تعد التهابات الأذن الوسطى، من الحالات الشائعة، خاصة عند الأطفال. يمكن أن تؤثر هذه الالتهابات في أجزاء مختلفة من الأذن، مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأعراض التي يمكن أن تختلف في شدتها. فهم الأنواع المختلفة لالتهابات الأذن والأعراض المرتبطة بها أمر بالغ الأهمية للحصول على العلاج المناسب ومنع المضاعفات طويلة الأمد.
تشريح الأذن: ما الفرق بين الأذن الوسطى والأذن الداخلية؟
تتكون الأذن من ثلاثة أجزاء رئيسية: الأذن الخارجية، والوسطى، والداخلية. كل من هذه المناطق يمكن أن تكون عرضة للالتهاب، وتعتمد الأعراض وشدتها على موقع الحالة الالتهابية.
- الأذن الخارجية، أو القناة السمعية الخارجية، هي الجزء المرئي من الأذن الذي يتصل بطبلة الأذن. تُعرف الالتهابات في هذه المنطقة غالبًا باسم أذن السباح أو التهاب الأذن الخارجية.
- الأذن الوسطى هي المساحة خلف طبلة الأذن، وتتصل بالحلق عبر قناة استاكيوس. تُعرف الالتهابات في هذه المنطقة بالتهابات الأذن الوسطى الحادة.
- الأذن الداخلية، التي تشمل القوقعة وعضو التوازن، يمكن أيضًا أن تتأثر بالالتهابات، مما يؤدي إلى حالات، مثل التهاب التيه (القوقعة) أو التهاب العصب الدهليزي.
ما الفرق بين التهاب الأذن الوسطى والداخلية؟
في حين أن كلا من التهابات الأذن الوسطى والداخلية يُحدثان أعراضًا متشابهة، مثل الألم وفقدان السمع والدوخة، إلا أن الأسباب المؤدية إلى كلٍ منهما مختلفة.
تنتج التهابات الأذن الوسطى، غالبًا عن نزلات البرد الحادة أو التهاب الحلق أو أي عدوى تنفسية أخرى تسمح للجراثيم بالدخول إلى قناة استاكيوس ومنطقة الأذن الوسطى.
أما التهابات الأذن الداخلية غالبًا ما تنتج عن عدوى فيروسية، مثل الأنفلونزا أو الهربس النطاقي أو فيروس إبشتاين بار، وبشكل أقل شيوعًا بسبب العدوى البكتيرية.
التهابات الأذن الوسطى تسبب عادة شعور بالضغط أو الامتلاء في الأذن المصابة، مع الألم وخروج السائل المحتمل. بينما التهابات الأذن الداخلية تميل إلى التسبب في أعراض، مثل:
- دوار شديد أو دوخة، غالبًا ما تكون مصحوبة بالغثيان والقيء.
- فقدان التوازن أو صعوبة الوقوف أو المشي.
- فقدان السمع أو طنين في الأذن المصابة.
- حساسية للصوت أو الحركة.
- صعوبة في التركيز.
يمكن أيضًا أن تكون ناجمة عن إصابات الرأس أو بعض الأدوية. تكون الأعراض مُنهكة، وقد تستمر لعدة أيام أو حتى أسابيع، اعتمادًا على السبب الأساسي.
الجدير بالذكر أن فقدان السمع المرتبط بالتهابات الأذن الوسطى غالبًا ما يكون مؤقتًا ويمكن أن يُعزى إلى تراكم السوائل. على العكس، يمكن أن تؤدي التهابات الأذن الداخلية إلى فقدان دائم للسمع أو تلف في أعضاء التوازن.
الحمى أيضاً هي عرض شائع لالتهابات الأذن الوسطى، خاصة عند الأطفال، لكنها تظهر بشكل أقل في التهابات الأذن الداخلية.
أعراض الأذن الوسطى عند الكبار
تشمل الأعراض الرئيسية لالتهابات الأذن الوسطى عند البالغين ما يلي:
- ألم أو انزعاج في الأذن.
- الشعور بالامتلاء أو الضغط في الأذن المصابة.
- خروج إفرازات أو سوائل من الأذن.
- ضعف السمع أو فقدانه جزئياً.
- التهاب الحلق.
- الحمى والصداع.
- الغثيان والقيء.
- الدوار وعدم التوازن.
تنجم الأعراض عن الالتهاب والتورم وتراكم السوائل أو القيح خلف طبلة الأذن في مساحة الأذن الوسطى. يحدث ذلك عندما تصبح قناة استاكيوس، التي تربط الأذن الوسطى بالجزء الخلفي من الحلق، مسدودة بسبب نزلات البرد أو الحساسية أو التهابات الجيوب الأنفية.
إذا تمزقت طبلة الأذن بسبب تراكم الضغط، فقد يؤدي ذلك إلى تصريف السوائل من الأذن، وفي حالات نادرة، يمكن أن تؤثر عدوى الأذن الوسطى أيضًا في التوازن وتسبب الدوار الشديد.
من المهم زيارة الطبيب إذا كنت تشك في وجود عدوى في الأذن الوسطى، إذ يمكنه تحديد السبب وتقديم العلاج المناسب لحل العدوى ومنع المضاعفات مثل فقدان السمع.
أعراض التهاب الأذن الوسطى للأطفال
تشمل أعراض التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال ما يلي:
- آلام الأذن، وهي الشكوى الأكثر شيوعًا لدى الأطفال، بينما قد يظهر الأطفال الأصغر سنًا تهيجًا أو شدًا أو فركًا لآذانهم.
- الحمى، خاصة عند الأطفال الرضع.
- صعوبة في النوم أو البقاء نائمًا؛ بسبب الانزعاج والألم الناجمين عن العدوى.
- التهيج غير المعتاد: قد يصبح الأطفال الصغار سريعي الانفعال أو البكاء بسبب الألم والانزعاج.
- فقدان الشهية أو القيء.
- صعوبة في السمع أو الاستجابة بشكل أقل للأصوات أو المناداة.
يمكن أن تختلف هذه الأعراض في شدتها وقد تكون أكثر وضوحًا عند الأطفال الأصغر سنًا، ولكن في جميع الحالات يتطلب الأمر الاستشارة الطبية الفورية لعلاج السبب الكامن للعدوى بشكل صحيح والوقاية من أي مضاعفات.
هل التهاب الأذن يؤثر على الدماغ؟
في حالات نادرة، يمكن أن تنتشر عدوى الأذن إلى الدماغ أو الهياكل المحيطة، مما يؤدي إلى مضاعفات قد تكون مهددة للحياة. تشمل هذه المضاعفات:
- التهاب السحايا: التهاب الأغشية المحيطة بالدماغ والنخاع الشوكي، غالبًا بسبب انتشار البكتيريا من التهاب الأذن الوسطى.
- خراج الدماغ: تجمع الصديد داخل الدماغ، والذي قد يحدث كمضاعفات لالتهاب الأذن الوسطى أو الداخلية.
- شلل العصب الوجهي: يُسمى شلل بيل، وقد يؤدي إلى عدم القدرة على تحريك العضلات في جانب واحد من الوجه.
لحسن الحظ، هذه المضاعفات الخطيرة نادرة جدًا، وغالبية التهابات الأذن يمكن علاجها بفعالية دون أي مضاعفات طويلة الأمد، ومع ذلك، من المهم أن تكون على دراية بالمخاطر المحتملة وأن تطلب العناية الطبية الفورية إذا ظهرت أي أعراض غير طبيعية.
متى يكون التهاب الأذن خطير؟
في حين أن معظم التهابات الأذن ليست مهددة للحياة، هناك بعض الأعراض التي قد تشير إلى حالة أساسية أكثر خطورة وتستدعي العناية الطبية الفورية. تشمل هذه الأعراض:
- ألم شديد ومستمر في الأذن.
- حمى، خاصة عند الرضع والأطفال الصغار.
- احمرار، تورم، أو حساسية خلف الأذن.
- خروج سائل سميك، أصفر، دموي، أو ذو رائحة كريهة من الأذن.
- فقدان مفاجئ للسمع أو صمم كامل في إحدى الأذنين أو كليهما.
- دوار شديد تعيق الأنشطة اليومية.
إذا كنت أنت أو طفلك تعاني من أي من الأعراض التالية، من المهم طلب الرعاية الطبية؛ لتحديد نوع وشدة الالتهاب، والتوصية بالعلاج المناسب.
كيف أعرف أن سبب الدوخة من الأذن؟
الدوار إحساس شائع قد ينجم عن العديد من العوامل، بما في ذلك مشكلات الأذن. يميز الطبيب الحالة ويبني تشخيصه بناء على الخطوات التالية:
- مراجعة التاريخ الطبي: يستفسر الطبيب عن تاريخك الطبي، بما في ذلك أي أمراض سابقة، وإصابات في الرأس، والتهابات الأذن.
- الفحص السريري: سيتضمن الفحص البدني فحص عام مع التركيز على:
- حركات العين: للتحقق من الرأرأة (حركات العين غير الطبيعية).
- اختبارات التوازن؛ لتقييم قدرتك على التوازن.
- قياس ضغط الدم؛ لاستبعاد انخفاض ضغط الدم كسبب للدوخة.
- اختبارات السمع والتوازن:
- اختبارات الوظيفة الدهليزية: تقيم قدرة الأذن الداخلية على استشعار الحركة والتوازن.
- اختبارات السمع: تتحقق من وجود أي فقدان للسمع أو تغيرات في السمع.
- التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي. قد تُستخدم هذه الاختبارات لتحديد أي مشكلات هيكلية في الأذن الداخلية أو الدماغ قد تُسبب الدوخة.
- تقييم الصداع النصفي الدهليزي: إذا كان لديك تاريخ من الصداع النصفي، فقد يُقيّم ما إذا كانت الدوار ناتجاً عن ذلك.
- تقييم تراكم شمع الأذن: قد يتحقق الطبيب من وجود تراكم شمع الأذن، الذي يمكن أن يسبب مشكلات في التوازن.
ننصحك بتقديم وصف دقيق للدوار الذي تشعر به للطبيب، بما في ذلك:
- متى يحدث (على سبيل المثال، عند تحريك رأسك أو تغيير وضعيتك).
- مدة استمراره.
- أي أعراض أخرى مرافقة، مثل الغثيان أو تغيرات السمع.
باتباع هذه الخطوات، يمكن للطبيب تحديد ما إذا كانت الدوخة ناتجة عن مشكلة في الأذن وتقديم العلاج المناسب.
تذكر، على الرغم من أن أعراض التهابات الأذن الوسطى قد تكون متوسطة الشدة وشائعة، من الضروري التعامل معها بجدية وطلب الرعاية الطبية عند الحاجة. إذ أن من خلال فهم الأعراض وطلب العلاج الفوري، يمكنك المساعدة في منع تطور المضاعفات الأكثر خطورة وضمان التعافي السريع.
أيضا