احجز موعدك الآن
background

العلاج السلوكى خطواته وفوائده في تحسين النفسية

من أشهر أنواع العلاجات النفسية هو العلاج السلوكي ويقصد به ذلك النوع من العلاج الذي يعمل على تعديل سلوك المريض وتوجيهه للسلوك السليم، واستبدال السلوك السيئ بسلوك آخر جيد، وهو نوع معروف من العلاج، يتم تفعيله من خلال الاستعانة بمجموعة من البرامج والوسائل والأدوات المساعدة داخل مركز الرفاه التابع لمستشفى الموسى الصحية حيث يعتمد على مجموعة من الأسس والنظريات الهامة التي تساعد في تطبيقه بشكل فعال من خلال كادر من الفريق الطبي المتخصص والذي يتمتع بقدر كافي من الخبرة والكفاءة.

ما هو العلاج السلوكى

يقصد بالعلاج السلوكى تلك العملية العلاجية التي تركز على تعديل الأنماط السلوكية الغير سليمة واستبدالها بأنماط أخرى سليمة، ويعتمد هذا العلاج على فرضية أن سلوكيات الأفراد جميعها مكتسبة ناتجة عن تجارب سابقة وأنه يمكن تعديلها أو تغييرها عن طريق التعلم من جديد. 

وهذا يعني أن العلاج السلوكي يمكن الفرد من التخلص من السلوك الغير سليم من خلال التأثر بالبيئة المحيطة واكتساب سلوكيات أخرى بديلة له منها، وذلك يكون بالتفاعل مع الأدوات والاساليب والوسائل المستخدمة لتعزيز وتكرار حدوث السلوك المراد اكتساب والحد من السلوك المراد التخلي عنه. 

أنواع العلاج السلوكى

هناك أنواع متعددة للعلاج السلوكي منها ما يلي:

  • العلاج المعرفي السلوكي: في هذا النوع يتم الاعتماد على التقنيات السلوكية ومن ثم إضافة عنصر معرفي مع التركيز على تعديل السلوك السلبي. 
  • العلاج الجدلي السلوكي: في هذا النوع يتم استخدام مزيج من التقنيات السلوكية والمعرفية وتوظيفها في تدريب المريض على ضبط مشاعره وانفعالاته ويدربه على كيفية التعامل في المواقف المختلفة. 
  • العلاج بالتعرض: وفيه يتم تعريض المريض لمخاوفه وتدريبه على كيفية مواجهتها. 
  • تحليل السلوك التطبيقي: يعتمد هذا النوع على استراتيجية التكيف في تعديل السلوك الغير مرغوب فيه. 
  • العلاج الانفعالي العقلاني السلوكي: وفيه يتم الوصول إلى الأفكار أو المشاعر السلبية التي يعاني منها المريض ومن ثم تدريبه على استبدالها بأفكار أكثر عقلانية وواقعية.
  • نظرية التعلم الاجتماعي: خلالها يتم تدريب المريض على ملاحظة الوسط الذي يعيش فيه واكتساب الخبرات منه، حيث أن الملاحظة تمكنه من التعرف على النتائج المترتبة على الفعل قبل الشروع فيه مما يسهل عليه قرار فعله أو تركه. 
  • العلاج بالقبول والالتزام: وفيها يتم تدريب المريض على أسلوب الالتزام بسلوك ما والمرونة في أخر وذلك بالاعتماد على استراتيجية التقبل وكذلك تعلم مهارات اليقظة الذهنية. 

فوائد العلاج السلوكى

يعد العلاج السلوكى من أفضل أنواع العلاجات المتبعة في تعديل السلوك واكتساب سلوكيات جديدة، ومن أهم فوائده ما يلي:

  • يساعد في العلاج السلوكي تحسين سلوك الأفراد واتساب المهارة في التعامل مع المشاكل وحلها. 
  • يعد من أفضل أنواع العلاجات الممنهجة والمنظمة، إذ أنه يتم من خلال وضع خطة وهدف واضح معتمدًا على أساليب مثبتة علميًا.
  • يساعد في التعرف على نسبة التقدم بدقة وذلك من خلال تقييم التغيرات الظاهرة على السلوك المستهدف. 
  • يعد من أنواع العلاجات الفعالة على المدى القصير، فمن الممكن أن ينتج عنه ملاحظة تغييرات كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة.
  • يعد من العلاجات المرنة التي يمكن توظيفها في علاج العديد من الاضطرابات النفسية والسلوكية.
  • يساعد هذا العلاج المريض على التفاعل الايجابي مع المجتمع. 
  • يساعد في تدريب المريض على المهارات اللازمة للتعامل مع المواقف والظروف المحيطة سواء في البيت أو المدرسة أو العمل أو السوق. 
  • يعمل على تطوير مفهوم الذات لدى الشخص المريض ويعزز من ثقته في نفسه 
  • يمكن المريض من ضبط أعصابه والتحكم فى مشاعره وانفعالاته عند التعرض للمواقف التي استدعى ذلك. 
  • يعزز من دافعية المريض للعمل ويزيد من انتاجيته ويساعده على التركيز في أداء مهامه ويضمن له فرص أكبر من التميز والنجاح والتفوق اجتماعيًا ومهنيًا. 

اهداف العلاج السلوكى

يهدف العلاج السلوكى إلى مساعدة الأشخاص في التعرف على السلوك الغير مرغوب فيه وتعديله، إلى جانب تعليمهم كيفية اكتساب السلوكيات الإيجابية وتطبيقها في الوسط المحيط بهم سواء في المدرسة أو البيت أو السوق أو العمل، كما أنه يهدف إلى زيادة التواصل بين الأشخاص وزيادة ثقته في أنفسهم وتمكينهم من السيطرة على الانفعالات الغير سوية والحد من الآثار الناتجة عنها، هذا بالإضافة إلى إيجاد حلول مناسبة للمشاكل التي قد يتعرضون لها. 

متى يستخدم العلاج السلوكى

يتم استخدام العلاج السلوكي في التخلص من العديد من الاضطرابات النفسية منها ما يلي:

  • علاج الاضطراب ثنائي القطب أو القلق.
  • علاج اضطرابات إدمان الكحول أو المخدرات.
  • علاج مرض الوسواس القهري. 
  • علاج اضطرابات طيف التوحد.
  • علاج الاكتئاب
  • علاج الاضطرابات الجسدية مثل اضطراب الأعراض الجسدية.
  • علاج اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه.
  • علاج اضطراب ما بعد الصدمة. 
  • علاج الرهاب أو اضطراب الهلع.
  • علاج الإجهاد والمشاكل الناتجة عن الغضب. 
  • علاج اضطراب الشخصية الحدية أو اضطرابات الأكل.
  • علاج الخوف من المرتفعات. 
  • علاج الشره المرضي. 
  • علاج الرهاب الاجتماعي. 
  • علاج الاضطرابات المتعلقة بالغضب.
  • علاج الصعوبات الزوجية. 

تقنيات العلاج السلوكى

هناك العديد من التقنيات السلوكية التي يتم استخدامها في جلسات العلاج السلوكى، منها ما يأتي:

إزالة التحسس المنهجية (Systematic Desensitization)

في هذه التقنية يتم العمل على جعل المريض أقل حساسية وتأثرًا تجاه المحفزات، وذلك من خلال الاعتماد على خاصية التكييف الكلاسيكي، وهي نوع من التعلم التلقائي أو التعلم اللاواعي الذي يوجد السلوك، ودائمًا ما يتم استخدامه في علاج اضطراب الرهاب.

وفي جلسات هذه التقنية يتم التركيز على استبدال استجابة الخوف بانفعال الاسترخاء التي يتم تدريب المريض عليها من خلال التنفس العميق والاستلقاء، وبعد أن يتدرب المريض على هذا الأمر فإن ذلك يجعله يواجه جميع مخاوفه بشكل تدريجي حتى يتخلص منها تمامًا. 

العلاج بالتبغيض (Aversion Therapy)

يعتمد المعالج على هذه التقنية في علاج العديد من الاضطرابات النفسية مثل تعاطي المخدرات والكحول، يتم استخدامها من خلال ربط المثيرة بمؤثر غير سار للمريض، فعلى سبيل المثال قد يلجأ المعالج إلى ربط المخدرات بذكرى مؤلمة للمريض مما يجعلها يكره تعاطيها. 

وتتمحور فكرة هذه التقنية في كيفية جعل الأفكار والمعتقدات تؤثر على أفعال وتصرفات المريض وحالته المزاجية وتتحكم فيها وتضبطها كما أنها تركز على مشاكله وكيفية علاجها. 

العلاج الاستفزازي (Flooding Therapy)

وفي هذه التقنية يتم تعريض المريض لمواقف مخيفة بشكل مكثف مع منعه من الهروب والذي يجبرها على المواجهة وإيجاد الحل المناسب، وتستخدم هذه التقنية في علاج اضطراب الرهاب وغيرها الكثير من الاضطرابات النفسية.

الإشراط الأدواتي أو الاستثابي (Operant Conditioning)

تركز تقنية الإشراط الأدواتي أو الاستثابي على الآلية التي يتم من خلالها توظيف التعزيز والعقاب في تكرار حدوث السلوك أو الحد منه، ويتطلب هذا الأمر نسبة تركيز عالية، إلا أنها قد تؤدي إلى وجود نتائج إيجابية بشكل سريع وفعال مقارنة بغيرها من التقنيات. 

خطوات العلاج السلوكى

يمر العلاج السلوكى بمراحل متعددة ومترابطة تهدف جميعها إلى تحقيق الهدف والوصول إلى النتيجة المطلوبة وهي تطوير سلوك جيد أو التخلص من سلوك غير مرغوب فيه، ولذلك تتمثل خطوات العلاج السلوكي فيما يلي:

  • التقييم المبدئي: في البداية يعمل المعالج على تقييم حالة المريض من خلال المعلومات التي يقوم بجمعها عنه وتشمل تاريخه المرضى وتاريخ الأسرة والعوامل التي تؤدي إلى حدوث المشكلة. 
  • تحديد السلوك المستهدف: بعد الانتهاء من عملية جمع المعلومات والتقييم يتم تحديد الانفعال أو السلوك المراد التخلص منه فقد يكون على سبيل المثال نوبات غضب أو خوف أو وسواس قهري، أو غيرها من الاضطرابات النفسية. 
  • وضع خطة العلاج: بناءًا على حجم المشكلة يتم وضع الخطة العلاجية المناسبة، ويجب أن تتضمن الخطة الوسائل والأدوات والاستراتيجيات المستخدمة في العلاج والتي تؤدي إلى تحقيق الهدف في النهاية. 
  • تنفيذ الخطة: يتم الشروع في تنفيذ الخطة العلاجية داخل الجلسات خلال فترات معينة، يراعى في ذلك ملاحظة سلوك المريض ومدى استجابته للعلاج، وقد يضطر المعالج إلى تعديل الخطة أو تغييرها في حال تطلب الوضع ذلك. 
  • التقييم والمتابعة: يجب على المعالج متابعة الحالة يشمل جيد وتعزيز السلوك المرغوب فيه وتطبيق عقاب على السلوك الغير مرغوب فيه وتقييم مدى تقدم الحالة ومدى ما حققه من أهداف. 

الأسئلة الشائعة

ما هو العلاج السلوكى للخوف؟

يتمثل العلاج السلوكى للخوف في قيام الشخص المعالج بتعريض المريض لمواقف تستدعي الخوف بشكل تدريجي بحيث لا يكون أمامه حل سوى المواجهة والتفكير في الحل المناسب لتلك المواقف ومن ثم العمل عليه، هذا بالإضافة إلى تدريبه على ضبط انفعالاته وتعزيز ثقته في نفسه وفي قدراته، إلى جانب تنمية مهاراته تسليط الضوء على مواهب وتطويرها. 

ما هو العلاج السلوكى للوسواس القهري؟

يعد العلاج السلوكى المعرفي علاج مناسب وفعال للعديد من الاضطرابات النفسية مثل القلق والخوف والوسواس القهري وذلك إذا ما تم تطبيقه من قبل معالج متخصص وذو خبرة وكفاءة ومن خلال استخدام الوسائل والبرامج والأدوات التي تعين على تحقيق الهدف، وفي ظل توافر بيئة مناسبة. 

ما الفرق بين العلاج النفسي والعلاج السلوكى؟

يعد العلاج السلوكى والعلاج المعرفي من أنواع العلاجات النفسية التي يتم الرجوع إليها في علاج مجموعة كبيرة من الاضطرابات النفسية مثل الرهاب والقلق والتوحد والوسواس وغيرها من الاضطرابات الأخرى، بالرغم من تشابه العلاجي إلا أن بينهما اختلافات جوهرية تميزهما عن بعضهما البعض.

من الذي يقوم بالعلاج السلوكى؟

يقوم بالعلاج السلوكى المعالج النفسي المتخصص والمتمرس، صاحب الخبرة والكفاءة، الذي يحمل من الشهادات والدراسات والتي يؤهله للتعامل مع المرضى وتشخيص الحالات ووصف خطة العلاج التي تناسب كل حالة، وتوظيف الوسائل والأدوات في العلاج بشكل يمكنه من الوصول إلى النتيجة المطلوبة وهي التخلص من السلوك الغير سليم أو اكتساب سلوك سوي. 

في النهاية يجب أن نشير إلى أن العلاج السلوكي يعد من أفضل أنواع العلاجات النفسية التي يتم اللجوء إليها في علاج سلسلة كبيرة من الاضطرابات النفسية والجسمية، ولكن يجب قبل ذلك اختيار مركز الرفاة التابع لمستشفى الموسى الصحية حيث الأطباء المتمرسين والمكان المؤهل الذي يراعي توفير الوسائل والأدوات والبيئة المناسبة والإعتماد على أحدث تقنيات وأساليب العلاج، حتى يكون العلاج جدوى ويحقق أهدافه.

المراجع الطبية

How Behavioral Therapy Works

Cognitive behavioural therapy

SHARE:

    مهتم بصحتك؟

    تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.

    احجز موعد