احجز موعدك الآن
الصرع وتأثيره على النمو الجسدي والعقلي لدى الأطفال والبالغين

الصرع وتأثيره على النمو الجسدي والعقلي لدى الأطفال والبالغين

الصرع ليس مجرد تلك النوبات المتكررة التي تحدث للمريض، فهي حالة عصبية تؤثر على مختلف جوانب النمو بالأخص لدى الأطفال، وبالإضافة إلى التأثير على الدماغ، يمكن أن يؤثر الصرع على التطور العقلي والحركي والاجتماعي، وبالتالي يؤدي إلى التأخر في التعلم واكتساب المهارات، وبالرغم من ذلك فإن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكنهما المساعدة في تقليل التأثيرات، في السطور أدناه نتعرف مع مستشفى الموسى التخصصي على كافة التفاصيل بشأن الصرع وتأثيره على النمو.

كيف يؤثر الصرع على مختلف مراحل النمو؟

يتساءل الكثير عن الصرع وتأثيره على النمو وقبل أن نتوغل في هذا نود أن نتعرف معًا على تأثير الصرع على مختلف مراحل النمو، فبالتأكيد الصرع يؤثر بشكل كبير على الإنسان بمختلف مراحل عمره، ويؤثر الصرع بصورة غير متفاوتة على مختلف مراحل النمو، وفيما يلي نوضح تأثيره على كل مرحلة:

مرحلة الرضاعة

وهي من سن الولادة وحتى عمر عامين، وقد تؤثر النوبات المتكررة للصرع على نمو الدماغ وتطوره، بالأخص إذا كانت النوبات طويلة أو كانت متكررة، كما أن الأدوية المضادة للصرع قد تؤثر على الشهية وعلى النمو الجسدي، وقد تؤدي إلى تأخير بعض المهارات الحركية والتطورية.

مرحلة الطفولة المبكرة

وهي مرحلة تتراوح بين عمر السنتين والستة سنوات، وتؤثر فيها النوبات على القدرة على التعلم واكتساب المهارات الجديدة، كما قد يواجه الطفل صعوبات في التركيز والانتباه، إلى جانب ذلك يؤثر الصرع في تلك المرحلة على التطور العاطفي والتطور الاجتماعي للطفل.

مرحلة الطفولة المتأخرة 

تلك المرحلة تتراوح بين عمر 6 سنوات وعمر 12 سنة، وفيها يؤثر الصرع على الأداء الدراسي والتحصيل العلمي، وقد يواجه الطفل صعوبات في تكوين الصداقات والمشاركة بالأنشطة الاجتماعية، كما قد يشعر الطفل بالخجل أو الإحراج بسبب نوبات الصرع.

مرحلة المراهقة

في تلك المرحلة تتراوح الأعمار بين 12 سنة و18 سنة، ويؤثر الصرع على التغيرات الهرمونية والنضوج الجنسي، كما قد يواجه المراهق الصعوبات في القيادة والحصول على رخصة القيادة، كما قد يؤثر الصرع على الاستقلالية والاعتماد على الذات.

مرحلة البلوغ

تبدأ تلك المرحلة من عمر أكبر من 18 عامًا، وفيها يؤثر الصرع على فرص العمل والزواج والإنجاب، وقد يواجه البالغون الصعوبات في القيادة والحصول على رخصة القيادة، كذلك فإن الصرع يؤثر على الصحة النفسية وعلى العلاقات الاجتماعية بصورة سلبية.

تعرف على طرق علاج الصرع : الأسباب والأعراض والأنواع والتشخيص

الصرع وتأثيره على النمو الجسدي

الصرع وتأثيره على النمو الجسدي كبير، يعتبر الصرع اضطراب عصبي مزمن يتسبب في النوبات المتكررة نتيجة النشاط الكهربائي الغير طبيعي بالدماغ، ويمكن أن يؤثر الصرع على النمو الجسدي للأطفال وكذلك للمراهقين، بالأخص في حالة كانت النوبات متكررة أو شديدة، ويمكن أن تؤدي النوبات إلى التأخر في التطور الحركي والضعف في التناسق العضلي، وهو أمر يتسبب في إعاقة قدرة الطفل على المشي أو أداء الأنشطة الحركية الدقيقة.

بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تؤثر بعض الأدوية المضادة للصرع على معدل النمو، ويمكن كذلك أن تتسبب في اضطرابات بالشهية، أو أنها تؤثر على امتصاص بعض العناصر الغذائية الأساسية، وبالتالي الانعكاس على كل من الطول والوزن، أيضًا فإن الصرع يحد من ممارسة الأنشطة البدنية وبالتالي التأثير سلبًا على قوة العضلات واللياقة البدنية، إلى جانب هذا تجدر الإشارة إلى أن العلاج المناسب والدعم الطبي المستمر أمرًا مهمًا للتقليل من تلك التأثيرات والتعزيز من النمو الجسدي بصورة صحيحة.

الصرع وتأثيره على النمو الذهنى

يؤثر الصرع على الوظائف الدماغية نتيجة الخلل بالنشاط الكهربائي، وبالتالي الإصابة بالنوبات المتكررة التي تتسبب بالتالي في التأثيرات المباشرة والغير مباشرة على النمو الذهني، وتتفاوت هذه التأثيرات بناء على عدد من العوامل منها نوع الصرع وتكرار النوبات وموقع البؤرة الصرعية بالدماغ، إلى جانب العوامل الإضافية المختلفة مثل العوامل البيئية وتأثير الأدوية.

التأثيرات العصبية والوظيفية على الإدراك

بالنظر إلى الصرع وتأثيره على النمو الذهني يجب التعرف على التأثيرات العصبية والوظيفية على الإدراك فإن الصرع يؤثر على المناطق الدماغية المسؤولة عن الإدراك مثل كل من الفص الصدغي والفص الجبهي، وتلعب هذه المناطق دورًا مهمًا وكبيرًا في العمليات الذهنية مثل التركيز، الذاكرة، والقدرة على التخطيط وحل المشكلات، أيضًا فإن الصرع الذي ينشأ بالفص الصدغي في الغالب يكون مرتبطًا بمشكلات في الذاكرة طويلة وقصيرة المدى، في حين أن الصرع بالفص الجبهي يؤدي إلى الضعف بالتحكم التنفيذي واتخاذ القرارات.

التأثيرات على التعلم والتحصيل الأكاديمي

الأطفال المصابون بالصرع يعانون بشكل صعب من التعلم نتيجة التأثيرات التراكمية للنوبات على أداء الطفل المعرفي، كما أن تكرار النوبات يمكن أن يؤدي إلى الانقطاعات المتكررة بالذاكرة قصيرة المدى، وهو ما يعيق عملية اكتساب المعرفة وتثبيتها، أيضًا فإن اضطرابات الانتباه المصاحبة للصرع مثل فرط النشاط وتشتت التركيز يمكنها التأثير سلبًا على الأداء المدرسي، كما أنها تعيق التفاعل مع البيئة التعليمية بشكل فعال.

التأثيرات الدوائية على النمو الذهني

الأدوية المضادة للصرع تلعب دورًا أساسيًا في التحكم بالنوبات، إلا أنها تحمل آثار جانبية تؤثر بالسلب على الوظائف الذهنية، فهناك بعض الأدوية التي تتسبب في النعاس وضعف التركيز، ويمكنها التسبب في تباطؤ المعالجة الإدراكية، وقد يكون له التأثير التراكمي على الأداء الذهني على المدى الطويل، وبالرغم من ذلك فإن استجابة المرضى للأدوية قد تختلف بين كل حالة وأخرى، ويعتمد تأثيرها على جرعات العلاج وتركيبة الدواء الفردية لكل مريض.

المرونة العصبية

بالرغم من التأثيرات السلبية المحتملة للصرع على النمو الذهني، ولكن الدماغ لديها قدرة تكيفية كبيرة ورائعة تعرف باسم المرونة العصبية، ويمكن للمناطق الدماغية غير المتأثرة أن تعوض بعض الوظائف المتضررة، ويعتمد هذا على العوامل البيئية مثل الدعم الأسري، التدخلات التعليمية المبكرة، والعلاج السلوكي المعرفي.

وتجدر الإشارة إلى أن الصرع له تأثير غير موحد على النمو الذهني، فهو يعتمد على مجموعة كبيرة من العوامل العصبية والبيئية والعلاجية، لذلك فإن التحكم في المرض من خلال المتابعة الطبية واختيار العلاجات المناسبة والدعم النفسي والتعليمي، كلها لها دور كبير في تقليل التأثيرات السلبية للصرع.

احجز استشارتك الان في مركز رفاه بمستشفى الموسى التخصصي.

الصرع وتأثيره على النمو

الصرع وتأثيره على الصحة النفسية

الصرع ليس مجرد اضطراب عصبي، فهو يؤثر على كل جوانب حياة المريض، يتضمن ذلك الصحة النفسية، وفيما يتعلق مفهوم الصرع وتأثيره على النمو والصحة النفسية فإن كل من الدماغ والجهاز العصبي يتفاعلان مع النوبات الصرعية بصورة معقدة، وبالتالي التغيرات النفسية والسلوكية التي تتفاوت شدتها بناء على مجموعة من العوامل منها تكرار النوبات، نوع الصرع، تأثير الأدوية، ومستوى الدعم الاجتماعي للفرد، وفيما يلي نوضح بالتفصيل التأثير السلبي للصرع على الصحة النفسية:

القلق والخوف المستمر

العديد من مرضى الصرع يعانون من القلق المزمن، وذلك لعدم قدرتهم على التنبؤ بوقت حدوث نوبات الصرع لديهم، وهو ما يعرف باسم اضطراب القلق العام أو نوبات الهلع، فإن المريض يكون في حالة دائمة من التوتر والقلق والخوف من التعرض لنوبة ببيئة غير آمنة أو محرجة.

الاكتئاب واضطرابات المزاج

الصرع يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، وهناك مجموعة من الأبحاث أثبتت أن المرضى الذي يعانون من صرع الفص الصدغي لديهم احتمالية أكبر للإصابة بالاكتئاب بالمقارنة بغيرهم من المرضى، وذلك للعديد من الأسباب منها العزلة الاجتماعية، تأثير النوبات على كيمياء الدماغ، والإحباط الذي ينتج عن القيود التي يفرضها الصرع على حياة المريض.

الاضطرابات الشخصية والتواصل الاجتماعي

يؤدي الصرع إلى التغيرات في الشخصية مثل الانعزال الاجتماعي أو الاضطرابات بالسلوك العدواني، وبعض المرضى يصابون بالاضطرابات المختلفة مثل اضطراب ما بعد الصدمة، وذلك نتيجة التجارب السلبية المرتبطة بالنوبات، بالأخص إذا تعرضوا لنوبات شديدة بأماكن عامة أو أثناء أداء المهام الحساسة.

ضعف تقدير الذات

فكرة الإصابة بالصرع تجعل المريض يشعر بالوصمة في المجتمع، وبالتالي ضعف تقديره لذاته، ويشعر المريض بأنه غير قادر على تحقيق الاستقلالية أو الاندماج بالمجتمع، وهذا الشعور يقلل من طموحات المصاب وبالتالي الإصابة بالمشكلات النفسية مثل العزلة والاكتئاب.

التأثيرات النفسية للأدوية

الأدوية المضادة للصرع تساعد في التحكم بالنوبات، وبعض هذه الأدوية تؤثر على الحالة النفسية للمريض، وبعض الأدوية يمكنها التسبب في التقلبات المزاجية والزيادة في العنف والعدوانية، كما أنها يمكنها أن تؤدي إلى تفاقم أعراض الاكتئاب والقلق.

يمكنك قراءة  الجلسات النفسية وأنواعها؟

كيف يمكن التعايش مع الصرع

بعد أن تعرفنا على الصرع وتأثيره على النمو نود التذكير بالطريقة الصحيحة التي بها يمكن للمريض التعايش مع المرض، ويمكن للأفراد المصابين بالصرع التعايش مع المرض ويمكنهم أن يعيشوا حياة طبيعية وذلك من خلال اتباع بعض النصائح والاستراتيجيات الفعالة للتحكم بالنوبات والتقليل من تأثير المرض، والتعايش يتضمن العديد من الجوانب مثل اتباع النمط الصحي للحياة والدعم النفسي والاجتماعي والالتزام بالعلاج، وفيما يلي أهم النصائح التي يجب اتباعها للتعايش مع المرض:

  • تناول الأدوية المضادة للصرع بانتظام وفق توجيهات الطبيب.
  • إجراء الفحوصات الدورية للتأكد من الجرعات وفعالية العلاج.
  • تجنب قلة النوم والحصول على القسط الكافي من الراحة.
  • تقليل الضغوطات النفسية والتعرض للتوتر والقلق، ويمكن تجربة تقنيات الاسترخاء المختلفة من اليوجا والتأمل.
  • تجنب التعرض للأضواء الساطعة أو الوميض المتكرر، بالأخص في حالة كان المريض يعاني من الصرع الحساس للضوء.
  • ضرورة تجنب تناول الكحول وتعاطي المخدرات، حيث أنها تؤثر بالسلب على الدماغ وتزيد من النوبات المتكررة.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • الحفاظ على النظام الغذائي الصحي المتوازن الغني بالعناصر الغذائية الداعمة لصحة الدماغ.
  • تناول الكمية الكافية من الماء.
  • الحفاظ على ترطيب الجسم.
  • توفير البيئة الآمنة لتقليل مخاطر نوبات الصرع من خلال ترتيب المنزل بطريقة آمنة لتقليل خطورة الإصابات عند حدوث نوبة.
  • تجنب قيادة السيارات.
  • الانضمام لمجموعات الدعم النفسي والتواصل مع الطبيب النفسي بصفة دورية.

مركز رفاه للصحة النفسية هو مؤسسة رائدة في تقديم الرعاية الشاملة لمرضى الصرع، حيث يجمع بين الدعم النفسي والعلاجات الطبية الحديثة لتعزيز جودة حياة المرضى، ومن خلال المركز تضمن تشخيص الصرع بدقة من خلال الفحوصات العصبية المتقدمة وتقديم الخطط العلاجية المتكاملة التي تشمل الأدوية والعلاج السلوكي المعرفي وبرامج إعادة التأهيل العصبي.

الأسئلة الشائعة 

في هذا الجزء نلقي الضوء معًا على أهم الأسئلة الشائعة حول الصرع وتأثيره على النمو، وذلك لأننا نعلم جيدًا أن الصرع هو مشكلة صعبة على حياة من يعاني منه وحياة المحيطين بالمريض، لهذا تابع القراءة للتعرف على بعض الأسئلة المهمة وإجاباتها:

هل يؤثر علاج الصرع على الذاكرة؟

بالطبع يمكن لعلاج الصرع أن يؤثر على الذاكرة، فإن بعض الأدوية المضادة للصرع التي يتناولها المرضى قد تتسبب في الآثار الجانبية مثل ضعف التركيز أو النسيان، بالأخص عند تناول الجرعات العالية أو عند استخدام أدوية معينة تؤثر على وظائف الدماغ، والسيطرة على نوبات الصرع تلعب دورًا مهمًا فإن النوبات المتكررة تؤدي إلى التلف ببعض مناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة مثل الفص الصدغي، ويختلف التأثير من شخص لآخر كما يمكن تعديل نوع الدواء أو جرعته بالتنسيق مع الطبيب لتقليل الآثار السلبية على الوظائف الإدراكية.

هل يؤثر الصرع على نمو الدماغ؟

يمكن أن يؤثر الصرع على نمو الدماغ، بالأخص إذا بدأت النوبات في سن مبكرة أو كانت متكررة وشديدة، والنشاط الكهربائي غير الطبيعي في الدماغ يمكنه إعاقة التكوين السليم للروابط العصبية، وبالتالي التأثير على التطوير المعرفي والوظائف الإدراكية مثل الانتباه والذاكرة، كذلك هناك بعض أنواع الصرع تؤدي إلى التغيرات في بنية الدماغ مع مرور الوقت، وبالتالي الحد من القدرة على التعلم والتكيف، ويمكن للعلاج المبكر للصرع التقليل من التأثيرات على نمو الدماغ، ويساعد على التطور بصورة أقرب إلى الطبيعة.

هل يسبب الصرع تأخر النمو؟

نعم يمكن للصرع التأثير على النمو بالأخص عند الأطفال، والنوبات المتكررة خاصة الطويلة أو الشديدة يمكنها التأثير على نمو الدماغ وتطوره، ويؤدي ذلك إلى التأخر بالمهارات الحركية واللغوية والاجتماعية، كذلك فإن بعض الأدوية المضادة للصرع يمكنها التأثير على الشهية والنمو الجسدي.

مستشفى الموسى التخصصي ومركز رفاه للصحة النفسية التابع له يوفر الرعاية الطبية المتكاملة تحت إشراف نخبة من الأطباء المتخصصين في طب الأعصاب والصحة النفسية، اعتمادًا على أحدث التقنيات والأساليب العلاجية التي تضمن أفضل النتائج، احجز موعدك الآن للحصول على التشخيص الدقيق واتباع الخطة العلاجية المناسبة.

المصادر والمراجع:

Epilepsy: Impact on the Life of the Child – epilepsy

The Effects of Epilepsy on the Body – healthline

 

 

 

 

SHARE:

    مهتم بصحتك؟

    تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.

    احجز موعد