تُصاب 10 سيدات من كل 25 امرأة بالتهاب المسالك البولية في مرحلةٍ ما من حياتهنّ، وهي حالة تحدث نتيجة عدوى تصيب أي جزء من الجهاز البولي بدايةً من الكلى وحتى المثانة، وعلى الرغم من أنها حالة ليست بالخطيرة ويمكن علاجها، فإنها في بعض الأحيان قد تؤدي إلى مضاعفات شديدة، لذا نركز من خلال المقال على علاج التهاب المسالك البولية عند النساء وأهم أسبابه حتى يمكن تجنبه.
علاج التهاب المسالك البولية عند النساء
يعتمد علاج التهاب المسالك البولية على نوع العدوى والبكتيريا المسببة لها، إذ يُوجد نوعان من العدوى، وهي: البسيطة والمعقدة، وسنوضح طرق علاج كل منهما فيما يلي:
علاج عدوى المسالك البولية البسيطة
يعد هذا النوع هو الأكثر شيوعًا لدى النساء ويحدث نتيجة عدوى بكتيرية. يمكن علاج التهاب المسالك البولية البسيط بدورة قصيرة من المضادات الحيوية عن طريق الفم، غالبًا لمدة 3 أيام.
قد تحتاج بعض أنواع العدوى إلى علاج أطول، وغالبًا ما يختفي الألم والرغبة الملّحة في التبول بعد عدة جرعات من المضاد، مع ذلك يجب تناول الجرعة الكاملة من المضاد الحيوي حتى مع الشعور بالتحسن، لضمان علاج التهاب المسالك البولية بالكامل.
علاج عدوى المسالك البولية المعقدة
تحدث عدوى المسالك البولية المعقدة في المسالك البولية غير الطبيعية (الناجمة عن تشوهات خلقية أو إصابات)، أو عندما لا تتمكن معظم المضادات الحيوية من القضاء على البكتيريا المسببة للعدوى. عادةً ما تصيب عدوى المسالك البولية المعقدة الكلى وتكون أكثر شيوعًا لدى الأطفال والرجال.
إذا كان التهاب المسالك البولية معقدًا، فإن علاجه يحتاج دورة أطول من المضادات الحيوية. يبدأ الطبيب بالمضادات الحيوية عن طريق الوريد (IV) في المستشفى، بعدها يكمل المريض بجرعة أخرى، ولكن عن طريق الفم مدة تصل إلى أسبوعين.
أفضل مضاد حيوي لعلاج التهاب المسالك البولية
يصف الطبيب مضادًا حيويًا واسع المدى للقضاء على البكتيريا المسببة لعدوى المسالك البولية، وإذا لم يستجب المريض، فإنه يوصي بعمل مزرعة للبول لمعرفة نوع المضاد الحيوي المحدد الذي يقضي على البكتيريا.
تشمل المضادات الحيوية الفموية الشائعة لعلاج التهاب المسالك البولية ما يلي:
- تريميثوبريم/سلفاميثوكسازول: غالبًا ما يعالج هذا النوع عدوى المسالك البولية المعقدة. قد يعالج أيضًا العدوى المتكررة على مدى فترة طويلة، وهو غير آمن للاستخدام في أثناء الحمل أو الرضاعة، وعادةً ما يُوصف مدة أسبوعين.
- أموكسيسيلين/ كلافيولانات البوتاسيوم: هو نوع من المضادات الحيوية التي تعمل بشكل مزدوج، إذ يهاجم الأموكسيسيلين البكتيريا مباشرةً، في حين أن كلافيولانات البوتاسيوم تمنع مقاومة البكتيريا.
المضادات الحيوية عن طريق الحقن
عادةً ما يوصي الطبيب بالمضادات الحيوية الوريدية والعضلية لعلاج حالات العدوى الأكثر خطورة أو عندما لا يمكن تناول الأدوية عن طريق الفم. تشمل المضادات الحيوية عن طريق الحقن لعلاج التهاب المسالك البولية ما يلي:
- الأمبيسلين/السولباكتام.
- سيفترياكسون.
- الميروبينيم/فابورباكتام.
بعد أن وضحنا كيفية علاج التهاب المسالك البولية، نوضح أسبابها الشائعة حتى يمكن تجنبها.
أسباب التهاب المسالك البولية عند النساء
تحدث عدوى المسالك البولية بسبب البكتيريا التي تدخل الجسم عبر مجرى البول، ولأن الإحليل أو مجرى البول أقصر لدى النساء من الرجال، فإن البكتيريا لديها مسافة أقصر لتقطعها للوصول إلى المثانة، كما أن المهبل أقرب بكثير إلى فتحة الشرج حيث تعيش البكتيريا؛ لهذه الأسباب تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المسالك البولية.
تزداد فرص الإصابة بالعدوى أيضًا لدى:
- السيدات بعد انقطاع الطمث.
- المصابات بأمراض مثل: السكري، وسلس البول.
- كبار السن.
- الرضع.
قد يحدث أيضًا نتيجة:
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية خاصةً تلك المثبطة للمناعة.
- تنظيف المنطقة التناسلية في اتجاه من فتحة الشرج إلى المهبل (ما يسمح بانتقال البكتيريا إلى مجرى البول).
- استخدام القسطرة البولية فترات طويلة.
- وجود تشوهات خلقية في مجرى بول مثل تلك التي تسبب انسداد المسالك البولية.
- استخدام السدادات القطنية.
- عدم العناية بالنظافة الشخصية وتغيير الملابس الداخلية بانتظام.
أعراض التهاب المسالك البولية عند النساء
في كثير من الأحيان قد يحدث التهاب المسالك البولية دون ظهور أعراض واضحة. إذا ظهرت الأعراض فإنها تختلف وفقًا لمكان الإصابة كما يلي:
أعراض التهاب المسالك البولية في المثانة
- ألم أو حرقان عند التبول.
- الرغبة الملحة في التبول حتى مع وجود كمية صغيرة من البول في المثانة.
- الشعور بأن المثانة لا تزال ممتلئة حتى بعد التبول.
- ألم في أسفل البطن.
- فقدان السيطرة على المثانة ونزول بعض قطرات البول بشكل لا إرادي.
- بول عكر أو غائم، وفي بعض الأحيان قد يكون ورديًا نتيجة نزول بعض قطرات الدم.
- رائحة كريهة في البول.
أعراض التهاب المسالك البولية في الكلى
تشمل أعراض التهاب المسالك البولية في الكلى ما يلي:
- ألم في الخاصرة (على أحد جانبي الظهر أو كليهما).
- حمى وقشعريرة.
- قيء وغثيان.
- الشعور بالإعياء.
قد تتسبب التهابات المهبل والحوض في أعراض مشابهة لما سبق، لذا من المهم استشارة الطبيب لمعرفة السبب الفعلي وراء الأعراض وعلاجه.
علاج التهاب المسالك البولية في المنزل للنساء
لا يُوصى باتباع أي وصفة منزلية لعلاج التهاب المسالك البولية، فكما ذكرنا أن العلاج الأساسي لها هو المضادات الحيوية، وإذا تُركت دون علاج قد تسبب مضاعفات خطيرة.
مع ذلك قد تساعد النصائح التالية على تخفيف الأعراض، والوقاية من تكرار العدوى أو تفاقمها:
- شرب كمية وفيرة من الماء، إذ تساعد السوائل على طرد البكتيريا من مجرى البول، وتخفف تركيز البول، لذا يسهل خروجه.
- تناول مكملات التوت البري بعد استشارة الطبيب. يحتوي التوت البري على مادة البروانثوسيانيدين. تمنع هذه المادة البكتيريا من الالتصاق بالخلايا المبطنة للمسالك البولية. الجدير بالذكر أن مكملات التوت البري لا تعالج عدوى المسالك البولية، ولا يجب الاكتفاء بتناولها دون العلاج الأساسي.
- استخدام كمادات دافئة على أسفل البطن، وجانبي الظهر؛ لتخفيف الألم.
- تناول مكملات فيتامين “ج” بعد استشارة الطبيب، إذ يزيد فيتامين “ج” من حموضة البول، ما يمنع نمو البكتيريا.
- تناول مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية مثل: الباراسيتامول.
- التبول بشكل منتظم كل أربع ساعات، حتى لو لم تكن هناك حاجة للتبول. يساعد التبول المتكرر على طرد البكتيريا المسببة للعدوى.
- الاهتمام بالنظافة الشخصية ومسح الأعضاء التناسلية في اتجاه من المهبل إلى الشرج.
- ارتداء ملابس داخليه فضفاضة لتجنب تهيج الجلد الذي قد يزيد الأمر سوءًا، كما تساعد الملابس القطنية على امتصاص الرطوبة، ما يقلل من فرص نمو البكتيريا.
التهاب المسالك البولية والجماع
على الرغم من أن عدوى المسالك البولية لا تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، لا يُوصي الأطباء بممارسة الجماع حتى تختفي الأعراض وتنتهي جرعة العلاج بالكامل، وذلك لأن الاحتكاك بالمهبل قد يؤدي إلى تهيج الأنسجة بشكل أكبر ما يزيد الأعراض سوءًا.
قد يزيد الجماع أيضًا من احتمالية حدوث مضاعفات؛ لأنه يدفع البكتيريا إلى مجرى البول، ما يزيد من تفاقم العدوى. هذا فضلًا أن الأعراض المصاحبة لعدوى المسالك البولية قد تكون مزعجة بدرجة كافية لفقدان الرغبة الجنسية بشكلٍ مؤقت.
اقرأ أيضا: العلاقة بين التهاب المسالك البولية والجماع
ختامًا، فإن المضادات الحيوية هي الأساس في علاج التهاب المسالك البولية عند النساء، ولا يجب تناول أي أدوية دون استشارة الطبيب، ومن المهم إكمال الجرعة الموصوفة؛ لتجنب حدوث مقاومة من البكتيريا تجاه المضاد الحيوي، ما يتسبب في صعوبة العلاج في حالة تكرار العدوى بعد ذلك.
أيضا