احجز موعدك الآن
رهاب الخلاء أسبابه أعراضه وكيفية التغلب عليه

رهاب الخلاء أسبابه أعراضه وكيفية التغلب عليه

الرهاب هو نوع من اضطرابات القلق يتمثل في خوف غير منطقي ومفرط من شيء أو موقف معين قد يبدو عاديًا للآخرين لكنه يسبب توتر شديد للشخص المصاب ويؤثر على حياته اليومية، ومن أنواعه الشائعة رهاب الخلاء الذي يتمثل في الخوف من التواجد في أماكن يصعب فيها الهروب أو طلب المساعدة، ويعتبر الرهاب حالة نفسية قابلة للعلاج عند التشخيص المبكر، حيث يتم التعافي منه تمامًا داخل مركز الرفاه التابع لمستشفى الموسى الصحية من خلال اتباع خطة علاجية مناسبة على يد أطباء كفء، وتظهر أعراضه على شكل تجنب مستمر ومبالغ فيه يصاحبه توتر نفسي وأحيانا أعراض جسدية.

ما هو رهاب الخلاء

رهاب الخلاء هو نوع من اضطرابات القلق يشعر فيه الإنسان بخوف شديد من التواجد في أماكن يظن أنه لن يتمكن من الهروب منها أو الحصول على مساعدة إذا تعرض لنوبة هلع أو شعور بالدوار أو أي حالة طارئة.

أسباب رهاب الخلاء

أسباب رهاب الخلاء متعددة وقد تختلف من شخص إلى آخر لكنها غالبا ما تنشأ نتيجة تفاعل بين عوامل نفسية أو بيئية ووراثية ومن أهم الأسباب المعروفة ما يلي:

  • نوبات الهلع السابقة: كثير من الأشخاص المصابين برهاب الخلاء تكون بدايتهم مع نوبات هلع حدثت في أماكن عامة، مما يجعلهم يخافون من تكرار تلك التجربة في نفس الأماكن أو في أماكن مشابهة.
  • الخبرات الصادمة: مثل التعرض لحادث أو موقف مخيف أو محرج في مكان عام فهذه التجارب قد تترك أثر نفسي عميق يجعل الشخص يتجنب الأماكن المفتوحة أو المزدحمة خوفًا من تكرار ما حدث.
  • القلق المزمن: الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق بشكل عام يكونون أكثر عرضة للإصابة برهاب الخلاء، خاصة إذا ترافق ذلك مع خوف من فقدان السيطرة أو الإحراج أمام الآخرين.
  • العوامل الوراثية والشخصية: وجود تاريخ عائلي لاضطرابات القلق أو الرهاب قد يزيد من احتمال الإصابة، كما أن الأشخاص ذوي الشخصيات القلقة أو الحساسة بشكل مفرط يكونون أكثر عرضة لتطور هذا النوع من الرهاب.
  • أساليب التنشئة: النشأة في بيئة مفرطة في الحماية أو تزرع الخوف من العالم الخارجي قد تؤدي إلى شعور دائم بعدم الأمان خارج المنزل، وبالتالي إلى رهاب الخلاء مع الوقت.
  • بعض المشكلات الصحية: وجود أمراض جسدية مثل اضطرابات التوازن أو مشاكل في القلب قد تجعل الشخص يخشى الابتعاد عن المنزل أو عن مصادر المساعدة مما قد يؤدي إلى تطور رهاب.
  • الخلاء: كل هذه العوامل قد تتداخل معا لتنتج هذا الاضطراب لكن من المهم معرفة أن رهاب الخلاء يمكن علاجه بشكل فعال عند التوجه لطلب الدعم المناسب في الوقت المناسب.

اعراض رهاب الخلاء

أعراض رهاب الخلاء تنقسم إلى جوانب نفسية وجسدية وسلوكية وتظهر بشكل واضح عند تواجد الشخص في أماكن يشعر فيها بعدم الأمان أو الخوف من عدم القدرة على الهروب أو الحصول على المساعدة.

الأعراض النفسية

  •  الخوف الشديد من التواجد في الأماكن المفتوحة أو المزدحمة أو البعيدة عن المنزل. 
  •  القلق الدائم من احتمال فقدان السيطرة أو التعرض لنوبة هلع أمام الآخرين. 
  •  الشعور بعدم الأمان خارج البيئة المألوفة. 
  •  تفكير مستمر في الأسوأ عند التخطيط للخروج أو زيارة أماكن جديدة. 

الأعراض الجسدية

  • تسارع نبضات القلب. 
  •  صعوبة في التنفس أو شعور. بالاختناق. 
  •  الدوار أو الإحساس بقرب الإغماء. 
  •  التعرق المفرط. 
  •  رعشة في الأطراف أو توتر عضلي. 
  •  غثيان أو اضطراب في المعدة. 

الأعراض السلوكية

  •  تجنب الخروج من المنزل أو تقليص النشاطات الخارجية إلى الحد الأدنى. 
  •  الاعتماد على شخص معين للشعور بالأمان أثناء التنقل. 
  •  الانسحاب من المناسبات الاجتماعية أو التوقف عن العمل أو الدراسة. 
  •  التمسك بأماكن محددة يشعر فيها المصاب بالارتياح وعدم الرغبة في تجاوزها. 

تعرف على أسباب الوسواس القهري الفكري وأبرز الأعراض

علاج رهاب الخلاء

علاج رهاب الخلاء يتطلب خطة شاملة تتضمن العلاج النفسي والدعم السلوكي وأحيانًا العلاج الدوائي، ويعتمد نجاح العلاج على درجة التزام الشخص المصاب ومدى استعداده للتغيير وطلب المساعدة، ويتمثل العلاج في الآتي:

العلاج السلوكي المعرفي

ويعد من أنجح الأساليب لعلاج رهاب الخلاء، ويرتكز على مساعدة الشخص في التعرف على الأفكار السلبية والمخاوف غير الواقعية المرتبطة بالأماكن المفتوحة أو المزدحمة والعمل على تعديل هذه الأفكار واستبدالها بأخرى أكثر واقعية وطمأنينة. 

كما يتضمن هذا العلاج ما يعرف بـ«التعرض التدريجي» حيث يتعلم المصاب كيفية مواجهة المواقف التي تثير القلق بطريقة منظمة تبدأ من الأسهل فالأصعب تحت إشراف مختص نفسي حتى تزول الحساسية تجاه هذه المواقف تدريجيًا.

تقنيات التنفس والاسترخاء

 تعليم المصاب تقنيات مثل التنفس العميق واسترخاء العضلات التدريجي يساعده على السيطرة على التوتر الجسدي الذي يصاحب نوبات الهلع مما يمنحه شعورًا بالهدوء والثقة في لحظات القلق.

العلاج الدوائي

 في بعض الحالات قد يصف الطبيب النفسي أدوية مضادة للقلق أو مضادات اكتئاب، و تستخدم هذه الأدوية لتقليل شدة الأعراض الجسدية والنفسية المصاحبة للرهاب، لكنها لا تغني عن العلاج النفسي بل تعد داعم له لمساعدة المصاب على الاستفادة بشكل أفضل من جلسات العلاج.

الدعم الأسري والاجتماعي

وجود شخص داعم من الأسرة أو الأصدقاء يلعب دور مهم في تحفيز المصاب على الاستمرار في العلاج ومواجهة مخاوفه، من المهم أن يشعر المصاب أنه ليس وحيد وأن هناك من يتفهم معاناته ويسانده دون إصدار أحكام.

تحسين نمط الحياة

اتباع نمط حياة صحي يُساهم في تقليل التوتر وتحسين الحالة النفسية، مثل الحصول على قسط كافٍ من النوم وتناول غذاء متوازن وممارسة الرياضة بانتظام وتجنب المنبهات مثل الكافيين.

مجموعات الدعم النفسي

الانضمام إلى مجموعات دعم تضم أشخاصًا يعانون من نفس المشكلة يُمكن أن يمنح المصاب شعورًا بالانتماء ويقلل من شعوره بالعزلة، كما توفر هذه المجموعات فرصة لتبادل الخبرات وتعلم استراتيجيات جديدة للتعامل مع الرهاب.

احجز استشارتك الان في مركز رفاه بمستشفى الموسى التخصصي.

رهاب الخلاء

تشخيص رهاب الخلاء

تشخيص رهاب الخلاء يتم من خلال تقييم نفسي شامل يقوم به طبيب نفسي أو أخصائي نفسي معتمد، ويعتمد هذا التشخيص على المقابلة الإكلينيكية التي تتضمن مناقشة الأعراض التي يعاني منها الشخص ومدى تأثيرها على حياته اليومية والاجتماعية.

يبدأ المختص بطرح مجموعة من الأسئلة للتأكد من وجود خوف مفرط أو قلق مستمر من التواجد في أماكن يشعر فيها المصاب بأنه قد لا يتمكن من الهروب أو الحصول على مساعدة في حال تعرضه لنوبة هلع أو شعور مفاجئ بالتوتر مثل استخدام وسائل النقل العامة أو التواجد في الأسواق أو الأماكن المفتوحة أو المزدحمة أو حتى مغادرة المنزل بمفرده.

كذلك يركز المختص على سلوكيات التجنب التي قد تظهر على المصاب مثل رفضه الذهاب إلى أماكن معينة أو امتناعه عن الخروج من المنزل أو اعتماده الدائم على مرافق عند الخروج، ومن الشروط الأساسية لتأكيد التشخيص أن تستمر الأعراض لمدة لا تقل عن ستة أشهر وأن تؤدي إلى تعطيل واضح في جوانب الحياة اليومية كالعلاقات الاجتماعية والعمل والأنشطة العامة.

وقد يستخدم المختص أدوات تشخيصية إضافية مثل استبيانات أو مقاييس نفسية خاصة لتحديد شدة الأعراض والتأكد من عدم وجود اضطرابات نفسية مصاحبة مثل اضطراب الهلع أو القلق العام، وفي بعض الحالات قد يطلب الطبيب فحص جسدي أو تحاليل طبية لاستبعاد أي أسباب عضوية قد تفسر الأعراض مثل اضطرابات الجهاز العصبي أو القلب.

مضاعفات رهاب الخلاء

رهاب الخلاء إذا لم يُعالج قد يؤدي إلى مضاعفات تؤثر بشكل كبير على حياة المصاب وتحد من قدرته على ممارسة أنشطته اليومية بشكل طبيعي، ومن أهم هذه المضاعفات ما يلي:

  • العزلة الاجتماعية: يميل المصاب إلى الانسحاب من المجتمع وتجنب اللقاءات والمناسبات مما يؤدي إلى ضعف العلاقات الاجتماعية وفقدان التواصل مع الآخرين.
  • الاكتئاب: الشعور المستمر بالخوف والوحدة والعجز عن الحركة بحرية قد يؤدي إلى ظهور أعراض اكتئابية مثل الحزن العميق وفقدان الاهتمام بالأشياء والشعور بانعدام القيمة.
  • الإدمان على المهدئات أو الكحول: بعض المصابين قد يلجؤون إلى استخدام الأدوية المهدئة أو تناول الكحول كوسيلة للهروب من القلق وهذا ما يعرضهم لخطر الإدمان ومشكلات صحية أخرى.
  • ضعف القدرة على العمل أو الدراسة: رهاب الخلاء قد يمنع الشخص من الذهاب إلى عمله أو جامعته مما يؤدي إلى فقدان الوظيفة أو التعثر الدراسي وبالتالي التأثير سلبًا على مستقبله المهني.
  • الاعتماد الزائد على الآخرين: نتيجة الخوف من الخروج بمفرده قد يصبح المصاب معتمدًا بشكل مفرط على أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء مما يضعف ثقته بنفسه ويؤثر على استقلاليته.
  • تدهور الصحة الجسدية: قلة الحركة والجلوس لفترات طويلة في المنزل قد تؤدي إلى مشكلات صحية مثل السمنة وضعف اللياقة البدنية وأمراض القلب.

يمكنك قراءة ما هو علاج الوسواس القهري وأسبابه وأعراضه وطرق تشخيصه

كيفية الوقاية من رهاب الخلاء

الوقاية من رهاب الخلاء تعتمد على مجموعة من الخطوات النفسية والسلوكية التي تساعد الشخص على بناء توازن نفسي وتجنب تطور المخاوف إلى مرحلة مرضية تؤثر على حياته اليومية، ومن أهم طرق الوقاية ما يلي:

  • الوعي بالمشاعر السلبية: يجب الانتباه إلى مشاعر القلق أو الخوف المفرط وعدم تجاهلها منذ البداية خاصة إذا تكررت في مواقف محددة مثل التواجد في الأماكن المزدحمة أو التنقل خارج المنزل.
  • التعامل الصحيح مع نوبات الهلع: عند التعرض لنوبة هلع من المهم فهم طبيعتها والتعامل معها بهدوء وتعلم تقنيات التنفس العميق والاسترخاء لتقليل شدتها وعدم السماح للخوف بالسيطرة على التفكير.
  • عدم تجنب المواقف المخيفة: التجنب المستمر يعزز الخوف ويزيد من الشعور بعدم الأمان لذلك من الأفضل مواجهة المواقف المقلقة تدريجيًا بدلًا من الهروب منها.
  • بناء روتين صحي: الاهتمام بالنوم الجيد والتغذية المتوازنة وممارسة الرياضة بانتظام يساعد على تقليل التوتر والقلق ويحافظ على التوازن النفسي.
  • التحدث عن المشاعر: مشاركة المخاوف والمشاعر مع شخص موثوق أو مختص نفسي يساعد على تقليل التوتر ويمنع تراكم المشكلات النفسية دون حل.
  • الابتعاد عن العزلة: الانخراط في الأنشطة الاجتماعية والحفاظ على العلاقات مع الآخرين يساعد على تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالأمان في الأماكن العامة.
  • طلب المساعدة عند الحاجة: إذا بدأت أعراض القلق أو الخوف تؤثر على الحياة اليومية فمن المهم اللجوء إلى مختص نفسي في وقت مبكر لمنع تطور الحالة إلى رهاب مزمن.

الأسئلة الشائعة

هل رهاب الخلاء خطير؟

رهاب الخلاء قد يكون خطير إذا ترك دون علاج لأنه يؤثر على الحياة اليومية ويؤدي إلى العزلة والاكتئاب وفقدان القدرة على العمل أو الدراسة، كما قد يدفع المصاب للاعتماد على المهدئات أو الآخرين بشكل مفرط لكنه قابل للعلاج تمامًا عند التدخل المبكر وطلب المساعدة المناسبة.

هل يمكن الشفاء من رهاب الخلاء؟

نعم يمكن الشفاء من رهاب الخلاء خاصة عند البدء في العلاج مبكر واتباع خطة علاجية مناسبة يشرف عليها مختص نفسي فالعلاج السلوكي المعرفي، وتقنيات الاسترخاء والعلاج الدوائي عند الحاجة يساعدون في تقليل الأعراض بشكل كبير واستعادة القدرة على الخروج وممارسة الحياة بشكل طبيعي وآمن.

ما هي أسباب الخوف من الاستحمام؟

أسباب الخوف من الإستحمام قد تشمل تجارب سابقة مؤلمة مثل الانزلاق أو الغرق أو التعرض لحادث في الحمام، وقد تكون ناتجة عن اضطرابات القلق أو الوسواس القهري أو صدمة نفسية في الطفولة ،كما قد ترتبط بمخاوف من الأصوات أو الشعور بالعزلة أثناء الاستحمام.

كيف اعرف اذا فيني رهاب؟

يمكنك معرفة إذا كنت تعاني من رهاب إذا كنت تشعر بخوف شديد أو غير مبرر من شيء معين أو موقف محدد وتتجنبه بشكل متكرر، وإذا تسبب هذا الخوف في تعطيل حياتك اليومية أو شعرت بأعراض جسدية مثل تسارع ضربات القلب أو التعرق أو الدوخة عند مواجهته.

في الختام يمكن القول أن رهاب الخلاء والرهاب بمختلف أنواعه ليس ضعف في الشخصية بل هو اضطراب نفسي شائع يمكن التعامل معه والتغلب عليه من خلال الوعي به وطلب الدعم المناسب، حيث أن التشخيص المبكر والعلاج السليم داخل مركز الرفاه التابع لمستشفى الموسى الصحية يساعدان بشكل كبير في استعادة التوازن النفسي وتحسين الحالة الصحية وتجاوز الخوف بثقة واطمئنان.

المصادر 

Agoraphobia – clevelandclinic

Agoraphobia – nhs

SHARE:

    مهتم بصحتك؟

    تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.

    احجز موعد