تماماً مثلما يحتاج محرك السيارة إلى كمية وقود مضبوطة للعمل بكفاءة، فإن الجسم يحتاج إلى الحفاظ على مستوى نسبة السكر الطبيعي في الدم؛ للقيام بوظائفه على أكمل وجه.
ما هي معدلات السكر الطبيعية وكيف تختلف بين المرضى والأصحاء؟ هذا ما سنتعرف إليه في سطورنا اليوم.
نسبة السكر الطبيعي في الدم
السكر في الدم، المعروف أيضًا بالجلوكوز، هو المصدر الرئيسي للطاقة لخلايا الجسم وأنسجته وأعضائه. يضمن النطاق الطبيعي لمستويات السكر أن الجسم يعمل بكفاءة.
تقدم الجمعية الأمريكية لمرض السكري إرشادات للمستويات الطبيعية للسكر في الدم للأصحاء ومرضى السكري. يمكن أن تختلف هذه المستويات استنادًا إلى العمر ومستوى النشاط البدني والضغط والمرض والأدوية.
دعونا نلقِ نظرة أقرب على النطاقات المستهدفة لفئات العمر المختلفة:
من المهم ملاحظة أن هذه هي إرشادات عامة وقد تختلف للأفراد بناءً على حالاتهم الصحية الخاصة واحتياجاتهم. يعد مراقبة مستويات السكر في الدم أمرًا حيويًا؛ لمنع المضاعفات الخطيرة، مثل أمراض القلب وأمراض الكلى، خاصة بالنسبة للأفراد الذين يعانون من مرض السكري.
ما هو معدل السكر الطبيعي بعد الأكل؟
بعد الأكل، ترتفع مستويات السكر في الدم بشكل طبيعي. في الأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري، تكون مستويات السكر في الدم عادةً أقل من 140 ملغ/دل بعد ساعتين من الوجبة.
أما بالنسبة للبالغين المصابين بداء السكري، فإن النطاق المستهدف عادة ما يكون أقل من 180 ملغ/ دل بعد ساعتين من تناول الطعام.
يجب ملاحظة أن هذه القيم يمكن أن تتأثر بعوامل فردية، مثل استخدام الأنسولين والعمر والأطعمة المتناولة في الوجبة.
معدل السكر الطبيعي حسب العمر
يمكن أن تختلف أهداف مستوى السكر في الدم للأفراد المصابين بداء السكري اعتمادًا على العمر. على سبيل المثال:
- بالنسبة للأطفال والمراهقين، يتراوح المعدل الطبيعي لسكر الدم في أثناء الصيام من 90 إلى 130 ملغ/ دل.
- بالنسبة للبالغين، يتراوح المعدل الطبيعي لسكر الدم في أثناء الصيام من 80 إلى 130 ملغ/ دل.
- بالنسبة لكبار السن الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فما فوق، يتراوح المعدل الطبيعي لسكر الدم في أثناء الصيام من 80 إلى 180 ملغ/ دل.
كم نسبة السكر الطبيعي عند الصائم؟
يكون مستوى السكر في الدم الطبيعي عادةً بين 70-100 ملغ/دل. يمكن أن يختلف هذا المستوى قليلاً اعتمادًا على العوامل الفردية، مثل العمر والصحة العامة والإصابة بالأمراض الأخرى.
ما هي تحاليل السكر؟
اختبار مستويات السكر في الدم بانتظام أمر أساسي لإدارة مرض السكري وضمان الصحة المُثلى. يستخدم الأطباء العديد من الاختبارات لتشخيص مرحلة ما قبل السكري والسكري.
دعونا نتعرف إلى بعض الاختبارات الشائعة المستخدمة لقياس مستويات السكر في الدم.
تحليل السكر التراكمي
يقدم هذا الاختبار متوسط مستويات السكر في الدم على مدى الثلاثة أشهر الماضية، ويعرف أيضًا باسم اختبار الهيموجلوبين السكري أو HbA1c.
يتطلب هذا الاختبار عينة دم صغيرة، تؤخذ عادة من الذراع. تساعد نتائج هذا الاختبار على تقييم السيطرة على مستويات السكر في الدم على المدى الطويل للفرد، والتأكد من التشخيص في مرحلة ما قبل السكري.
اختبار الجلوكوز في بلازما الصيام (FPG)
يقيس اختبار مستويات الجلوكوز في الدم بعد صيام الفرد لمدة لا تقل عن ثماني ساعات. يُجرى هذا الاختبار عادة في الصباح ويتطلب تجنب الطعام والشراب، باستثناء الماء. يوفر معلومات قيمة حول مستويات السكر في الدم وانضباطها بعيداً عن تأثير الطعام.
اختبار تحمل السكر (OGTT)
يُستخدم هذا الاختبار في كثير من الأحيان لفحص السكري خلال الحمل. يتضمن الاختبار الصيام لمدة 10-16 ساعة، تليها تناول مشروب الجلوكوز.
تؤخذ عينات دم في فترات زمنية مختلفة، مثل 30 دقيقة و60 دقيقة و90 دقيقة أو 120 دقيقة، لمراقبة استجابة الجسم للجلوكوز. يساعد اختبار مقدمي الرعاية الصحية على تقييم كفاءة الجسم والخلايا في معالجة الجلوكوز والتعامل معه.
يمكنك الاطلاع أيضا على “كيفية اكتشاف مرض السكر بدون تحليل”
الفرق بين ارتفاع السكر وانخفاضه
الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق الطبيعي أمر حيوي وهام، إذ يمكن أن تؤدي كلاً من مستويات السكر العالية والمنخفضة في الدم إلى آثار سلبية وخطيرة على الجسم.
أعراض ارتفاع السكر في الدم
يمكن أن تسبب مستويات السكر العالية أعراضًا متنوعة، بما في ذلك:
- الشعور بالعطش الشديد.
- التبول المتكرر.
- الصداع.
- الرؤية الضبابية.
- الإرهاق الشديد.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- الإصابة بالتهابات الجلد أو الفطريات.
- بطء شفاء الجروح.
من المهم أن نلاحظ أن الأشخاص الذين يعانون من مرحلة ما قبل السكري -حالة يكون فيها مستوى السكر في الدم أعلى من الطبيعي ولكنه ليس مرتفعًا بما يكفي لتشخيص السكري- قد لا يعانون من أي أعراض ملحوظة.
أسباب ارتفاع السكر في الدم
يمكن أن تتسبب عدة عوامل في ارتفاع مستويات السكر في الدم، بما في ذلك:
- المرض أو العدوى.
- التوتر والضغط النفسي الشديد والاضطرابات الهرمونية نتيجة ذلك.
- تناول الأطعمة الغنية بالسكر أو الكربوهيدرات دون وعي.
- النشاط البدني المنخفض.
- عدم تناول جرعات الأنسولين أو أدوية السكري.
- الحاجة لتعديل الأدوية أو جرعاتها وتطور حالة السكري.
- استخدام بعض الأدوية، مثل الستيروئيدات.
من الضروري أن يراقب الأفراد الذين يعانون من مرض السكري مستويات السكر في الدم بانتظام والعمل بشكل وثيق مع أطبائهم؛ لإدارة مستويات السكر العالية بشكل فعال.
يمكنك الاطلاع أيضا على “اعراض ارتفاع السكر”
أعراض انخفاض السكر في الدم
يمكن أن تسبب مستويات السكر في الدم المنخفضة، المعروفة أيضًا بهبوط السكر، أعراضًا متنوعة، مثل:
- التعرق المفاجئ، الذي غالباً ما يوصف أنه تعرق بارد غير معتاد.
- الدوار أو الشعور بعدم توازن مفاجئ.
- الجوع الشديد.
- الارتباك والتهيج.
- الانزعاج أو التغيرات في المزاج.
- الضعف أو التعب.
- الصداع وصعوبة التركيز.
- الشراهة لتناول الحلويات بشكل لحظي.
إذا تُركت الحالة دون علاج، يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوعي أو الاختلاجات، ويُعد العلاج بمصدر سريع للسكر، مثل أقراص الجلوكوز أو عصير الفاكهة، أمرًا ضروريًا لرفع مستويات السكر في الدم.
أسباب انخفاض السكر في الدم
يمكن أن تحدث مستويات السكر في الدم المنخفضة بسبب عوامل متعددة، بما في ذلك:
- تخطي الوجبات أو عدم تناول كمية كافية من الطعام.
- عدم كفاية تناول الكربوهيدرات أو المصادر السريعة للطاقة.
- زيادة النشاط البدني دون ضبط الدواء أو تناول الطعام.
- استهلاك الكحول بكميات كبيرة.
- زيادة أو عدم ملاءمة جرعة بعض الأدوية، مثل الأنسولين أو غيرها من الأدوية التي تقلل من مستويات الجلوكوز.
يجب على الأفراد الذين يعانون من مرض السكري أن يكونوا حذرين في الحفاظ على توازن مستويات السكر في الدم واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب مضاعفات هبوط السكر في الدم.
فهم نسبة السكر الطبيعي في الدم أمر بالغ الأهمية للأفراد سواء كانوا يعانون من السكري أو لا. تُعد المراقبة المنتظمة لمستويات السكر سواء عند الصيام أو بعد الأكل، أمرًا أساسيًا للحفاظ على الصحة الأمثل. من خلال العمل بشكل وثيق مع مقدمي الرعاية الصحية وتبني تغييرات في نمط الحياة، يمكن للأفراد إدارة مستويات السكر بشكل فعال والوقاية من المضاعفات المرتبطة بمستويات السكر العالية أو المنخفضة في الدم.
أيضا