عندما نذكر كلمة سرطان فإن أول ما يتبادر إلى الأذهان هو وجود كتلة أو ورم، ولكن ماذا عن سرطان الدم؟ الدم ليس نسيجًا يمكن أن تنمو فيه كتلة، ولكن سرطان الدم هو مصطلح يشير إلى مجموعة من السرطانات تتطور في الأنسجة المكوّنة للدم مثل نخاع العظم، ولمعرفة أسباب سرطان الدم وكيفية حدوثه، ومعلومات أخرى عنه، واصلوا قراءة مقالنا التالي.
ما هي أسباب سرطان الدم؟
سرطان الدم هو ليس نوعًا واحدًا، ولكنه مصطلح يشير إلى عدة أنواع من سرطانات خلايا الدم. يبدأ سرطان الدم في الأنسجة التي تصنع خلايا الدم مثل نخاع العظم، والذي يصنع خلايا تتطور فيما بعد إلى مكونات الدم وهي كريات الدم البيضاء وخلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية، ولكل نوع من هذه الخلايا وظيفة مختلفة كالتالي:
- خلايا الدم البيضاء: تساعد الجسم على مكافحة العدوى.
- خلايا الدم الحمراء: توصل الأكسجين من الرئتين إلى بقية أنسجة الجسم.
- الصفائح الدموية: تساعد على منع ووقف النزيف، إذ تنتقل إلى المنطقة المصابة من الجسم، وتتجمع معًا لتشكل جلطة تساعد على وقف النزيف.
يتطور سرطان الدم عندما تحدث طفرة في الحمض النووي في كريات الدم البيضاء فتنمو بسرعة كبيرة وبشكل غير طبيعي وتزاحم خلايا الدم السليمة وتجعل من الصعب عليها القيام بوظائفها الطبيعية.
وعلى الرغم من أن سبب حدوث الطفرة الجينية غير معروف بدقة، فإن عديد من الأسباب وعوامل الخطر ترتبط بحدوث سرطان الدم ومنها:
- الجنس: وفقًا للإحصاءات فإن الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم من النساء.
- العمر: يزداد خطر الإصابة بمعظم حالات سرطان الدم مع تقدم العمر، وتزداد فرص الإصابة به بعد عمر الـ 65 عامًا. مع ذلك فإن بعض أنواعه مثل سرطان الدم الليمفاوي الحاد يحدث في الغالب لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا.
- اضطرابات الدم: تزيد اضطرابات الدم مثل التكاثر النقوي المزمن من فرص الإصابة ببعض أنواع سرطانات الدم مثل ابيضاض الدم النقوي الحاد.
- التاريخ العائلي: يتساءل الكثيرون هل سرطان الدم وراثي؟ والإجابة هي أن معظم حالات سرطان الدم ليس لها رابط عائلي.فإن إصابة الأم أو الأب أو الأخ ببعض أنواع سرطانات الدم قد تزيد من فرص الإصابة بها لدى الابن.
- المتلازمات الخلقية: تزيد بعض المتلازمات الخلقية مثل متلازمة داون من فرص الإصابة بابيضاض الدم النقوي الحاد وهو أحد أنواع سرطانات الدم.
- التدخين: على الرغم من أن التدخين قد لا يكون من أسباب سرطان الدم المباشرة، فإنه قد يزيد من فرص الإصابة به.
- المواد الكيميائية: أحد أسباب سرطان الدم هو التعرض طويل الأمد لبعض المبيدات الحشرية أو المواد الكيميائية الصناعية مثل البنزين.
- المجالات الكهرومغناطيسية: التعرض لفترة طويلة، مثل العيش بالقرب من خطوط الكهرباء، قد يزيد من خطر الإصابة بابيضاض الدم الليمفاوي الحاد.
- علاج السرطان السابق: ترتبط بعض الأنواع من العلاج الكيميائي والإشعاعي لسرطانات أخرى من عوامل خطر الإصابة بسرطان الدم.
ما هي أعراض سرطان الدم؟
قد لا تظهر أعراض سرطان الدم لدى معظم الأشخاص المصابين به، وإن ظهرت فإنها تكون خفيفة في البداية فتتشابه مع أعراض لأمراض أخرى أو قد تبدو أعراضًا غير مقلقة، ولكنها تتفاقم ببطء مع الوقت.
أعراض سرطان الدم المبكرة
في البداية تظهر أعراض سرطان الدم كالتالي:
- شعور بالتعب المتكرر.
- شحوب البشرة.
- ضعف عام.
- ضيق في التنفس.
- فقدان الوزن.
- العدوى المتكررة وتكون في صورة (قرح في الفم، التهاب الحلق، حمى، سعال متكرر، حرقة في التبول، دمامل في الجلد، تأخر التئام الجروح).
- حدوث الكدمات بسهولة.
- نزيف لا يتوقف بسهولة من الخدوش والجروح.
- تعرق ليلي.
تشمل الأعراض الأخرى الأقل شيوعًا ما يلي:
- وجع العظام.
- انتفاخ اللثة.
- طفح جلدي.
- مشكلات في الرؤية.
- قيء.
- صداع.
- تضخم الغدد الليمفاوية.
- آلام في الصدر.
قد تختلف الأعراض وفقًا لنوع سرطان الدم، فبعض الأنواع مثل سرطان الدم الليمفاوي المزمن قد يصاحبها ألم في المعدة لأن هذا النوع يسبب تضخمًا في الطحال أو الكبد.
أعراض سرطان الدم المتأخرة
مع وصول سرطان الدم إلى مراحل متأخرة، تبدأ الأعراض في التفاقم، وتكون أكثر خطورة، فتضم ما يلي:
- عدوى الجهاز التنفسي المزمنة.
- عدوى الجهاز الهضمي المتكررة.
- فقر الدم الشديد والذي يسبب أعراضًا مثل الصداع وفقدان الشهية.
- الدوخة والدوار.
- تنميل في اليدين والقدمين.
- نزيف وكدمات أكثر شدة.
- بقع حمراء على سطح الجلد.
- طفح جلدي.
- تورم البطن.
- الإصابة بسرطانات أخرى.
- آلام العظام والمفاصل.
- تورم العقد الليمفاوية.
أما في الأيام الأخيرة من حياة مريض سرطان الدم فقد يواجه الأعراض التالية:
- تنفس بطيء مع فترات توقف للتنفس طويلة.
- تنفس بصوت عالِ.
- برودة الجلد وتحول لونه إلى الأزرق الداكن خاصةً في الأطراف.
- جفاف الفم والشفتين.
- انخفاض كمية البول.
- فقدان السيطرة على المثانة والأمعاء (سلس البول والبراز).
- أرق شديد.
- حركات لا إرادية متكررة.
- عدم الوعي بالزمان والمكان وهوية أفراد الأسرة والأصدقاء المقربين.
- الهلوسة.
متى يكون سرطان الدم مميت؟
هناك أنواع عدة من سرطان الدم، أخطرها المعروف باسم سرطان الدم الليمفاوي الحاد، يتطور سرطان الدم الليمفاوي الحاد بسرعة ويصبح مميتًا في غضون بضعة أشهر فقط إذا لم يتم علاجه.
يبدأ سرطان الدم الليمفاوي الحاد في نخاع العظم ويؤثر في خلايا الدم البيضاء التي تسمى الخلايا الليمفاوية. يعد هذا النوع من سرطانات الدم نادرًا، ويمثل حوالي 0.5٪ فقط من جميع أنواع السرطان.، وهو أكثر شيوعًا عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، ويسبب 80% من حالات الوفيات للبالغين المصابين به.
أقرأ أيضا: أعراض سرطان الدم المبكرة
متى تظهر أعراض سرطان الدم؟
تختلف مدة ظهور الأعراض وفقًا لنوع سرطان الدم، إذ تظهر أعراض سرطان الدم الحاد فجأة وتتطور بسرعة كبيرة، وعادة ما تكون أعراضًا تشبه الإنفلونزا وتظهر فجأة في غضون أيام أو أسابيع. أما في حالة سرطان الدم المزمن فقد لا يصاحبه أي أعراض أو قد تظهر أعراض قليلة تدريجيًا وتتطور ببطء على مدى أشهر إلى سنوات.
ما هي طرق الوقاية من سرطان الدم؟
لا تُوجد طريقة محددة لمنع الإصابة بسرطان الدم، ولكن يمكن تقليل عوامل الخطر عن طريق بعض العادات الحياتية والغذائية الصحية ومنها:
- الإقلاع عن التدخين أو التقليل منه.
- الحفاظ على وزن صحي، وإنقاص الوزن الزائد وفقًا لخطة غذائية يضعها الطبيب.
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
- تجنب استنشاق بعض المواد الكيميائية المرتبطة بحدوث سرطان الثدي مثل البنزين والفورمالديهايد.
- عمل فحوص بشكل دوري في حالة وجود تاريخ أسري للإصابة بسرطان الدم، للتشخيص المبكر وبالتالي زيادة فرص الشفاء.
قدمنا من خلال مقالنا أسباب سرطان الدم وعوامل خطر الإصابة به، وننصحك دائمًا بعدم إهمال أي عرض حتى لو كان يبدو بسيطًا، خاصةً أن معظم الحالات الخطيرة قد تبدأ بأعراض تبدو عادية أو تشبه أعراضًا لحالات غير مقلقة. إذا شعرت أنك لست على ما يرام، استشر طبيبًا للاطمئنان على صحتك وتشخيص أي حالة في وقت مبكر؛ لتحسين فرص الشفاء وتجنب المضاعفات المحتملة. احجز موعدك الآن داخل عيادات مستشفى الموسى التخصصي لضمان الحصول على خدمة متميزة على يد نخبة من أفضل أطباء المملكة.
أيضا