي نظام تكميلي للأطفال.
البروبيوتيك: هي مكملات حاوية على بكتيريا مفيدة تدعم توازن الجهاز الهضمي الصحي، لتساعد في تحسين الهضم، وتعزيز الجهاز المناعي، والوقاية من بعض المشكلات الهضمية لدى الأطفال. قد تكون مفيدة خاصة للأطفال الذين تناولوا مضادات الحيوية، إذ تؤثر هذه الأدوية في التوازن الطبيعي للبكتيريا في الجهاز الهضمي، وتجعلهم عرضة للإسهال وفقدان السوائل وتكرار الالتهاب.
الحديد، هو عنصر أساسي لنمو وتطوير الأطفال، إذ يلعب دور في إنتاج خلايا الدم الحمراء الصحية ونقل الأكسجين في الجسم. قد يستفيد الأطفال الذين لا يتناولون ما يكفي من الأطعمة الغنية بالحديد أو الذين يعانون من حالات تؤثر على امتصاص الحديد من تناول مكملات الحديد.
يجب استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة بناءً على عمر الطفل واحتياجاته الفردية وعدم استخدامها بشكل عشوائي.تقدم المكملات الغذائية فوائد للأفراد الذين قد يكونون عرضة لنقص في بعض العناصر الغذائية أو يحتاجون إلى دعم إضافي لتحسين أدائهم أو صحتهم العامة. يجب على الأفراد استخدام المكملات بحذر وتحت إشراف طبي، إذ يمكن أن يؤدي تناول الكميات الزائدة أو استخدام المكملات دون حاجة إلى آثار جانبية ومخاطر صحية.
إذا كان لديك أي مخاوف أو استفسارات بخصوص استخدام المكملات، تفضل بزيارة أطبائنا لمساعدتك في الاختيار وتحديد الجرعة.
أيضا