

من أكثر المهمات الدقيقة التي نحتاج أن نتعرف عليها بالتفصيل هي كيفية إعادة تأهيل مرضى الزهايمر فهي برامج متكاملة تهدف إلى تحسين جودة حياة مريض الزهايمر، وتثقيف الأسر بكيفية التعامل معه بشكل سليم حتى يمكنه القيام بأبسط الأنشطة اليومية بإدراك، في هذا المقال سنتعرف بالتفصيل على تصرفات مريض الزهايمر، وكيفية تأهيله، وما أهمية ذلك للمريض والأسرة أيضًا.
ما هو مرض الزهايمر؟
مرض الزهايمر Alzheimer`s disease هو حالة من الاضطراب الذهني بسبب ترسبات لبعض البروتينات في خلايا الدماغ، مما ينتج عنه تلف في الأعصاب وفقدان الاتصال بين الخلايا الدماغية المختلفة، ويؤثر ذلك المرض على الذاكرة قصيرة المدى مع تدهور في الحالة العقلية للمريض كما أنه من مسببات الخرف، مما يتوجب السير في خطة علاج تجمع بين تقليل الأعراض مع برامج إعادة تأهيل مرضى الزهايمر.
تصرفات مريض الزهايمر
تختلف بالطبع تصرفات مريض الزهايمر من مرحلة لأخرى حسب تطور المرض، وكونه يصيب كبار السن بشكل خاص، ويمكن تلخيص أكثر التصرفات شيوعًا كالتالي:
- فقدان الذاكرة قصير المدى ونسيان المعلومات الحديثة.
- الانسحاب الاجتماعي، والعزلة، وعدم الاندماج أو التفاعل مع الآخرين.
- في بعض الحالات قد يكرر المريض بعض الأسئلة لأكثر من مرة بسبب فقدان الذاكرة.
- صعوبة في التواصل مع الآخرين، وعدم القدرة على اختيار الكلام المناسب للتحدث.
- تكرار بعض الأفعال بشكل مستمر مثل إعادة ترتيب بعض الأشياء بسبب تشوش الذاكرة.
- في الأماكن العامة قد يظهر بعض السلوكيات المندفعة وغير المسؤولة، وهذا عرض طبيعي.
- يصبح أكثر اعتمادًا على من حوله خاصةً في أداء الأنشطة اليومية مثل ارتداء الملابس، والأكل، وغيرها.
مراحل إعادة تأهيل مرضى الزهايمر
يقسم الأطباء مراحل إعادة تأهيل مرضى الزهايمر إلى برامج متتالية، وذلك لتحقيق أفضل نتائج وتحقيق الغاية من العلاج، وتشمل تلك المراحل ما يلي:
تقييم الحالة
يبدأ الطبيب أولًا بتقييم الحالة لمعرفة مدى استجابة المريض للعلاج ولأي مرحلة وصل ضعف الذاكرة، والكشف عن أي أعراض نفسية مصاحبة للمرض، مع عمل تاريخ طبي كامل للمريض من خلال سؤال أحد أفراد الأسرة.
وضع خطة العلاج
بعد عمل تقييم للحالة يقوم الطبيب بوضع خطة علاج شاملة لا تخلو أبدًا من العلاج الدوائي اللازم لمريض الزهايمر، بالإضافة إلى برامج إعادة تأهيل مريض الزهايمر التي تناسب حالته.
تقديم الدعم النفسي
وتلك المرحلة تشمل عمل جلسات نفسية لمريض الزهايمر الخاصة ببرامج العلاج السلوكي المعرفي، وذلك لمساعدة المريض في التغلب على حالة التوتر والقلق، والتقلبات المزاجية الحادة التي يمر بها، كما تساعد على تنشيط الذاكرة مرة أخرى وتحفيز وظائف الدماغ.
التأهيل الجسدي
يوصي الأطباء بمستشفى الموسى باتباع بروتوكول علاجي يعتمد على التمارين الرياضية التي تساعد في تحسين قوة المريض البدنية، وتساعده على التوازن واستعادة التنسيق أثناء المشي والحركة.
تدريب شامل على الأنشطة اليومية
وتشمل تلك المرحلة تدريب المريض على جميع الأنشطة اليومية مثل طريقة الأكل، ارتداء الملابس، وكيفية التنقل داخل المنزل وكيفية التواصل والتحدث مع الآخرين، ويقوم الطبيب بعمل قوائم منظمة تشمل جميع الأنشطة وتقييم لأداء المريض.
تدريب وتثقيف الأسرة
في تلك المرحلة يبدأ الأطباء في تثقيف الأسر وتدريبها على كيفية التعامل مع مريض الزهايمر بالمنزل، مع تعريفهم بطرق الرعاية المناسبة، وتساعدهم على تقبل الأعراض السلوكية والنفسية الغريبة والتعامل معها بطريقة صحيحة, وأخيرًا تقديم الدعم النفسي للأسرة لتقبل المرض دون كلل أو إرهاق.
أهم أهداف إعادة تأهيل مرضى الزهايمر
يقدم مركز التأهيل المتخصص في مستشفى الموسى مجموعة من البرامج الفعالة لتحقيق أهم أهداف إعادة تأهيل مرضى الزهايمر، والتي تشمل:
- تحسين القدرة المعرفية للمريض:
تعمل البرامج على تحسين وظائف الدماغ لمريض الزهايمر من خلال تحسين قدرته على التركيز، والتفكير بشكل صحيح باستخدام بعض التمارين الذهنية.
- تعزيز التفاعل والتواصل:
تهدف أيضًا إلى تعليم المريض مجموعة من التقنيات للتواصل مع الآخرين والتفاعل المباشر معهم، من خلال تعليمه كيفية التعبير عما بداخله من مشاعر وأفكار.
- تقليل التدهور الوظيفي:
يساعد العلاج التأهيلي على تحسين المهارات وتعزيز الوظائف الذهنية والحركية للمريض، مما يجعله عضو فعال داخل المنزل.
- تعزيز ودعم الاستقلالية:
يساعد التأهيل على تدريب المريض على جميع الأنشطة الحياتية اليومية مثل الملبس والأكل مما يعزز من استقلالية المريض ويرفع العبء عمن حوله.
- السيطرة على الأعراض السلوكية:
يساعد إعادة تأهيل مرضى الزهايمر في السيطرة على الأعراض السلوكية غير الطبيعية مثل التمرد والتعامل بعدوانية، كما أنه يساعد في التحكم في حالة التوتر والقلق.
- تعزيز الدعم الاجتماعي:
يهدف العلاج إلى توجيه الأسرة لكيفية التعامل مع مريض الزهايمر بشكل صحيح دون الشعور بأي ضغوط، مما يعزز البيئة الداعمة حوله.
- رفع الروح المعنوية للمريض والأسرة:
من خلال جلسات الدعم النفسي للمريض التي تشعره بالأمل في الشفاء وعدم اليأس، والدعم الأسري أيضًا الذي يبين للأسرة دورها الحقيقي في حياة المريض، وقيمة ما يقدمونه له من علاج وخدمات.
أهمية برامج إعادة تأهيل مرضى الزهايمر
تتنوع أهمية برامج إعادة تأهيل مرضى الزهايمر تبعًا لهدف البرنامج وما يمكن أن يقدمه للمرضى والمحيطين، وتشمل الآتي:
- أهمية التأهيل المعرفي: يساعد التأهيل المعرفي على عمل أنشطة على يد متخصصين تساهم في تنشيط الذاكرة لمريض الزهايمر، ويشمل بعض الألعاب والتمارين التي تحفز وظائف الدماغ، مما يساعد في استعادة الذكريات.
- أهمية التأهيل الوظيفي: ويشمل تقنيات عديدة تساعد في تحسين المهارات الحركية لدى المريض فتساعده في الاستقلالية سواء في الأكل أو الملبس أو سائر الوظائف الحياتية.
- أهمية التأهيل النفسي والسلوكي: هناك برامج متميزة مثل برامج العلاج السلوكي المعرفي وتهتم بتقديم الدعم العاطفي للمريض وتقلل الشعور بالتوتر والاكتئاب فتساعده في التعايش مع المرض بنفسية أفضل.
- أهمية التأهيل البدني: يساعد التأهيل البدني على استعادة الحركة المتوازنة والتنسيق أثناء المشي أو أداء أي نشاط داخل المنزل، مما يقلل من مخاطر صحية كبيرة، وذلك من خلال عمل تمارين مخصصة للمشي وحفظ التوازن يتم ممارستها مع متخصصين.
حتى تحصل على أفضل برامج إعادة تأهيل مرضى الزهايمر يمكنك التواصل فورًا مع الفريق الطبي في مستشفى الموسى التخصصي، والذي يضم مجموعة من أفضل أطباء والمتخصصين في الدعم النفسي وإعادة التأهيل، فهناك مركز متخصص يوفر خدمة طبية ممتازة للمرضى ويتم المتابعة مع أسرة المريض باستمرار عن كيفية سير خطة العلاج.
الأسئلة الشائعة
نتعرف فيما يلي على أهم الأسئلة التي ترد إلينا من متابعينا عن إعادة تأهيل مرضى الزهايمر ونجيب عنها بالتفصيل:
ما هي مراحل الزهايمر السابعة؟
مرض الزهايمر هو مرض تدريجي يشمل 7 مراحل متتالية تختلف في حدتها وتشمل المرحلة الأولية بدون أعراض واضحة، ثم مرحلة فقدان طفيف في الذاكرة، ثم مرحلة التأثير على الأنشطة اليومية، ثم مرحلة الفقدان المعرفي، ثم فقدان الذاكرة الشديد، ثم تدهور الحالة بشكل كبير، والمرحلة الأخيرة أو النهائية تشمل فقدان كامل للذاكرة.
كيف تساعد إعادة التأهيل مرضى الزهايمر؟
إعادة التأهيل يساعد مرضى الزهايمر على التعايش مع المرض بطريقة أفضل من خلال تحسين الذاكرة وتحسين قدرة المريض على عمل احتياجاته اليومية البسيطة دون الاعتماد على الآخرين دائمًا.
هل تحسنت حالة أي شخص من مرض الزهايمر؟
نعم، تحسنت حالات كثيرة من مرض الزهايمر حتى وإن كان الشفاء التام مستبعد إلا أن برامج إعادة تأهيل مرضى الزهايمر قد ساعدت في تحسين العديد من الحالات حتى استعادت جزء كبير من حياتها وأنشطتها اليومية وتحسنت بنسبة كبيرة.
المصادر والمراجع
Cognitive Rehabilitation in Alzheimer’s Disease
أيضا