كيف يبدأ ادمان الترامادول وماهي أعراضه الجسدية والسلوكية

تتسلل أزمة إدمان الترامادول إلى حياة الأفراد بصورة خفية، حيث تبدأ في كثير من الأحيان بمسكن بسيط للألم، قبل أن تتحول إلى دوامة لا نهاية لها من الاعتماد الجسدي والنفسي على هذا الدواء، الذي يوصف في الأساس لتخفيف الآلام المتوسطة إلى الشديدة، يخدع مستخدميه في البداية بشعور من النشوة والراحة المؤقتة، لكنه سرعان ما يقلب الموازين ليصبح ضرورة يومية لا غنى عنها، تابع معنا مقالنا هذا من مستشفى الموسى التخصصي سوف نوضح لك كيفية تحول استخدام الترامادول إلى إدمان، ونستعرض بالتفصيل العلامات التحذيرية التي تشير إلى ادمان الترامادول، من الأعراض الجسدية التي تؤثر على صحة الجسم، إلى الأعراض السلوكية والنفسية التي تغير شخصية الفرد وتفكك علاقاته.

 ​ما هو الترامادول؟​

الترامادول هو أحد الأدوية المسكنة للألم  وينتمي إلى فئة من الأدوية تعرف بالمسكنات الأفيونية، وهو يستخدم لعلاج الآلام المتوسطة إلى الشديدة، سواء كانت حادة أو مزمنة، ويؤثر على الدماغ لتغيير طريقة إدراك الجسم للألم.

حيث يعمل الترامادول على الجهاز العصبي المركزي ويرتبط بالمستقبلات الأفيونية في الدماغ، مما يقلل من إشارات الألم ويغير استجابة الجسم له، كما أنه يعمل كمثبط لإعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين، وهما ناقلان عصبيان لهما دورا في الشعور بالألم والمزاج.

كيف يبدأ إدمان الترامادول؟

عادة ما يبدأ ادمان الترامادول عبر عدة مراحل، إليك تفاصيلها:

• يبدأ الكثيرون بتعاطي الترامادول بوصفة طبية لعلاج الآلام المتوسطة إلى الشديدة.
• مع تعود الجسم على الدواء، قد يلجأ المستخدم إلى زيادة الجرعة دون استشارة طبية للحصول على نفس التأثير المسكن.
• ثم يبدأ البعض باستخدام الترامادول للشعور بالنشوة أو الهروب من المشكلات النفسية.
• ومع الوقت يتطور الوضع إلى اعتماد جسدي ونفسي حيث يشعر المستخدم أنه لا يستطيع العمل أو التركيز بدون الدواء.
• وبرغم ظهور آثار سلبية على صحته وحياته الاجتماعية والعملية يستمر الشخص في التعاطي ويجد نفسه غير قادر على التوقف عن ادمان الترامادول. 

تعرف على: اعراض الادمان على المهدئات ولا تتجاهل المخاطر

​أعراض إدمان الترامادول الجسدية

في الواقع، تنقسم أعراض نتيجة ادمان الترامادول الجسدية إلى فئتين رئيسيتين هما أعراض التعاطي المستمر وأعراض الانسحاب،  وتتمثل الأعراض الجسدية أثناء التعاطي المستمر في التالي:

• التباطؤ الوظيفي، الناتج عن الشعور بالنعاس الشديد والاسترخاء غير المعتاد.
• تباطؤ في التنفس، وهو من أخطر الآثار الجانبية خاصة عند تناول جرعات عالية.
• الدوخة والدوار.
• ضعف التنسيق الحركي. 
• مشاكل في الجهاز الهضمي، من الإمساك المزمن وهو شائع جدا لمشتقات الأفيون مثل الترامادول.
• الغثيان والقيء.
• نوبات صرع، حيث يخفض الترامادول عتبة النوبات، مما يعني أنه يزيد من احتمالية حدوثها، حتى لدى الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ مرضي مع الصرع، وخاصة عند الجرعات العالية.
• رعشة في اليدين أو الجسم.
• تسارع أو عدم انتظام ضربات القلب.
• انخفاض ضغط الدم.
• ضبابية الرؤية.
• الحكة الجلدية، وهي شائعة مع المسكنات الأفيونية.
• ضعف جنسي على المدى الطويل.
• فقدان الشهية وفقدان الوزن.

​الأعراض النفسية والسلوكية لإدمان الترامادول

بالطبع، لا تقتصر أعراض ادمان الترامادول على الأعراض الجسدية فقط، بل له تأثير عميق على الصحة النفسية والسلوكيات اليومية للفرد وتنطوي على:

أولا: الأعراض النفسية

وتتعلق هذه الأعراض بالمزاج والتفكير والحالة العاطفية للمدمن، ومنها:

• الوسواس القهري حول الدواء، والهوس بالحصول على الجرعة وتناوله هو المحور الرئيسي لحياة الشخص، حيث يستغرق معظم وقته وطاقاته الذهنية.
• التقلبات المزاجية الحادة، من الشعور بنشوة وهمية قصيرة وراحة نفسية بعد تناول الجرعة إلى اكتئاب حاد وانفعالية عندما تبدأ تأثيرات الجرعة في الزوال ويصبح الشخص ميالا للعدوانية لأتفه الأسباب.
• القلق والاضطرابات المصاحبة من نوبات هلع في بعض الحالات، وقلق عام ومستمر خاصة إذا كان يواجه صعوبة في تأمين الدواء.
• الاكتئاب وفقدان المتعة في الهوايات والنشاطات التي كان يستمتع بها في السابق. 
• الشعور بمشاعر اليأس والحزن العميق وانعدام القيمة. 
• الذهان والبارانويا في الحالات المتقدمة أو عند الجرعات العالية جدا، حيث يعاني الشخص من اضطراب في الإدراك وهلوسات سمعية أو بصرية، مع أوهام الارتياب وشعور غير عقلاني بأن الجميع ضده. 
• العزل العاطفي، حيث يصبح غير مبال بالمشاعر أو المشاكل من حوله، وفاقدا للتعاطف مع الآخرين.

ثانيا: الأعراض السلوكية

وتتضمن التغيرات الملحوظة في سلوكيات وتصرفات الشخص نتيجة ادمان الترامادول، ومن أمثلتها:

• تغييرات في الروتين والمسؤوليات، من إهمال العمل أو الدراسة وانخفاض الأداء مع التغيب المتكرر أو حتى فقدان العمل.
• إهمال النظافة الشخصية والمظهر الخارجي.
• السلوكيات الانطوائية والعزلة الاجتماعية والانسحاب من الحياة الأسرية، وتفضيل البقاء وحيدا.
• تغيير دائرة الأصدقاء والبدء في مصاحبة أشخاص جدد مرتبطين بتعاطي الدواء.
• القيادة تحت تأثير الدواء مما يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر.
• الانخراط في سلوكيات جنسية محفوفة بالمخاطر.
• الزيارات المتكررة لأكثر من طبيب للحصول على وصفات طبية متعددة، وشراء الدواء من مصادر غير مشروعة.
• السرقة أو الاقتراض لتأمين ثمن الدواء.
• إنكار وجود مشكلة إدمان على الرغم من الأدلة الواضحة، والرد بعدوانية عند مواجهته بشأن تعاطيه.
• إلقاء اللوم على الآخرين أو على الظروف المحيطة لتبرير استمراره في التعاطي.

احجز استشارتك الان في مركز رفاه بمستشفى الموسى التخصصي.

​أسباب انتشار إدمان الترامادول

يعود انتشار ادمان الترامادول بشكل كبير لتداخل معقد لعوامل متعددة، وليس سبب واحد وهي كالتالي:

• التأثير المزدوج للترامادول فهو ليس مسكن أفيوني فحسب بل له أيضا تأثير مشابه لمضادات الاكتئاب  فهذا يمنح المستخدم شعور مزدوج بالنشوة وتحسين المزاج، مما يزيد من إمكانية الإدمان.
• التوافر خاصة في القنوات غير المشروعة والسعر النسبي للترامادول مقارنة بالمسكنات الأفيونية الأخرى القوية. 
• الوصف الطبي غير الدقيق في البداية وكأنه أكثر أمانا وأقل إحداثا للإدمان من المسكنات الأفيونية التقليدية، مما أدى إلى وصفه بشكل مفرط وغير دقيق لعلاج آلام قد لا تستدعي قوته.
• الوصمة الاجتماعية الأقل تجاه الترامادول مقارنة بالمخدرات الأخرى التقليدية مثل الهيروين، مما جعل البعض يتجرأ على تجربته.
• السعي إلى الهروب من ضغوط الحياة الاقتصادية والاجتماعية واليأس الناتج عن البطالة، فيستخدمونه كوسيلة للهروب الوهمي من الواقع.
• نقل الثقافة بين الأقران، حيث ينتشر بشكل كبير بين مجموعات الأصدقاء والعمال في بعض المهن الشاقة، نتيجة الترويج له على أنه يزيد الطاقة والقدرة على التحمل ويحسن الأداء الجنسي. 
• التجارة غير المشروعة ووجود شبكات تقوم بتهريبه وتوزيعه بشكل غير قانوني، مما يضمن استمرار تدفقه إلى الأسواق حتى مع تشديد الرقابة.
• يلجأ إليه بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية كشكل من أشكال العلاج الذاتي دون تشخيص طبي، للهروب من هذه المشاعر.

الأسئلة الشائعة

​كم تستغرق مدة علاج إدمان الترامادول؟​

مدة علاج ادمان الترامادول ليست ثابتة للجميع، ولكنها تتراوح عادة بين 3 إلى 6 أشهر كحد أدنى للبرنامج الأساسي، وقد تمتد إلى سنة أو أكثر للمتابعة والدعم طويل الأمد لمنع الانتكاس.

ويعتمد تحديد المدة الإجمالية للعلاج على عدة عوامل منها، شدة الإدمان والحالة الصحية والنفسية للمدمن وسرعة استجابته للعلاج ودعم المحيطين له والبرنامج العلاجي المتبع مع المريض. 

هل الترامادول يسبب الإدمان من أول استخدام؟​

لا، لا يحدث ادمان الترامادول كاملا من أول استخدام، لكنه يغري المستخدم بشدة لتكرار التجربة بسبب تأثيره النفسي القوي، وهذه الرغبة في التكرار هي البوابة السريعة التي تؤدي إلى الاعتماد الجسدي والإدمان الكامل في وقت قصير جدًا

لذلك، فإن أفضل قرار هو عدم تجربته أبدا،حتى الاستخدام للمرة الواحد يمكن أن يكون بداية طريق خطير جدًا وصعب للعودة منه.

لأن للترامادول تأثير نفسي قوي ويشعر المتعاطي لأول مرة بمشاعر إيجابية قوية مثل النشوة والثقة بالنفس واختفاء الألم والهموم، مما يخلق ذكرى قوية في الدماغ تربط بين تعاطي الدواء والشعور الجيد، ويدفع الشخص للرغبة في تكرار التجربة للشعور بنفس التأثير. 

كما أن جسم الإنسان يتكيف مع الترامادول بسرعة مذهلة وبعد جرعات قليلة فقط، قد يجد المتعاطي أن نفس الجرعة لم تعد تحدث التأثير المطلوب، وهذا ما يدفعه إلى زيادة الجرعة للحصول على نفس الشعور، وهي بداية حلقة مفرغة تقوده سريعا إلى الاعتماد الجسدي ثم الإدمان.

هل مدمن الترامادول يعود طبيعيًا بعد العلاج؟

نعم، بالطبع يمكن لمدمن الترامادول أن يعود إلى حياة طبيعية وسوية بعد العلاج الناجح والشامل، ولكن هذا لا يعني أن الأمر سهل أو أنه يشبه الشفاء من نزلة البرد.

فالعودة إلى طبيعي تعني هنا استعادة السيطرة على الحياة، والعودة للعمل والعلاقات، والعيش دون حاجة للمخدر، لكنها غالبا ما تكون طبيعية جديدة يتعلم فيها الشخص آليات جديدة.

في الختام، يعد ادمان الترامادول من التحديات الخطيرة التي تتطلب تدخل متخصص وشامل، فهو ليس مجرد مشكلة سلوكية، بل هو مرض مزمن يؤثر على الجسد والعقل ويتطلب رحلة علاج طويلة الأمد.

وإن اختيار مستشفى الموسى التخصصي يمثل خطوة حاسمة نحو التعافي، حيث يقدم المستشفى برنامج متكامل لعلاج الإدمان، بدءا من التخلص الآمن من السموم تحت إشراف طبي متخصص، وصولا إلى برامج التأهيل النفسي والسلوكي التي تساعد المدمن على فهم جذور المشكلة وتطوير آليات صحية للتعامل مع ضغوط الحياة دون اللجوء إلى المخدرات.

فلا تتردد في زيارتنا للحصول على الاستشارة والعلاج الأمثل أو الاتصال على الأرقام المدونة على الموقع للمزيد من التفاصيل والحجز والاستفسار. 

المصادر 

Tramadol Withdrawal Symptoms, Timeline & Detox Treatment – americanaddictioncenters