

العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية أنهم يكملان بعضهم البعض، لأن الصحة النفسية تؤثر بشكل مباشر على الصحة الجسدية سواء بالسلب أو الإيجاب، واستقرار الصحة النفسية له دور كبير في وقاية الجسم من التعرض لبعض الأمراض وتحسين الصحة بشكل عام، والكثير من الأمراض التي تصيب الجسم بعد الكشف والتحليل والبحث عن سببها فإن الأطباء يرون أنها بسبب تأثر الصحة النفسية، داخل مركز الرفاه أحد أهم مراكز مستشفى الموسى الصحية سوف تتعرف على العلاقة بينهم وكيف تؤثر الصحة النفسية على الجسدية.
العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية
يرغب البعض في تحديد العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية بالتحديد، وهنا نقوم بتعريف كل منهم كالتالي:
الصحة النفسية: تعتمد الصحة النفسية على مفهوم الرفاهية الاجتماعية والعاطفية التي تدفع الفرد إلى التأقلم مع التحديات والضغوط النفسية وممارسة بعض الأنشطة والأحداث الحياتية، وأي خلل في الصحة النفسية يؤثر على الشعور بالراحة والسكينة ويعيق ممارسة الأنشطة اليومية.
الصحة الجسدية: هي قدرة الجسم على إنجاز بعض الأعمال الوظائف بشكل طبيعي، وأي خلل في أعضاء أو أجهزة الجسم يتسبب في حدوث اضطرابات جسدية والإصابة بمشاكل صحية.
الأمراض الجسدية ذات المنشأ النفسي
بعد معرفة العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية فإن الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية تحدث بسبب سوء الحالة النفسية، ومن بين هذه الأمراض ما يلي:
أمراض القلب والأوعية الدموية
تعتبر أمراض القلب من أكثر الأمراض المنتشرة والشائعة في العديد من الدول والمرتبطة بالضغوط النفسية والشعور بالاكتئاب والحزن، وهذه المشاعر السلبية تتسبب في زيادة خطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب، كذلك تؤدي إلى تشويش في الغدد الصماء والذي يتسبب في ارتفاع مستوى الكاتيكولامينات ويتسبب في تراكم صفائح الدم وإعاقة نقلها عبر الجهاز العصبي، هذا كما أن الأشخاص الذين يعانون من التسرع والتهور في التصرفات والعدوانية هم أكثر الفئات عرضة للأزمات القلبية.
أمراض الجهاز الهضمي
يتأثر الجهاز الهضمي في الجسم بشكل مباشر بالحالة النفسية، لأنه في حالة الاكتئاب والقلق والتوتر يتأثر القولون ويحدث له تهيج والتهاب، ويوجد علاقة مباشرة بين إفراز أحماض المعدة ومعدل الببسين في الجسم الذي يحدث في حالة التعرض للإجهاد الشديد أو التوتر أو الضيق، وهذا الأمر يتسبب في ظهور تقرحات في الجهاز الهضمي.
أيضًا هناك ارتباط قوي بين ظهور جرثومة الملوية البوابية وبين التهاب القولون التقرحي وسوء الحالة النفسية واختلاط مشاعر الهلع والوساوس القهرية بهذه المشكلة في الجهاز الهضمي.
مشاكل الجهاز التنفسي
أثبتت الدراسات أن نحو 30% من مرضى الربو والأمراض الصدرية مصابون بالقلق والتوتر وتسارع النفس، وقد يصل الأمر في بعض حالات التوتر الشديدة إلى الوفاة، كما وجد أن الأشخاص الحساسة والعاطفية متقلبي المزاج يميلون أكثر إلى تناول أدوية موسعة للقصبات الهوائية والشعب الهوائية بسبب ضيق التنفس الذي يحدث من مشاعرهم السلبية.
أمراض جهاز الغدد الصماء
الإصابة بمتلازمة كوشينغ التي تحدث بسبب زيادة إفراز هرمون الكورتيزول في الجسم تتسبب في حدوث اضطرابات في الغدة الدرقية وتزيد من مخاطر الاضطرابات النفسية والشعور بالقلق والاكتئاب والوسواس القهري والرهاب الاجتماعي والتي تؤثر على الصحة النفسية والجسدية.
الأمراض الجلدية
هناك العديد من الأمراض الجلدية توضح العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية ومنها الصدفية والتهاب الجلد العصبي والشعور بالحكة والالتهابات للمصابين بالقلق والاكتئاب، وكلما زاد الشعور بالاكتئاب والتوتر كلما زادت بقع الصدفية في الجسم.
تأثير الصحة النفسية على وظائف الجسم
العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية علاقة طردية، وكلما تحسنت الصحة النفسية تحسنت الصحة الجسدية، والعلاقة بينهم كالتالي:
- سوء الحالة النفسية يؤثر على جودة النوم وفي حالة عدم النوم الجيد يتأثر الجسم ويشعر بالتعب والإرهاق الزائد.
- ارتفاع فرصة الإصابة بأمراض السكر من النوع الثاني لأنه يرتبط بالحالة النفسية بشكل كبير.
- ارتفاع فرصة الإصابة بالسمنة، لأن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من عدم الاستقرار النفسي يتوجهون لتناول الطعام بشكل كبير.
- زيادة فرصة الإصابة بالمشاكل القلبية والشرايين وخاصة لمن يعاني من الاكتئاب.
- القلق والتوتر والحزن يتسبب في صعوبة التركيز وعدم القدرة على أداء الأعمال والمهام اليومية بشكل جيد.
- الاكتئاب والحزن والضيق بتسبب في الشعور بالصداع والتعب بشكل عام في الجسم.
دور التوتر والقلق في ظهور الأمراض الجسدية
نلاحظ أن العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية علاقة قوية والقلق من أكثر المشاكل النفسية الشائعة والتي لها دور كبير في ظهور بعض الأمراض الجسدية ومنها:
- يؤثر القلق الزائد على معدل التنفس بشكل طبيعي مما يتسبب في وجود مشاكل في الجهاز التنفسي مثل الربو وغيرها.
- يتسبب القلق في زيادة معدل ضربات القلب، ويزداد الشعور بالخفقان وعدم الراحة مع الألم في الصدر، بجانب زيادة فرصة ارتفاع معدل ضغط الدم والإصابة بالأمراض القلبية.
- يتسبب القلق في التعرق المفرط بسبب زيادة مستوى هرمون الأدرينالين في الجسم ويؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم وارتفاع معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.
- تحدث الإصابة بالشد والألم في العضلات بسبب الشعور بالتوتر والقلق الشديد، وخاصة في عضلات الظهر، الكتف، الرقبة وعضلات الفك، ولا يتم التخلص من هذا الشد إلا بعد الاسترخاء والتخلص من القلق.
- تحدث اضطرابات في المعدة ومنها الإسهال، الغثيان، والألم في المعدة، بجانب بعض المشاكل الأخرى في الجهاز الهضمي.
- يؤدي التوتر إلى الشعور بالإجهاد والتعب والصعوبات في ممارسة الأنشطة الطبيعية اليومية.
- يؤدي القلق أيضًا إلى الرعشة وارتجاف الجسم وخاصة في حالة التعرض للانفعال الشديد وقد يؤثر ذلك على الجهاز العصبي المركزي وتفرز بعض الهرمونات في الجسم ومنها الأدرينالين والكورتيزول.
- يعتبر التوتر والقلق وسوء الحالة النفسية لهم دور كبير في ضعف الجهاز المناعي وبالتالي تزداد فرصة الجسم للإصابة بالأمراض المختلفة.
نصائح لتحقيق صحة شاملة للجسم والعقل
بعد التعرف على العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية ينبغي اتباع هذه النصائح والإرشادات للحفاظ على الصحة العقلية والجسدية، والتي تتمثل في الآتي:
- التخلص بقدر الإمكان من مشاعر القلق والاكتئاب، وفي حالة سيطرة هذه المشاعر بقوة على الشخص ينبغي طلب المساعدة من المتخصصين.
- التدرب على ممارسة تقنيات الاسترخاء التي تقلل من الشعور بالقلق والإجهاد والتوتر.
- التعامل المبكر والكشف عند الطبيب المتخصص والالتزام بالأدوية المطلوبة في حالة المعاناة من الاكتئاب أو الحزن الشديد عليك.
- الحصول على قدر كافي من النوم والراحة لتقليل الشعور بالضغوط والتوتر والأرق.
- اتباع نمط صحي غذائي مناسب يمنح الجسم الفيتامينات والمعادن والعناصر اللازمة يلعب دور كبير في تعزيز الصحة الجسدية والنفسية.
- تناول مقدار كافي من الماء والسوائل والمشروبات الطبيعية يوميا للتخلص من السموم الزائدة خارج الجسم.
- الالتزام بممارسة الرياضة للتخلص من الأفكار السلبية والمشاعر السيئة، ولأن الرياضة لها دور كبير في تحسين الصحة النفسية.
كما يمكنك التوجه لمركز العلاج الجماعي بمستشفى الموسى التخصصي
دور النوم في الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية
النوم له دور كبير في تعزيز كل من الصحة النفسية والجسدية، لأن الجسم يحتاج إلى مقدار يومي من النوم والراحة لاستعادة النشاط والحيوية، ويمكن الاستغناء عن القيلولة في وقت النهار للحفاظ على عدم الشعور بالأرق والنوم الهادئ ليلا، كذلك ينصح بتقليل تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، وعدم الجلوس على المحمول والتلفاز والحاسوب قبل النوم مباشرة لتجنب الأرق وعدم القدرة على النوم الهادئ.
الأسئلة الشائعة
هل الأمراض النفسية تسبب أمراض جسدية؟
تدهور الحالة النفسية يكون سبب في الإصابة بالعديد من الأمراض الجسدية ومنها: متلازمة الألم والشعور بألم متفرق في الجسم بدون سبب، الإسهال والقيء وألم المعدة، ظهور الطفح الجلدي وبعض المشاكل الجلدية.
ما هي الأعراض الجسدية الناتجة عن الضغوط النفسية؟
في حالة تدهور الحالة الصحية والنفسية يشعر الإنسان ببعض الأعراض ومنها الصداع وألم الرأس، تصلب العضلات أو الألم، وجود بعض المشاكل الجنسية، المشاكل في المعدة والشعور بالألم، ألم في الصدر أو زيادة في ضربات القلب، بجانب عدم القدرة على التركيز.
كيف يتحول الألم النفسي إلى جسدي؟
لأن العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية علاقة طردية، فإن الكثير من الألم النفسي وعدم الراحة النفسية يتحول إلى ألم عضوي والشعور بمتاعب مختلفة تظهر في أماكن متفرقة من الجسم ولا يكون لها سبب مرضي عضوي واضح.
كيف تخفف الألم النفسي؟
بعض التقنيات تحسن من الحالة الصحية والجسدية والنفسية ومنها ممارسة الرياضة، التواصل مع الآخرين للتخلص من الوحدة، واتباع نمط غذائي صحي، بجانب ممارسة تقنيات الاسترخاء واليوجا، وممارسة بعض الأنشطة التي تقلل من الشعور بالتوتر والحزن.
نظرا لأن العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية علاقة قوية وكل منهم يؤثر في الآخر، لذلك ينبغي الحفاظ بقدر الإمكان على الصحة النفسية واتباع النصائح والإرشادات التي يقدمها مركز الرفاه، ذلك المركز المعتمد أحد مراكز مستشفى الموسى الصحية والتي تعزز من الصحة النفسية لتجنب الإصابة بالعديد من الأمراض التي تصيب الجسم في حالة سوء الحالة النفسية.
المصادر والمراجع
Physical health and mental health
أيضا