

يعرف تضخم الغدة الدرقية السرطاني بالدراق، وهو حالة شائعة حيث يزداد حجم الغدة الدرقية الواقعة في مقدمة العنق، ويتطلب الكشف المبكر عن تضخم الغدة الدرقية السرطاني فهم دقيق للأعراض، وكذلك استخدام تقنيات التشخيص المتقدمة، في هذا المقال سنلقي الضوء على جوانب مختلفة لسرطان الغدة الدرقية وأبرز الأسباب وعوامل الخطر وطرق التشخيص المتاحة واستراتيجيات العلاج الحديثة في مستشفى الموسى التخصصي.
ما هو سرطان الغدة الدرقية
الغدة الدرقية هي الغدة الصغيرة على شكل فراشة التي تقع في مقدمة الرقبة، وهي المسئولة عن إنتاج الهرمونات المنظمة للعديد من وظائف الجسم، بما في ذلك معدل ضربات القلب وضغط الدم ووزن الجسم ودرجة الحرارة.
ويحدث سرطان الغدة الدرقية عندما تبدأ الخلايا غير الطبيعية في النمو والتكاثر في الغدة، وقد تنتشر هذه الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم.
أسباب وعوامل خطر سرطان الغدة الدرقية
لا يزال السبب الدقيق لتضخم الغدة الدرقية السرطاني غير مفهوم تماما، ولكن هناك بعض الاعتقادات أنه يحدث نتيجة لتغيرات جينية أي طفرات في خلايا الغدة الدرقية.
حيث تسمح هذه الطفرات للخلايا بالنمو والتكاثر بسرعة وعلى نحو غير منتظم، وكذلك تفقد قدرتها على الموت كما تفعل الخلايا الطبيعية، مما يؤدي إلى تراكم هذه الخلايا غير الطبيعية وتكوين ورم.
ومع ذلك، يوجد عدة عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، وتشمل على مايلي:
- الجنس، حيث يعد سرطان الغدة الدرقية شائع أكثر لدى النساء عن الرجال.
- العمر، فغالبا ما يتم تشخيص سرطان الغدة الدرقية في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 50 عام، ولكنه يمكن أن يحدث في أي عمر.
- الوراثة والتاريخ العائلي للإصابة بسرطان الغدة الدرقية أو أمراض الغدة الدرقية الأخرى يزيد من خطر الإصابة.
- الإصابة ببعض المتلازمات الوراثية.
- التعرض لمستويات عالية من الإشعاع، خاصة في مرحلة الطفولة أو المراهقة.
- التاريخ الطويل من نقص اليود الشديد في النظام الغذائي يزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية الجريبي.
- السمنة المفرطة.
أعراض سرطان الغدة الدرقية
غالبا لا يسبب تضخم الغدة الدرقية السرطاني في المراحل المبكرة، أي أعراض ملحوظة، فقد يكون الورم صغير جدا ولا يمكن الشعور به.
ومع ذلك، مع نمو الورم، قد تظهر بعض الأعراض والتي تشتمل على مايلي:
- الشعور بكتلة أو تورم في الرقبة في مقدمة الرقبة، بالقرب من تفاحة آدم، وغالبا ما تكون هذه الكتلة غير مؤلمة وتتحرك قليل عند البلع.
- تغير في الصوت، فقد يبدو الصوت أجش أو ضعيف بشكل غير معتاد.
- الشعور بصعوبة أو ألم عند بلع الطعام أو السوائل والشعور بوجود شيء عالق في الحلق.
- ألم موضعي في الرقبة أو الحلق أو يمتد إلى الأذنين.
- تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة، الشعور بها ككتل صغيرة تحت الفك أو على جانبي الرقبة.
- صعوبة في التنفس، ويظهر في حالات نادرة جدا في حالة كان الورم كبير جدا وضاغط على القصبة الهوائية.
- في حالات نادرة أو في المراحل المتقدمة، قد تظهر أعراض مثل السعال المستمر ولا يتحسن، وفقدان الوزن غير المبرر.
التعامل المبكر مع تضخم الغدة الدرقية قد ينقذ حياتك. في مستشفى الموسى التخصصي، نوفر برامج متكاملة لتشخيص وعلاج أورام الغدة الدرقية باستخدام أحدث التقنيات، احجز الآن استشارتك مع فريقنا المتخصص فى مركز الاورام
تشخيص سرطان الغدة الدرقية
يعتمد تشخيص تضخم الغدة الدرقية السرطاني في مستشفى الموسى التخصصي على مجموعة من الفحوصات والإجراءات، تهدف بشكل أساسي إلى تحديد وجود الخلايا السرطانية في الغدة الدرقية وتقييم مدى انتشارها، وتشمل هذه الإجراءات على ما يلي:
- الفحص البدني والتاريخ الطبي، يقوم الطبيب بفحص الرقبة للتحقق من وجود أي كتل أو تورم في الغدة الدرقية أو الغدد الليمفاوية، ويستفسر عن الأعراض والتاريخ العائلي، بما في ذلك أي تاريخ الإصابة بسرطان الغدة الدرقية أو أمراض الغدة الدرقية الأخرى.
- تحاليل الدم لتقييم وظائف الغدة الدرقية عبر قياس مستويات هرمونات الغدة الدرقية مثل TSH، T3، T4.
- تحليل دم لقياس مستوى هرمون الكالسيتونين في الدم، وذلك في حالة الاشتباه في سرطان الغدة الدرقية النخاعي.
- قياس مستوى مستضد الأورام السرطانية (CEA) في حالات سرطان الغدة الدرقية النخاعي.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية، لإنشاء صور للغدة الدرقية، للمساعدة في تحديد حجم وموقع أي كتل في الغدة الدرقية، وما إذا كانت صلبة أم مملوءة بالسوائل، ووجود أي خصائص أخرى قد تشير إلى السرطان.
- المسح الذري للغدة الدرقية، لالتقاط صور للغدة الدرقية للمساعدة في تحديد ما إذا كانت العقيدات باردة ولا تمتص الكثير من المادة المشعة، وقد تكون سرطانية أو ساخنة تمتص الكثير من المادة المشعة، وغالبا ما تكون حميدة.
- الخزعة بالإبرة الدقيقة، يعد الإجراء الأكثر أهمية لتشخيص معظم أنواع سرطان الغدة الدرقية، حيث يتم إدخال إبرة رفيعة جدًا في الكتلة الموجودة في الغدة الدرقية وذلك تحت توجيه الموجات فوق الصوتية، ويتم سحب عينة صغيرة من الخلايا، ومن ثم فحصها تحت المجهر من قبل أخصائي علم الأمراض لتحديد ما إذا كانت سرطانية أم لا.
- الخزعة الجراحية، في حالة كانت نتائج الخزعة بالإبرة الدقيقة غير حاسمة أو إذا كانت هناك حاجة إلى المزيد من الأنسجة للتشخيص، ويتضمن ذلك إجراء شق صغير في الرقبة وإزالة جزء من الغدة الدرقية أو الكتلة لفحصها.
علاج سرطان الغدة الدرقية
يعتمد علاج تضخم الغدة الدرقية السرطاني في مستشفى الموسى التخصصي على عدة عوامل، بما في ذلك نوع السرطان وحجم الورم ومرحلته وعمر المريض وصحته العامة، ولكن يعد الهدف الرئيسي من العلاج هو إزالة الورم السرطاني ومنع انتشاره وتقليل خطر عودته، وتشمل الخيارات العلاجية الشائعة على ما يلي:
- المراقبة النشطة: في حالات سرطان الغدة الدرقية الحليمي الصغير جدا المنخفض الخطورة، حيث يوصي الطبيب بالمراقبة النشطة للورم بانتظام عن طريق الفحص البدني والموجات فوق الصوتية وقد يؤجل الطبيب العلاج حتى تظهر علامات النمو أو التغير للورم.
- العلاج الكيميائي: من النادر أن يُستخدم في علاج أنواع سرطان الغدة الدرقية، ولكنه قد يكون خيار في حالات سرطان الغدة الدرقية الكشمي المتقدم أو في حالات أخرى لم تستجب للعلاجات الأخرى.
- الجراحة:غالبا ما تكون هي العلاج الأول والشائع لمعظم أنواع سرطان الغدة الدرقية، حيث يتم استئصال جزئي للغدة الدرقية ويتم فيه إزالة الفص الذي يحتوي على الورم، أو استئصال كامل للغدة الدرقية في حالة الأورام الأكبر أو تلك المنتشرة في كلا الفصين، أو لأنواع معينة من سرطان الغدة الدرقية مثل سرطان الغدة الدرقية النخاعي والكشمي.
- تشريح العنق: في حالة كان هناك دليل على انتشار السرطان إلى الغدد الليمفاوية في الرقبة، فيتم استئصالها جراحيا هي ايضا.
- العلاج باليود المشع: هذا العلاج يستخدم غالبا بعد استئصال الغدة الدرقية الكامل بهدف علاج أي خلايا درقية سرطانية متبقية وكذلك تدمير أي انتشار مجهري للسرطان.
- العلاج الهرموني البديل: وذلك بعد استئصال الغدة الدرقية الكامل، حيث يحتاج المريض إلى تناول هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي مدى الحياة لتعويض الهرمونات التي كانت تنتجها الغدة الدرقية.
- العلاج الإشعاعي الخارجي: يُستخدم في الحالات التي لا تستجيب للعلاج باليود المشع، أو في حالة كان هناك خطر كبير من عودة السرطان في منطقة الرقبة، أو إذا كان السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم لا يمكن إزالتها بالجراحة.
