

يعد التحدب من التشوهات الشائعة التي تصيب العمود الفقري وتؤثر بشكل مباشر على هيئة الجسم ووظائفه الحركية، ويظهر التحدب على شكل انحناء غير طبيعي في الجزء العلوي من الظهر، والذي يؤدي إلى تغيرات ملحوظة في شكل الجسم، وقد يسبب مع مرور الوقت مشكلات صحية ونفسية متعددة سواء كان ناتج عن أسباب خلقية أو مكتسبة فإن التعرف عليه في وقت مبكر والاهتمام بعلاجه يعدان من الأمور الأساسية لتفادي تطور الحالة والمحافظة على الصحة، تهتم مستشفى الموسى الصحية بتلك الحالات ويتم علاجها بالاعتماد على برامج علاجية حديثة وعلى يد أفضل أطباء هذا المجال الطبي.
ما هو التحدب
التحدب هو إصابة تصيب العمود الفقري نتيجة تعرضه لصدمة قوية تؤدي إلى انحناء غير طبيعي في الجزء العلوي من الظهر، وهذا الانحناء قد يسبب تغيرًا في شكل الجسم فيظهر بروز في الكتفين أو ميل واضح في الرأس إلى الأمام، وقد يشعر المصاب بآلام أو تيبس في منطقة الظهر وفي بعض الحالات الشديدة قد تتأثر وظائف التنفس أو الهضم بسبب هذا الانحناء.
غالبًا ما يكون السبب وراء هذا النوع من الإصابات هو حدوث كسر في إحدى فقرات العمود الفقري أو تلف في الأربطة التي تدعم هذه الفقرات مما يؤدي إلى فقدان العمود الفقري لاستقامته الطبيعية، ويعتمد العلاج على درجة الإصابة ففي الحالات البسيطة يكون العلاج الطبيعي والتمارين العلاجية كافيين أما في الحالات الأكثر تعقيدًا فقد يحتاج المريض إلى تدخل جراحي لإعادة تقويم العمود الفقري وتحسين وضعيته.
أسباب التحدب
أسباب التحدب تختلف من حالة لأخرى، لكنها في المجمل ترتبط بعدة عوامل تؤثر على شكل العمود الفقري وتؤدي إلى انحنائه بشكل غير طبيعي، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:
- الإصابات المباشرة مثل الكسور أو الصدمات القوية التي تصيب فقرات الظهر وتؤدي إلى خلل في استقامة العمود الفقري.
- هشاشة العظام وهي حالة تؤدي إلى ضعف في بنية العظام مما يجعل الفقرات أكثر عرضة للانهيار والانضغاط وبالتالي يحدث التحدب.
- بعض الأمراض الوراثية أو العيوب الخلقية التي تظهر منذ الطفولة وتؤثر على تطور شكل العمود الفقري.
- بعض أنواع التهابات المفاصل المزمنة التي تؤثر على الفقرات مثل التهاب الفقار اللاصق.
- سوء الوضعية الدائمة لفترات طويلة مثل الجلوس أو الوقوف بطريقة خاطئة خاصة في فترات النمو عند المراهقين.
- التقدم في العمر حيث تضعف العضلات والعظام بشكل طبيعي مما يزيد من احتمالية الإصابة بتحدب في الظهر خصوصًا في كبار السن.
- بعض الأورام أو الأمراض العصبية التي تؤثر على الأعصاب أو عضلات الظهر وقد تسبب تغيرات في انحناء العمود الفقري.
أعراض التحدب
تختلف أعراض التحدب من شخص لآخر تبعًا لشدة الانحناء وسبب حدوثه، لكن توجد مجموعة من العلامات الشائعة التي قد يلاحظها المصاب وتشير إلى وجود هذا النوع من التشوهات في العمود الفقري، ومن أهم هذه الأعراض ما يلي:
- ظهور انحناء واضح في الجزء العلوي من الظهر ويكون غالبًا على شكل بروز أو سنام ملحوظ خاصة عند الوقوف أو الجلوس ويزداد وضوحه كلما تقدم المرض.
- الشعور بألم أو تعب دائم في منطقة الظهر يزداد مع مرور الوقت خاصة بعد الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة إذ إن الضغط المستمر على الفقرات والعضلات المحيطة بها يسبب إجهاد مستمر.
- تيبس في عضلات الظهر وقد يترافق ذلك مع تقلصات أو تشنجات عضلية مزعجة خصوصًا حول مناطق الانحناء في العمود الفقري.
- تغير في شكل الجسم حيث يلاحظ بعض المرضى بروز الكتفين إلى الأمام أو ميل الرأس بشكل ملحوظ نحو الأمام مما يؤدي إلى اضطراب في هيئة الجسم الطبيعية.
- نقص تدريجي في الطول نتيجة انضغاط الفقرات وتقلص المسافات بينها ما يؤدي إلى قصر القامة بشكل ملحوظ مع مرور الوقت.
- صعوبة في الحركة أو القيام بالأنشطة اليومية نتيجة تأثير الانحناء على توازن الجسم واستقامته مما يجعل المريض أقل قدرة على الحركة أو الانحناء أو الوقوف بشكل طبيعي.
- في الحالات المتقدمة قد يسبب التحدب ضغط على الرئتين مما يؤدي إلى ضيق في التنفس أو ضعف كفاءة الرئة كما قد يضغط على المعدة والأعضاء المحيطة بها مما يسبب مشكلات هضمية مثل الشعور بالامتلاء أو عسر الهضم.
- قد لا يعاني بعض المرضى من أي ألم على الإطلاق ويُكتشف التحدب صدفة أثناء الفحص السريري أو من خلال إجراء أشعة للعمود الفقري لأي سبب آخر.
احجز استشارتك الآن في مركز العظام بمستشفى الموسى التخصصي
عوامل خطر التحدب
عوامل خطر الإصابة بالتحدب هي مجموعة من المؤثرات التي قد تزيد من احتمالية حدوث انحناء غير طبيعي في العمود الفقري أو تؤدي إلى تفاقم الحالة لدى الأشخاص المعرضين لها، ومن أهم هذه العوامل ما يلي:
- التقدم في العمر حيث تؤدي الشيخوخة الطبيعية إلى ضعف في بنية العظام والعضلات مما يجعل العمود الفقري أكثر عرضة للتشوهات وخاصة مع انتشار هشاشة العظام في المراحل المتقدمة من السن والتي تؤدي بدورها إلى انضغاط الفقرات وانحنائها بشكل تدريجي.
- ضعف الكتلة العضلية وبالأخص في منطقتي الظهر والبطن إذ تلعب هذه العضلات دور أساسي في دعم العمود الفقري والحفاظ على استقامته وعند ضعفها يصبح الجسم غير قادر على مقاومة الانحناء مما يؤدي إلى تطور التحدب.
- الإصابة بهشاشة العظام حيث تصبح العظام هشة وسهلة الكسر والانضغاط ومع مرور الوقت قد تتأثر الفقرات بشدة مسببة انحناءً تدريجيًا في الجزء العلوي من الظهر.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض العمود الفقري أو التحدب بشكل خاص مما يشير إلى وجود عوامل وراثية أو استعداد بنيوي لدى بعض الأفراد يجعلهم أكثر عرضة لهذه الحالة.
- سوء التغذية خاصة النقص المزمن في الكالسيوم أو فيتامين د الضروريين لنمو العظام وقوتها فغياب هذه العناصر المهمة قد يؤدي إلى ضعف البنية العظمية وزيادة احتمال الإصابة بانحناءات العمود الفقري.
- الاعتماد على وضعيات جسدية غير سليمة لفترات طويلة مثل الجلوس أو الوقوف بطريقة خاطئة وخصوصًا في سن الطفولة والمراهقة حيث لا يزال الجسم في طور النمو مما يؤدي إلى تشوه تدريجي في استقامة العمود الفقري.
- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل التهابات المفاصل أو الأمراض العصبية التي تؤثر على قوة العضلات أو توازن الجسم وبالتالي تزيد من احتمالية حدوث التحدب نتيجة فقدان الدعم الطبيعي للفقرات.
- قلة الحركة والكسل الجسدي إذ أن قلة ممارسة التمارين الرياضية تؤثر سلبًا على قوة العضلات وكفاءة الجهاز الحركي مما يؤدي إلى ضعف تدريجي في دعامة العمود الفقري ويزيد من خطر الانحناء.
- حمل أوزان ثقيلة بشكل خاطئ ولفترات متكررة حيث أن هذا السلوك يضع ضغط مباشر على فقرات الظهر وخاصة في منطقة الصدر مما قد يؤدي إلى تغير في هيكل العمود الفقري وتطور التحدب بمرور الوقت.
مضاعفات التحدب
مضاعفات مرض التحدب تختلف بحسب شدة الانحناء وسبب ظهوره، لكنها قد تشمل العديد من التأثيرات الجسدية والنفسية التي تؤثر على حياة المصاب بشكل كبير، ومن أهم هذه المضاعفات ما يلي:
- الشعور بآلام مزمنة في الظهر نتيجة الضغط المستمر على الفقرات والعضلات المحيطة بها مما يسبب تعب متواصل وصعوبة في الراحة.
- اضطرابات في التنفس خصوصًا في الحالات الشديدة إذ قد يضغط انحناء العمود الفقري على الرئتين ويحد من حركتهما الطبيعية مما يؤدي إلى ضيق النفس أو ضعف في كفاءة التنفس.
- مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الشعور بالامتلاء السريع أو الارتجاع الحمضي أو صعوبة في البلع وذلك نتيجة ضغط العمود الفقري على المعدة أو المريء.
- ضعف القدرة على الحركة أو القيام بالأنشطة اليومية بسبب تيبس العمود الفقري أو ضعف عضلات الظهر مما يؤثر على نمط الحياة والحركة العامة.
- تغير في شكل الجسم كظهور بروز واضح في الظهر أو انحناء الكتفين للأمام مما قد يؤدي إلى مشكلات نفسية خاصة لدى الشباب مثل فقدان الثقة بالنفس أو الشعور بالإحراج.
- ضغط محتمل على الأعصاب في الحالات المتقدمة مما قد يؤدي إلى الشعور بالتنميل أو الخدر في الأطراف أو حتى الضعف العام أو فقدان التوازن.
- ازدياد خطر الكسور في الفقرات خاصة لدى كبار السن بسبب هشاشة العظام وتفاقم التحدب مع مرور الوقت.
كيفية الوقاية من التحدب
الوقاية من التحدب تتطلب وعي بأساليب الحفاظ على صحة العمود الفقري منذ المراحل المبكرة من الحياة مرورًا بسن المراهقة وصولًا إلى مرحلة البلوغ والتقدم في العمر، ويعد الاهتمام اليومي بالعادات الحركية والغذائية عنصرًا أساسيًا في تجنب ظهور هذه المشكلة أو الحد من تطورها، وفيما يلي شرح تفصيلي لأهم طرق الوقاية:
- الالتزام بوضعية جسدية صحيحة في مختلف الأنشطة اليومية إذ ينبغي المحافظة على استقامة الظهر أثناء الجلوس والوقوف والنوم كما يجب تجنب الانحناء المستمر للأمام خصوصًا أثناء استخدام الهواتف المحمولة أو العمل على الحاسوب ويفضل أن تكون وضعية الرأس مستقيمة ومتوازنة مع العمود الفقري وأن تكون الأكتاف مرتخية وغير مائلة للأمام.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وخاصة التمارين التي تعزز عضلات الظهر والبطن لأن هذه العضلات تمثل الدعامة الأساسية للعمود الفقري وتساهم في إبقائه مستقيمًا من التمارين المفيدة تمارين التمدد وتمارين تقوية العضلات والمشي السريع والسباحة التي تُعد من الرياضات الآمنة والمفيدة للظهر.
- تجنب الجلوس لفترات طويلة دون حركة إذ ينصح بالنهوض من مكان الجلوس كل نصف ساعة تقريبًا والقيام ببعض الحركات البسيطة لتخفيف الضغط عن الفقرات وتحفيز الدورة الدموية في منطقة الظهر.
- اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د اللازمين لتقوية العظام ومن المصادر الغنية بالكالسيوم الحليب ومشتقاته والخضروات الورقية بينما يعد التعرض لأشعة الشمس في أوقات مناسبة أحد أهم مصادر فيتامين د.
- تجنب حمل الأوزان الثقيلة بطريقة غير صحيحة إذ ينبغي ثني الركبتين أثناء رفع الأشياء من الأرض مع الإبقاء على الظهر مستقيم وتفادي رفع الأحمال باستخدام الظهر بشكل مباشر كما ينصح بعدم حمل أشياء ثقيلة على جهة واحدة من الجسم لتجنب اختلال التوازن.
- المتابعة الطبية الدورية وخصوصًا للأطفال والمراهقين حيث أن الكشف المبكر عن أي ميل غير طبيعي في العمود الفقري يساعد في العلاج المبكر وتفادي التحدب الدائم كما يُفضل عرض الطفل على طبيب مختص في حال ملاحظة أي تغير في استقامة الظهر أو تغير في الطول بشكل غير طبيعي.
- الوقاية من هشاشة العظام التي تعد أحد الأسباب الرئيسة في تطور التحدب خاصة لدى كبار السن ويمكن ذلك من خلال ممارسة الرياضة المنتظمة وتناول الغذاء الغني بالعناصر الداعمة للعظام والقيام بالفحوصات اللازمة لتقييم كثافة العظام عند الحاجة.
- استخدام أدوات وأثاث مريح أثناء الدراسة أو العمل مثل الكراسي التي تدعم أسفل الظهر والطاولات المصممة بارتفاع مناسب لتفادي انحناء الجسم للأمام لفترات طويلة كما يفضل ضبط الشاشة بحيث تكون في مستوى النظر دون الحاجة لخفض الرأس.
الاسئلة الشائعة
كيف تعرف أن لديك تحدب؟
يمكن معرفة وجود تحدب من خلال ملاحظة انحناء واضح في الجزء العلوي من الظهر أو بروز الكتفين للأمام أو ميل الرأس بشكل غير طبيعي مع الشعور بألم أو تعب في الظهر وصعوبة في الوقوف باستقامة، وقد يكتشف أيضًا بالصدفة أثناء الفحص الطبي أو من خلال الأشعة التشخيصية.
ما الفرق بين الجنف والحدب؟
الجنف هو إنحناء جانبي للعمود الفقري يظهر بشكل حرف S أو C ويؤثر على توازن الجسم أفقيًا، أما التحدب فهو انحناء للأمام في الجزء العلوي من الظهر ويظهر كتقوس أو سنام الفرق الأساسي أن الجنف يكون جانبيًا بينما التحدب يكون أماميًا عمودي الاتجاه.
كيف أعرف أن طفلي أحدب؟
يمكن ملاحظة تحدب الطفل من خلال انحناء واضح في أعلى الظهر عند الوقوف أو الجلوس بروز في الكتفين أو ميل الرأس للأمام مقارنة بالجسم انخفاض الطول مقارنة بأقرانه صعوبة في الوقوف بشكل مستقيم أو شكوى من ألم مستمر في الظهر وينصح بالفحص الطبي للتأكد.
في الختام يعد التحدب مشكلة صحية لا يجب التهاون بها لما لها من تأثيرات جسدية ونفسية تمتد مع مرور الوقت، ورغم تعدد أسبابه إلا أن الوقاية منه ممكنة من خلال تبني عادات صحية ومراقبة وضعية الجسم باستمرار، كما أن الكشف المبكر والمتابعة الطبية داخل مستشفى الموسى الصحية أفضل مستشفيات المملكة يسهمان بشكل كبير في تجنب المضاعفات وتحسين الحالة بشكل فعال.
المصادر
Kyphosis – clevelandclinic
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا