سرطان القولون أو كما يطلق عليه القاتل الصامت، وذلك بسبب انتشاره ببطء دون أن يظهر أي علامات حتى يصل إلى مراحلة المتوسطة أو الأخيرة، أو نتيجه تشابه أعراضه مع كثير من أمراض الجهاز الهضمي، كجرثومة المعدة والقرح والقولون العصبي، لذا نعرفكم اليوم من خلال المقال التالي إلى أهم أعراض سرطان القولون للتفرقة بينها وبين الأمراض الأخرى، وما هي مراحله؟ وكيف يمكن علاجه أو السيطرة على انتشاره؟
ما هو سرطان القولون
يبدأ سرطان القولون في البطانة الداخلية للأمعاء الغليظة، أو ما يعرف بالغشاء المخاطي، وهو يتكون من الخلايا المسؤولة عن إفراز المخاط أو السوائل لتسهيل مرور الفضلات والبراز إلى المستقيم.
عندما تنقسم هذه الخلايا بطريقة غير طبيعية، فقد يؤدي هذا إلى تكوين سليلة القولون، وبمرور الوقت تصبح هذه السلائل خلايا سرطانية.
يستغرق انتشار سرطان القولون وقتًا طويلًا، لذلك لا يشعر به المرضى لعدة سنوات، وقد يؤدي هذا إلى انتشاره في أماكن أخرى من الجسم عبر العقد الليمفاوية أو الأوعية الدموية.
ما هي أعراض سرطان القولون في بدايته
عادةً لا تظهر أعراض سرطان القولون في بداية المرض، لأنه يأخذ عدة سنوات حتى يتطور وينتشر، وقد يصل ذلك إلى 10 سنوات وفقًا لبعض الدراسات الطبية.
الفرق بين أعراض سرطان القولون عند الرجال والنساء
بالرغم أن سرطان القولون يصيب كل من المرأة والرجل إلا أن هناك عدد من الاختلافات الطفيفة في الأعراض التي تواجه الرجال والنساء، وبصفة عامة فإن الأعراض الرئيسية لسرطان القولون متشابهة لكل الجنسين، وهي تشتمل التغير في عادات الأمعاء مثل الإسهال أو الإمساك بشكل متكرر، أو وجود دم بالبراز، بالإضافة إلى الشعور بعدم اكتمال الإخراج وفقدان الوزن بدون سبب، كما تختلف تلك الأعراض من شخص لآخر، وهي قد تتداخل مع أعراض حالات أخرى مثل متلازمة القولون العصبي أو المشكلات بالجهاز الهضمي.
هذا وقد تواجه النساء صعوبة أكبر في الربط بين الأعراض والمرض، فهم يجدونها شبيهة لأعراض الدورة الشهرية أو لبعض الحالات الشائعة بين النساء، ولهذا من المهم الانتباه جيدًا عند ملاحظة التغييرات مع ضرورة عدم تجاهل الأعراض الغير طبيعية واستشارة الطبيب على الفور لإجراء الفوصات اللازمة وتشخيص الحالة بدقة.
ما هي أعراض سرطان القولون في مراحله الأخيرة وما قبلها
تتشابه أعراض سرطان القولون مع كثير من أمراض الجهاز الهضمي، كقرح المعدة والقولون العصبي، لذا قد يصعب تشخيصه إلا بعد إجراء فحوص واختبارات دقيقة.
تعتمد الأعراض على حجم السرطان ومكانه في الأمعاء الغليظة، وفيما يلي نخبركم بأشهر العلامات في المراحل المتوسطة والأخيرة لمرض سرطان القولون:
- تغير لون البراز إلى الأسود أو وجود دم فيه.
- الإصابة بنوبات متكررة ومستمرة من الإمساك أو الإسهال أو كليهما أو الشعور بعدم اكتمال الإفراغ.
- ألم متكرر في البطن دون سبب.
- الانتفاخ والغازات.
- الشعور بالغثيان أو القيء باستمرار.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- الشعور بالتعب غير المبرر والمستمر.
- الإصابة بفقر الدم، والشعور بضيق التنفس وملاحظة شحوب البشرة.
- ألم في الشرج والمستقيم.
- وجود كتلة في فتحة الشرج.
الفرق بين أعراض سرطان القولون والقولون العصبى
بالرغم من أن أعراض سرطان القولون والقولون العصبي يمكن أن تتداخل بسبب اشتراكها في بعض النقاط، ولكن هناك بعض الفروق المهمة التي تفرق بين كل منهما، فإن كل من سرطان القولون والقولون العصبي يسبب في مشكلة صحية بالأمعاء تتفاوت بين الإسهال والإمساك، بالإضافة إلى هذا يشعر مريض هذا وذاك بالانتفاخ والغازات والآلام في البطن، ولكن من بين أعراض سرطان القولون التي تميزها عن القولون العصبي هو ظهور الأعراض الإنذارية مثل ظهور دم بالبراز، وفقدان الوزن الغير مبرر والتعب الشديد والتغير في شكل البراز، أما عن القولون العصبي فإن من بين أعراضه الضغط النفسي، ويمكن أن تتحسن أو تزداد سوء، ولكن من الضروري استشارة الطبيب لتشخيص الحالة.
ما هي مراحل سرطان القولون
هناك خمس مراحل لسرطان القولون، وقد طورتها اللجنة لبلأمريكية المشتركة لمكافحة السرطان، وفيما يلي نوضحها لكم بالتفصيل:
المرحلة 0: في هذه المرحلة تتواجد خلايا غير طبيعية أو سرطانية في الغشاء المخاطي لجدار القولون.
المرحلة 1: يتواجد السرطان في القولون والمستقيم، لكنه لم ينتشر خارج الطبقة العضلية أو العقد الليمفاوية القريبة.
المرحلة 2: انتشر السرطان إلى مسافة أبعد في جدار المعدة، لكنه لم يصل إلى العقد الليمفاوية القريبة، وتوجد ثلاثة أنواع في هذه المرحلة:
- المرحلة IIA: انتشر السرطان في معظم جدار القولون الداخلي، ولكنه لم يصل إلى الطبقة الخارجية.
- المرحلة IIB: انتشر السرطان إلى الطبقة الخارجية لجدار القولون.
- المرحلة IIC: انتشر السرطان إلى عضو واحد أو أكثر من الأعضاء المجاورة.
المرحلة 3: في هذه المرحلة، ينتشر سرطان القولون إلى العقد الليمفاوية، وتوجد منه 3 أنواع أيضًا:
- المرحلة IIIA: ينتشر السرطان في الطبقة الأولى أو الثانية من جدار القولون، وينمو في العقد الليمفاوية القريبة.
- المرحلة IIIB: ينتشر السرطان في طبقات أكثر من جدار القولون، وينمو في عدد من العقد الليمفاوية القريبة.
- المرحلة IIIC: يتواجد السرطان في الطبقة الخارجية لجدار القولون والعقد الليمفاوية القريبة، وقد يصل إلى عضو مجاور أو اكثر.
المرحلة 4: انتقل السرطان في هذه المرحلة إلى أعضاء أخرى مجاورة للقولون، مثل: الكبد أو البنكرياس أو المعدة أو المبايض والرحم، وتوجد منه 3 أنواع أيضًا:
- المرحلة IVA: في هذه المرحلة، ينتشر السرطان إلى عضو واحد مجاور العقد الليمفاوية البعيدة عن القولون.
- المرحلة IVB: ينتقل السرطان إلى عدة أعضاء مجاورة أو يصيب المزيد من العقد الليمفاوية البعيدة.
- المرحلة IVC: يؤثر السرطان في هذه المرحلة في الأعضاء البعيدة والعقد الليمفاوية وأنسجة البطن.
كيف يمكن علاج سرطان القولون
تعد الجراحة هي الحل الأفضل والأكثر شيوعًا للسيطرة على سرطان القولون، وهناك عدة إجراءات جراحية لذلك، مثل:
- استئصال السلائل السرطانية أو الكتل الورمية من القولون.
- استئصال جزء من القولون الذي يحتوي على الورم وبعض الأنسجة السليمة المحيطة به، ويعرف باسم استئصال القولون الجزئي، ثم يعيد الجراح توصيل أجزاء القولون السليم، ويعرف هذا الإجراء باسم المفاغرة.
- استئصال جزء من القولون الذي يحتوي على الورم مع الأجزاء السليمة المحيطة به، ولكن قد لا يستطيع الجراح إعادة توصيل الأجزاء المتبقية من القولون، ويعرف هذا الإجراء باسم الاستئصال الجراحي مع فغر القولون، وهنا يلجأ الطبيب إلى نقل الأمعاء إلى فتحة في جدار البطن حتى يُجمع البراز في كيس خارجي.
- الاستئصال بالترددات الراديوية لتدمير الخلايا السرطانية في القولون عن طريق الحرارة الترددية.
هناك علاجات أخرى يستخدمها الأطباء مع الجراحة لمنع انتشاؤ=ر سرطان القولون أو السطرة عليه، وتشمل الآتي:
- العلاج الكيميائي، ويُستخدم فيه عدة أدوية كيميائية لتقليص الأورام وتخفيف الأعراض.
- العلاج الموجه، ويُستخدم فيه أجسام مضادة أُنشئت في المختير لاستهداف اللجينات والبروتينات والأنسجة التي تساعد الخلايا السرطانية على النمو والتكاثر، ويعرف أيضًا باسم العلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة.
العوامل التى قد تزيد من احتمالات الإصابة بسرطان القولون
توجد العديد من العوامل التي تعمل على زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، وأبرز تلك العوامل ما يلي:
- النظام الغذائي السيء مثل تناول منظام غذائي يشتمل على نسبة قليلة من الألياف الغذائية.
- الإفراط في تناول اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة تزيد من خطر الإصابة.
- من يعانون من السمنة أكثر عرض للإصابة بسرطان القولون.
- الخمول والجلوس لفترات طويلة، وعلى العكس فإن ممارسة التمارين الرياضية تقلل من خطر الإصابة.
- التدخين، والإفراط في تناول الكحول.
- العوامل الوراثية ووجود تاريخ عائلي.
- العوامل الصحية المختلفة مثل الإصابة بمرض التهاب الأمعاء.
- التقدم في العمر.
كيفية الوقاية من سرطان القولون
لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون من المهم اتباع النظام الغذائي الصحي والمتوازن مع التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، مع الحد من تناول اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة، كذلك عليك بالحفاظ على وزنك صحيًا من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والإقلاع عن التدخين وعدم تناول الكحول، ومن المهم إجراء الفحوصات الروتينية الدورية للقولون بعد عمر الخمسين، وباتباع هذه الإجراءات الوقائية يمكنك تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والحفاظ على صحتك، ومن المهم استشارة الطبيب ومراجعته لتحديد لك الخطة المناسبة للوقاية من سرطان القولون وفق حالتك الصحية وتاريخك العائلي.
الاسئلة الشائعة
كيف أعرف أن سرطان القولون منتشر؟
تعتمد معرفة وجود المرض على مجموعة من الفحوصات الطبية التي يجريها الطبيب، وليست هناك أي اعراض محددة تدل على انتشار المرض بشكل قاطع، وبالرغم من هذا هناك عدد من الأعراض التي تشير لاحتمالية انتشار سرطان القولون، منها الشعور بالتعب الشديد والشعور بالإرهاق، وفقدان الوزن فجأة بدون أسباب، والتقلصات في مناطق مختلفة عن البطن مثل العظام، بالإضافة إلى ظهور أعراض أخرى تتعلق بالقولون، ولهذا من المهم إجراء الفحوصات الطبية التي تلزم لتشخيص الحالة وتحديد مدى انتشار المرض، ولتحديد خطة العلاج المناسبة.
كيف يكون وجع سرطان القولون؟
يختلف الألم من فرد لآخر وقد تشبه أعراض وجع سرطان القولون من شخص لآخر، ويمكن أن تشبه أعراض الألم العديد من الحالات الأخرى، وبعض الأفراد يمكن ألا يشعروا بالألم على الإطلاق، وهناك من يشعرون بالألم الخفيف أو المتقطع بالبطن، ويكون الألم مشابهًا لألم التشنجات بالبطن “المغص” ومع تقدم المرض يصبح الألم أكثر شدة وثباتًا، وتجدر الإشارة إلى أن ألم البطن ليس هو العرض الوحيد لسرطان القولون، ولكنه يكون مصحوبًا بعدد من الأعراض المختلفة الأخرى مثل نزول دم مع البراز، أو فقدان الوزن السريع والمفاجئ بدون مبررات.
كيف أعرف أني مصاب بالسرطان؟
للتعرف على ما إذا كنت مصابًا بالسرطان أم لا، ففي حقيقة الأمر ليست هناك إجابة محددة، إلا أن أعراض السرطان تختلف وفق نوعه ومكان انتشاره بالجسم، ولكن هناك بعض العلامات التي يمكن تسميتها بأنها علامات تحذيرية وهي تدل على وجود مشكلة صحية لديك تحتاج إلى استشارة الطبيب ومراجعته وأبرز هذه الأعراض التعب المستمر، خسارة الوزن بدون سبب، ظهور كتلة أو تورم، تغير في عادات المثانة أو الأمعاء، نزيف غير طبيعي، سعال مستمر، وظهور التقرحات التي لا تلتئم، وعند ملاحظة أي من تلك الأعراض من المهم استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة ولتشخيص الحالة بدقة.
ما اعراض السرطان بشكل عام؟
تختلف أعراض السرطان وفق نوع السرطان ومكان انتشاره بالجسم، ويمكن ألا تظهر أي أعراض يالمراحل المبكرة، وبالرغم من ذلك قد تعاني من بعض الأعراض المختلفة التي تشير إلى وجود مشكلة صحية تعاني منها تحتاج إلى مراجعة الطبيب، وأبرز تلك الأعراض الارهاق الشديد والشعور بالتعب باستمرار وظهور كتلة أو تورم بمكان ما، مع النزيف الغير طبيعي أو السعال المستمر، ومن المهم ملاحظة الأعراض التي قد تكون ناتجة عن أسباب أخرى غير السرطان، ولهذا من المهم استشارة الطبيب لتشخيص الحالة بدقة.
في النهاية، نتمنى منكم الذهاب فورًا إلى طبيب الباطنة والجهاز الهضمي إذا لاحظتم أي علامة من أعراض سرطان القولون المذكورة في المقال حتى يستطيع الطبيب تشخيص الحالة بدقة من خلال إجراء بعض الفحوص واختبارات الدم، مثل: اختبار دلالات الأورام، وتحليل تعداد الدم الكامل، أو استخدام أشعة الرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) للتحقق من وجود سلائل أو كتل ورمية في القولون.
أيضا