هل زكام الاطفال الرضع خطير؟ إليكِ ما يجب معرفته

زكام الاطفال الرضع هو عبارة عن نزلة البرد أو ما يطلق عليها أحيانًا الرشح، وهي حالة شائعة جدًا من التهاب الأنف والبلعوم أو التهاب الطرق التنفسية العلوية الفيروسية لدى الأطفال، يعتبر هذا المرض الحاد الأكثر انتشارًا بين الصغار وهو السبب الأهم الذي يدفع الأهل لزيارة طبيب الأطفال، نظرًا لكونه مرضًا معديًا تسببه مجموعة واسعة من الفيروسات، فمن المعتاد أن يصاب بعض الأطفال بأكثر من خمس نوبات من نزلات البرد أو الرشح خلال فصل الشتاء الواحد والذي قد يدفع الآباء إلى الاعتقاد بأن طفلهم يعاني من مرض مزمن أو لا يشفى أبدًا، تقدم مستشفى الموسى الصحية أفضل وسائل العلاج وأكثرها فاعلية لما تتضمنه من معدات حديثة وفريق طبي ماهر فضلاً عن توافر أكبر صيدليات الدواء بها.

أعراض وأسباب زكام الأطفال الرضع

تحدث نزلات البرد نتيجة لعدوى فيروسية أو جرثومية تصيب الأنف والحلق والجيوب الأنفية، تنتشر هذه الكائنات الدقيقة بسهولة بالغة حيث يلمس الأطفال باستمرار الأشياء التي قد تكون ملوثة بالجراثيم، مثل أنوفهم و أعينهم وأفواههم، وهنا يصاب الرضع بعدد كبير من نزلات البرد لأن جهازهم المناعي لم يتطور بشكل كامل بعد لمواجهة حوالي 200 نوع من الفيروسات التي تسبب هذه العدوى.

يعد سلوك الأطفال بوضع الألعاب أو غيرها من الأشياء في أفواههم بالإضافة إلى ملامسة الأطفال الآخرين أثناء اللعب من العوامل التي تسهم في انتشار العدوى، ويمكن لفيروسات البرد أن تظل نشطة على الأسطح لعدة ساعات، وإذا لمس الطفل شيئًا يحمل هذه الفيروسات ثم لمس فمه أو عينيه أو أنفه، فقد تنتقل العدوى إليه بسهولة بالإضافة إلى ذلك قد تنتقل العدوى من الوالدين إلى الطفل أثناء الرضاعة أو تغيير الحفاضات.

بالإضافة إلى ذلك فإن بعض فيروسات البرد تنتشر أيضًا عبر الهواء عندما يسعل الطفل المصاب أو يعطس وتصل القطرات الصغيرة الحاملة للجراثيم الناتجة عن السعال الجاف أو العطس إلى أنف أو فم طفل آخر، فيما يلي سنتناول تفصيليًا أسباب وأعراض نزلات البرد.

أعراض زكام الأطفال الرضع

تتعدد العلامات والأعراض التي تُشير إلى زكام الاطفال الرضع، ومن أهمها ما يلي:

• الشعور بالحرقة والألم في البلعوم: غالبًا ما تكون هذه هي العلامة الأولى لظهور نزلة البرد.
• سيلان الأنف وانسداده والعطاس والسعال: من الطبيعي أن تتحول إفرازات الأنف في الرشح من كونها شفافة ورائقة إلى صفراء أو خضراء اللون، وقد يلاحظ وجود كميات قليلة من الدم أحيانًا.
• الصداع وارتفاع طفيف في درجة حرارة الطفل.
• بعض الإعياء وألم العضلات ونقص الشهية.

أسباب زكام الأطفال الرضع

زكام الاطفال الرضع  هي في الأساس مرض فيروسي، ومن بين الأسباب الأكثر شيوعًا للإصابة به ما يلي:

• الإصابة بفيروسات الرينوفيروس: تنتشر هذه الفيروسات في كل مكان بما في ذلك الهواء وجميع الأسطح التي نلمسها، هناك أكثر من مئة نوع مختلف من هذا الفيروس بالإضافة إلى فيروسات عديدة أخرى تسبب زكام الاطفال الرضع .
• التعرض للهواء الجاف: يمكن أن يساهم الهواء الجاف في تهيج الأغشية المخاطية مما يجعلها أكثر عرضة للعدوى.
• التدخين: يضعف التدخين سواء كان تدخينًا مباشرًا أو سلبيًا، مناعة الغشاء المخاطي للأنف، قد يؤدي تعرض الطفل المصاب بالرشح لدخان السجائر إلى تفاقم المرض وتطوره، وقد يسبب اختلاطات إضافية مثل التهاب القصبات الهوائية والتهاب الرئة في بعض الأحيان.

تعرف على: تأثير حساسية الحليب عند الرضع وكيف تتعاملين معها؟

ما علاج الزكام عند الأطفال الرضع؟

لا تحتاج زكام الاطفال الرضع إلى علاج دوائي محدد، وعادةً ما تتحسن الأعراض من تلقاء نفسها بعد بضعة أيام، من المهم التأكيد على عدم إعطاء الطفل مضادات حيوية لعلاج زكام الاطفال الرضع  ، لأن نزلات البرد كما ذكرنا سابقًا تحدث نتيجة لعدوى فيروسية وليست بكتيرية، ومع ذلك في بعض الحالات قد يصاب الأطفال بـ مضاعفات ناتجة عن عدوى بكتيرية، مثل التهاب الأذن الوسطى أو الالتهاب الرئوي، في هذه الحالات قد يصف الطبيب المضاد الحيوي المناسب للطفل لعلاج نزلة البرد وما يصاحبها من سعال.

يجب التأكيد بشدة على عدم إعطاء الطفل أي أدوية للسعال أو البرد، فهي ممنوعة للأطفال دون سن السادسة وقد تسبب آثارًا جانبية خطيرة للرضع، ومع ذلك يمكن تخفيف الأعراض على الطفل باستخدام بعض العلاجات الآمنة التي تشمل:

• المسكنات وخافضات الحرارة: يمكن إعطاء الطفل الباراسيتامول (الأسيتامينوفين) لخفض الحرارة وتسكين الألم، ومع ذلك يجب استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة وفقًا لعمر ووزن الطفل، يجب عدم إعطاء الطفل أي أدوية تحتوي على الأسبرين حيث قد يزيد من خطر الإصابة بمرض نادر وخطير يُسمى متلازمة راي.
• المحلول الملحي: يمكن استخدام المحلول الملحي المتوفر في الصيدليات لتنظيف أنف الطفل وتخفيف الاحتقان والتخلص من الانسداد، توضع بضع قطرات من المحلول الأنفي ثم يستخدم جهاز شفاط المخاط للتخلص من المخاط وتنظيف الأنف مما يتيح للطفل التنفس بحرية أكبر، ينصح باستخدام المحلول الملحي قبل الرضاعة بحوالي 15 دقيقة لتصريف المخاط مما يساعد الطفل على الرضاعة والتنفس في الوقت نفسه.

يعتمد علاج زكام الاطفال الرضع  بشكل أساسي على الراحة والعلاجات المنزلية، والتي تشمل:

• تقديم كمية وفيرة من السوائل: إذا كان عمر الطفل يسمح بذلك، ينصح بتقديم الماء وعصائر الفاكهة المعدة منزليًا، أما إذا كان عمره لا يسمح فيكفي الاكتفاء بالرضاعة الطبيعية أو الصناعية، تساعد السوائل على ترطيب الأنف والفم والوقاية من الجفاف وتقلل لزوجة المخاط مما يساعد على تصريفه.
• حمام البخار: يساعد البخار على التخلص من انسداد الأنف وتخفيف لزوجة المخاط وتصريفه وفتح مجرى الهواء، ومع ذلك لا يجب تعريض الرضيع بشكل مباشر للبخار الساخن، بدلًا من ذلك يمكن ملء حوض الاستحمام بالماء الساخن وإغلاق باب الحمام لحبس البخار ثم الجلوس مع الطفل لمدة لا تتجاوز 15 دقيقة، قد يساعد أيضًا منح الطفل حمامًا دافئًا في تخفيف الأعراض وتسكين الأوجاع.
• استخدام قليل من الفازلين: يساعد وضع قليل من الفازلين الطبي حول فتحتي الأنف على منع احمرار الجلد وتهيجه نتيجة لسيلان الأنف المستمر.

متى يتوجب عليك الاستعانة بالطبيب عند زكام الأطفال الرضع

لن يقوم الطبيب بمحاولة تحديد أي من الفيروسات هو المسبب لـ زكام الاطفال الرضع

والتي أصابت الطفل، ولكن قد يجري مسحة للبلعوم لاستبعاد السبب الجرثومي البكتيري للمرض كما يجب مراجعة الطبيب في الحالات التالية:

• إذا لم يتحسن الطفل خلال ثلاثة أيام مع استمرار ارتفاع درجة الحرارة، لاستبعاد التهاب الجيوب الأنفية الذي قد يرافق الرشح أحيانًا.
• إذا لم يتحسن الطفل خلال أسبوع رغم غياب الحرارة، لاستبعاد التهاب الأنف التحسسي.
• إذا حدث لدى الطفل سعال مصحوب بصعوبة في التنفس وأزيز.
• إذا كان لدى الطفل سعال مستمر مصحوب بالكثير من القشع أو البلغم.
• إذا شعر الطفل بالنعاس والميل الزائد للنوم.
• إذا نقصت كميات الرضعات عند الرضيع بشكل ملحوظ.

• عند وصول درجة الحرارة لأكثر من 39 درجة مئوية، خاصةً عند الرضع الصغار.
• عند ظهور ألم في الصدر أو أعلى البطن.
• ظهور عقد لمفاوية متضخمة في منطقة العنق.
• عند ظهور ألم في الأذنين، خوفًا من التهاب الأذن الوسطى.

احجز استشارتك الان في مركز طب الأطفال بمستشفى الموسى التخصصي.

نصائح للأمهات لتخفيف أعراض الزكام

عندما يصاب طفلك بنزلة برد مصحوبة بأعراضها المزعجة، فإن مساعدته على الشعور بالتحسن تصبح أولويتك القصوى، وفيما يلي نذكر أربع طرق فعالة يمكن أن تُساهم في تخفيف معاناته وهي كالآتي:

• استنشاق البخار عند الاستحمام: يفضل تجنب استخدام وعاء من الماء الساخن مباشرة، فقد يؤدي البخار المتصاعد منه إلى حرق بطانة الأنف كما يمكن أن ينسكب الماء الساخن بسهولة مسببًا الحروق، بدلاً من ذلك يمكن الجلوس مع الطفل في حمام مليء بالبخار المتولد من دش الماء الساخن.
• استخدام قطرات المحلول الملحي (قطرات الأنف المليئة بمياه مالحة) أو بخاخات الأنف: يتبع استخدامها بجهاز شفط المخاط لدى الرضع لتسهيل عملية التنفس عن طريق إزالة الإفرازات المخاطية.
• التأكد من شرب الطفل كمية وفيرة من السوائل وحصوله على قسط كافٍ من النوم: هذه العوامل أساسية لدعم جهاز المناعة وتخفيف الأعراض.
• تقديم الحساء: أظهرت بعض الأبحاث فعالية الحساء في تخفيف التهابات زكام الاطفال الرضع والتجاويف الأنفية بالإضافة إلى كونه مصدرًا جيدًا للسوائل والمغذيات.

الأسئلة الشائعة

متى يكون الزكام خطراً على الرضيع؟

يمكن أن يصاب الطفل بنزلة برد في أي عمر أو في أي وقت من السنة، بشكل عام لا تعتبر نزلات البرد عند الأطفال حديثي الولادة خطيرة بذاتها، ولكنها قد تتفاقم إلى حالات أكثر خطورة مثل الالتهاب الرئوي أو الخناق، لذا يجب الاتصال بالطبيب فورًا في حالة إصابة الطفل الأقل من شهرين أو ثلاثة أشهر بنزلة البرد، خاصةً إذا كان يعاني من الحمى.

ما هي أفضل وضعية لنوم الرضيع المصاب بالزكام؟

إذا كان الطفل يعاني من انسداد الأنف، فقد يفيد وضعه للنوم على جانبه مع مراقبة مستمرة، بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا يوصى بدعم الرأس بوسادة أعلى قليلًا لتسهيل التنفس وتصريف المخاط.

كيف افتح انف الرضيع من الزكام؟

للمساعدة في فتح أنف الرضيع المسدود بسبب الزكام، يمكن اتباع التالي:

• يوضع الطفل على ظهره بشكل مريح.
• توضع نقطتان أو ثلاث من قطرة المحلول الملحي في كل فتحة من فتحات الأنف.
• يقلب الطفل على بطنه برفق لمساعدة المخاط على النزول من أنفه، قد يعطس الطفل ليخرج المخاط والمحلول الملحي.
• تمرر قطعة منديل نظيفة على جانبي فتحة الأنف من الخارج لإخراج أي محلول أو مخاط زائد.

هل زيت الزيتون يخفف الزكام؟

نعم، يحتوي زيت الزيتون على خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة التي قد تُساهم في تخفيف الالتهابات وتهدئة الأنسجة الملتهبة في الجيوب الأنفية، لاستخدام زيت الزيتون للمساعدة في علاج التهاب الجيوب الأنفية أو تخفيف أعراض الزكام، يمكنك وضع بضع قطرات من الزيت الدافئ على قطعة قطنية نظيفة وتطبيقها برفق على الأنف المصاب من الخارج، يفضل أن تكون القطرات دافئة لزيادة فعالية العلاج ولكن يجب الحذر الشديد لضمان عدم سخونتها بشكل قد يسبب حروقًا.

في الختام نؤكد أنه بالرغم من أن زكام الاطفال الرضع حالة شائعة ولكنها ليست دائمًا بالحالة الخطيرة، ومع ذلك يجب استشارة الطبيب المختص داخل مستشفى الموسى الصحية كواحدة من أفضل مستشفيات المملكة العربية السعودية بمجرد ظهور الأعراض على الطفل، وذلك لفحصه بدقة وتشخيص ما إذا كانت الأعراض تشير إلى مجرد نزلة برد أم إلى مشكلة صحية أخرى تتطلب اهتمامًا أكبر، يساعد الالتزام بتعليمات الطبيب على سرعة تماثل الطفل للشفاء وتجنب حدوث أي مضاعفات، هذا كما يجب التأكيد مجددًا على عدم إعطاء أي دواء للبرد للأطفال دون استشارة الطبيب المختص.

المصادر:

Children and Colds – webmd

Coughs and colds in children – healthdirect