تُشكل أمراض القلب والأوعية الدموية أكثر من 45% من إجمالي حالات الوفيات في المملكة العربية السعودية، إذ يُسهم نمط الحياة غير المستقر والعادات الصحية غير الملاءمة في زيادة نسبة الإصابة بهذه الأمراض. تعمل جهود الباحثين في عام 2030 على تقليل هذه النسب.
ما هي أمراض القلب؟
تشير أمراض القلب إلى مجموعة الحالات التي تؤثر في عمل القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك مرض الشريان التاجي وعدم انتظام ضربات القلب وعيوب القلب الخلقية.
النوع الأكثر شيوعًا من أمراض القلب هو مرض الشريان التاجي (CAD)، الذي يحدث نتيجة تراكم ترسبات الدهون في الشرايين، مما قد يؤدي إلى نوبة قلبية بسبب انخفاض تدفق الدم إلى القلب.
قد يولد الأفراد حاملين للمشكلة القلبية، أو تتطور تدريجياً نتيجة لنمط المعيشة الخاطئ، بما في ذلك عدم ضبط الأمراض المزمنة، واكتساب العادات السيئة، مثل التدخين وخيارات الأطعمة الخاطئة.
أسباب أمراض القلب
تختلف أسباب أمراض القلب بين الأفراد، وتشمل بعض الأسباب الشائعة ما يلي:
- عوامل نمط الحياة: تضم العادات غير الصحية، مثل التدخين، وسوء التغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والملح، وقلة النشاط البدني، والإفراط في استهلاك الكحول، وارتفاع مستويات التوتر.
- الوراثة: التاريخ العائلي والعوامل الجينية التي قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
- الحالات الطبية: وهي تشمل الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، والسكري، وأمراض الكلى المزمنة، وحالات السمنة، وأمراض المناعة الذاتية، ومتلازمة التمثيل الغذائي التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب.
إذ تُسهم أمراض، مثل السكري في إلحاق الضرر بالأوعية الدموية وزيادة خطر مرض القلب، وغالبًا ما يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من السكري عوامل خطر أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول العالية.
- الالتهابات، وتحديداً حالات الالتهاب في القلب التي تسببها البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات، مثل التهاب غشاء القلب أو ما يُطلق عليه التهاب التامور.
- اضطرابات صمامات القلب، التي تحدث بسبب العيوب الخلقية أو الالتهابات أو اضطرابات النسيج الضام.
- مرض الشريان التاجي: هو النوع الأكثر شيوعًا من أمراض القلب يحدث بسبب تراكم الترسبات في الشرايين التي تغذي عضلة القلب، مما يؤدي إلى تضيقها وانخفاض تدفق الدم وحدوث المضاعفات المحتملة، مثل الذبحة الصدرية أو النوبات القلبية.
كما تُسهم عوامل أخرى، التي أهمها:
- التقدم في العمر.
- الجنس، إذ أن الرجال أكثر عرضة للأمراض القلبية بشكل عام.
- العرق، إذ تنتشر أمراض القلب بين مجتمعات عن غيرها.
- بعض الأدوية التي لها تأثير سلبي في صحة القلب.
ما أعراض أمراض القلب؟
تتفاوت أعراض مرض القلب وفقًا للحالة المحددة وشدتها، وتشمل بعض الأعراض الشائعة:
- ألم أو عدم راحة في الصدر، ويعد ذلك أحد الأعراض الشائعة لمرض القلب وقد يظهر على شكل شدة أو ضغط أو انقباض في الصدر.
- صعوبة وضيق في التنفس أو الشعور بالانقباض، خاصة في أثناء النشاط البدني.
- الشعور بالتعب الزائد أو نقص الطاقة.
- خفقان القلب، ويقصد به عدم انتظام ضربات القلب أو شعور بنبض سريع أو قوي ومزعج.
- الشعور بالدوار أو الإغماء، وهو ما قد يحدث بسبب قلة تدفق الدم إلى الدماغ.
- التورم، وهو تراكم السوائل في الساقين أو الكاحلين أو القدمين أو البطن الذي قد يكون عرضًا من أعراض المشكلات القلبية.
ما أنواع أمراض القلب؟
هناك أنواع مختلفة من مرض القلب، كل نوع له خصائصه وتداعياته، وتختلف الأنواع بناءً على آلية الإصابة في القلب ومدى تأثيرها في عمله على ضح الدم وإيصال الأوكسجين.
تشمل بعض الأنواع الشائعة:
- مرض الشريان التاجي (CAD): يحدث عندما تصبح الشرايين التي تزود القلب بالأكسجين والمواد الغذائية ضيقة أو مسدودة بسبب تراكم الترسبات الدهنية.
- قصور القلب: حالة يعجز فيها القلب عن ضخ الدم بكفاءة، نتيجة مشكلة في آلية الانقباض والاسترخاء لعضلات القلب، مما يؤدي إلى ضعف في إمداد الأكسجين والمواد الغذائية لأعضاء وأنسجة الجسم.
- اضطراب النظم القلبي: يمكن أن تسبب اضطرابات النظم تسارعًا أو تباطؤًا أو عدم انتظام في نبضات القلب، وهي حالات تختلف في شدتها وخطورتها.
- أمراض صمام القلب: تحدث عندما لا تعمل صمامات القلب بشكل صحيح، مما يؤدي إلى مشكلات في تدفق الدم إلى داخل وخارج القلب.
- أمراض القلب الخلقية: حالة تظهر منذ الولادة تؤثر في هيكل ووظيفة القلب.
- اعتلال عضلة القلب: حالة تضعف فيها عضلة القلب، مما يؤدي إلى صعوبات في ضخ الدم بكفاءة إلى بقية الجسم.
- احتشاء عضلة القلب: الذي يُعرف أيضاً باسم النوبة القلبية، وهو يحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى أحد أجزاء القلب، مما يسبب تلفاً أو موتاً في عضلة القلب.
- التهاب غشاء القلب، أو ما يُسمى التهاب التامور، والتامور هو الكيس المحيط بالقلب المملوء بالسوائل.
علاج أمراض القلب
يعتمد علاج مرض القلب على الحالة المحددة وشدتها، وتشمل بعض الخيارات العلاجية الشائعة:
- إجراء التغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تساعد على الوقاية من مرض القلب وإدارته، وهي تشمل:
- اتباع نظام غذائي متوازن منخفض الدهون المشبعة والملح والسكريات البسيطة.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام.
- الإقلاع عن التدخين.
- إدارة التوتر.
- ضبط الأمراض المزمنة، والالتزام بالأدوية الموصوفة لعلاجها والمتابعة الدورية مع الطبيب. من أهم هذه الأمراض ارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وارتفاع الكوليسترول.
- العلاج الدوائي: يمكن وصف مجموعة متنوعة من الأدوية لإدارة مرض القلب، بما في ذلك الأدوية لخفض ضغط الدم، والتحكم في مستويات الكوليسترول، ومنع تجلطات الدم، وتنظيم نبضات القلب، والأدوية التي تزيد من التروية الدموية للقلب.
- الإجراءات والجراحات: في بعض الحالات، قد تكون التدخلات الطبية، مثل الجراحة ضرورية لعلاج مرض القلب. قد تشمل هذه الإجراءات:
- رأب الأوعية التاجية (PTCA).
- القسطرة القلبية.
- تركيب الدعامات لفتح الشرايين المسدودة.
- جراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي (CABG)؛ لإعادة توجيه تدفق الدم حول الشرايين المسدودة.
- إصلاح أو استبدال صمامات القلب.
- التأهيل القلبي: تقدم برامج تأهيل القلب نهجاً منظماً لمساعدة الأفراد على التعافي من الإجراءات أو الجراحات ذات الصلة بالقلب. تشمل هذه البرامج غالبًا ممارسة رياضية تحت إشراف طبي، وتوجيهات حول التغييرات الصحية في الحياة، والدعم النفسي.
اقرأ ايصًا: عملية تركيب جهاز تنظيم ضربات القلب
من الضروري العمل بشكل وثيق مع طبيب الأمراض القلبية؛ لتطوير خطة علاجية شاملة قد تتضمن مجموعة من التغييرات في نمط الحياة والأدوية والإجراءات لإدارة أمراض القلب بشكل فعال.
في الختام، يسلط هذا المقال الضوء على أهمية فهم أمراض القلب وكيفية الوقاية والإدارة بشكل فعّال. تغييرات نمط الحياة، مثل التغذية الصحية والنشاط البدني من الخطوات الحيوية للحفاظ على صحة القلب. نذكركم بأهمية مراجعة الطبيب للحصول على استشارة شخصية ونصائح طبية فردية، إذ تُعد المعرفة إضافة إلى استشارة الطبيب وليس بديلاً عنها.
نتمنى أن يكون المقال قد قدم لكم فهمًا قيمًا حول مرض القلب، ونتطلع إلى تقديم المزيد من المعلومات الطبية المفيدة لصحة قلوبكم.
أيضا