كيفية الوقاية من سرطان الغدة الدرقية
لا توجد طريقة مضمونة للوقاية من تضخم الغدة الدرقية السرطاني بشكل كامل، وذلك لأن العديد من عوامل الخطر ليست قابلة للتعديل، ومع ذلك، هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة أو زيادة فرص الكشف المبكر عنه، بما في ذلك:
- تجنب التعرض للإشعاع غير الضروري.
- الحصول على كمية كافية من اليود في النظام الغذائي.
- الوعي بعوامل الخطر والتاريخ العائلي للإصابة.
- الفحص الذاتي المنتظم للرقبة لاكتشاف أي كتل أو تورم مبكرا.
- الفحص الدوري.
الأسئلة الشائعة
هل تضخم الغدة الدرقية يعني سرطان؟
لا، فإن معظم حالات تضخم الغدة الدرقية حميدة غير سرطاني، وهو ببساطة زيادة في حجم الغدة الدرقية فقط، نتيجة لنقص اليود، أو التهاب الغدة أو فرط نشاطها أو قصور الغدة الدرقية أو في بعض حالات الحمل.
ما هي أعراض الورم الخبيث في الغدة الدرقية؟
في أغلب الحالات لا يسبب الورم الخبيث في تضخم الغدة الدرقية السرطاني أي أعراض ملحوظة في بادئ الأمر، ومع ذلك، مع نمو الورم وتطوره، قد تظهر بعض العلامات والأعراض وتشتمل على:
- ظهور كتلة أو تورم في الرقبة، وتزداد صلابة أو حجما مع مرور الوقت.
- تغيرات مفاجئة في الصوت.
- صعوبة البلع أو التنفس.
- تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة بجانب وجود كتلة في الغدة الدرقية قد يكون علامة على انتشار الخلايا السرطانية.
- ألم مستمر في الرقبة.
هل يعتبر سرطان الغدة الدرقية خطير أم لا؟
يعتمد مدى خطورة سرطان الغدة الدرقية بشكل كبير على نوع السرطان ومرحلته عند التشخيص، وبشكل عام، يعتبر العديد من أنواع سرطان الغدة الدرقية قابلة للعلاج بدرجة عالية، وخاصة إذا تم اكتشافها في المراحل المبكرة.
ما الفرق بين تضخم الغدة الدرقية السرطاني الحميد والخبيث؟
هناك عدة فروق بين تضخم الغدة الدرقية الحميد والخبيث، ولكن يعتمد التشخيص النهائي على الفحص الطبي والخزعة. وتتمثل أبرز الاختلافات الرئيسية، على الآتي:
- الحجم والنمو: يكون الحجم صغير وقد لا ينمو بشكل ملحوظ مع مرور الوقت في حالة التضخم الحميد، بينما الخبيث يتسم بالحجم الكبير والذي يزداد بسرعة ويكون على شكل كتلة صلبة أو غير منتظمة.
- الألم: لا يصاحب التضخم الحميد للغدة الدرقية ألم، إلا إذا كان كبير ويضغط على الهياكل المحيطة، ولكن قد يكون التضخم الخبيث مصحوب بألم في الرقبة يزداد سوء بمرور الوقت.
- الملمس: يكون ملمس التضخم الحميد لينا، والعقيدات ملساء ومتحركة، بينما التضخم الخبيث يكون صلب أو متحجر وغير منتظم الملمس وكذلك يكون ثابت لا يتحرك بسهولة عند اللمس.
- الأعراض: قد يسبب التضخم الحميد أعراضًا كصعوبة البلع أو التنفس أو بحة في الصوت إذا كان كبير ويضغط على المريء أو القصبة الهوائية أو الأعصاب، بالإضافة إلى ذلك قد يصاحب حالة التضخم الخبيث أعراض أخرى مثل تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة.
- الانتشار: لا ينتشر التضخم الحميد إلى أجزاء أخرى من الجسم، بينما لدى التضخم الخبيث القدرة على الانتشار إلى الأنسجة المحيطة، والغدد الليمفاوية، وأجزاء أخرى من الجسم.
- الخطورة: التضخم الحميد غير سرطاني ولا يشكل تهديد مباشر للحياة، ولكن يتطلب العلاج، بينما التضخم الخبيث سرطانيا ويتطلب العلاج الفوري لمنع انتشاره والسيطرة عليه.
في الختام، يمثل تضخم الغدة الدرقية السرطاني تحدي طبي يستدعي يقظة في التشخيص وسرعة في التدخل العلاجي، وفي هذا السياق، يبرز مستشفى الموسى التخصصي كصرح طبي هام في تقديم الرعاية المتكاملة لمرضى الغدة الدرقية.
بفضل ما يمتلكه المستشفى من كوادر طبية متخصصة في أمراض الغدد الصماء وجراحة الأورام، بالإضافة إلى أحدث التقنيات التشخيصية والعلاجية.
يمكن الأن الاتصال على الأرقام المدونة على الموقع للمزيد من التفاصيل والحجز والاستفسار.
تمت مراجعة المقال بواسطه الدكتور جمال غانم
مراجع طبية
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا