الحمل هو رحلة استثنائية مليئة بالإثارة والترقب. كآباء وأمهات منتظرين، تُعد اللحظة التي ترى فيها جنينك عبر سونار الحمل واحدة من أكثر اللحظات المنتظرة بفارغ الصبر. لا توفر هذه الاختبارات التصويرية التشخيصية تأكيدًا بصريًا لحملكِ فحسب، بل تقدم أيضًا رؤى قيمة حول تطور جنينكِ وصحته العامة. لنتعرف أكثر إلى هذه التقنية وما هو توقيتها الأمثل؟
سونار الحمل
تصوير الحمل بالموجات فوق الصوتية، المعروف أيضًا بالسونار، هو تقنية تصوير غير جراحية تستخدم موجات صوتية عالية التردد لإنشاء صور مفصلة للجنين المتنامي، ورحم الأم، والأعضاء التناسلية.
خلال هذا الإجراء، يضغط مقدم الرعاية الصحية أو الفني المختص بلطف عبر جهاز يدوي، يُعرف بالمحول، على بطن الأم أو يدخل مسبارًا صغيراً في المهبل، حيث تنقل الموجات الصوتية التي تنعكس عن أنسجة وأعضاء الجنين.
تتحول هذه الموجات الصوتية المنعكسة إلى تمثيلات بصرية في الوقت الحقيقي، مما يوفر نافذة على الرحم ويسمح لمقدمي الرعاية الصحية بمراقبة نمو الجنين وتطوره.
أفضل وقت لعمل سونار الحمل
يعد توقيت تصوير الحمل بالموجات فوق الصوتية أمرًا حاسمًا، إذ يحدد ذلك مستوى التفاصيل والمعلومات التي يمكن جمعها من كل فحص.
توصي الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء (ACOG) أنه يجب على النساء الحصول على فحص سونار واحد على الأقل في الثلث الثاني من الحمل بين الأسبوعين 18 و22 من الحمل.
ولكن عادةً ما يمكن للأمهات توقع إجراء عدة فحوص بالموجات فوق الصوتية خلال فترة الحمل المبكرة أو حتى المتأخرة، إذ يخدم كل منها غرضًا محددًا. لنتعرف بشكل أكثر تفصيلاً.
السونار في الثلث الأول
خلال المراحل المبكرة من الحمل، بين 6 و14 أسبوعًا، قد يوصي مقدمو الرعاية الصحية بإجراء فحص أو أكثر بالموجات فوق الصوتية. تهدف هذه الفحوصات الأولية إلى:
- تأكيد وجود حمل والكشف عن ضربات قلب الجنين.
- تحديد عمر الحمل وتقدير موعد الولادة.
- تقييم عدد الأجنة في حالة الحمل المتعدد.
- استبعاد احتمالية الحمل خارج الرحم -حيث ينغرس البيض المخصب خارج الرحم-.
- فحص بعض العيوب الخلقية، مثل تلك المرتبطة بمتلازمة داون.
السونار في الثلث الثاني
يعد الفحص بالموجات فوق الصوتية الأكثر شمولاً وتفصيلاً في العادة خلال الثلث الثاني من الحمل، بين 18 و22 أسبوعًا من الحمل. يتيح هذا الفحص المتقدم، الذي يُشار إليه غالبًا بـفحص تشريح الجنين، لمقدمي الرعاية الصحية الآتي:
- فحص أعضاء الجنين المتنامية بدقة، بما في ذلك القلب، والدماغ، والكلى، والأطراف.
- تقييم نمو الجنين وقياس المعايير الرئيسية، مثل محيط الرأس، ومحيط البطن، وطول عظم الفخذ.
- تحديد جنس الجنين، إذا رغبت الأم في ذلك.
- تقييم وضع وموقع المشيمة.
- تقدير كمية السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين.
أقرأ أيضا: أعراض الحمل فى الأسبوع الأول
السونار في الثلث الثالث
في حين أن الفحوصات في الثلث الأول والثاني هي الأكثر شيوعًا، قد يوصي مقدمو الرعاية الصحية بإجراء فحوصات إضافية بالموجات فوق الصوتية خلال الثلث الثالث، خاصة إذا كانت هناك أي مخاوف أو مضاعفات تتطلب مراقبة دقيقة. يمكن استخدام هذه الفحوصات في المراحل المتأخرة من أجل:
- مراقبة نمو الجنين ووضعه داخل الرحم.
- تقييم كمية السائل الأمنيوسي وفحص أي مشكلات تتعلق بالمشيمة.
- تقييم صحة الجنين العامة، بما في ذلك معدل ضربات القلب، وأنماط التنفس، والحركة.
- تحديد حجم الجنين ووضعه استعدادًا للولادة، خاصة إذا كانت هناك مخاوف بشأن ولادة صعبة محتملة أو ولادة مبكرة.
ماذا أفعل قبل سونار الحمل؟
لضمان تجربة سلسة وناجحة لتصوير الحمل بالموجات فوق الصوتية، من المهم اتباع بعض نصائح التحضير البسيطة:
- الحضور بمثانة ممتلئة: يمكن أن يساعد امتلاء المثانة في تحسين جودة الصور من خلال توفير نافذة واضحة لمرور الموجات الصوتية.
- تجنب استخدام المستحضرات أو الزيوت على البطن: يمكن أن تتداخل هذه المستحضرات مع قدرة المحول على الاتصال الجيد بالبشرة، وبالتالي عدم وضوح النتائج على نحو مُرضِي.
- ارتداء ملابس مريحة وفضفاضة: سيجعل هذا من السهل على مقدم الرعاية الصحية الوصول إلى البطن وتحريك الجهاز خلال الفحص.
- التواصل بشأن أي مخاوف أو تفضيلات: يجب إخبار مقدم الرعاية الصحية إذا كان لديكِ أي أسئلة أو مخاوف معينة، أو إذا كنتِ تفضلين عدم معرفة جنس الجنين.
يمكن قراءة مقال: هل فيتامينات الحمل ضرورية؟
تقرير سونار الحمل
عادةً ما يتضمن تقرير سونار للحمل المعلومات التالية:
- معدل ضربات قلب الجنين: سيؤكد التقرير وجود نبضات طبيعية لقلب الجنين ويقدم معدلها خلال الدقيقة.
- حجم الجنين وتطوره: يقيس هذا الفحص طول الجنين ويقدم تقديرًا لعمره بناءً على هذا القياس. وهذا يساعد على تأكيد موعد الولادة ومراقبة نمو الجنين الصحي.
- الحمل المتعدد: سيوضح التقرير ما إذا كان الحمل منفرداً أم متعدداً.
- موضع المشيمة: سوف يتحقق فحص السونار من موضع المشيمة ويتأكد من أنها لا تعيق قناة الولادة.
- تشريح الجنين: سيقدم التقرير صورًا تفصيلية لتشريح الطفل، بما في ذلك الرأس والجسم والذراعين والساقين. وهذا يساعد على اكتشاف أي عيوب خلقية أو تشوهات خلقية محتملة.
- مستوى السائل الأمنيوسي: يقوم السونار بقياس كمية السائل الأمنيوسي في الرحم؛ للتأكد من أنه ضمن المعدل الطبيعي.
- طول عنق الرحم: سيتضمن التقرير طول عنق الرحم، وهو أمر مهم لمراقبة صحة الرحم والكشف عن المضاعفات المحتملة، مثل الولادة المبكرة.
- جنس الجنين: إذا اختارت الأم معرفة ذلك، سيشير التقرير إلى جنس الجنين.
- أي تشوهات أو مخاوف محتملة مُكتشفة في أثناء الموجات فوق الصوتية، مثل مشكلات النمو أو العيوب الهيكلية.
تساعد هذه التفاصيل مقدمي الرعاية الصحية على مراقبة صحة الجنين ونموه طوال فترة الحمل واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الرعاية السابقة للولادة والتدخلات المحتملة.
أقرأ أيضا مقال: الحمل بتؤام
ما هي مراقبة الحمل عالي الخطورة؟
بالنسبة للأمهات المنتظرات اللواتي يعانين من حمل عالي الخطورة، مثل اللاتي لديهن حالات طبية مسبقة، أو حمل متعدد، أو تاريخ من مضاعفات الحمل، قد يوصي مقدمي الرعاية الصحية بإجراء فحوص أكثر تكرارًا وتخصصاً بالموجات فوق الصوتية.
تلعب هذه الفحوص الإضافية دورًا حيويًا في مراقبة نمو الجنين وتطوره، وكذلك الكشف عن أي مشكلات محتملة قد تتطلب اهتمامًا فوريًا أو تدخلاً.
من خلال متابعة تقدم الجنين عن كثب يمكن لمقدمي الرعاية الصحية اتخاذ قرارات مستنيرة حول أفضل مسار للعمل لضمان صحة وسلامة كل من الأم والجنين. كما تساعد هذه الطريقة الاستباقية في تحديد ومعالجة أي مخاوف أو مضاعفات في وقت مبكر، مما يسمح بإدارة فعالة في الوقت المناسب.
يُمثل فحص السونار خلال الحمل تجربة مُثيرة وعاطفية للأمهات والآباء، إذ يُتيح لهم مشاهدة لمحة أولى عن جنينهم النامي، ومع ذلك نؤكد أن اكتشاف أي مشكلة خلال الفحص لا يُشير بالضرورة إلى نتائج سيئة. فمعظم التشوهات الجنينية قد تكون قابلة للعلاج بنجاح من خلال التدخل الطبي المُناسب والدعم العلمي المُدروس.
معًا، يمكنك استكشاف روائع سونار الحمل بثقة، وفي النهاية، استقبال طفلك الصغير في العالم بمعرفة أنك فعلت كل ما في وسعك لضمان صحته وسلامته.
أيضا