تعد أعراض ارتفاع إنزيمات القلب مؤشر هام على تعرض عضلة القلب للإجهاد أو التلف، وغالبًا ما يرتبط بمشكلات صحية خطيرة مثل النوبات القلبية أو التهابات القلب أو أمراض الأوعية الدموية، ويعتمد التشخيص داخل مستشفى الموسى الصحية على فحوصات دقيقة للكشف عن السبب الرئيسي مما يساعد في اتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة والوقاية من المضاعفات المحتملة.
ما هى أعراض ارتفاع إنزيمات القلب
تختلف أعراض ارتفاع إنزيمات القلب تبعًا للسبب المؤدي إلى هذا الارتفاع لكنها غالبًا ما تكون مرتبطة بوجود مشكلة في القلب مثل النوبة القلبية أو التهاب عضلة القلب، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- ألم شديد في الصدر قد يمتد إلى الذراعين أو الكتف أو الرقبة أو الفك
- ضيق في التنفس حتى عند القيام بمجهود بسيط
- تعرق مفرط دون وجود سبب واضح
- الغثيان أو القيء
- الدوخة أو الدوار وقد يصل الأمر إلى فقدان الوعي
- الإحساس بالإرهاق الشديد والتعب دون بذل مجهود يبرر ذلك
- عدم انتظام ضربات القلب أو تسارعها بشكل غير طبيعي
في بعض الحالات يتم اكتشاف ارتفاع إنزيمات القلب بشكل عرضي أثناء الفحوصات الطبية الدورية دون ظهور أي أعراض واضحة، ويحدث ذلك أحيانًا لدى مرضى السكري إذ قد لا يشعرون بألم الصدر بنفس الطريقة التي يشعر بها غيرهم.
اسباب ارتفاع إنزيمات القلب
تتعدد أسباب ارتفاع إنزيمات القلب وتشير غالبًا إلى وجود مشكلة في القلب أو في أعضاء أخرى من الجسم، ومن بين هذه الأسباب ما يلي:
- النوبة القلبية:
وهي السبب الأكثر شيوعًا حيث تحدث عند انقطاع تدفق الدم إلى عضلة القلب بسبب انسداد الشرايين التاجية. - التهاب عضلة القلب:
قد يكون ناتجًا عن عدوى فيروسية أو أمراض مناعية مما يؤدي إلى تلف خلايا القلب وارتفاع مستوى الإنزيمات. - قصور القلب الحاد:
عندما يعجز القلب عن ضخ الدم بشكل كافٍ إلى الأعضاء يحدث إجهاد شديد لخلاياه مما يؤدي إلى ارتفاع الإنزيمات. - الجلطة الرئوية:
وجود جلطة في الشريان الرئوي يشكل ضغطًا على القلب مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الإنزيمات القلبية. - الخضوع لجراحة القلب أو القسطرة القلبية:
بعد العمليات الجراحية أو قسطرة القلب قد يحدث ارتفاع مؤقت في الإنزيمات نتيجة تلف بسيط في خلايا القلب أثناء التدخل الطبي. - ممارسة التمارين الرياضية الشاقة:
أحيانًا يؤدي الإجهاد العضلي الشديد إلى ارتفاع طفيف في إنزيمات القلب لكنه غالبًا ما يعود إلى مستواه الطبيعي بسرعة. - أمراض الكلى المزمنة:
عندما تعجز الكلى عن التخلص من السموم بشكل طبيعي قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستوى بعض الإنزيمات القلبية في الدم. - السكتة الدماغية:
في بعض الحالات قد تؤثر إصابات الدماغ الحادة على القلب مما يؤدي إلى ارتفاع إنزيماته. - التسمم ببعض الأدوية:
مثل أدوية العلاج الكيميائي وبعض المضادات الحيوية أو الأدوية الخافضة للكوليسترول مثل أدوية الستاتين. - التسمم بأول أكسيد الكربون:
انخفاض مستوى الأكسجين في الدم نتيجة استنشاق الغاز السام قد يؤثر على القلب ويرفع مستوى إنزيماته.
مضاعفات ارتفاع إنزيمات القلب
مضاعفات ارتفاع إنزيمات القلب تعتمد على السبب الرئيسي المؤدي لهذا الارتفاع، وفي حال عدم التدخل العلاجي السريع قد تترتب عليه مشكلات صحية خطيرة مثل:
- فشل القلب:
عند تعرض عضلة القلب لتلف كبير نتيجة نوبة قلبية أو التهاب حاد قد تفقد القدرة على ضخ الدم بكفاءة مما يؤدي إلى فشل القلب على المدى البعيد. - اضطرابات نظم القلب:
قد يؤدي الضرر الذي يلحق بالقلب إلى عدم انتظام ضرباته مما يزيد من احتمالية حدوث الرجفان الأذيني أو تسارع نبض القلب بشكل غير طبيعي الأمر الذي يرفع خطر تكوّن الجلطات. - احتشاء عضلة القلب:
في حال كان السبب نوبة قلبية ولم يتم التدخل العلاجي السريع قد تشكل جلطات دموية داخل الشرايين مما يزيد من خطر حدوث أزمة قلبية أخرى. - السكتة الدماغية:
في بعض الحالات قد تؤدي اضطرابات ضربات القلب المصاحبة لارتفاع الإنزيمات إلى تكوّن خثرات دموية تنتقل إلى الدماغ مسببة سكتة دماغية. - انخفاض حاد في ضغط الدم:
إذا تأثرت كفاءة القلب في ضخ الدم قد يحدث انخفاض شديد في ضغط الدم مما قد يؤدي إلى ضعف إمداد الأعضاء الحيوية بالأكسجين والمغذيات اللازمة لأداء وظائفها. - التهاب عضلة القلب المزمن:
في حال كان السبب التهابًا في عضلة القلب ولم يتم علاجه بشكل صحيح فقد يتحول إلى حالة مزمنة تؤثر على وظائف القلب بشكل دائم. - القصور الكلوي أو الكبدي:
بسبب ضعف ضخ الدم في الحالات القلبية الشديدة قد تتأثر الكلى والكبد مما يؤدي إلى تراجع وظائفهم تدريجيًا.
علاج إنزيمات عضلة القلب
يعتمد علاج ارتفاع إنزيمات القلب على تحديد السبب الرئيسي لهذا الارتفاع ومعالجته مباشرة، وتشمل طرق العلاج ما يلي:
- علاج النوبة القلبية: في حال كان السبب نوبة قلبية يتم إعطاء المريض أدوية مذيبة للجلطات مثل مضادات التجلط أو اللجوء إلى القسطرة القلبية لفتح الشرايين المسدودة وقد يتطلب الأمر إجراء جراحة قلب مفتوح في بعض الحالات المتقدمة.
- علاج التهاب عضلة القلب: إذا كان الارتفاع ناتج عن التهاب في عضلة القلب فقد يتضمن العلاج مضادات الالتهاب والمسكنات وفي بعض الحالات يتم استخدام أدوية مناعية إذا كان الالتهاب ناتجًا عن اضطراب مناعي.
- علاج قصور القلب: يتم التحكم في قصور القلب من خلال أدوية مدرات البول لتقليل احتباس السوائل ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين لتحسين كفاءة القلب بالإضافة إلى الاعتماد على نظام غذائي صحي والحد من استهلاك الملح.
- علاج الجلطة الرئوية: إذا كان السبب جلطة في الشريان الرئوي يتم إعطاء المريض مذيبات الجلطات أو مضادات التخثر لتقليل خطر حدوث المزيد من الجلطات
- علاج اضطرابات ضربات القلب: في حال كان ارتفاع إنزيمات القلب مصحوبًا باضطراب في النبض يتم استخدام الأدوية المنظمة لضربات القلب وفي بعض الحالات الشديدة قد يتم اللجوء إلى زرع جهاز لتنظيم ضربات القلب.
- علاج أمراض الكلى المزمنة: إذا كان السبب الفشل الكلوي المزمن يتم العمل على تنقية الدم من السموم من خلال الغسيل الكلوي أو تعديل جرعات الأدوية التي تؤثر على وظائف الكلى.
- التوقف عن الأدوية السامة للقلب: إذا كان ارتفاع الإنزيمات بسبب تناول أدوية معينة مثل أدوية السرطان أو بعض المضادات الحيوية يتم تعديل الجرعات أو تغيير العلاج إلى بدائل أكثر أمان.
- العلاج بالأكسجين في حالات التسمم: في حالات التسمم بغاز أول أكسيد الكربون يتم إعطاء المريض أكسجين نقي بتركيز عالٍ لتطهير الدم وإزالة السموم.
- تغيير نمط الحياة: إلى جانب العلاج الطبي ينصح باتباع نمط حياة صحي يشمل الامتناع عن التدخين وشرب الكحول، ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بانتظام، تناول نظام غذائي صحي قليل الدهون والملح، والتحكم في ضغط الدم ومستويات السكر في الدم لمنع أي مضاعفات على القلب.
تشخيص إنزيمات عضلة القلب
يعتمد تشخيص ارتفاع إنزيمات القلب على مجموعة من الفحوصات الطبية التي تساعد في تحديد السبب الرئيسي ومدى تأثيره على عضلة القلب، وتشمل هذه الفحوصات ما يلي:
- تحليل إنزيمات القلب: يُعد تحليل إنزيمات القلب (مثل التروبونين T و I والكرياتين كيناز CK-MB) الفحص الأساسي الذي يكشف عن وجود تلف في خلايا عضلة القلب حيث يتم أخذ عينة دم لقياس نسبة هذه الإنزيمات في الدم وكلما زادت مستوياتها كان الضرر أكثر خطورة.
- تخطيط كهربية القلب: يستخدم تخطيط القلب لتسجيل النشاط الكهربائي للقلب والكشف عن أي اضطرابات في النبض أو علامات الإصابة بنوبة قلبية مثل تغيرات في الموجات الكهربائية للقلب.
- الأشعة السينية للصدر: قد يطلب الطبيب تصوير الصدر بالأشعة السينية للتحقق من حجم القلب وحالة الرئتين ولمعرفة ما إذا كان هناك احتباس للسوائل أو تضخم في القلب مما قد يشير إلى قصور القلب.
- مخطط صدى القلب: يتم استخدام الإيكو لفحص عضلة القلب والتأكد من مدى كفاءتها في ضخ الدم والكشف عن وجود أي ضعف أو تلف في جدران القلب نتيجة للنوبة القلبية أو الالتهابات.
- اختبار الإجهاد القلبي: في بعض الحالات يتم إجراء اختبار الإجهاد القلبي عن طريق ممارسة التمارين الرياضية أو تناول أدوية تحفز القلب لمراقبة أدائه أثناء المجهود والكشف عن أي مشكلات في تدفق الدم إلى عضلة القلب.
- التصوير المقطعي أو الرنين المغناطيسي للقلب: يتم اللجوء إلى التصوير المقطعي أو الرنين المغناطيسي في بعض الحالات لفحص بنية القلب والشرايين التاجية بشكل أكثر تفصيلا ولمعرفة ما إذا كان هناك انسداد في الشرايين أو التهاب في عضلة القلب.
- قسطرة القلب وتصوير الأوعية الدموية: إذا اشتبه الطبيب في وجود انسداد في الشرايين التاجية يتم إجراء قسطرة قلبية حيث يتم حقن صبغة داخل الأوعية الدموية وتصويرها بالأشعة السينية للكشف عن أماكن الانسداد أو التضيّق في الشرايين.
- تحاليل الدم الإضافية: إلى جانب تحليل إنزيمات القلب، قد يتم إجراء تحاليل دم أخرى مثل تحليل وظائف الكلى والكبد للتأكد من عدم وجود تأثيرات جانبية على هذه الأعضاء، تحليل مستوى الدهون والكوليسترول للكشف عن خطر الإصابة بتصلب الشرايين، تحليل مستوى السكر في الدم لأن مرض السكري يزيد من خطر الإصابة بمشكلات القلب.
كيفية الوقاية من ارتفاع إنزيمات عضلة القلب
للوقاية من ارتفاع إنزيمات القلب يجب اتباع نمط حياة صحي واتخاذ التدابير التي تحافظ على صحة القلب وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية، وتشمل هذه التدابير ما يلي:
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
- الحد من تناول الدهون المشبعة والمهدرجة لتقليل نسبة الكوليسترول الضار.
- تقليل استهلاك الملح للوقاية من ارتفاع ضغط الدم.
- الابتعاد عن الأطعمة المصنعة والمقلية التي قد تؤثر على صحة القلب.
- الإكثار من تناول الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة لاحتوائها على أحماض أوميغا-3 المفيدة للقلب.
- ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة مثل المشي أو السباحة لمدة 30 دقيقة يوميًا.
- تجنب التمارين العنيفة والمفرطة التي قد تؤدي إلى إجهاد عضلة القلب.
- المحافظة على وزن صحي لتقليل الضغط على القلب وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
- مراقبة ضغط الدم بانتظام والحفاظ عليه ضمن المستويات الطبيعية.
- السيطرة على مستوى السكر في الدم خاصة لدى مرضى السكري لتجنب المضاعفات القلبية.
- تجنب التوتر والضغط النفسي لأنه قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بمشكلات القلب.
- تجنب التدخين تمامًا لأنه يؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية ويزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
- الحد من تناول المشروبات الكحولية لأنها قد تؤثر سلبًا على وظائف القلب وترفع ضغط الدم.
- الحد من الإجهاد البدني المفرط الذي قد يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في الإنزيمات.
- استشارة الطبيب قبل تناول الأدوية التي قد تؤثر على القلب مثل بعض أدوية خفض الكولسترول والعلاج الكيميائي.
- تجنب استنشاق الغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون، الذي قد يقلل نسبة الأكسجين في الدم ويؤثر على القلب.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن الشفاء من ارتفاع إنزيمات القلب؟
نعم، يمكن الشفاء من ارتفاع إنزيمات القلب إذا تم تشخيص السبب الأساسي وعلاجه مبكرًا يعتمد العلاج على الحالة المرضية المسببة مثل النوبة القلبية أو التهاب عضلة القلب مع اتباع نمط حياة صحي وتناول الأدوية المناسبة تعود الإنزيمات لمستواها الطبيعي عند استجابة الجسم للعلاج وتحسن وظائف القلب.
إذا ارتفعت إنزيمات القلب هل تعتبر جلطة؟
ليس بالضرورة أن يكون ارتفاع إنزيمات القلب دليل على جلطة قد يرتفع بسبب النوبة القلبية أو التهاب عضلة القلب أو فشل القلب أو حتى بعد ممارسة مجهود بدني شديد لذا يجب إجراء فحوصات إضافية مثل تخطيط القلب والأشعة لتحديد السبب الحقيقي وراء ارتفاع الإنزيمات.
هل الخوف يرفع إنزيمات القلب؟
الخوف والتوتر الشديد لا يؤديان إلى ارتفاع إنزيمات القلب بشكل مباشر لكنه قد يسبب زيادة في ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم مما قد يؤدي إلى إجهاد عضلة القلب في بعض الحالات الشديدة مثل نوبات الهلع أو التوتر المزمن قد يؤدي الضغط النفسي إلى تفاقم أمراض القلب لكنه ليس سبب رئيسي لارتفاع الإنزيمات.
ما هي الأشياء التي ترفع إنزيمات القلب؟
يمكن ارتفاع إنزيمات القلب بسبب النوبة القلبية، التهاب عضلة القلب، قصور القلب الحاد، الجلطة الرئوية، السكتة الدماغية، أمراض الكلى المزمنة، التسمم ببعض الأدوية مثل العلاج الكيميائي، التمارين الشاقة جدًا، جراحة القلب أو القسطرة، والتسمم بأول أكسيد الكربون لذا يجب التشخيص الدقيق لمعرفة السبب وعلاجه.
في الختام يعد الحفاظ على صحة القلب أمر ضروري، وظهور أعراض ارتفاع إنزيمات القلب تستوجب المتابعة الطبية العاجلة تشخيص السبب وعلاجه في الوقت المناسب، فالوقاية من أمراض القلب تبدأ بالالتزام بنمط حياة صحي، وتجنب العادات الضارة، والانتباه لأي أعراض غير طبيعية، والاكتشاف المبكر هو المفتاح لتجنب المضاعفات، ويتم ذلك من خلال استشارة الطبيب المختص داخل مستشفى الموسى الصحية التي تتضمن فريق طبي ماهر وخبير.
مراجع طبية
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا