

نتعرض جميعًا لحالة من التوتر النفسي النتائج عن ضغوطات الحياة ومشاكلها المختلفة، سواء بسبب العمل أو الدراسة أو غيرها من المسؤوليات، ولكن في بعض الحالات قد يصبح التوتر النفسي مشكلة نفسية وعصبية يصعب التكيف معها وممارسة الحياة بشكل طبيعي، مما قد يؤثر على أنشطة الإنسان وطرق استجابته للمثيرات وتقبله للواقع، الأمر الذي قد يتطلب زيارة الطبيب المختص داخل مركز الرفاه التابع لمستشفى الموسى الصحية لتشخيص الموقف ووصف العلاج اللازم في حال الاضطرار إلى ذلك.
ما هو مرض التوتر النفسي
يعرف التوتر (Stress) بأنه عبارة عن رد فعل طبيعي يتخذه الجسم عندما يتعرض لكثير من الضغوط الخارجية مثل الخوف أو الغضب أو مواجهة أمر جديد، ويقوم الجسم حين ذاك بافراز هرمون كـ ردة فعل للدفاع، ومن ثم يتولد منه الشعور بالتوتر الجسدي أو العاطفي، وبعد أن ينتهي مفعول المثير (سبب التوتر) يعود الهرمون لمستواه الطبيعي وتختفي أعراض التوتر.
هذا ويعد التوتر من ردود الفعل الطبيعية التي تساعد في تجنب المخاطر وتوخي الحذر والابتعاد عن الخطر، ولكن في حال استمراره لفترات طويلة أو كان يحدث بصفة غير طبيعية كأن تكون أعراضه مبالغ فيها فإنه قد يكون له تأثير سلبي على الصحة النفسية للفرد، كما أنه قد يتطور فينتج عنه الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية والعصبية الأخرى مثل القلق وغيره من الاضطرابات.
أسباب التوتر النفسي
تختلف أسباب التوتر النفسي باختلاف المريض ودرجة تقبله لها، ولكنها بشكل عام تندرج تحت قسمين رئيسين وهما:
أسباب خارجية
تضم الأسباب الخارجية للتوتر النفسي عوامل متعددة وجميعها تتعلق بالظروف المحيطة بالفرد منها ما يلي:
- وجود مشاكل في العمل أو فقدان وظيفة أو تعاقد ما.
- الوقوع في ضائقة مالية والمعاناة من الفقر.
- حدوث طلاق أو انفصال.
- المعاناة من المرض.
- موت أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء.
- الانتقال لمكان أو منزل جديد.
- حدوث حمل أو إجهاض.
- المعاناة من التلوث البيئي والاكتظاظ السكاني.
- المعاناة من الضجيج والأصوات المزعجة.
- القيادة في الأماكن المزدحمة أو الخوف من التعرض للحوادث المرورية.
- التعرض لأي من أنواع الاعتداء وهو ما يعرض لاضطراب ما بعد الصدمة.
- كثرة المسؤوليات وازدحامها.
أسباب داخلية
قد تكون الأسباب المؤدية إلى حدوث التوتر النفسي أسباب داخلية منبعثة من شخصية المريض وكيفية تعامله مع المواقف ومن هذه الأسباب ما يلي:
- الشعور بالتشاؤم المستمر.
- التفكير المفرط.
- إعطاء الموقف أكبر من حجمه والانفعال الزائد عليه.
- القلق المستمر الغير مبرر.
- المعاناة من حديث النفس السلبي.
- عدم مرونة شخصية المريض وتعقدها.
- التوقعات غير العملية أو الغير منطقية.
اقرا ايضا: علاج التوتر العصبي: أفضل الطرق للتخلص من التوتر وتحقيق الاستقرار النفسي
أعراض التوتر النفسي
يظهر تأثير التوتر النفسي على جميع جوانب حياة المريض، لذلك فإن له أعراض متعددة تظهر في مختلف الجوانب منها ما يلي:
الأعراض الجسدية للتوتر
تتمثل أعراض التوتر العصبي التي تؤثر على جسم المريض فيما يأتي:
- انخفاض مستويات الطاقة في الجسم: حيث أنه يؤدي إلى وجود صعوبة في النوم وفقدان في الشهية الأمر الذي ينتج عنه التأثير على طاقة الجسم.
- الشعور بآلام في الرأس: وذلك نتيجة كثرة التفكير مع قلة النوم والإجهاد الشديد.
- اضطراب المعدة: وقد يظهر ذلك في صورة الغثيان والإسهال أو الإمساك.
- آلام العضلات: وذلك نتيجة التوتر العضلات والمفاصل مما قد ينتج عنه الاحساس بألم متفرق في أجزاء الجسم.
- الشعور بألم في الصدر وزيادة نبضات القلب: كما قد يشعر المريض بضيق في التنفس أيضًا.
- الأرق: ويعد من أبرز الأعراض الجسمية للتوتر النفسي حيث يصعب على المريض تجاهل الأمر ويزداد تفكيره عند الاستلقاء على الفراش.
- الإصابة بنزلات البرد والالتهابات وبالأخص التهابات الجهاز التنفسي.
- انخفاض الرغبة الجنسية: وذلك يكون بسبب الإحساس بالإحباط واليأس.
- جفاف الفم وصعوبة البلع: وذلك نتيجة قصور الغدة اللعابية في إفراز اللعاب.
- الشعور بالبرودة أو تعرق اليدين والقدمين: وذلك نتيجة قلة تدفق الدم إليها.
- الشعور بآلام الأسنان: وقد يكون السبب وراء ذلك هو الجز المستمر على الأسنان وقد يكون ذلك بشكل غير إرادى.
- الشعور بالصداع.
- الشعور باوجاع والام متفرقة في الجسم.
- العصبية والرجفة الغير إرادية.
- الشعور بـ رنين في الأذنين.
- البكاء المستمر وقد يكون دون سبب.
- تعاطي المخدرات وإدمان الكحول.
- الإسراف في التدخين.
- التململ وقضم الأظافر.
- التشنجات العضلية.
الأعراض النفسية للتوتر
أما بالنسبة للأغراض النفسية للتوتر النفسي فإنها تأتي على النحو التالي:
- الشعور بالضغط الشديد وفقدان السيطرة على النفس في كثير من المواقف.
- الشعور بالإحباط وتقلب المزاج وسرعة التهيج.
- المعاناة من صعوبة في الاسترخاء وتفريغ الذهن من الضغوطات التي يعاني منها.
- عدم تقدير الذات والشعور بالدونية.
- المعاناة من الوحدة والاكتئاب والعزلة وعدم الرغبة في محادثة الآخرين.
- الشعور بالإرهاق المستمر.
- الشعور بالرهبة، أو الخجل أو الخوف.
- الشعور بانعدام الأمان والراحة.
- التأهُب المستمر.
- النسيان المتكرر.
احجز استشارتك الان في مركز رفاه بمستشفى الموسى التخصصي.
الأعراض العقلية والمعرفية للتوتر
ويوجد أيضًا أعراض عقلية ومعرفية للتوتر النفسي تتمثل في الآتي:
- تسابق الأفكار وعدم ترتيبها.
- انعدام القدرة على التركيز.
- سوء الحكم على المواقف والأمور.
- انعدام القدرة على اتخاذ القرارات السليمة.
- انخفاض إنتاجية العمل.
- النظر للأمور بطريقة سلبية.
- عدم الرغبة في القيام بشيء.
- صعوبة التركيز في العمل.
كيفية تشخيص التوتر النفسي
التوتر النفسي هو أمر نسبي لذلك يختلف من شخص لآخر وبناء على ذلك لا يوجد أي معايير أو مقاييس محددة يمكن قياسه بها والتعرف عليه من خلالها، فلا شيء سوى الشخص نفسه يمكنه أن يحدد مقدار التوتر الذي يشعر به المريض، وفي حال تبين له أن التوتر لديه شديد ويؤثر بشكل سلبي على حياته وانشطته المختلفة فإنه ينبغي عليه استشارة الطبيب المختص.
حيث يقوم الطبيب تشخيص حالة المريض بالنظر إلى الأعراض التي يعاني منها والاسقاطات التي تظهر في حياته وبناء عليها يستنتج حالته، ويقوم أيضًا سؤاله عن الأحداث الصعبة التي مر بها خلال أشهره الثلاثة الأخيرة وعن مدى تأثره بها وكيف تعامل معها وهل هي ما وراء ما يشعر به أم أن هناك اضطرابات نفسية أخرى.
طرق علاج التوتر النفسي
لا يمكن التخلص من التوتر النفسي بشكل نهائي كما أنه لا يحتاج إلى علاج نهائي إلا في حالات مستعصية، ولكن يمكن التخفيف منه والتقليل من الأعراض الجانبية الناتجة عنه، ويكون ذلك من خلال اتباع الآتي:
- التعرف على المشاكل والأحداث التي تسبب التوتر ومحاولة التخلص منها من خلال مواجهتها ووضع خطة علاجية لها.
- طرد الأفكار السلبية من الذهن والتفكير بأمور إيجابية تطمئن النفس وتبث فيها شعور الرضى والراحة.
- البحث عن الدعم النفسي والاجتماعي ومحاولة الحصول عليه من الأصدقاء والأهل وزملاء العمل.
- عدم تحميل النفس فوق طاقتها وفعل ما يمكن فعله.
- التوقف عن التدخين وتناول الكحول فإن ذلك له تأثير كبير في الحد من القلق والتوتر النفسي.
- الحرص على تناول الأطعمة الصحية التي تدعم جهاز المناعة وتعزز الحالة المزاجية.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر.
- تجنب تناول الكافيين بكثرة.
- الابتعاد عن الاستخدام المفرط للهاتف أو مشاهدة التلفاز لفترات طويلة.
- ممارسة تمارين التنفس العميق وجلسات التدليك.
- القيام بالأنشطة المفضلة والتي تحد من الشعور بالتوتر مثل: قراءة الكتب، أو زيارة الأهل، أو المشي.
- التسليم والقبول بأن هناك أشياء لا يمكن تغييرها أو التحكم فيها بل يجب قبولها كما هي والتعامل معها على ما هي عليه.
- محاولة إدارة الوقت بشكل أكثر فعالية والاستفادة من كل ساعة منه.
- الحصول على قدر كافي من الراحة والنوم يوميًا.
تعرف على: التوتر العصبي اعراضه وتأثيره على الجسم
مضاعفات التوتر النفسي
قد يكون التوتر المستمر مشكلة نفسية لا يستهان بها وبالأخص إذا دام لفترات طويلة فإنه يكون سببًا لحدوث العديد من المضاعفات والمشاكل الصحية أهمها ما يلي:
- أضرار ومشاكل تنعكس على الصحة الجسدية.
- المعاناة من أمراض الجهاز الهضمي.
- أضرار ومشاكل تنعكس على الصحة العقلية.
- الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- الإصابة بمشاكل صحية في الشعر والجلد.
- حدوث اضطرابات في الأكل والسمنة.
- حدوث اضطرابات جنسية.
- المعاناة من اضطرابات في الدورة الشهرية.
- الشعور بالتردد وعدم القدرة على التركيز في اتخاذ القرارات.
- وجود مشاكل في العلاقات الاجتماعية.
- المعاناة من حياة زوجية غير سعيدة.
- صعوبة التواصل مع الآخرين.
- الشعور بالغضب والإحباط المستمر.
- عدم الثقة في الآخرين.
- الاكتئاب.
- القلق المستمر.
- ارتفاع ضغط الدم.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- انخفاض المناعة.
- اضطراب النوم.
- الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- ظهور حب الشباب والإكزيما.
- ضعف الانتصاب وفقدان الرغبة.
الأسئلة الشائعة
كيف أعرف أني أعاني من القلق النفسي؟
يعد القلق والتوتر من الأمور الطبيعية التي يشعر بها الفرد والتي تحركه للقيام بأمور معينة في أوقات معينة، لذلك فهي من المشاعر المفيدة بعض الشيء، لكنها قد تكون مشكلة نفسية يجب الوقوف عندها والبحث عن حل لها إذا زادت عن حدها واستمرت لفترات طويلة وكان لها أثار سلبية واضحة وملموسة في حياة الشخص وواقعه.
ما هي أفضل طريقة لتهدئة الأعصاب؟
لا يمكن علاج التوتر والقلق إلا إذا أراد الشخص ذلك، لذلك فشعور التغيير يجب أن ينبع منه أولًا، ومن ثم يمكن التخفيف من حدة التوتر وتهدئة الأعصاب من خلال اتباع النصائح والإرشادات التي تعين على ذاك، مثل ممارسة التمارين الرياضية كالجري والمشي وتمارين الاسترخاء، وتناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، والحرص على اخذ قسط كافي من النوم والراحة يوميًا
ما هو الفيتامين الذي يقلل التوتر؟
هناك بعض الفيتامينات والمعادن الهامة التي يمكن تناولها لتحسين المزاج وتخفيف قدر التوتر النفسي الذي يشعر به الفرد ومن هذه الفيتامينات فيتامين ج الذي يوجد في البرتقال والعنب وكذلك الشوكولاته الداكنة، كما تعد الخضروات والفواكه بشكل عام من الأطعمة الغنية التي تدعم صحة الجهاز المناعي وتخفيف من وطأة الأمراض النفسية.
وفي الختام نكون قد تعرفنا على كافة معلومات التوتر النفسي والأعراض الجسدية والنفسية والعقلية المصاحبة له، كما تعرفنا على أسبابه ومضاعفاته، وكيفية علاجه، ويجدر بنا أن نشير إلى أن صحة وعافية الإنسان هي أغلى ما يمتلكها، لذلك ينبغي الحفاظ عليها وعدم تعريضها للمخاطر نتيجة الشعور بالقلق والتوتر وإعطاء الأمور أكبر من حجمها، هذا كما يجب التوجه فورًا إلى مركز الرفاه التابع لمستشفى الموسى الصحية لتلقي العلاج والبدء في الجلسات النفسية للتخلص من هذه الحالة سريعًا
المصادر
Psychological Stress – healthline
Stress – clevelandclinic
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا