العملية هي عبارة عن مجموعة من الأعمال التي تؤدي إلى إحداث أثر خاص بها ومن أمثلتها العمليات الجراحية والتي تكون عبارة عن تدخل جراحي في أحد أجزاء الجسم باستخدام بعض الأدوات الجراحية المخصصة ويقوم باستخدامها الطبيب الجراح المختص بهدف منع الشعور بالالم أو تخفيفه أو تقليل الأعراض الناجمة عنه أو ربما للكشف عن وجود مرض ما مثل العمليات المختصة بأخذ الخزعة وقد شهدت العمليات الجراحية تطورًا واسعًا في الوقت الحالي إذ أصبحت الكثير من العمليات الجراحية يمكن اجراؤها بالليزر دون الحاجة إلى مقصات الجراحة كما أن هناك بعض العمليات الجراحية التي كانت تجرى بفتح عميق لتصبح في الوقت الحالي يمكن إجراؤها بإحداث جرح صغير جدًا وفيما يلي نقدم لكم كافة المعلومات والتفاصيل حول العناية الجراحية.
ما هي العناية الجراحية
من الجدير بالذكر أن جميع أنواع العمليات الجراحية المختلفة تعد من العمليات ذات الإجراءات الغازية وتحتاج إلى العناية الجراحية، كما يجدر الإشارة إلى أن الختان الذي لا يتم خلاله اختراق الأنسجة باستخدام الجراحة اللا غازية يدخل تحت وصف الجراحات الإشعاعية والتي كانت سابقًا تستعمل في علاج الأورام بالإشعاع والذي يتمثل في بعض العمليات مثل التذرية الليزرية القرنية وما شابه.
أما الجراحة عمومًا هي أحد التقنيات الطبية المستخدمة بهدف علاج بعض الأنسجة المصابة داخل الجسم وذلك عبر التدخل الطبي ويكون ذلك بإحداث شق صغير في أنسجة الجسم لخياطة جرح إصابات سابقة.
كما أن هناك بعض الإجراءات الأخرى التي لا تعد من العمليات الجراحية مثل التنظير أو القسطرة وما شابه ولكن قد تعد أحد العمليات الجراحية في حال توافرت بها كافة تحضيرات العناية الجراحية مثل التخدير، البيئة المعقمة، الخياطة، التدبيس، الأدوات الجراحية.
انواع العمليات الجراحية الكبرى
تعرف العمليات الجراحية الكبرى أو الجراحة الكبرى على أنها العمليات التي يتم فيها فتح أحد جوانب الجسم الرئيسية والتي تتمثل في الجمجمة، أو البطن، أو الصدر.
يعرف فتح البطن بأنه بضع البطن، وفتح الصدر ببضع الصدر، وفتح الجمجمة ببضع القحف.
تتسبب العمليات الجراحية الكبرى في إضافة عبء كبير جدًا على جميع أعضاء ووظائف الجسم الحيوية حيث تستخدم تلك العمليات باستعمال التخدير العام داخل غرف العمليات في المستشفيات وعلى يد فريق أطباء التخدير المتخصص.
يكون من العادة أن يبقى المريض بعد انتهاء العناية الجراحية الكبرى لفترة لا تقل عن ليلة كاملة كما يمكن إجراء تلك العمليات بكل أمان وسلامة داخل بعض العيادات الكبيرة سواء كانت تابعة لمستشفى كبير او مركز متنقل لجراحة متنقلة.
يجب على الأطباء الانتباه جيدًا قبل تحديد إجراء العناية الجراحية الكبرى داخل العيادة الخارجية والأخذ بالاعتبار بعض العوامل الضرورية مثل الصحة العامة للمريض، تعقيد العناية الجراحية، خطر الإصابة بأي مضاعفات مفاجئة، توافر مستشفى قريبة من العيادة لاحتمالية الحاجة إليها في الحالات الطارئة.
العناية بالجروح بعد العمليات الجراحية
هناك مجموعة ثابتة من الخطوات الخاصة بالتغيير على الجروح والعناية الجراحية بعد انتهاء العمليات لذا يجب على المريض معرفتها جيدًا حتى يضمن الوصول إلى التعافي السريع بالتئام الجروح وتجنب الإصابة بالعدوى وتتمثل تلك الخطوات فيما يأتي:
غسل اليدين بطريقة صحيحة
تعتبر خطوة غسل اليدين قبل التغيير على الجرح بعد العناية الجراحية أحد الخطوات الهامة والتي لا يمكن الاستغناء أو التغافل عنها باعتبارها مصدر أساسي إصابة الجرح بالعدوى والتقاطه للتلوث وإليكم خطوات غسل اليدين بطريقة صحيحة حتى يضمن المريض نظافتها جيدًا فيما يأتي:
- التخلص من جميع المصوغات والحلي التي يرتديها المريض في يديه.
- وضع اليدين أسفل صنبور المياه الجارية.
- يجب غسل اليدين باستعمال منظف قوي يتكون من مواد إحداها الكحول أو الصابون ولمدة تتراوح ما بين 15 إلى 30 ثانية.
- غسل اليدين جيدًا من المنظف.
- تجفيف اليدين باستخدام مناديل ورقية نظيفة أو باستخدام منشفة.
إزالة الضمادة القديمة
يتولى الطبيب المعالج مهمة تحديد المواعيد المناسبة لتغيير وإزالة الضمادات وتبدأ تلك العملية بإزالة الضمادة القديمة وذلك عبر اتباع الخطوات الآتية:
- يجب التأكد من وجود كافة الأدوات التي يحتاج إليها المريض أثناء عملية تغيير الضمادات ووضعها في مكان نظيف.
- ارتداء القفازات النظيفة.
- يتم نزع الشريط اللاصق الموجود حول الضمادة القديمة بكل رفق حتى لا تتألم.
- قم بالتقاط الضمادة القديمة من فوق الجرح بكلتا يديك برفق.
- إذا لم تتمكن من إزالة الضمادة بسهولة والتصقت بالجرح يمكنك تبليلها بالماء.
- قم بالتخلص من الضمادة القديمة.
- اغسل يديك جيدًا بعد انتهاء تلك الخطوة.
تنظيف الجرح وتضميده
يختلف نوع الجرح ما بين جرح مخيط وليس مصاب بالعدوى والجرح المفتوح الذي يصاب ويتعرض بشكل مستمر للعدوى واليكم طريقة تنظيف كلاهما فيما يأتي:
- تنظيف الجرح بعد الخياطة وعدم الإصابة بالعدوى: يتم تنظيف الجرح جيدًا باستخدام مادة المحلول الملحي أو باستخدام الماء المعقم وذلك لإزالة أي بقايا على الجرح، وبعدها يجب تجفيف الجرح برفق باستخدام الشاش المعقم، ثم يوضع الضماد المعقم على الجرح وعلى الحواف كذلك، أخيرًا يتم تثبيت الضمادة الجديدة باستخدام الشريط اللاصق.
- تنظيف الجرح المفتوح المصاب بالعدوى: يمكن تنظيف هذا الجرح باستعمال عدد كبير من المطهرات المختلفة مثل البوفيدون، أو المحلول الملحي، أو الماء المعقم، وأخيرًا يضاف بعد ذلك المحلول المطهر.
- يتم تنظيف الجرح مرة أخرى باستخدام الفازلين المعقم لإزالة جميع الأنسجة المتحللة مما ينظف الجرح تمامًا.
- يتم بعد ذلك إضافة الضمادة المعقمة على الحواف وعلى الجرح ثم لصقها بالشريط اللاصق المخصص.
- يجب التخلص بعد انتهاء عملية التغيير على الجرح من جميع الأدوات الحادة و رميها في النفايات، وتعقيم الأدوات التي تم استخدامها في التنظيف، وغسل اليدين أيضًا باستخدام الكحول.
خطوات مهمة لضمان التعافي السريع بعد العملية
يجب العلم أولًا أنه ليس هناك فرق بين الجرح الكبير أو الصغير وكلاهما لهما نفس القواعد الثابتة التي لا بد من اتباعها في العناية الجراحية لضمان التعافي السريع وإليكم خطوات العناية بعد العملية لضمان التعافي بسرعة فيما يأتي:
اتباع تعليمات الطبيب
تختلف الإرشادات التي يوجهها الطبيب للمريض حسب الحالة المرضية من شخص لآخر حيث تختلف تلك الإرشادات وتتنوع ما بين:
- طريقة الاعتناء بالجرح.
- المسكنات التي يصفها الطبيب لتخفيف آلام الجرح فترة التعافي منه.
- الحصول على المواعيد المناسبة الخاصة بتناول الأدوية العلاجية والتي تتمثل في المضادات الحيوية وما شابه.
- التعرف على جميع المضاعفات التي يمكن أن تصيب المريض بعد العملية والحالة التي يجب استشارة الطبيب أثناء التعرض لها.
- كيفية التعامل مع الدرنقة بشكل صحيح.
- عدم حمل الأشياء الثقيلة.
- الحصول على أول موعد يمكن للمريض الاستحمام فيه ويختلف الموعد حسب حالة الجرح.
الانتظام في موعد زيارة الطبيب
تتم أثناء المتابعة مع الطبيب في الزيارات المحددة للمريض بعد الخطوات الضرورية والتي يجريها الطبيب للاطمئنان على حالة الجرح من أجل العناية الجراحية وذلك عبر اتباع ما يأتي:
- يتم فحص الجرح حتى يتأكد الطبيب من عدم إصابة المريض بأي عدوى.
- عمل بعض الفحوصات في الدم.
- بعض الأحيان يحتاج المريض إلى تعديل الأدوية التي يتم تناولها أو ضبط الجرعة اليومية.
الوقاية من الإصابة بالعدوى
أفضل طريقة يمكن من خلالها الوقاية من الإصابة بالعدوى هي تجنبها تمامًا ويتم ذلك عبر اتباع بعض النصائح الهامة من أجل العناية الجراحية مثل غسل اليدين جيدًا قبل لمس منطقة الجرح، الاهتمام جيدًا بجميع قواعد المكافحة للعدوى ومعيار جودتها، إدراك الدلالات المبكرة على إصابة الجرح بالعدوى.
تناول الطعام الصحي
يعتبر تناول الغذاء الصحي أحد أهم العناصر الرئيسية التي تؤدي إلى التعافي السريع وتعجيل الشفاء عبر التئام الجروح بعد العمليات الجراحية ويختلف كذلك نوع الغذاء الذي تحتاج له بحسب حالتك الصحية ونوع العناية الجراحية التي خضعت لها وذلك يتم تحديده من خلال الطبيب المختص.
الاحتراس من السعال أو العكس
يلعب السعال دور أساسي ومهم بعد انتهاء العناية الجراحية في تنظيف الرئتين وتخليصهم من المخاط المتراكم والذي يتسبب في الإصابة بالالتهاب الرئوي وهو أحد أخطر المضاعفات التي تصيب المرضى بعد العمليات الجراحية وبالتحديد إذا كان المريض يعاني من أحد العوامل الآتية:
- إذا كان المريض من المدخنين.
- إذا كان المريض يعاني من النقص الشديد لعنصر الألبومين في الدم.
- إذا كان كبير السن.
- إذا كان المريض مصاب بالانسداد الرئوي المزمن.
اهمية العناية بالجرح بعد العملية
تبلغ مرحلة العناية الجراحية بعد انتهاء العملية الجراحية والخروج من المستشفى أهمية بالغة للحصول على الاستشفاء التام داخل المنزل أثناء رحلة العلاج للوصول إلى مرحلة التعافي الكاملة ويتبقى على عاتق المريض مسؤولية كبيرة وهي الاعتناء بالجرح جيدًا للتأكد من التئامه تمامًا وهو ما يجب تعلمه بالخطوات الصحيحة وإليكم أهم تلك الخطوات:
- استشارة الطبيب أولًا قبل التوجه لاستخدام أحد أنواع المطهرات الخاصة بتطهير الجروح أثناء العناية بها.
- يجب الاهتمام بتغيير ضمادات الجرح بشكل مستمر وبانتظام للوصول إلى أفضل نتيجة وذلك بحسب تعليمات الطبيب.
- يجب تغطية الجرح بشكل جيد بعد تنظيفه حتى يتم التأكد من عدم وصول أي سوائل له والتخلص كذلك من السوائل الموجودة بداخله.
- تجنب الاستحمام لفترة محددة يتم تحديدها من قبل الطبيب المعالج أو نزول المسبح مما يؤدي إلى الإصابة بالعدوى لمنطقة الجرح.
- يجب الامتناع تمامًا عن الاستحمام لمدة يومين كحد أدنى بعد الخروج من العملية وذلك بحسب توصيات الأطباء.
- يجب الحرص على عدم التعامل مع الحيوانات نهائيًا طوال فترة التعافي حتى لا يصاب الجرح بالتلوث من وبرها.
- عدم الحكة أو الهرش في منطقة الجرح.
- عدم إزالة القشور التي تتكون على الجرح أو حوله مما يعجل من التئامه، عدم تفرز الغرز، عدم الإصابة بأي عدوى.
الحركة
تعتبر الحركة بعد العملية مثل المشي أحد الأمور الضرورية ضمن مراحل العناية الجراحية لما لها فوائد عديدة ضمن العناية الجراحية بالإضافة إلى وقايتها من الإصابة بأضرار مختلفة قد يتعرض المريض للإصابة بها وبعض من فوائد المشي تتمثل في زيادة تدفق الدم في مختلف أنحاء الجسم وتعجيل التئام الجرح، تحسين وظيفة الجهاز الهضمي و التنفسي والجهاز التناسلي والبولي، زيادة الشهية مع رفع الحالة المزاجية، تعزيز وصول الأكسجين جيدًا لجميع أنحاء الجسم مما يحافظ على وظيفة الرئة، تقوية عضلات الجسم واستعادة مرونتها ومرونة المفاصل.
أما الأضرار التي قد تصيب المريض نتيجة عدم الحركة تتمثل في الإصابة بقرح الفراش، الإصابة بعدوى سلس البول والتهابات المسالك البولية، الإصابة بجلطة في الأوردة العميقة، الإصابة بالإمساك والالتهاب الرئوي، الإصابة بهشاشة العظام.
الأسئلة الشائعة:
ما هي أنواع الغرز الجراحية؟
تساعد الغرز الجراحية بشكل كبير في التئام الجرح وتقويته والتقليل من خطر الإصابة بالعدوى والنزيف وإعطاء الجرح مظهر لائق ضمن العناية الجراحية وتختلف أنواع الغرز الجراحية بحسب نوع الخيط المستخدم والذي يمكن تقسيمه إلى قسمين وهما:
- الخيوط الممتصة: تتكون الخيوط الممتصة من بعض المواد التي يمكن للجسم هضمها عبر انزيمات الأنسجة ولذا يمكن وضعها إلى الأبد وليس هناك حاجة لإزالتها بعد التئام الجرح ومنها أنواع عديدة مثل البولي ديوكسانون، حمض البولي جليكوليد، بولي جليكوليد أو كو كابرولاكتون، الخيط الجراحي الكرومي.
- الخيوط غير الممتصة: يتم تكوين تلك الأنواع من الخيوط بطريقة لا تسمح للجلد بامتصاصها لذلك يحتاج الطبيب إلى إزالتها بنفسه بعد التئام الجرح مباشرةً وإذا تم استخدام تلك الخيوط داخل جسم الإنسان يمكن ترك الخيوط واحتفاظ الأنسجة بها حيث يتم استخدام تلك الخيوط داخل الأنسجة البطيئة في الالتئام ومن أمثلة تلك الخيوط النايلون، الحرير، البولي بروبلين.
ما هي مراحل الخياطة؟
تمر خياطة الجروح بعدة مراحل مختلفة تبدأ بفحص الطبيب لجرح المريض وتوجيه بعض الأسئلة الهامة إليه حول إصابته بالجرح لمعرفة حاجته للخياطة ضرورية أم لا للبدء في عملية الخياطة والتي تمر بعدة مراحل تتمثل فيما يأتي:
- تنظيف الجرح: يقوم الطبيب بتنظيف الجرح جيدًا باستخدام المواد المعقمة له وإزالة الشعر حول منطقة الجرح لعدم الإصابة بالعدوى من الشعر وتعد تلك الخطوة من أجل العناية الجراحية.
- تخدير منطقة الجرح: يفحص الطبيب حاجة الجرح إلى التخدير الموضعي أم لا ويتولى مهمة التخدير عند الحاجة باستخدام المخدر المناسب.
- حماية الجرح من التلوث: يستخدم الطبيب بعض أنواع السوائل المضادة للبكتيريا أو استعمال قطعة من القماش المعقم التي توضع حول الجرح لتحميه من التلوث أثناء عملية الخياطة.
- الأشعة السينية: إذا كان سبب الإصابة بالجرح هو التعرض لقطع الزجاج مثلًا قد يحتاج الأمر إلى تدخل الأشعة السينية للتأكد من عدم وجود بقايا قطع زجاجية داخل الجسم قبل خياطة الجروح.
- بدء عملية الخياطة: يتم استخراج إبرة الخياطة من العبوة الخاصة بها وقبضها من الجهة المسطحة منها بالاستعانة بماسك الإبرة الخاص ومن جهة أخرى يتم كشف جلد الجهة اليمنى من الجرح باستخدام ملقط الأنسجة ليتم وضع الإبرة في الجلد الذي يتم كشفه بدءًا من الخارج إلى الداخل والتأكد جيدًا من خروج الإبرة من الجهة الداخلية للجلد.
- إتمام الخياطة: تتكرر العملية التي ذكرناها من الجهة اليسرى كذلك ولكن يتم فيها انتقال الإبرة من الداخل إلى الخارج ومع تكرار الغرز يمكن سحب طرفي الجلد معًا واستعمال الخيط لعمل عقدة يتم بها إغلاق الجرح وفي النهاية يتم قص طرف الخيط بمقص نظيف.
- تغطية الجرح: يتم تغطية الجرح الذي يتم خياطته باستخدام المضادات الحيوية التي تكون هيئتها مثل المرهم وبعدها يتم وضع الضمادات المعقمة.
بعد التعرف على جميع تفاصيل العناية الجراحية التي تتم بعد العمليات الجراحية يعتبر مركز الجراحة بمستشفى الموسى واحد من أفضل مراكز الجراحة كما أن المستشقى تحتوى على أمهر وأفضل الأطباء في المملكة يمكنك الاستفادة من العناية المتكاملة التي يقدمونها بعد انتهاء العملية.
المصادر والمراجع:
American College of Surgeons (ACS)
أيضا