ما هي أخطر أمراض العظام؟
احجز موعدك الآن
background

ما هي أخطر أمراض العظام؟

أمراض العظام هي مجموعة من الحالات المزمنة التي تؤثر في قوة وكثافة وهيكل عظامنا. يمكن أن تؤدي هذه الحالات إلى مضاعفات مختلفة، بما في ذلك الكسور والتشوهات والألم المزمن.

فهم أنواع هذه الأمراض، وكيفية إدارتها يعد أمرًا حاسمًا للحفاظ على صحة العظام المُثلى.

 

أمراض العظام

هناك عدة أنواع من الأمراض التي تُصيب العظام، كلاً منها له خصائصه الفريدة. لنستكشف أكثر هذه الأمراض شيوعًا، وأعراضها، وتأثيرها في الجهاز الهيكلي.

تشمل هذه الأمراض، هشاشة العظام، والتشوهات الخُلقية، والكساح وأمراض المناعة الذاتية، وغيرها.

قبل أن ننخرط في تفاصيل الأمراض العظمية، دعونا أولاً نفهم الهيكل المميز الذي يشكل أساس أجسامنا، الهيكل العظمي.

 

الهيكل العظمي 

يتكون الهيكل العظمي للإنسان من 206 عظمة، التي توفر الدعم والحماية لأجسامنا وتعزز القدرة على الحركة. 

العظام هي أنسجة حية تخضع لعملية مستمرة من التجدد، تشمل هذه العملية إزالة الأنسجة العظمية القديمة وتكوين أنسجة عظمية جديدة للحفاظ على صحة العظام الأمثل.

 

كثافة العظام

تشير كثافة العظام إلى كمية المعادن، وبشكل أساسي الكالسيوم والفوسفور، الموجودة في عظامنا. إنه أمر حاسم في تحديد قوة العظام ومرونتها. 

تكون الكثافة العظمية جيدة عادة في منتصف العشرينيات إلى أوائل الثلاثينيات وتنخفض تدريجيا مع التقدم في العمر.

يمكن لفحص كثافة العظم (Bone mineral density (BMD قياس نسبة هذه المعادن، وتقييم مخاطر تطور الأمراض العظمية.

 

ما هي أسباب أمراض العظام؟

لا يوجد سبب واحد مؤكد لكل الأمراض العظمية المذكورة، ولكن قد تزيد بعض العوامل من خطر حدوثها لدى الأفراد، والتي تضم:

  • العمر: مع التقدم في العمر، يزداد خطر تطور الأمراض العظمية، مثل هشاشة العظام.
  • الجنس: النساء عُرضة لخطر أعلى لتطوير هشاشة العظام، خاصة بعد سن اليأس، بسبب الاضطرابات الهرمونية.
  • التغيرات الهرمونية، مثل تلك التي تحدث في أثناء انقطاع الطمث أو نتيجة لاضطرابات الغدد الصماء.
  • نقص التغذية: عدم تناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د وغيرها من العناصر الغذائية الأساسية يمكن أن يسهم في ضعف العظام.
  • استخدام بعض الأدوية، مثل الكورتيكوستيرويدات الموصوفة لعلاج الحالات المزمنة، يمكن أن يزيد أيضاً من خطر ضعف العظام.
  • التاريخ الطبي: بعض الحالات الطبية الأخرى، مثل مرض الكلى أو مرض الغدة الدرقية، يمكن أن تؤثر في صحة العظام.
  • تاريخ الكسور السابق: الأشخاص الذين يعانون من كسور متكررة قد يكونون أكثر عرضة لتطوير هشاشة العظام أو أمراض أخرى مرتبطة بالعظام.

كما يزيد التاريخ العائلي، ونمط الحياة الخاطئ وعدم التعرض للشمس من خطر الإصابة بالأمراض العظمية، وزيادة خطر الكسور.

يساعد فهم هذه العوامل على تحديد الأشخاص الذين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالحالات ذات الصلة بالعظام ويمكِّن فريق الرعاية الصحية من تطبيق استراتيجيات الوقاية المناسبة.

 

ما الأمراض التي تصيب العظام؟

تُصيب العظام العديد من الأمراض، بعضها شائع وبعضها نادر. إليكم أشهرها:

 

هشاشة العظام (Osteoporosis) 

هشاشة العظام هي مرض شائع يتميز بانخفاض كثافة العظام وتدهور الأنسجة العظمية، مما يجعلها أكثر عرضة للكسور، خاصة في الورك والأضلاع والعمود الفقري والمعصمين. 

تؤثر هشاشة العظام في الرجال والنساء على حد سواء، مع ارتفاع مخاطر النساء بعد سن اليأس بسبب التغيرات الهرمونية التي تطرأ.

يمكن أن يكون سبب هذه الحالة عوامل مختلفة، مثل انخفاض تناول الكالسيوم، وفرط نشاط الغدة الدرقية، وبعض الأدوية وخيارات نمط الحياة الخاطئة.

قد لا تكون أعراض هشاشة العظام واضحة حتى يحدث كسر، ومع ذلك تشمل الأعراض الشائعة:

  • آلام الظهر أو الرقبة.
  • انحسار اللثة.
  • ضعف القوة البدنية.
  • هشاشة الأظافر.
  • فقدان الطول، والوقوف المقوس.
  • التعرض للكسور بسهولة.

يساعد النشاط البدني المنتظم، والنظام الغذائي الغني بالكالسيوم وفيتامين د، والأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المختص في أمراض العظام في إدارة هشاشة العظام وتقليل مخاطر الكسور.

يعد التشخيص المبكر من خلال اختبار كثافة العظام أمرًا بالغ الأهمية لمنع المضاعفات المرتبطة بهشاشة العظام.

 

طالع أيضًا.. ما هي طرق علاج ألم المفاصل؟

 

قلة النسيج العظمي (Osteopenia)

تشير هذه الحالة إلى هشاشة العظام المبكرة أي تُصبح كثافة عظمية أقل من المعتاد، ولكن ليست منخفضة بما يكفي لتصنيفها كهشاشة العظام. 

إنها بمثابة علامة تحذير تظهر غالباً نتيجة وجود عوامل خطر أهمها:

  • الشيخوخة.
  • الجينات والتأهب الوراثي.
  • سوء التغذية.
  • التغيرات الهرمونية، خاصة انقطاع الطمث المبكر.
  • عوامل نمط الحياة، مثل التدخين والإفراط في استهلاك الكحول.
  • بعض الحالات المرضية، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية.

غالبًا ما تكون هشاشة العظام المبكرة بدون أعراض وتُشخص من خلال اختبار فحص كثافة العظام.

تهدف علاجات هشاشة العظام المبكرة إلى منع المزيد من فقدان العظام، وقد تتضمن تعديلات في نمط الحياة وتناول مكملات الكالسيوم وفيتامين د، وممارسة الرياضة.

 

لين العظام والكساح (Osteomalacia and Rickets)

هما حالتان تتميزان بتلين وضعف العظام، وذلك بشكل أساسي بسبب نقص فيتامين د. تؤثر هشاشة العظام في البالغين، بينما يحدث لين العظام خلال فترة تطوير ونمو العظام في الأطفال.

تصبح العظام ضعيفة وعرضة للكسور، وقد تشمل الأعراض الآلام العظمية وضعف العضلات وصعوبة المشي.

من ناحية أخرى، يمكن أن تسبب حالة لين العظام تأخر النمو، والتشوهات الهيكلية، ومشكلات في الأسنان. يشمل العلاج التعامل مع نقص فيتامين د وإجراء التغييرات في النظام الغذائي، والتعرض لأشعة الشمس بكل كاف.

 

التهاب المفاصل (Arthritis)

التهاب المفاصل هو مصطلح شامل يضم العديد من الحالات التهابية تؤثر في المفاصل والأنسجة المحيطة بها. 

الروماتويد، والفصال العظمي، والتهاب المفاصل اليفعي مجهول السبب هي بعض أشكال التهاب المفاصل الأكثر شيوعًا التي يمكن أن تؤثر في العظام.

يمكن أن يسبب التهاب المفاصل أعراضاً أهمها الآتي:

  • آلام وصلابة في المفاصل.
  •  تورم في المفصل.
  •  انخفاض في نطاق الحركة. 

تتضمن خيارات العلاج الأدوية لإدارة الالتهاب والألم والعلاج الطبيعي؛ لتحسين وظيفة المفاصل والحركة وتعديلات في نمط الحياة لدعم صحة المفاصل.

تشمل الأنواع الأخرى من التهاب المفاصل النقرس، والذئبة الحمامية، وتصلب الجلد، والتهاب الفقار المقسّط، وغيرها. 

يهدف علاج التهاب المفاصل إلى تقليل الأعراض وتحسين جودة الحياة، مع خيارات مثل الأدوية، وتقليل الوزن، وممارسة الرياضة، والجراحة اعتمادًا على نوع التهاب المفاصل المحدد.

 

ما هي أمراض العظام المزمنة؟

تُعد أمراض العظام المزمنة مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر في العظام والمفاصل والأنسجة الضامة. يمكن أن تُسبب هذه الأمراض ألماً وتيبسًا وصعوبة في الحركة، وقد تؤدي إلى إعاقة دائمة في بعض الحالات.

الجدير بالذكر أن الأمراض المذكورة أعلاه هي أيضاً حالات مزمنة تتطلب علاجاً طويل الأمد.

 

مرض باجيت (Paget’s disease) 

مرض باجيت في العظم هو حالة مزمنة تتميز بتجديد أو إعادة تشكيل غير طبيعي للعظام. يؤدي إلى تطور العظام الضعيفة وربما المشوهة. 

يؤثر مرض باجيت عادةً في كبار السن ويحدث بشكل شائع في الحوض والعمود الفقري والجمجمة والعظام الطويلة للساق.

قد لا تظهر أي أعراض مرتبطة بهذا المرض على الإطلاق، بينما يظهر لدى بعض المرضى أعراض، مثل:

  • آلام العظام أو المفاصل.
  • تغيرات في شكل العظام.
  • صلابة المفاصل.
  • زيادة مخاطر الكسور.

يمكن أن تشمل المضاعفات الكسور، والتهاب المفاصل العظمي، والاضطرابات العصبية، وفشل القلب، وفي حالات نادرة، سرطان العظام. 

تشمل خيارات العلاج الأدوية؛ للتحكم في عملية تجديد العظام، مثل البايفوسفونيت، واستراتيجيات إدارة الألم وفي حالات شديدة، الجراحة لتصحيح التشوهات أو الكسور.

يعد التشخيص المبكر والإدارة المناسبة أمرين ضروريين؛ لمنع المضاعفات المرتبطة بمرض باجيت الذي يصيب العظام.

 

تكون العظم الناقص (Osteogenesis Imperfecta)

يُطلق على هذا المرض أيضاً اسم، مرض العظم الزجاجي (OI)، هو اضطراب وراثي يظهر عند الولادة، ويتميز بالعظام الهشة التي تكسر بسهولة. 

يُسببه تغييرات في الجينات المسؤولة عن إنتاج كولاجين النوع الأول، وهو بروتين أساسي لقوة العظام. يمكن أن يتراوح من الخفيف إلى الشديد، مع تفاوت واسع في الأعراض بين الأفراد المتضررين.

هناك ما لا يقل عن ثمانية أنواع مختلفة من هذه الحالة، ولكل منها خصائص مميزة تعتمد على نوع الجينات الطافرة، والعلامات والأعراض.

قد يعاني الأشخاص المصابون به من الكسور المتكررة والقصر وفقدان السمع وتشوهات العظام. 

يهدف العلاج إلى إدارة الأعراض ومنع الكسور من خلال العلاج الطبيعي والأجهزة المساعدة والأدوية والرعاية المتخصصة من محترفي الرعاية الصحية.

 

الجنف (Scoliosis)

الجنف هو حالة تتميز بانحراف غير طبيعي للعمود الفقري جانبيًا. قد يتطور خلال الطفولة أو المراهقة، وحتى لدى البالغين. 

يتطور الجنف نتيجة عوامل مختلفة، بما في ذلك المشكلات الوراثية، أو الاضطرابات العصبية العضلية، أو أسباب غير معروفة.

قد لا تتطلب الحالات الخفيفة من الجنف علاجًا وتراقب من خلال فحوصات منتظمة، بينما تستوجب الحالات الشديدة استخدام السُبل التقويمية للعمود الفقري أو التدخل الجراحي لتصحيح الانحراف ومنع المضاعفات الخطيرة، مثل الضغط والتأثير في وظيفة الرئة.

 

ما هي أخطر أمراض العظام؟

تشمل أخطر أمراض العظمية الأنواع الخبيثة من سرطان العظام (Bone cancer)، وهو نوع نادر من السرطانات يبدأ في العظام أو ينتشر إليها من أجزاء أخرى من الجسم. 

قد يسبب سرطان العظام آلامًا في العظام، وكسور، وتورم، وأعراض أخرى. تعتمد خيارات العلاج على نوع ومرحلة السرطان وقد تشمل الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والعلاجات المستهدفة.

يمكن أن تؤدي سرطانات العظام هذه إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك الكسور وتدمير العظام واحتمال انتشارها إلى أجزاء أخرى من الجسم، مما يجعلها أكثر خطورة على حياة المرضى.

العظام هي جزء أساسي من جسمنا، والحفاظ على صحتها وقوتها أمر حاسم للحفاظ على نوعية الحياة. من خلال فهم أنواع أمراض العظام المختلفة، وعوامل الخطر، والعلاجات المتاحة، يمكن للأفراد تحسين صحتهم وتقليل مخاطر تطور الحالات المرتبطة بالعظام. 

يُشجع الأشخاص على البحث عن المشورة الطبية المهنية إذا كانوا يشكون من أي أعراض تتعلق بصحة العظام أو إذا كانوا يعتقدون أن لديهم خطرًا مرتفعًا للإصابة بالأمراض العظمية.

SHARE: