

تعد تجربة المريض الشاملة أحد أهم عناصر جودة الرعاية الصحية وجزء لا يتجزأ منها حيث تشمل مجموعة كبيرة من الجوانب الصحية التي لا يمكن للطبيب الاستغناء عنها والتي يقدرها المرضى ويطلبونها بشدة أثناء تلقيهم الرعاية الصحية وتتمثل في كثير من الأمور مثل فهم جميع المعلومات وسهولة الوصول لها عن حالتهم الصحية أو أي أمور أخرى بالإضافة إلى الحصول على مواعيدهم في الأوقات المناسبة وتحسين التواصل مع مقدمي الرعاية الصحية حيث تشمل مجموعة كبيرة من التفاعلات التي يقوم المريض بخوضها مع فريق الرعاية الصحية كاملًا، مع مستشفى الموسى التخصصي نوضح لكم في السطور المقبلة أبرز التفاصيل حول تجربة المريض الشاملة.
تعريف تجربة المريض
تجربة المريض أحد أهم المصطلحات الهامة التي يجب فهمها جيدًا فهي عبارة عن كافة التفاعلات التي يخوضها المريض مع أنظمة الرعاية والتي تتمثل في الأطباء والمستشفيات والممرضين والموظفين وكافة ممارساتهم ووظائفهم والكثير من المرافق الخاصة بالرعاية الصحية أيضًا منذ لحظة الدخول إلى منشأة الرعاية الصحية وحتى الخروج منها، وتجربة المريض، ولا تقتصر تجربة المريض في الوقت الحالي على التفاعلات التي تدور بين كل من المريض والطبيب بل هي أكثر من ذلك بكثير فهي تشتمل على جميع احتياجات المرضى أثناء رحلتهم العلاجية من حجز المواعيد والالتزام بها إلى المتابعة ما بعد رحلة العلاج، وقد أشارت بعض الدراسات الحديثة إلى أن المستشفيات التي تقدم تجربة المريض الشاملة وتركز على تحسينها باستمرار بها انخفاض واضح في معدل إعادة دخول المرضى إلى المستشفى بنسبة تصل إلى 15٪ عند مقارنتها مع المستشفيات التي لا تهتم بهذا الجانب اهتمام كافي.
تجربة المريض الشاملة: مفتاح تحسين جودة الرعاية
هناك مجموعة كبيرة من الاستراتيجيات ذات الفعالية الكبيرة في تحسين تجربة المريض داخل المؤسسات الصحية ويمكن لجميع المستشفيات والمراكز الصحية كاملة اتباع تلك الاستراتيجيات التي تزيد من تحسين تجربة المريض الشاملة وإليكم أبرز تلك الاستراتيجيات الحديثة فيما يأتي:
التواصل الجيد بين المرضى وفريق الرعاية الصحية
يعتبر التواصل الجيد بين فريق الرعاية الصحية الذي يتمثل في الأطباء أو الممرضين والمرضى أحد أهم الركائز الأساسية التي يمكن الاعتماد عليها لتحسين تجربة المريض حيث يتساءل المرضى حول خيارات العلاج المتوفرة لهم ورحلة علاجهم لذا لا بد من توفير كافة الإجابات التي يحتاجون إلى معرفتها بطريقة واضحة وبأسلوب جيد مما يزيد من ثقتهم في مقدمي الرعاية الصحية.
تؤثر تجربة المريض الشاملة في تحسين العلاج
تخصيص الرعاية الصحية لكل مريض بمفرده أحد أهم عناصر تحسين تجربة المرضى داخل أي مشفى حيث تختلف احتياجات كل مريض عن الآخر بما يتناسب مع حالته الصحية والنفسية كذلك بدلًا من أتباع المنهج الموحد الذي يستخدمه أغلب المستشفيات وهو ما يوفر لدى المريض إحساس عالي بالاهتمام والتقدير مما يعينه على الاستجابة الجيدة لنظام العلاج المخطط له.
استخدام التكنولوجيا للوصول إلى الخدمات
الاستفادة بالتكنولوجيا في الوصول إلى الخدمات الصحية بسهولة أكبر وذلك عبر توفير التطبيقات الصحية أو التواصل الافتراضي عبر المواقع الإلكترونية أو المنصات لإتاحة خدمات عديدة توفر على المرضى الوقت والجهد مثل حجز المواعيد، والحصول على نتيجة الفحوصات بسهولة، والحصول كذلك على الاستشارات الطبية عن بعد كل هذه التحسينات تزيد من رضا المريض وتحسين تجربته.
تساهم تجربة المريض الشاملة في تعزيز الثقة بالعلاج
الحرص على توفير أفضل بيئة علاجية من كافة النواحي يساعد بشكل كبير في زيادة مستوى رضا المريض عن المؤسسة الصحية مثل توفير بيئة آمنة، نظيفة، مريحة، وهو ما يعزز من شعور المرضى بالاسترخاء ويقلل من شعورهم بالتوتر نتيجة الإصابة بالمرض لذا يجب الحرص على تصميم بيئة العلاج تتسم بالخصوصية والهدوء التام وذلك عبر تخصيص بيئة خضراء واسعة، وغرف انتظار مريحة، مما يحسن من تجربة المريض ويزيد ثقته بالعلاج المقدم له.
تطوير برنامج الدعم النفسي والعاطفي
بجانب تقديم الرعاية الطبية اللازمة للمرضى يجب الحرص على تقديم الدعم العاطفي والنفسي لهم كذلك والذي يعتبر جزء لا يتجزأ من تحسين تجربة المريض ويتم ذلك من خلال توفير الأخصائيين النفسيين أو توفير البرامج الخاصة بالدعم العاطفي مما يمكن المرضى من التعامل الجيد مع الضغوط النفسية التي يتعرضوا لها والتوتر الذي ينتج عن الإصابة بالمرض أو أي إجراء طبي كما يساعد هذا النوع من الدعم الذي يقدمه مقدمي الرعاية الصحية من تحسين تجربة المريض ويزيد تعاونه معهم أثناء رحلة العلاج.
أهمية الاستماع لاحتياجات المرضى في تحسين تجربتهم
يعد الاستماع النشط أحد أهم الأمور الشائعة في مجالات الرعاية الصحية المتكاملة لذا نجد السؤال الهام الذي يطرحه الكثير من مقدمي الرعاية الصحية وهو كيف يمكن تقديم الاستماع الجيد للمريض كما يقدمه الكثير من القادة الناجحون عبر استماعهم الجيد لمرضاهم مما يبني الثقة ويحافظ على العلاقات الاجتماعية حيث يمكن اعتباره أمر حيوي جدًا للمقيمين المتدربين لبناء الثقة مع مرضاهم.
يساعد تحسين العلاقة بين المرضى والأقران وإظهار التعاطف مع المريض في تحسين جودة الرعاية الصحية التي يحصل عليها المريض.
يأتي الاستماع النشط نتيجة تنوع المرضى وتنوع صحتهم حيث تؤثر عدد كبير من العوامل على صحة المريض والتي تتمثل أبرزها في النظام الغذائي الغير صحي، العادات السلبية، نمط الحياة، الجنس، الحساسية، الأدوية، الثقافة، الصحة العقلية، الأدوية، وغير ذلك الكثير.
لذلك يؤدي الاستماع الجيد دوره الهام في فهم حالة المريض ومعرفة الأعراض الطبية الحالية بكل راحة بين الطبيب والمريض.
عند اتخاذ خطوة إضافية للأمام في الاستماع النشط يمكن فهم حالة المريض من نبرة الصوت، أو الإشارات غير اللفظية، أو لغة الجسد، أو المشاعر لذا نجد المرضى يفضلون دائمًا مقدمي الرعاية الصحية الذين يستمعون إليهم جيدًا لما ينقل بينهم الاحترام والثقة كما يساعد ذلك على تكوين بيئة آمنة نفسيًا لكل من المرضى ومقدمي الرعاية الصحية.
اقرأ ايضا: الرعاية الطبية المتقدمة
أهم التقنيات والنصائح للاستماع النشط
تتمثل التقنيات للاستماع النشط فيما يأتي:
- الطلب الصريح من المريض بالتحدث عن مشاعره بشكل واضح.
- طرح بعض الأسئلة المفتوحة.
- تقديم الاستجابة الجيدة للمريض مع كل مشاعره بالتعاطف.
- عدم توجيه الأسئلة للمرضى التي تكون إجابتها نعم أم لا.
- تقديم بعض الملاحظات اللفظية أثناء الاستماع إلى المريض والتي قد تتمثل في هذا منطقي، حسنًا، نعم.
- يجب إعطاء المريض فرصته في التفكير قبل الرد على السؤال الذي توجهه إليه.
- لا بد من إعطاء المريض حق التحدث في أي وقت يريده وعليك واجب الاستماع.
- التأكيد على جميع قرارات المريض السابقة وقدراته الصحية والسلوكيات التي يتبعها.
- يمكنك استخدام طريقة صياغة ما يقوله المريض للتأكيد على انتباهك الجيد له.
- احرص على التأمل الجيد في جميع أفكار المريض وسلوكه وجميع مشاعره.
- حافظ على التواصل البصري دائمًا طوال الحديث مع المريض.
- يجب توثيق فكرة الحد من الوقت المسموح للشاشة.
- أومئ برأسك عند التحدث مع المرضى للموافقة على رأيهم وفهم ما يشعرون به.
- الحفاظ على نبرة الصوت هادئة تمامًا طوال الحديث مع المرضى لنيل ثقتهم واحترامهم لآرائك.
- يجب الحد من مقاطعة المريض أثناء التحدث.
- تجنب استخدام المصطلحات الطبية أثناء الحديث مع المرضى.
- يجب عليك الالتزام الكامل بجميع الوعود التي تقدمها للمريض والاتفاقيات المبرمة معه.
- قدم الاستماع التأملي طوال المحادثة مع المريض أو الفريق الخاصة بالرعاية الصحية حتى تتمكن من إبقاء كلًا منهم على نفس الصفحة.
الأسئلة الشائعة
كيف يتم قياس تجربة المريض الشاملة؟
يمكنك فهم وقياس تجربة المريض باتباع عدة خطوات بسيطة تتمثل فيما يأتي:
- سؤال المريض بعض الأسئلة الخاصة بالتركيبة السكانية.
- عمل استبيان للتاريخ الطبي في الماضي للمريض.
- تقييم حالة المريض الصحية عبر الإنترنت.
- جميع الإجراءات التي يخضع لها المريض.
- التعرف على كافة أنواع الأدوية المختلفة التي يتناولها المريض أو قام بتناولها سابقًا في الماضي.
ما هي العناصر الأربعة الأساسية لتجربة المريض الشاملة؟
- التجربة الاستباقية: يتضمن نموذج الرعاية الصحية التقليدي في العادة طلب للرعاية الطبية وقت الإصابة بأي مرض ليتم تقديم وصفة علاجية مناسبة للحالة المرضية مع التركيز بنسبة ضئيلة جدًا تجاه النهج الاستباقي والذي يتم خلاله تجنب الإصابة بأي أمراض أو أعراض جانبية مما يتطلب عمل الفحوصات اللازمة بانتظام والتدخلات الفردية مما يعالج أي أمراض قبل تأثيرها على الصحة.
- التجربة الشخصية: أحد جوانب تجربة المريض الهامة والذي يتضمن خلاله تخصيص العلاج المناسب وعمل التدخلات الطبية الضرورية بحسب احتياجات ومتطلبات حالة المريض و الجينات الخاصة به حيث يتم استخدام الطب الشخصي والتحليلات للبيانات الخاصة وكذلك الاختبارات الجينية مما يعطي نتيجة لخطة علاج خاصة بالمريض.
- التجربة الدقيقة: يتمثل هذا القسم من الأقسام الأربعة في تقديم الرعاية بدقة شديدة مثل الانتظام على إعطاء العلاجات في أوقاتها بالتحديد وغير ذلك مما يحتاج إلى التدخل لأحدث التقنيات المساعدة في ذلك مثل الطب الدقيق والجراحة الروبوتية ومراقبة البيانات في الأوقات الفعلية مما يضمن تقديم العلاجات ذات الفعالية الكبيرة والحد من الحاجة للتدخل الجراحي وهو ما يساعد في تعزيز أوقات التعافي ويقلل من هوامش الأخطاء وتحسين سلامة المريض العامة.
- التجربة التنبؤية: يستخدم في تلك الرعاية التحليلات المتقدمة والبيانات التي من خلالها يتم تحديد المشكلات والأعراض الجانبية التي تظهر نتيجة استخدام الخطة العلاجية المحددة لمنع حدوث الخطر وتفاقم المرض قبل حدوثه لذا يقوم الطبيب المختص بعمل تحليل لمجموعة من البيانات مما يحدد عوامل الخطر التي تشير لوجود بعض المشاكل الصحية في المستقبل وهو ما يحول الرعاية الصحية من التفاعل إلى الوقاية.
ما هو الفرق بين تجربة المريض الشاملة ورضا المريض؟
- تجربة المريض: هي مجموعة محددة من التفاعلات التي يتعرض لها المريض مع نظام الرعاية الصحية الخاص به.
- رضا المريض: تقييم المريض للخدمة التي يحصل عليها من فريق الرعاية الصحية مقارنة بما كان يتوقع الحصول عليه.
بعد معرفة أبرز المعلومات الهامة حول تجربة المريض الشاملة يمكنكم الحصول على أفضل تجربة شخصية شاملة داخل مستشفى الموسى التخصصي في مختلف أقسامها التي تتضمن مجموعة متميزة من فرق الرعاية الصحية المتكاملة والتي تتمتع بالخبرة الكبيرة في هذا الجانب بالتحديد ضمن جوانب الرعاية بالمرضى.
المصادر والمراجع
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا