احتشاء عضلة القلب هو أحد أخطر الحالات الطبية المهددة للحياة ويحدث نتيجة الانسداد المفاجئ في تدفق الدم إلى القلب، وهذا الانسداد يؤدي إلى تلف أنسجة القلب ويؤثر بصورة مباشرة على وظيفته، وقد أصبح احتشاء عضلة القلب مشكلة كبيرة تحتاج الوعي والاهتمام الخاص، وفي تلك السطور مع مستشفى الموسى التخصصي نتعرف على أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية وكذلك العلاج لضمان قلب سليم وحياة أفضل بصحة جيدة، فضلًا تابع القراءة.
ما هو احتشاء عضلة القلب
يعتبر احتشاء عضلة القلب حالة طبية طارئة تحدث عند انقطاع تدفق الدم إلى جزء من عضلة القلب، وهو يؤدي إلى تلف الأنسجة ويحدث هذا الانسداد نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول بالشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب بالدم، وعند تراكم تلك اللويحات الدهنية فهي تعمل على تضيق الشرايين وبالتالي التقليل من تدفق الدم، وفي بعض الحالات يمكن أن تنفجر تلك اللويحات وبالتالي تكوين جلطة دموية تسد الشريان تمامًا، ونتيجة لذلك يتم حرمان جزء من عضلة القلب من الأكسجين والمواد المغذية التي يحتاج إليها للبقاء على قيد الحياة، وفي حالة عدم استعادة تدفق الدم بسرعة تبدأ خلايا عضلة القلب في الموت، وبالتالي يؤدي ذلك إلى التلف الدائم، كما يعتمد حجم الضرر على حجم المنطقة المتأثرة وكذلك على مدة انقطاع تدفق الدم.
ما هي أنواع احتشاء عضلة القلب
يصنف احتشاء عضلة القلب إلى عدد من الأنواع بناء على شدة الانسداد بالشرايين التاجية أو التغيرات التي تظهر في تخطيط كهربية القلب ECG وتلك الأنواع تأتي على النحو التالي:
احتشاء عضلة القلب بارتفاع مقطع STEMI
وهو يحدث عندما يكون هناك انسداد بالكامل في الشريان التاجي، ويظهر تخطيط كهربية القلب ارتفاع ملحوظ في مقطع ST ويعتبر هذا النوع هو الأكثر خطورة ويتطلب التدخل الطبي الفوري لفتح الشريان المسدود.
احتشاء عضلة القلب غير المصحوب بارتفاع مقطع NSTEMI
يحدث عند انسداد الشريان التاجي جزئيًا، وقد لا يظهر تخطيط كهربية القلب ارتفاع في مقطع ST إلا أنه يظهر تغيرات أخرى، ويعتبر هو أقل خطورة من STEMI إلا أنه لا يزال يتطلب العلاج الفوري.
احتشاء عضلة القلب من النوع الثاني
ويحدث هذا النوع عند وجود عدم توازن بين إمداد عضلة القلب بالأكسجين واحتياجاتها له، فعلى سبيل المثال بحالات فقر الدم الشديد أو الانخفاض الشديد في ضغط الدم.
احتشاء عضلة القلب الصامت
بعض الأفراد يصابوا بالنوبات القلبية بدون ظهور أعراض ملحوظة، ويتم اكتشاف هذا النوع عند إجراء تخطيط كهربية القلب أو عبر الفحوصات المختلفة الأخرى.
أعراض احتشاء عضلة القلب
يمكن أن تختلف أعراض احتشاء عضلة القلب من فرد لآخر وقد لا يعاني بعض الأفراد من أي علامات وهو ما يعرف بالنوبة القلبية الصامتة، والأعراض الأكثر شيوعًا تتمثل فيما يلي:
- ألم الصدر، والشعور بالضغط أو الحرقان أو الثقل في منتصف الصدر أو بالجانب الأيسر منه، وقد يستمر الألم لدقائق أو يزول ويعود، ومن الممكن أن ينتشر الألم إلى الذراعين بالأخص الذراع اليسرى، أو الكتفين أو الرقبة أو الفك أو الظهر.
- الضيق في التنفس مع ألم الصدر أو بدونه.
- التعرق البارد أو الغزير.
- الغثيان أو الرغبة في التقيؤ.
- القلق الشديد أو الخوف من الموت.
وهناك عدد من الأعراض المحتملة مثل خفقان القلب أي تسارع ضربات القلب، والشعور بالتعب الشديد، والألم في البطن، وقد تختلف الأعراض بين الرجال والنساء، وقد تكون الأعراض أقل وضوحًا لدى مرضى السكر وكبار السن.
أسباب احتشاء عضلة القلب
يحدث احتشاء عضلة القلب للعديد من الأسباب الرئيسية وهي:
- تصلب الشرايين، وهو السبب الأكثر شيوعًا، وتتراكم اللويحات الدهنية بالشرايين التاجية وبالتالي تضييقها والتقليل بالتالي من تدفق الدم، ويمكن أن تنفجر تلك اللويحات مما يؤدي إلى تكوين الجلطة الدموية التي تسد الشرايين تمامًا.
- يمكن أن تتكون جلطة دموية في مكان اللويحة المتراكمة، وبالتالي الانسداد الكامل للشرايين.
- في بعض الحالات النادرة، يمكن أن يحدث تشنج في الشريان التاجي وبالتالي توقف تدفق الدم إلى عضلة القلب.
في حالات نادرة قد يحدث احتشاء عضلة القلب نتيجة انسداد الشريان التاجي بسبب جلطة دموية انتقلت من مكان لآخر بالجسم، تمزق الشريان التاجي، التهاب الشريان التاجي، وإدمان بعض المخدرات مثل الكوكايين، كذلك هناك عدد من عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية حدوث احتشاء عضلة القلب منها ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول في الدم، التدخين، داء السكري، السمنة، عدم ممارسة التمارين الرياضية، التاريخ العائلي لأمراض القلب التاجية، والعمر حيث يزداد الخطر مع التقدم في العمر.
يمكنك الاطلاع على أعراض أمراض القلب التاجية وطرق التشخيص والعلاج
طرق علاج احتشاء عضلة القلب
علاج احتشاء عضلة القلب يعتمد على سرعة التدخل الطبي، وهو يهدف بصورة أساسية إلى استعادة تدفق الدم إلى عضلة القلب بأسرع وقت لتقليل حجم الضرر، وتتضمن طرق العلاج ما يلي:
- استخدام الأدوية، مثل الأسبرين الذي يعطى فورًا لمنع تكون المزيد من الجلطات الدموية، النتروجليسرين لتوسيع الأوعية الدموية وتخفيف ألم الصدر، مخففات الألم مثل المورفين، والأدوية المذيبة للجلطات، وهي تعطى في حالات معينة لإذابة الجلطة الدموية التي تسد الشريان التاجي، بالإضافة إلى الأدوية الأخرى مثل مثبطات بيتا ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، بهدف تقليل الضغط على القلب ومنع المضاعفات.
- القسطرة التاجية، وهو إجراء بسيط يتم به إدخال قسطرة رفيعة من خلال شريان في الفخذ أو الرسغ إلى الشرايين التاجية، ويتم نفخ بالون صغير للعمل على توسيع الشريات المسدود، ثم وضع دعامة لإبقاء الشريان مفتوحًا.
- جراحة مجازة الشريان التاجي وهي جراحة قلب مفتوح يتم بها أخذ شريان أو وريد من جزء آخر من الجسم وتوصيله بالشريان التاجي لتجاوز الجزء المسدود، وتلك الجراحة يتم اللجوء إليها بحالات الانسدادات المتعددة أو المعقدة.
- العلاج التأهيلي القلبي وهو يتضمن التمارين الرياضية التي تخضع للإشراف الطبي، وتغيير نمط الحياة، مع الاستشارات النفسية لدعم التعافي.
كيفية التعايش مع احتشاء عضلة القلب
فكرة التعايش مع تلك المشكلة الصحية تحتاج إلى الكثير من التغييرات بنمط الحياة، مع ضرورة الالتزام بالخطة العلاجية المحددة، وهناك بعض النصائح والإرشادات التي تساعد على التعايش بصورة أفضل، وهي تتضح فيما يلي:
- المتابعة الطبية المنتظمة، والتي تتضمن زيارة الطبيب لتقييم فعالية العلاج، والالتزام بتناول الأدوية، وإجراء الفحوصات الدورية مثل تخطيط كهربية القلب وتحاليل الدم وفق توجيهات الطبيب.
- تغيير نمط الحياة من خلال اتباع نظام غذائي صحي بتناول الأطعمة الغنية بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، والتقليل من تناول الدهون المشبعة والدهون المتحولة والكوليسترول والصوديوم، واختيار البروتينات الصحية مثل الدجاج والأسماك والبقوليات.
- استشارة الطبيب قبل البدء في أي برنامج رياضي، وبداية التمارين الخفيفة وزيادة شدتها تدريجيًا، وومارسة التمارين الهوائية مثل المشي والسباحة وركوب الدراجات بانتظام.
- ضرورة الإقلاع عن التدخين، وتعلم تقنيات الاسترخاء وممارسة الأنشطة والحصول على القسط الكاف من النوم.
- الحفاظ على الوزن الصحي، وبرامج التأهيلي القلبي توفر الدعم والتوجيه للمساعدة على التعافي.
طرق الوقاية من احتشاء عضلة القلب
تعتمد الوقاية على تقليل عوامل الخطر المختلفة التي تزيد من احتمالية الإصابة بالاحتشاء في عضلة القلب، وأهم طرق الوقاية تتضح فيما يلي:
- اتباع النظام الغذائي الصحية من خلال تناول الأطعمة الغنية بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وتقليل تناول الدهون المشبعة والدهون المتحولة والصوديوم والكوليسترول، وتناول الأطعمة التي تشتمل على البروتينات الصحية مثل البقوليات، الأسماك أو الدجاح بدون جلد.
- ممارسة التمارين الهوائية مثل السباحة، المشي، وركوب الدراجات لمدة نصف ساعة على الأقل بمعظم أيام الأسبوع، مع ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء بأي برنامج رياضي.
- الإقلاع عن التدخين، والحفاظ على الوزن الصحي، وإنقاص الوزن بأمان في حالة وجود سمنة باستشارة الطبيب المعالج.
- تعلم تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا، مع الحصول على القسط الكاف من النوم يوميًا.
- قياس ضغط الدم بانتظام للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم والذي يعد من أهم عوامل الخطر.
- إجراء فحوصات الكوليسترول بانتظام، والحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي.
- زيارة الطبيب بانتظام لإجراء فحوصات القلب والأوعية الدموية.
أدوية تعالج احتشاء عضلة القلب
تستخدم مجموعة متنوعة من الأدوية لعلاج احتشاء عضلة القلب، وهذا يهدف إلى استعادة تدفق الدم إلى القلب والتقليل من خطر تلف عضلة القلب ومنع المضاعفات، وأبرز الأدوية الشائعة الاستخدام ما يلي:
- الأدوية المضادة لتخثر الدم، مثل الأسبرين لمنع تكون المزيد من الجلطات الدموية، وكلوبيدوجريل وبراسوغريل وتيكاغريلور والتي تعمل على منع الصفائح الدموية من التجمع وتكوين الجلطات، كذلك الهيبارين والذي يتم إعطائه بحالات معينة لمنع تكون الجلطات.
- أدوية إذابة الجلطات التي يتم إعطائها لإذابة الجلطة الدموية التي تسد الشريان التاجي.
- أدوية تخفيف ألم الصدر مثل المورفين، والنتروجليسرين.
- أدوية لتقليل الضغط على القلب مثل مثبطات بيتا ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
- أدوية خفض الكوليسترول، والتي تستخدم لخفض مستويات الكوليسترول بالدم وتقليل خطر الإصابة أمراض القلب.
أسئلة شائعة
ما الفرق بين الجلطة القلبية واحتشاء عضلة القلب؟
الجلطة القلبية تعتبر السبب الرئيسي لاحتشاء عضلة القلب، والجلطة القلبية هي انسداد أحد الشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب، وبالتالي انقطاع تدفق الدم لجزء من عضلة القلب، وبالتالي تموت خلايا هذا الجزء، وهو ما يعرف باسم احتشاء عضلة القلب، وهنا يكمن الفرق فإن الجلطة القلبية تؤدي إلى احتشاء عضلة القلب.
هل يمكن الشفاء من احتشاء عضلة القلب؟
يمكن الشفاء من احتشاء عضلة القلب، إلا أنه يعتمد ذلك على سرعة التدخل طبيًا ويعتمد كذلك على حجم الضرر بالقلب، فكلما تم استعادة تدفق الم سريعًا قلت الأضرار التي قد تلحق بعضلة القلب، وتزيد فرص الشفاء، كما أن الاحتشاء في عضلة القلب قد يترك ندبة في القلب، وهو الأمر الذي يؤثر على وظائف القلب في المستقبل، ولكن مع العلاج المناسب والتأهيل القلبي والتغيير في نمط الحياة يمكن للمرضى أن يتعايشوا بشكل جيد والعودة للحياة الطبيعية.
متى تكون نسبة عضلة القلب خطيرة؟
وظيفة عضلة القلب يتم قياسها بالنسبة المئوية للدم الذي يقوم البطين الأيسر بضخه مع كل نبضة، وهو ما يعرف بالكسر القذفي، والنسبة الطبيعية للكسر القذفي تتراوح بين 50% و70%، وعندما ينخفض الكسر القذفي إلى أقل من 40%، فهو مؤشر خطير، حيث يشير إلى ضعف في عضلة القلب والقصور في وظائفها، ويؤدي ذلك إلى أعراض مختلفة مثل التعب، تورم الساقين، والضيق في التنفس، ويمكن أن يكون مؤشرًا على فشل القلب، وكلما انخفضت النسبة زادت الخطورة، كما يجب استشارة طبيب القلب لتقييم الوضع وتحديد العلاج المناسب.
كيف أعرف أن عضلة القلب متعبة؟
يمكن أن تظهر علامات تعب عضلة القلب بالعديد من الأعراض، منها ضيق التنفس، بالأخص عند القيام بمجهود بسيط أو حتى بدون عمل أي مجهود أثناء الاستلقاء، والشعور بالتعب والإرهاق الشديد حتى بعد الراحة، وتورم الساقين والكاحلين والقدمين نتيجة احتباس السوائل، بالإضافة إلى الزيادة الملحوظة في الوزن بسبب تراكم السوائل، وسرعة ضربات القلب أو عدم الانتظام في ضرباته، والدوار أو الدوخة، وفي بعض الأحيان السعال المزمن، وعند ظهور تلك الأعراض يجب استشارة الطبيب على الفور لإجراء الفحوصات اللازمة وتقييم حالة القلب.
احتشاء عضلة القلب حالة طبية طارئة تحتاج إلى التشخيص الدقيق والعلاج الفوري لتجنب المضاعفات الخطيرة، ولهذا يجب الاهتمام بصحة القلب واتخاذ الخطوات الوقائية المناسبة، ومع مستشفى الموسى التخصصي يتم توفير أحدث التقنيات الطبية وأفضل الكفاءات المتخصصة لضمان الرعاية المتكاملة للقلب، احجز موعدك اليوم للفحص والاطمئنان.
مراجع طبية
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا