هل شعرت في يوم ما بألم مفاجئ في الجزء العلوي الأيمن من بطنك بعد تعرضك لفترة قلق طويلة أو اكتئاب أو ضغط نفسي؟ نعم، قد يكون ذلك من أعراض المرارة النفسية، وذلك وفقًا لبعض الدراسات الطبية والتي أشارت إلى وجود علاقة وثيقة بين الضغط النفسي وتكوّن حصوات المرارة، وفي هذا المقال سنعرفكم بالتفصيل إلى تلك العلامات، وكيف يمكن أن يؤدي التوتر والقلق أو الإجهاد النفسي إلى تكوين الحصوات؟ وهل يمكن علاجها بممارسة تمارين اليقظة والاسترخاء؟ تابعوا القراءة لتتعرفوا بالتفصيل إلى إجابات هذه الأسئلة.
ما هي المرارة؟
المرارة هي عضو صغير يشبه الكمثرى، وتقع تحت الكبد مسؤولة عن تخزين الصفراء المصنوعة في الكبد.
ترسل المرارة الصفراء إلى الأمعاء الدقيقة عن طريق أنابيب صغيرة تعرف باسم القنوات الصفراوية؛ وذلك لمساعدتها على هضم الدهون.
قد يؤدي انسداد القنوات أو المرار نفسها إلى التهابها وتورمها.
أقرأ أيضا : هل المرارة تسبب كتمة بالصدر؟
ما هي أعراض المرارة النفسية؟
لا توجد أعراض نفسية للمرارة، وإنما تظهر نتيجة وجود أسباب عضوية، مثل: تكوّن الحصوات والتهاب المرارة، وتشمل ما يلي:
- ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن، وقد يصل إلى الكتف الأيمن أو الظهر.
- ارتفاع الشعور بألم البطن عند التنفس بعمق.
- الغثيان والقيء.
- فقدان الشهية.
- الإصابة بنوبات إمساك أو إسهال.
- عسر الهضم والشعور بالحرقان نتيجة ارتفاع إنتاج حمض المعدة.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- انتفاخ البطن.
- تصلب عضلات البطن في الجانب الأيمن.
- الشعر بالضعف العام والتعب.
- الإصابة بنوبة مغص مراري بعد تناول وجبة ثقيلة أو غنية بالدهون.
- الإصابة بالصفراء أو اليرقان (تحول الجلد وبياض العينين إلى اللون الأصفر).
قد يحدث التهاب المرارة أو تكوّن الحصوات بسبب التوتر والقلق المزمنين أو الاكتئاب، وسنتعرف إلى ذلك بالتفصيل في السطور التالية.
يمكنك قرأة مقال : ما هي أعراض المرارة الملتهبة؟ وكيف يمكن علاجها؟
هل التوتر والقلق يسبب مشاكل في المرارة؟
نعم، قد يؤثر القلق المزمن أو الضغوط النفسية الدائمة أو الاكتئاب إلى ارتفاع هرمونات التوتر، وهي: الكورتيزول والأدرينالين، والتي قد تؤدي إلى تكوين حصوات المرارة والتهابها مع مرور الوقت.
تساهم أيضًا الحالة النفسية السيئة والاكتئاب والقلق المزمن في اتباع عادات غذائية غير صحية وانخفاض النشاط البدني، ما يؤدي إلى ارتفاع الكوليسترول في الدم وزيادة خطر الإصابة بحصوات المرارة.
فد تؤدي الضغوط النفسية والإجهاد المزمن إلى خفض إصلاق الصفراء من المرارة، ما يؤدي إلى تجمعها وزيادة تركيز الكوليسترول فيها وبالتالي زيادة احتمالية تكوّن الحصوات.
كيف يؤدي ارتفاع الكوليسترول في الدم إلى تكوين حصوات المرارة؟
تتكوّن الصفراء من الكوليسترول والأملاح الصفراوية والبيلروبين والماء؛ لذلك عندما يرتفع مستوى الكوليسترول في الدم، فإن كميته في الصفراء تزيد، وبالتالي لن تستطيع الأملاح الصفراوية إذابته، وقد يؤدي هذا إلى تكوّن الحصوات.
تعرف على : ما هي أعراض التهاب المرارة؟ وما هي مضاعفاته وطرق علاجه؟
كيف يمكن علاج أعراض المرارة النفسية؟
تساعد الخيارات التالية على علاج التهاب المرارة وحصواتها:
- التحكم في التوتر والقلق المزمنين أو الضغوط أو الاكتئاب عن طريق ممارسة تمارين اليقظة والتأمل والاسترخاء، كاليوغا أو تناول الأدوية المعالجة لذلك إذا احتاج المريض لها.
- ممارسة الرياضة بانتظام من 3 – 5 مرات أسبوعيًا لتحسين عملية الهضم.
- اتباع نظام غذاي غني بالبروتين والدهون الصحية والفواكه والخضار قليل النشويات والدهون غير الصحية.
- شرب ما لا يقل عن 3 لترات من الماء يوميًا؛ لأن الترطيب يقلل الإجهاد العقلي والجسدي.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم يوميًا.
قد يلجأ الطبيب إلى العلاجات التالية إذا كان الالتهاب حادًا أو تسبب الحصوات في الألم الشديد أو انسداد القنوات الصفراوية:
- إعطاء السوائل الوريدية، لتجنب مضاعفات القيء والإسهال، وهي الجفاف.
- إعطاء مسكنات الألم الوريدية والمضادات الحيوية لتخفيف الألم وعلاج الالتهاب.
- إجراء العمليات الجراحية لإزالة الحصوات بالمنظار أو إزالة المرارة واستئصالها تمامًا.
هل يؤدي تقليل التوتر إلى علاج حصوات المرارة؟
لا، لن يؤدي تقليل التوتر إلى علاج الحصوات، ولكنه يمنع تكوّن مزيدًا منها.
في النهاية، فقد يؤدي التوتر والإجهاد المزمنين إلى ظهور عدة مشكلات جسدية وهضمية نتيجة ارتفاع هرموني الكورتيزول والأدرينالين في الدم، لذلك ننصح دائمًا بالتوجه إلى طبيب الباطنة والجهاز الهضمي في حال ظهور أي علامة من أعراض المرارة النفسية السابقة للتأكد من مدى ارتباطها بالحصوات والتهاب المرارة؛ وذلك من خلال إجراء بعض الفحوص والاختبارات، مثل: تحليل تعداد الدم الكامل ووظائف الكبد والأشعة السينية أو المقطعية على البطن.
أيضا