الجلسات النفسية، هي نوع من العلاج يهدف إلى مساعدة الأفراد على التغلب على مشكلات الصحة النفسية والتحديات العاطفية التي يمرون بها.
نعلم مدى سوء سمعة هذه الجلسات والطبيب النفسي في المجتمع ولكن تُعد هذه الجلسات بمثابة مساحة آمنة وسرية للأفراد. أردنا أن نعرفكم إليها أكثر.
الجلسات النفسية
الجلسات النفسية، تتضمن سلسلة من الاجتماعات الفردية بين المريض ومحترف أو طبيب الصحة النفسية. توفر هذه الجلسات للأفراد فرصة لمناقشة مخاوفهم ومشاعرهم وتجاربهم في بيئة داعمة للتخلص منها بشكل علمي موثوق.
هدف الجلسات النفسية يكمن في مساعدة الأفراد على فهم أفكارهم ومشاعرهم وسلوكياتهم، وكذلك في تطوير استراتيجيات فعّالة للتكيف مع التحديات الصحية النفسية التي يواجهونها.
كما أنها تسعى إلى تحديد طريقة العلاج المُثلى لمجموعة واسعة من الحالات الصحية النفسية، مثل القلق، والاكتئاب، والصدمة، والإدمان، وغيرها.
ماذا يفعل الطبيب النفسي في أول جلسة؟
تُعرف الجلسة الأولى من الجلسات النفسية في كثير من الأحيان بالجلسة التقييمية. خلال هذا الاجتماع الأول، يهدف الطبيب إلى جمع معلومات أساسية حول الحالة الشخصية للفرد ومخاوفه الحالية وأهدافه من الجلسة.
تبدأ الجلسة عادة بملء الاستمارات التي تحتوي على المعلومات الشخصية، والتاريخ الطبي، واستمارة الموافقة على العلاج.
في الجلسة الأولى، يقدم الطبيب جوًا ترحيبيًا وداعمًا لمساعدة الفرد على الشعور بالراحة في مشاركة أفكاره ومشاعره.
ما هي الأسئلة التي تطرح على المريض النفسي؟
سيطرح المعالج سلسلة من الأسئلة للحصول على فهم شامل لمخاوف الصحة النفسية للفرد، بما في ذلك:
- سبب السعي للعلاج، وما يأمل تحقيقه من الجلسات.
- المشكلات الحالية أو التحديات التي يواجهها في هذه الفترة.
- الأعراض التي تزعجه، مثل: الشعور بالحزن، أو القلق، أو التغيرات في النوم والشهية، وإيجاد صعوبة في العلاقات.
- تاريخ الفرد الشخصي، بما في ذلك الخلفية العائلية، وتجارب الطفولة، والأحداث الهامة في الحياة، والعلاج الصحي النفسي السابق إن وجد.
- البيئة المحيطة والداعمة، يتعرف بها المعالج عن العلاقات مع العائلة، والأصدقاء، والأشخاص الهامين الآخرين في حياة المريض.
من المهم أن نلاحظ أن الجلسة الأولى هي فرصة للفرد والمعالج لتأسيس التواصل الجيد، وتحديد ما إذا كانا يشعران بالراحة في العمل معًا. سيوضح المعالج أيضًا النهج العلاجي الذي يعتزم استخدامه ويجيب على أي أسئلة قد تكون لدى الفرد.
قد يهمك ايضا التعرف على:
ما هي أنواع الجلسات النفسية؟
تشمل الجلسات النفسية مجموعة متنوعة من الجلسات بناء على خطة العلاج، تخصص كل منها لمعالجة مشاكل محددة وتلبية احتياجات الفرد. إليك بعض الأنواع المستخدمة بشكل شائع من الجلسات النفسية.
العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive-behavioral therapy (CBT
هو نهج علاجي مستخدم على نطاق واسع يركز على العلاقة بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات. يهدف إلى مساعدة الأفراد على تحديد وتغيير أنماط الفكر السلبية أو غير المفيدة وتطوير استراتيجيات التكيف الأكثر صحة لحالات، مثل اضطرابات القلق، والاكتئاب، وإدمان المواد.
العلاج النفسي الديناميكي (Psychodynamic psychotherapy)
يستند إلى الاعتقاد بأن الكثير من أفكارنا ومشاعرنا وسلوكياتنا الحالية تتأثر بعمليات لا وعي وصراعات غير محلولة من التجارب السابقة، بشكل خاص في الطفولة.
يهدف هذا العلاج إلى مساعدة الأفراد على اكتساب فهم لهذه هذه الأفكار الكامنة وتوطيد الروابط بين ماضيهم وحاضرهم.
العلاج النفسي التفاعلي أو النفسي البيني (Interpersonal Psychotherapy (IPT
يُركز على تحسين العلاقات ومهارات التواصل. فهو فعّال بشكل خاص في التعامل مع صعوبات العلاقات، والحزن والفقدان، والانتقالات الحياتية.
خلال الجلسات، يساعد المعالج الأفراد على استكشاف طرق التعامل في علاقاتهم، وتحديد أهداف واقعية للتغيير، وتطوير استراتيجيات لتعزيز مهارات التواصل لديهم والتخلص من الانعزالية أحياناً.
العلاج الجماعي (Group Therapy)
يتضمن مجموعة صغيرة من الأفراد الذين يجتمعون لمناقشة أفكارهم ومشاعرهم وتجاربهم تحت إرشاد معالج مدرب. يوفر العلاج الجماعي بيئة داعمة وآمنة للأفراد لمشاركة تحدياتهم، واكتساب رؤى من الآخرين، وتطوير مهارات التواصل.
قد يكون العلاج الجماعي مفيدًا بشكل خاص للأفراد الذين يعانون من العزلة الاجتماعية، أو صعوبات العلاقات، أو حالات محددة من الصحة النفسية. فهو يتيح للأفراد الحصول على الدعم من الأفراد الذين قد يكون لديهم تجارب وتحديات مماثلة.
العلاج الأسري (Family Therapy)
يتضمن العلاج الأسري جلسات مع أعضاء متعددين من العائلة، بما في ذلك الآباء والأمهات والأطفال والأفراد الآخرين. يهدف العلاج الأسري إلى تحسين التواصل وحل الصراعات وتعزيز العلاقات الأسرية.
غالبًا ما يُستخدم العلاج الأسري لمعالجة قضايا، مثل الصراعات العائلية، وصعوبات التربية، وتأثير حالة الصحة النفسية لأحد أفراد الأسرة في الجو الأسري الكامل، وأحاسيس المريض بأنه مُنعزل عن عائلته.
يعمل المعالج مع الأسرة ككل لتحديد أنماط التفاعل وتطوير استراتيجيات لتعزيز التواصل والعلاقات الصحية.
هل جلسات العلاج النفسي مفيدة؟
تُظهر الأبحاث بشكل مستمر أن الجلسات النفسية فعالة في علاج مجموعة واسعة من الحالات الصحية النفسية وتحسين جودة الحياة.
وجدت دراسة واحدة أن حوالي 75% من الأفراد الذين يتلقون العلاج النفسي يحصلون على درجة معينة من الفائدة من العلاج وتغييرات إيجابية في الدماغ والجسم.
يدعم فعالية العلاج النفسي العديد من الدراسات التي تُظهر تخفيف الأعراض، وتحسين الوظيفة، وزيادة جودة الحياة للأفراد الذين يشاركون في العلاج.
فوائد الجلسات النفسية
يقدم العلاج النفسي فوائد عديدة، وأهمها:
- تخفيف أعراض مختلف الحالات الصحية النفسية، مثل القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.
- تعزيز مهارات التكيف: يتعلم الأفراد استراتيجيات التكيف الفعّالة لإدارة الضغط، وتنظيم المشاعر، والتعايش مع تحديات الحياة.
- تحسين العلاقات: يمكن للعلاج تحسين مهارات التواصل وتعزيز العلاقات مع العائلة، والأصدقاء، والأزواج.
- زيادة الوعي الذاتي: يساعد العلاج النفسي الأفراد على الحصول على فهم أعمق لأنفسهم، وأفكارهم، ومشاعرهم، مما يؤدي إلى النمو الشخصي والقبول الذاتي.
كما توفر جلسات العلاج مساحة داعمة وآمنة، إذ يمكن للأفراد أن يشعروا بالاستماع والدعم والفهم.
هل العلاج النفسي له أضرار؟
تفوق فوائد العلاج النفسي عمومًا مخاطره، إلا أنه مثل أي أساليب علاجية قد يؤدي إلى مخاطر طفيفة التي من المهم أن نكون على علم بها، وهي تشمل:
- الشعور بالاستياء العاطفي: قد تتضمن جلسات العلاج مناقشة العواطف المؤلمة، أو التجارب الصادمة، مما قد يزيد من الإجهاد العاطفي أحياناً.
- تفاقم مؤقت للأعراض: في بعض الحالات، قد يتعرض الأفراد لتفاقم مؤقت للأعراض قبل تحقيق التحسن مع تقدم العلاج.
- عدم ملاحظة نتائج مُرضية: في بعض الحالات، قد لا يحصل الأفراد على التقدم المطلوب على الرغم من المشاركة في العلاج. من المهم التواصل بشكل صريح مع المعالج في حالة القلق.
- الآثار الجانبية للأدوية: قد يصف الأطباء بعض الأدوية التي تؤثر بشكل سلبي في الأفراد، من ناحية الشهية والوزن وإحداث اضطرابات النوم.
تقدم الجلسات النفسية للأفراد فرصة قيمة لاستكشاف أفكارهم ومشاعرهم وسلوكياتهم في بيئة داعمة. من خلال فهم أساليب العلاج والتعاون مع الطبيب المختص، يمكن للأفراد الحصول على فهم، وتطوير استراتيجيات التكيف الفعّالة، وإحداث تغييرات إيجابية في حياتهم. تُعد الجلسة الأولى أساس الرحلة العلاجية، إذ يقوم الفرد والمعالج بتأسيس التواصل ومناقشة المخاوف وتحديد أهداف العلاج. فلا تتردد في سؤال طبيبك عن كل ما يدور في ذهنك خلالها؛ لأنك تستحق الفرصة لقيادة حياة مفعمة بالصحة والسعادة.
أيضا