تُعدّ المرارة، ذلك العضو الصغير الحيوي المتوضع تحت الكبد، بمثابة مفتاح أساسي لعملية الهضم السلس، وعندما تواجه خللاً، قد تُصبح مصدراً للألم وعدم الراحة، نناقش في مقالنا اليوم أعراض المرارة عند النساء بشكل خاص نظراً لانتشار اضطراباتها لديهن، ومن ثم نُقدم النصائح والخطوات اللازمة لفهم هذه الحالة الصحية الشائعة وكيفية التعامل معها بفعالية.
أعراض المرارة عند النساء
تُعاني النساء من حصوات المرارة بمعدلٍ أعلى من الرجال، إذ تزداد احتمالية إصابتهن بمقدار 2 إلى 3 أضعاف.
يُلاحظ هذا الاختلاف بشكلٍ خاصٍ في سن الإنجاب، إذ تلعب العوامل الهرمونية، وخاصةً هرمون الإستروجين، دورًا رئيسيًا في تكوين حصوات المرارة لدى النساء.
هل تختلف أعراض التهاب المرارة عند النساء عنها عند الرجال؟
في حين أن الأعراض العامة لمشكلات المرارة تُعد تقريباً نفسها بين النساء والرجال، فإن النساء قد يعانين من أعراض أكثر شدة وتكراراً.
إليك أبرز الأعراض التي تُصاب بها النساء:
- الألم في البطن أو النغزات في الجزء العلوي الأيمن من البطن. يمكن أن ينتشر هذا الألم إلى الظهر أو الكتف أو الصدر، ويزداد سوءًا بعد تناول الأطعمة الدهنية أو الدسمة.
تتراوح شدة الألم من الإزعاج الخفيف إلى الألم غير المحتمل الشديد، وغالبا ما يحدث في نوبات تستمر من بضع دقائق إلى عدة ساعات.
- الغثيان والقيء، خاصة بعد تناول وجبة كبيرة. يرجع ذلك إلى دور المرارة في عملية الهضم، إذ يمكن أن يعطل تجمع أو انسداد الصفراء العمل الطبيعي للجهاز الهضمي.
- الانتفاخ وعدم الراحة الهضمية: لوحظ معاناة الأشخاص الذين لديهم مشكلات في المرارة من انتفاخ مستمر وغازات وعدم الراحة، حتى في غياب الألم الحاد. غالبا ما يكون ذلك نتيجة للقدرة المنخفضة للمرارة على تنظيم تدفق الصفراء بشكل صحيح، مما يؤدي إلى صعوبات في هضم وامتصاص الدهون.
- اليرقان: في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي عدم انتظام عمل المرارة إلى تراكم البيليروبين، وهو ناتج عن تحلل خلايا الدم الحمراء، مما يؤدي إلى تصبغ الجلد والعينين باللون الأصفر.
يحدث ذلك عندما تنسد المرارة أو تتضيق القنوات، مما يمنع تصريف الصفراء بشكل صحيح.
- الحمى والرعشة: قد تشير هذه الأعراض إلى وجود حالة كامنة أكثر خطورة، مثل التهاب المرارة أو التهاب القنوات الصفراوية التي تتطلب تدخلًا طبيًا سريعًا.
- تغيرات في عادات الأمعاء، مثل الإسهال المزمن أو البراز الأبيض اللون.
ما أعراض المرارة عند النساء الحوامل؟
يزيد الحمل وعدد مراته في حياة المرأة من خطر الإصابة بأمراض المرارة، يمكن أن تساهم مستويات الإستروجين المرتفعة والتغيرات السريعة في الوزن في تكوين حصى المرارة. قد تواجه النساء الحوامل أعراضًا مماثلة لتلك المذكورة أعلاه، مع العناء الإضافي للتمييز بين ألم المرارة والانزعاجات المرتبطة بالحمل نفسه.
إحدى الحالات الفريدة التي يمكن أن تنشأ أثناء الحمل هي الركود الصفراوي داخل الكبد أثناء الحمل المؤدي إلى حالة مميزة بحكة شديدة وتراكم حموضة الصفراء في الدم.
يمكن أن تزيد هذه الحالة من خطر الإصابة بمضاعفات، مثل الولادة المبكرة، والضائقة الجنينية (fetal distress)، والتي تعني أن الطفل ليس على ما يُرام وتتطلب رعاية طبية سريعة.
طالع أيضًا..
ما هي أعراض المرارة عند النساء؟ وكيف يمكن علاجها طبيعيًا؟
كيف أفرق بين ألم المعدة وألم المرارة؟
يمكن أن يكون التمييز بين ألم المرارة وألم المعدة صعبًا، وكثيراً ما تتداخل الأعراض، ومع ذلك، هناك بعض الفروقات الرئيسية التي يجب النظر فيها:
- ألم المرارة عادةً موضعياً في الربع العلوي الأيمن من البطن، في حين قد يكون ألم المعدة أكثر انتشارًا إلى الظهر أو الكتف أو الصدر أو مركزيًا في منتصف البطن.
- غالبًا ما تحدث آلام المعدة بعد فترة قصيرة من تناول الطعام، ويمكن تخفيفها عن طريق مضادات الحموضة أو التجشؤ.
