

إن سرطان الكبد هو سادس أكثر أنواع السرطانات انتشارًا في جميع أنحاء العالم في عام 2020، بالفعل هو مرض معقد وخطير يؤثر في آلاف الأشخاص حول العالم. كواحد من أنواع السرطان الأسرع نمواً في الدول المتقدمة، من الضروري فهم الأعراض المختلفة المرتبطة به، بدءاً من العلامات الأولى الخفية إلى المظاهر الأكثر حدة في مراحل متقدمة، قد يكون التعرف إلى أعراض سرطان الكبد المفتاح للكشف المبكر والعلاج الفعال.
أنواع سرطان الكبد
يمكن تصنيف سرطان الكبد إلى نوعين رئيسيين: سرطان الكبد الأوليّ، الذي ينشأ في الكبد، وسرطان الكبد الثانوي، الذي انتقل إلى الكبد من جزء آخر من الجسم.
أكثر أنواع سرطان الكبد الأولي شيوعاً هو سرطان الخلايا الكبدية (HCC)، الذي يمثل ما يقرب من 90% من الحالات. تشمل الأنواع الأقل شيوعاً سرطان القنوات الصفراوية داخل الكبد (ICC) والساركوما الوعائية الذي يتكوّن ضمن بطانة الأوعية الدموية والأوعية اللمفاوية.
يمكن أن تختلف أعراض سرطان الكبد بشكل كبير اعتمادًا على مرحلة المرض وصحة الفرد العامة. في المراحل المبكرة، قد لا تظهر أعراض واضحة، مما يجعل اكتشافه صعبًا، ومع تقدم المرض، قد تبدأ مجموعة من الأعراض في الظهور. لنناقش ذلك بالتفصيل.
ما هي أعراض سرطان الكبد المبكرة؟
في المراحل المبكرة من سرطان الكبد، قد يعاني الأفراد من أعراض خفية وغير محددة، مثل:
- التعب والشعور العام بالضعف.
- فقدان الشهية أو الشعور بالشبع بعد وجبة صغيرة.
- فقدان الوزن غير المقصود.
- عدم الراحة أو الألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
يمكن في كثير من الأحيان أن تختلط هذه الأعراض مع حالات أقل خطورة، مما يجعل التشخيص المبكر أكثر تحديًا.
ما هي اعراض سرطان الكبد المتاخرة
تظهر أعراض سرطان الكبد في مراحله المتأخرة عندما يكون الورم قد انتشر وأثر بشكل كبير على وظائف الكبد وعلى الجسم بأكمله، وفيما يلي تفصيل دقيق لهذه الأعراض كالتالي:
- اصفرار الجلد وبياض العينين ويعد من أبرز العلامات نتيجة لتراكم مادة البيليروبين في الدم بسبب عجز الكبد عن التخلص منها.
- انتفاخ ملحوظ في منطقة البطن بسبب تراكم السوائل داخل التجويف البطني وهي حالة تعرف بالاستسقاء وتؤدي إلى شعور بالثقل والانزعاج.
- فقدان الشهية بشكل مستمر حيث يعجز المريض عن تناول الطعام ويشعر بالشبع سريعًا حتى بعد تناول كميات صغيرة جدًا.
- فقدان غير مبرر للوزن نتيجة عدم قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية بشكل سليم بسبب ضعف وظائف الكبد.
- شعور دائم بالغثيان يصاحبه قيء في كثير من الأحيان دون وجود سبب واضح لذلك مما يؤدي إلى تدهور الحالة العامة.
- تضخم في الكبد يشعر به المريض على هيئة كتلة أو ضغط أسفل القفص الصدري في الجهة اليمنى وقد يكون مصحوب بألم مستمر.
- تضخم في الطحال يظهر أسفل الضلوع في الجانب الأيسر من الجسم وقد يسبب شعورًا بالامتلاء والانزعاج
- ألم مستمر أو متكرر في الجزء العلوي من البطن وأحيانًا يمتد إلى الكتف أو الظهر ويزداد سوء مع الوقت.
- حكة شديدة ومزعجة في الجلد تحدث نتيجة تراكم السموم في الدم والتي يعجز الكبد عن تصفيتها.
- تغير لون البول ليصبح داكن يميل إلى البني بينما يتحول لون البراز إلى الفاتح أو الرمادي أو الطيني.
- إرهاق دائم وضعف عام حتى مع القيام بأبسط الأنشطة اليومية بسبب سوء التغذية وتراكم السموم في الجسم.
- ارتفاع في درجة الحرارة أو حمى متكررة نتيجة الالتهابات المصاحبة لتطور الورم.
- ظهور أوردة بارزة على سطح البطن نتيجة اضطراب في تدفق الدم بسبب تأثر الدورة الدموية داخل الكبد.
- سهولة حدوث كدمات على الجلد أو نزيف من الأنف أو اللثة بسبب تراجع قدرة الكبد على إنتاج بروتينات التجلط.
- في بعض الحالات المتقدمة تظهر أعراض نادرة مثل تضخم الثدي لدى الرجال أو اضطراب في مستوى السكر في الدم أو ارتفاع في الكالسيوم مما يؤدي إلى شعور بالتشويش وضعف التركيز وإمساك شديد وارتباك ذهني.
هذه الأعراض تدل على تدهور كبير في وظائف الكبد وتحتاج إلى تدخل طبي عاجل مع تقييم شامل لتحديد خطة العلاج المناسبة وتخفيف حدة الأعراض والسيطرة على مضاعفات المرض.
بعض أعراض سرطان الكبد قد تكون خفية… لكن اكتشافها مبكرًا يصنع الفرق. في مستشفى الموسى التخصصي، نوفر فحوصات دقيقة وتشخيصًا متخصصًا لحالات سرطان الكبد، مع فريق طبي متمرس في أمراض الكبد والأورام. لا تنتظر الأعراض المتقدمة احجز الآن فحصك واستشارتك في مركز الأورام.
أسباب سرطان الكبد
فهم الأسباب والعوامل المرتبطة بسرطان الكبد أمر بالغ الأهمية للكشف المبكر والوقاية، وقد حدد العلماء العديد من العوامل التي تساهم في تطور هذا المرض، منها:
- الأمراض الكبدية المزمنة: فإن الإصابة بحالات، مثل التهاب الكبد B والتهاب الكبد C وتليف الكبد يمكن أن تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الكبد.
- الاستهلاك المفرط للكحول: يمكن أن يؤدي الاستخدام المطول والمكثف للكحول إلى تليف الكبد وزيادة خطر إصابة الشخص بالسرطان.
- السمنة والسكري من النوع الثاني: ترتبط هذه الاضطرابات الأيضية بزيادة احتمالية تطور سرطان الكبد لدى البعض، خاصة عند عدم ضبط الحالة أو علاجها لفترات طويلة.
- التعرض للسموم: يمكن أن يساهم التعرض لمواد كيميائية، مثل الأفلاتوكسين الموجود في الطعام الملوث في تطور سرطان الكبد.
- العوامل الوراثية: يمكن لبعض الطفرات الوراثية والاضطرابات الجينية، مثل: داء ترسب الأصبغة الدموية أن تزيد من احتمالية الإصابة.
فهم هذه العوامل يمكن أن يساعد الأفراد على اتخاذ خطوات استباقية؛ لتقليل فرص تطور سرطان الكبد، مثل الحفاظ على نمط حياة صحي، وإدارة الحالات الكبدية المزمنة، والسعي لإجراء فحوصات طبية منتظمة.
هل يظهر سرطان الكبد في تحليل الدم؟
عادة ما يتضمن تشخيص سرطان الكبد مجموعة من الفحوصات والإجراءات، التي أهمها بالتأكيد تحاليل الدم. تشمل أبرز الطرق التشخيصية المتاحة ما يلي:
- تحاليل الدم: قياس مؤشرات حيوية محددة، مثل ألفا فيتوبروتين (AFP) يمكن أن يوفر رؤى قيمة حول وجود سرطان الكبد.
- فحوصات التصوير: مثل الموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية (CT) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والفحص بالتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) يمكن أن تساعد على تصور وتوصيف أي تشوهات أو أورام داخل الكبد.
- الخزعة: في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى الحصول على عينة صغيرة من نسيج الكبد؛ لتأكيد التشخيص وتحديد نوع السرطان.
- الإجراءات التنظيرية: يمكن أن تساعد إجراءات، مثل التنظير وتصوير القنوات الصفراوية عبر الجلد (PTC) في تقييم القنوات الصفراوية وتحديد أي انسدادات أو تشوهات.
تسمح هذه الأساليب التشخيصية، التي غالباً ما تُستخدم معاً، لمقدمي الرعاية الصحية بتحديد مرحلة السرطان بدقة وتطوير خطة علاج مناسبة.
اقرأ ايضأ : هل يمكن الشفاء من مرض تليف الكبد؟
علاج سرطان الكبد المبكر
الكشف المبكر والتدخل ضروريان لتحسين التوقعات للأفراد المصابين بسرطان الكبد. عند اكتشافه في المراحل المبكرة، قد يكون سرطان الكبد أكثر استجابة لخيارات العلاج، مثل:
- الاستئصال الجراحي: إزالة الجزء المصاب من الكبد يمكن أن يكون علاجًا فعالًا للأورام الصغيرة الموضعية.
- زراعة الكبد: بالنسبة للأفراد الذين يعانون من مرض كبدي متقدم وأورام صغيرة، قد يكون زرع الكبد خيارًا قابلًا للتطبيق.
- العلاجات الاستئصالية: تقنيات، مثل الاستئصال بالترددات الراديوية يمكن استخدامها لتدمير الأورام الصغيرة في الكبد دون الحاجة إلى جراحة.
- العلاج الكيميائي الموضعي: تتضمن هذه الإجراءات توصيل أدوية العلاج الكيميائي مباشرة إلى الورم، مع حجب وصول الدورة الدموية للمنطقة المصابة.
- الأدوية المستهدفة والعلاج المناعي: العلاجات المبتكرة التي تستهدف مسارات محددة أو تعزز قدرة الجهاز المناعي على محاربة خلايا السرطان دون الضرر بالخلايا السليمة قدر الإمكان.
تلقي تشخيص صحيح بسرطان الكبد يمكن أن يكون تجربة مربكة وصعبة عاطفيًا. من المهم للأفراد وأحبائهم البحث عن الدعم والموارد للمساعدة في إدارة الجوانب الجسدية والعاطفية والعملية للمرض.
علاج اعراض سرطان الكبد المتاخرة
في المراحل المتأخرة من سرطان الكبد لا يكون الهدف الأساسي هو الشفاء التام من المرض، بل يكون التركيز الأكبر على تخفيف الأعراض وتحسين نوعية حياة المريض قدر المستطاع، ويعرف هذا النوع من الرعاية باسم العلاج التلطيفي، وهو يشمل مجموعة من التدخلات الطبية والدعم النفسي والاجتماعي، وفيما يلي شرح مفصل لأنواع العلاجات المستخدمة كالتالي:
تخفيف الألم والإرهاق
يعتبر الألم أحد الأعراض الشائعة في هذه المرحلة لذلك يعتمد على المسكنات القوية مثل المورفين ومشتقاته لتخفيف الألم بشكل فعال، كما تستخدم أدوية إضافية للسيطرة على الغثيان والقيء وتحسين الشهية مثل مضادات القيء ومركبات الستيرويد، ويتم تقديم نصائح غذائية للمريض لتقليل الشعور بالإرهاق مثل تناول وجبات صغيرة على فترات منتظمة والابتعاد عن الأطعمة الدهنية أو الثقيلة التي تجهد الكبد.
معالجة الاستسقاء واليرقان
يعاني الكثير من المرضى في هذه المرحلة من انتفاخ في البطن بسبب تراكم السوائل المعروفة بالاستسقاء، وفي هذه الحالة قد يلجأ الأطباء إلى سحب السوائل يدويًا من البطن لتخفيف الضغط وتحسين التنفس والشهية، وفي بعض الحالات يتم تركيب أنبوب دائم لتصريف السوائل أما في حالة اليرقان الناتج عن انسداد القنوات الصفراوية فيستخدم إجراء تركيب دعامة داخل القناة الصفراوية لتسهيل مرور العصارة الصفراوية وتقليل تراكمها في الجسم.
استخدام العلاج الإشعاعي
في بعض الحالات يستخدم العلاج الإشعاعي لتقليص حجم الأورام أو تقليل الضغط الذي تُحدثه الأورام على الأعضاء المحيطة مثل الحجاب الحاجز أو الأمعاء، مما يساعد على تخفيف الألم وتحسين عملية التنفس والهضم وهو لا يستخدم للعلاج النهائي بل لتخفيف المعاناة وتحسين الراحة الجسدية.
الدعم النفسي والاجتماعي
في هذه المرحلة يكون الدعم النفسي ضروري جدًا فالكثير من المرضى يشعرون بالخوف أو القلق أو الاكتئاب نتيجة لتدهور حالتهم الصحية، ولذلك تقدم جلسات دعم نفسي فردية أو جماعية بإشراف مختصين، كما يقدم الدعم الاجتماعي من خلال التواصل مع مجموعات دعم مخصصة للمرضى المصابين بالسرطان مما يُساعد على تبادل الخبرات والتخفيف من الشعور بالعزلة.
المتابعة والرعاية المستمرة
تتطلب المرحلة المتأخرة من سرطان الكبد متابعة مستمرة من الفريق الطبي لتقييم فعالية العلاجات التلطيفية وضبط الأدوية حسب الحاجة، كما يتم متابعة الوظائف الحيوية للمريض بانتظام لتفادي المضاعفات المفاجئة التي قد تنشأ نتيجة تدهور الكبد أو ظهور أعراض جديدة.
هل يشفي سرطان الكبد في بدايته؟
في حين أن إجابة السؤال السابق تعتمد على المرحلة المحددة وصحة المريض العامة والعلاج المتبع، إلا أن سرطان الكبد لديه فرصة جيدة للشفاء إذا اكتُشف مبكرًا وبدأ المريض علاجه بالجراحة أو علاجات الاستئصال أو حتى زراعة خلايا كبدية جديدة بشكل فوري.
هل سرطان الكبد يظهر فجأة؟
عادة لا يظهر سرطان الكبد فجأة، ولكن تكمن المشكلة الرئيسية المعرقلة للتشخيص هو أن الأعراض تميل إلى أن تكون غامضة وغير محددة، فالتعب وفقدان الوزن وألم البطن أعراض عامة قد تُشير إلى عدة أمراض أخرى أقل خطورة.
يُشكل سرطان الكبد تحديًا هائلاً، لكنه ليس مستعصيًا. فمع ازدياد الوعي بهذا المرض، وتطوّر أساليب الكشف المبكر، وتقدّم العلاجات الطبية، تلوح في الأفق إمكانية تحسين حياة المرضى بشكل ملحوظ.
فهم أعراض سرطان الكبد المتعددة، ومعرفة أسبابه، ووعي طرق التشخيص، كلها أدوات تمكّن الأفراد من مراقبة صحتهم عن كثب، والمسارعة بطلب العناية الطبية في الوقت المناسب.
يُشكل التعاون بين المرضى والأطباء والمجتمعات ركيزة أساسية في مواجهة هذا المرض. فمن خلال الجهود التوعوية، ودعم الأبحاث، وتوفير رعاية صحية أفضل، نستطيع أن نؤسس مستقبلٍ يُقهَر فيه سرطان الكبد، وتُصبح الحياة معه أكثر إيجابية وحيوية.
الأسئلة الشائعة
كيف أعرف أن السرطان انتشر في الكبد؟
لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى الكبد، يجب مراقبة ظهور أعراض مثل اصفرار الجلد والعينين، ألم في الجانب الأيمن من البطن، فقدان الوزن غير المبرر، فقدان الشهية، تورم البطن، والتعب المستمر. لتأكيد الانتشار، ينصح بإجراء فحوصات مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية، الأشعة المقطعية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، بالإضافة إلى اختبارات الدم لتقييم وظائف الكبد.
ما هي العلامات التي تدل على أن الكبد ليس بخير؟
تشير علامات مثل اصفرار الجلد والعينين، وتورم البطن والساقين، وحكة الجلد، وتغير لون البول إلى الداكن، والبراز إلى الفاتح، والتعب المستمر، والغثيان، وفقدان الشهية، وسهولة ظهور الكدمات، إلى احتمال وجود مشكلة في الكبد، عند ملاحظة هذه الأعراض لذلك ينصح باستشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد السبب بدقة.
كم يعيش مريض سرطان الكبد المرحلة الأولى؟
في المرحلة الأولى من سرطان الكبد يكون الورم محدود داخل الكبد ولم ينتشر إلى الأوعية الدموية أو الأعضاء الأخرى ومع العلاج المناسب مثل الجراحة أو زراعة الكبد يمكن أن تصل معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات إلى حوالي 50% أو أكثر.
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا