

20 إلى 40٪ من جميع زيارات المرضى لأطباء الجهاز الهضمي، تكون بسبب أعراض القولون
العصبي، مع ذلك، فإن غالبية المرضى يجهلون أن التقلصات والأعراض الأخرى التي يعانون منها قد ترتبط بالقولون، ويتعاملون معها أنها ربما بسبب وجبة دسمة، أو عسر هضم، ويتناولون الأدوية التي تخفف الأعراض، ولكن مع الوقت قد تتفاقم الحالة، لذا وإذا كنت تعاني من أعراض هضمية، فتابع قراءة المقال لمعرفة المزيد عن القولون العصبي وأهم أعراضه وكيفية تمييزها.
الأعراض المبكرة للقولون العصبي
الأعراض المبكرة للقولون العصبي متعددة وتشتمل علامات شائعة وأخرى أقل شيوعًا، إلا أنها قد تكون مزعجة لبعض المرضى، ومن بين الأعراض الأقل شيوعًا ما يلي:
- الشعور بطعم غريب أو الشعور بالمرارة في الفم، وقد يكون ناتجًا عن الارتجاع الحمضي المصاحب للقولون العصبي.
- التغيرات في الشهية مثل فقدان الرغبة في تناول الطعام أو الشعور بالشبع السريع حتى بعد أن يتناول المريض كميات صغيرة.
- الاضطرابات في النوم مثل الأرق أو الاستيقاظ المتكرر بدون سبب واضح.
- الشعور بالدوار الخفيف أو عدم الاتزان، بالأخص بعد تناول وجبة دسمة أو بأوقات التوتر.
- ظهور الطفح الجلدي أو الحكة بدون سبب واضح بسبب ارتباط اضطرابات الجهاز الهضمي بالحساسية والالتهابات الجلدية.
أعراض القولون النفسية
لا تخلو عبارة “راحتك النفسية تبدأ من أمعائك” من الصحة، فقد أكدت الأبحاث أن القولون العصبي قد يسبب أعراضًا نفسية، والعكس أي أن التوتر قد يزيد من أعراض القولون سوءًا. قد يتراوح تأثير القولون العصبي النفسي من الإزعاج الخفيف حتى مشاعر الاكتئاب الشديدة، ويمكن أن يؤثر في عديد من جوانب حياة الشخص العاطفية والاجتماعية.
قد يتسبب القولون العصبي في الأعراض التالية:
- القلق.
- الاكتئاب.
- الأفكار الانتحارية (في حالات القولون المزمن التي تستدعي دخول المريض المستشفى فترات طويلة، أو في حالة ما إذا كان المريض مشخصًا بالاكتئاب بالفعل).
- الانفعال الزائد والتهيج العصبي.
أعراض القولون العصبي خارج الجهاز الهضمي
قد يبدو الأمر مفاجئًا للبعض أن القولون العصبي لا يقتصر تأثيره في الجهاز الهضمي، بل أن كثيرًا من الأعراض التي قد نواجهها يوميًا وتبدو أنها لا ترتبط بالأمعاء تكون ناجمة عن القولون العصبي.
قد يتسبب القولون العصبي في أعراض غير هضمية نذكر منها:
- الصداع الكلي والنصفي.
- أوجاع الجسم والمفاصل والعضلات.
- شعور مستمر بالتعب والإجهاد حتى مع عدم بذل مجهود بدني يُذكر.
- ألم في الظهر خاصةً على جانبيه.
- حاجة ملحة للتبول (يفسر بعض العلماء الأمر أن عدم قدرة مريض القولون العصبي على إفراغ المستقيم من البراز وإخراج الغازات يسبب ضغطًا على المثانة ورغبة في التبول حتى مع عدم امتلائها).
- رائحة الفم الكريهة.
- تسارع نبضات القلب.
- ألم متزايد في منطقة الحوض في أثناء الدورة الشهرية أو في أثناء الجماع.
اقرأ ايضأ : ما هي أعراض سرطان القولون؟ وما هي مراحله؟
كيف تتطور أعراض القولون العصبي
أعراض القولون العصبي تتطور بشكل مختلف من فرد لآخر، وشدة الأعراض تعتمد على العديد من العوامل تتضمن ما يلي:
- نوع القولون العصبي.
- المحفزات، ويمكن أن تؤدي بعض المحفزات إلى تفاقم أعراض القولون العصبي منها التوتر والقلق، وبعض الأطعمة مثل الأطعمة الدهنية والحارة والمشروبات الغازية، والتغيرات الهرمونية، وبعض الأدوية.
- الحالة الصحية العامة تؤثر على شدة أعراض القولون العصبي.
وبصفة عامة يمكن أن تتطور أعراض القولون العصبي، حيث تبدأ الأعراض بشكل خفيف وتزداد تدريجي مع مرور الوقت، وقد تصبح الأعراض أكثر حدة ببعض الأحيان وأخف بأوقات أخرى، وقد تتفاقم الأعراض نتيجة المحفزات السابق ذكرها، وفي بعض الحالات قد يؤدي القولون العصبي إلى مضاعفات مثل البواسير، شقوق الشرج، سوء التغذية، والتأثيرات النفسية مثل القلق والاكتئاب.
كيف أعرف أني أعاني من القولون العصبي؟
إذا كنت تعاني من غالبية الأعراض التي ذكرناها سابقًا، وتكررت لمدة يوم على الأقل أسبوعيًا على مدى 3- 6 أشهر، فأنت ربما تعاني من القولون العصبي خاصةً إذا تغيرت عادات حركة الأمعاء (التبرز) لديك سواء في عدد المرات أو في شكل البراز، فإن هذا قد يكون مؤشرًا قويًا للإصابة بـأعراض القولون العصبي.
بصفة عامة، يشخص الطبيب القولون العصبي بناءً على الأعراض التي يشكو منها المريض والفترة التي تكررت خلالها، كما قد يطلب بعض الفحوص ولكن لاستبعاد الحالات الأخرى التي قد تسبب أعراضًا مشابهة ومنها داء كرون، والقولون التقرحي وجرثومة المعدة وغيرها.
متى يجب زيارة الطبيب
يجب زيارة الطبيب عند استمرار علامات الإصابة بالقولون العصبي لفترة طويلة أو عند تفاقمها، ومن المهم التوجه على الفور إلى الطبيب عند ظهور الأعراض الغير معتادة، مثل فقدان الوزن غير المبرر، النزيف في البراز، الألم الشديد أو المتزايد بالبطن، كما يجب زيارة الطبيب عند حدوث تغيرات ملحوظة في الإخراج، وينصح بمراجعة الطبيب عند تكرار نوبات الإمساك أو الإسهال بصورة مفرطة، بالأخص إذا كانت مصحوبة بعلامات الجفاف المختلفة مثل قلة التبول أو الدوخة، ومن المهم الانتباه لأي أعراض مختلفة أخرى تشير إلى المشكلات الأكثر خطورة بالجهاز الهضمي مثل صعوبة البلع، القي المستمر، الشعور بامتلاء المعدة، كذلك فإن التشخيص المبكر والاستشارة الطبية لهما دور في وضع خطة علاجية مناسبة وفق كل حالة ولتفادي المضاعفات المحتملة.
أين يوجد ألم القولون؟
يدور القولون حول البطن حتى يصل إلى المستقيم، ينقبض القولون لتحريك الطعام المهضوم والفضلات نحو المستقيم. إذا كان الشخص سليمًا، تكون هذه الانقباضات غير مؤلمة، أما في حالة القولون العصبي قد يشعر المريض بألم على طول القولون، لكن غالبية المرضى يشكون من ألم أسفل البطن في منطقة الحوض.
يشكو بعض مرضى القولون العصبي من ألم في منطقة المستقيم فوق فتحة الشرج مباشرةً، ويكون الألم حادًا ومؤلمًا وقد يستغرق ثوانِ وحتى بضع دقائق.
يحدث ألم القولون نتيجة انقباضه المفرط أو بسبب الإمساك أو الغازات التي عادةً لا يتمكن المريض من إخراجها بسهولة.
اقرأ ايضأ : ما الفرق بين أعراض القولون العصبي والهضمي؟
كيف تختلف أعراض القولون العصبي من شخص الى اخر
أعراض القولون العصبي تختلف من شخص لشخص آخر بناء على عدد من العوامل المختلفة، منها طبيعة الجهاز الهضمي لكل فرد، والضغط النفسي الذي يتعرض له، بالإضافة إلى نوع الطعام الذي يتناوله الفرد، مع مدى تحسس الجسم للمكونات الغذائية المختلفة، وتلعب العوامل الوراثية دور كبير في شدة الأعراض والاستجابة للعلاجات المختلفة، فإن بعض الأشخاص قد يعانون من الأعراض بصورة متقطعة وخفيفة، ولكن هناك حالات أخرى يعانون من النوبات الشديدة التي تؤثر على الحياة اليومية، ويظهر القولون العصبي لدى البعض مرتبطًا بمشكلات مختلفة بالجهاز الهضمي، وبالتالي الزيادة من الأعراض وطريقة التعامل معها.
كيف أفرق بين ألم المعدة وألم القولون؟
في بعض الأحيان تتشابه آلام المعدة الناجمة عن عدوى أو تسمم غذائي أو سوء هضم وغيرها، مع ألم القولون، ولكن يمكن التفرقة بينهما من خلال الفروق التالية:
- يحدث ألم المعدة عادةً في الجزء العلوي من البطن أو المنتصف، بينما غالبًا ما يرتكز ألم القولون في أسفل البطن ومنطقة الحوض.
- عادةً ما يكون ألم المعدة مفاجئًا، بينما يتكرر ألم القولون على فترات وقد يختفي ويعود مرة أخرى.
- قد يصاحب ألم المعدة قيء أو غثيان أو حموضة أو حمى أو إسهال مائي في حالة النزلة المعوية، بينما يصاحب ألم القولون انتفاخ وغازات، وإمساك أو إسهال أو كلاهما.
- قد يبدو سبب ألم المعدة واضحًا، مثل تناول طعام فاسد، أو ماء ملوث أو تناول أطعمة حمضية أو حارة، بينما تظهر أعراض القولون و تستمر دون سبب واضح.
- تزداد آلام القولون سوءًا بعد تناول الطعام وتقل بعد التبرز وإخراج الغازات.
في نهاية مقالنا، نؤكد أنه من المهم أن تعرف أعراض القولون العصبي، حتى يمكن تغيير عاداتك الغذائية، بما يتناسب معه، وبالتالي التعايش معه دون أن يؤثر في حياتك أو يعوقك عن ممارسة مهامك اليومية، ومن الأفضل دائمًا عند الشعور بأي عرض غير تقليدي استشارة الطبيب، فالتشخيص المبكر دائمًا يقي من المضاعفات ويساعد على سرعة التعافي.
أيضا