بينما يتطور ألم المرارة عادة بعد 1-2 ساعة من تناول الوجبة، خاصة الوجبة الدهنية أو الثقيلة، ولا يتحسن مع التجشؤ أو إخراج الغازات.
- يكون ألم المرارة شديدًا، ويستمر من 30 دقيقة إلى عدة ساعات، بينما يُعد ألم المعدة خفيفًا إلى متوسطًا وقد يأتي ويختفي.
كما أنه غالبًا ما يرافق ألم المرارة الغثيان والقيء أو تغيرات في عادات الأمعاء، بينما قد لا يكون ألم المعدة بالضرورة مصاحبًا لهذه الأعراض الإضافية.
ما هي الأكلات التي تهيج المرارة؟
يمكن أن تؤثر الأطعمة التي نتناولها بشكل كبير في وظيفة المرارة وتكوين حصى المرارة، إليك الأطعمة الرئيسية التي يمكن أن تهيج المرارة أو تؤدي إلى تفاقمها:
- الأطعمة المقلية والدسمة: تُعد الأطعمة المقلية، وقطع اللحوم الدهنية، ومنتجات الألبان كاملة الدسم من الأسباب الرئيسية لمشكلات المرارة.
- الأطعمة المصنعة والمرتفعة بالكوليسترول، مثل صفار البيض واللحوم المصنعة والمحليات الصناعية في تكوين حصوات المرارة وأمراض المرارة.
- الخضراوات الصليبية: تحتوي الخضروات، مثل البروكلي والقرنبيط والملفوف على كربوهيدرات معقدة ومركبات قد يصعب هضمها، مما يؤدي إلى الغازات والانتفاخ الذي يمكن أن يجهد المرارة.
- المشروبات الغازية: يمكن للكربونات الموجودة في المشروبات الغازية والمياه الغازية أن تؤدي إلى زيادة الغازات في الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى تهيج المرارة.
- الكحول: يمكن أن تجعل المشروبات الكحولية عمل المعدة والمرارة أبطأ، مما يؤدي إلى تأخير إفراغها ومضاعفات أكثر شدة.
- الأطعمة عالية الصوديوم: يمكن أن تساهم هذه الأطعمة في احتباس الماء وزيادة تركيز الصفراء، مما يزيد من خطر تكوين حصوات المرارة.
من ناحية أخرى، يمكن أن يساهم نظام غذائي غني بالألياف والبروتينات الصحية والدهون الجيدة، مثل تلك التي توجد في الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والأسماك، في دعم صحة المرارة وتقليل خطر تكوين الحصى المرارية.
أعراض انفجار المرارة
في حالات نادرة، يمكن أن تنفجر المرارة، وهي حالة طبية تتطلب عناية فورية. قد تشمل أعراض تمزق المرارة:
- ألم مفاجئ وشديد في البطن.
- حمى ورعشة.
- الغثيان والقيء الشديد.
- اليرقان المفاجئ.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- حساسية أو تحجر في البطن.
إذا كنت أو شخص آخر تعاني من هذه الأعراض، فمن الضروري البحث عن رعاية طبية فورية، إذ يمكن أن يؤدي تمزق المرارة إلى مضاعفات خطيرة، مثل التهاب الدم أو فشل الأعضاء.
أعراض المرارة النفسية
في حين أن العوامل النفسية، مثل التوتر يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أعراض الجهاز الهضمي بشكل عام، فإنه لا يوجد دليل علمي مؤكد أن المشكلات النفسية تسبب مشكلات المرارة بشكل مباشر. أعراض المرارة هي أعراض جسدية في المقام الأول وتتطلب التقييم الطبي والعلاج.
ومع ذلك لوحظ بعض الأعراض النفسية المرتبطة باضطرابات عمل المرارة، مثل أن مرضى الذين يعانون من حصوات المرارة هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، مع ارتفاع معدل الإصابة بالاكتئاب بنسبة 80% مقارنة مع الأشخاص الأصحاء.
يمكن أن تشمل الأعراض النفسية المرتبطة بمشكلات المرارة ما يلي:
- القلق.
- عدم الاستقرار العاطفي.
- الضغط والتوتر.
- تغيرات في المزاج.
غالباً ما تكون هذه الأعراض النفسية مرتبطة بالانزعاج الجسدي والألم الناتج عن اضطراب المرارة، بالإضافة إلى التأثير العام للأمراض المزمنة على الصحة العقلية.
المرارة، على الرغم من صغر حجمها، يمكن أن تؤثر بشكل كبير في صحة الجسم، من خلال مقالنا اليوم تطرقنا إلى أعراض المرارة عند النساء ومعرفة تأثير الحمل في ذلك. من الضروري الانتباه إلى إشارات جسمك، والحفاظ على نظام غذائي متوازن منخفض الدهون، والبحث عن الرعاية الطبية بسرعة عند الضرورة، كلها خطوات حاسمة في حماية صحة المرارة خصوصاُ والجسم عموماً. تذكر، لا تأخذ المسكنات للسيطرة على الأعراض دون معرفة سبب شعورك بالألم، لأن ذلك قد يؤخر عملية التشخيص الصحيح والفعال.
أيضا