احجز موعدك الآن
سرطان الغدد الليمفاوية الأنواع والأسباب والعلاح

سرطان الغدد الليمفاوية الأنواع والأسباب والعلاح

يُمثل سرطان الغدد الليمفاوية لغزًا محيّرًا يُلقي بظلاله على كلّ من أروقة الطبّ ومخاوف العامّة. فهو مصطلح جامع يشمل مجموعة من سرطانات الدم التي تنشأ ضمن الجهاز الليمفاوي، ذلك النظام المُعقّد الذي يُمثّل خطّ الدفاع الأول للجسم ضدّ غزاة العدوى، وبسبب تنوّعه وتعدّد أوجهه، يُطرح هذا السرطان تحدياتٍ جمة في مجالات التشخيص والعلاج والتكهن بمسار المرض.

هل من الممكن أن يكون سرطان الغدد الليمفاوية سرطان حميد؟

سرطان الغدد الليمفاوية هو للأسف سرطان خبيث يصيب الجهاز الليمفاوي. لا يوجد شيء اسمه “سرطان الغدد الليمفاوية الحميد”، إذ  يشير هذا المصطلح إلى حالة منفصلة غير سرطانية.

أنواع سرطان الغدد الليمفاوية

يمكن تصنيف سرطان الغدد الليمفاوية بشكل عام إلى نوعين رئيسيين: لمفومة هودجكين، واللمفومة اللاهودجكينية.

سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين

هو شكل غير شائع من المرض، إذ يشكل حوالي 10٪ من جميع حالات سرطان الغدد الليمفاوية. يبدأ عادة في الجزء العلوي من الجسم أي العقد الليمفاوية في الرقبة أو الصدر أو الإبطين ويتقدم بطريقة منظمة يمكن التنبؤ بها إلى مواقع أخرى من العقد الليمفاوية.

يمكن تمييزه من خلال وجود خلايا ريد ستيرنبرغ (Reed-Sternberg cells)، وهي خلايا ليمفاوية كبيرة وغير طبيعية. يصيب عادةً الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 30 عامًا.

لحسن الحظ، يُعد سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين أحد أكثر أنواع السرطان قابلية للعلاج، مع نسبة نجاة عالية من المرض.

سرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكين

في المقابل، تمثل اللمفومة اللاهودجكينية (NHL) الشكل الأكثر انتشارًا، حيث يشكل الأغلبية العظمى من تشخيصات سرطان الغدد الليمفاوية.

يشمل مجموعة واسعة من أنواع سرطانات الخلايا الليمفاوية، بعضها ينمو ببطء والبعض الآخر أكثر عدوانية، لكل منها خصائصها الفريدة ونهجها العلاجي المختلف.

يمكن أن ينشأ سرطان الغدد الليمفاوية غير هودجكين من الخلايا البائية أو الخلايا التائية ويظهر في مواقع تشريحية مختلفة في جميع أنحاء الجسم، إذ تتراكم الخلايا غير الطبيعية في العقد الليمفاوية ومناطق أخرى من الجسم.

يبلغ عمر معظم الأشخاص المصابين بـهذا النمط 55 عامًا أو أكبر عند التشخيص.

إليك الأعراض الكاملة لسرطان الغدد الليمفاوية

أسباب سرطان الغدد اللمفاوية

الأسباب الكامنة وراء سرطان الغدد الليمفاوية غير مفهومة تمامًا، إذ يمكن أن يتطور المرض بسبب تفاعل معقد بين العوامل، ومع ذلك، حدد الباحثون عدة عوامل خطر قد تساهم في تطوره، مثل:

  • العوامل الوراثية: بينما لا يُورث سرطان الغدد الليمفاوية بشكل مباشر، قد يكون للأفراد الذين لديهم أحد أفراد الأسرة المقربين تم تشخيصه بالمرض أو نوع آخر من سرطانات الدم خطر مرتفع قليلاً. يشير هذا إلى أن بعض الاستعدادات الوراثية قد تلعب دورًا في تطور المرض.
  • العوامل المُعدية: ربطت بعض الالتهابات الفيروسية والبكتيرية بزيادة خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية. على سبيل المثال، رُبط فيروس إبشتاين-بار، وفيروس التهاب الكبد الوبائي C، وفيروس نقص المناعة البشرية بظهور بعض أنواع سرطان الغدد الليمفاوية.
  • خلل في الجهاز المناعي: الأفراد الذين يعانون من ضعف أو خلل في الجهاز المناعي، مثل أولئك الذين يخضعون لعمليات زرع الأعضاء أو الذين يعيشون مع أمراض المناعة الذاتية، يكونون في خطر أعلى للإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية. يُعزى هذا على الأرجح إلى اضطراب في الوظائف الطبيعية للجهاز الليمفاوي.
  • العوامل البيئية: لوحظ أن التعرض لبعض المواد الكيميائية، مثل المبيدات الحشرية والمذيبات والمواد الكيميائية الصناعية، بشكل غير مباشر بزيادة خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية.

اقرأ ايضًا: ما هي علامات تدهور مريض السرطان؟ وما هي أخطر أنواع السرطان؟

بالإضافة إلى ذلك، أشارت بعض الدراسات إلى وجود ارتباط محتمل بين سرطان الغدد الليمفاوية والسمنة، وكذلك التعرض السابق للإشعاع أو بعض علاجات السرطان.

الكشف المبكر عن سرطان الغدد الليمفاوية يزيد من فرص العلاج والشفاء. في مستشفى الموسى التخصصي، نقدم فحوصات دقيقة، وتشخيصًا متخصصًا، وخطط علاج مخصصة لكل حالة بإشراف نخبة من أطباء الأورام فى مركز الأورام. احجز استشارتك الآن

قد يهمك: أعراض سرطان الغدد الليمفاوية فى الرقبة

أحدث العلاجات الموجهة والمناعية لسرطان الغدد الليمفاوية

فيما يلي نوضح أحدث العلاجات الموجهة والمناعية لسرطان الغدد الليمفاوية، حيث يشهد مجال علاج سرطان الغدد الليمفاوية تطور سريعًا في تقنيات العلاج الموجهة والمناعية، ومع التقدم في فهم الآليات الجزيئية للورم والاستجابة المناعية فقد ظهرت حلول علاجية دقيقة تستهدف الخلايا السرطانية بكفاءة أكبر مع الآثار الجانبية الأقل بالمقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي.

1- العلاجات المناعية الحديثة

  • علاج CAR‑T بدون قيود الوصول REMS-Free CAR‑T، فقد أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في الفترة الأخيرة عن إزالة القيود التنظيمية عن عدد من علاجات CAR‑T مثل Breyanzi، Abecma، Yescarta، Tecartus، وهذا الأمر سوف يمكن المراكز الطبية من تقديم هذا النوع الفعال من العلاجات، وبالتالي يوسع فرص الوصول.
  • CAR‑T شامل للخلايا التائية Universal T‑cell CAR‑T فقد ظهر علاج واعد جديد وهو CTD‑402 وهو يستهدف بروتين CD7 ويستخدم بالحالات النادرة من لمفوما الخلايا التائية واللوكيميا التائية، ويعد هذا العلاج أول نوع شامل، ومن المتوقع أن يفتح آفاق جديدة في علاج لمفويا الخلايا T المقاومة.

2- العلاجات الموجهة

  • مثبطات البروتينات الحيوية: مثل Pirtobrutinib وهو يستهدف إنزيم BTK ويتم استخدامه في حالات اللمفوما البائية المتكررة والمقاومة للعلاج، وحالات اللمفوما البائية المتكررة والمقاومة للعلاج وهو فعال في لمفوما الخلايا المنغلفة، وVenetoclax وهو مثبط للبروتين BCL‑2 ويتم إعطائه لمرضى لمفويا الخلايا الصغيرة وسرطان الدم الليمفاوي المزمن.
  • الأجسام المضادة المقترنة بأدوية ADCs مثل Loncastuximab tesirine لعلاج اللمفوما B المنتكسة، وPolatuzumab vedotin وهو يستخدم مع العلاج الكيميائي، وEpcoritamab وGlofitamab وهي أجسام ثنائية المنافذ تعمل على تفعيل الخلايا التائية ضد الأورام.

وقد أحدث التجارب السريرية نقلة نوعية من خلال الدمج بين العلاج الكيميائي والمناعي في حالات اللمفويا المنتشرة، حيث أظهر نتائج إيجابية في رفع معدلات الاستجابة والتقليل من نسب الانتكاس، وتوجد علاجات متخصصة للأنواع النادرة مثل Mogamulizumab وهو جسم مضاد موجه ضد CCR4 لعلاج لمفويا الجلد التائية النادرة مثل Sézary Syndrome وMycosis Fungoides.

كيف يمكن التعايش مع سرطان الغدد الليمفاوية بعد العلاج

بعد انتهاء رحلة العلاج من سرطان الغدد الليمفاوية تبدأ مرحلة جديدة لا تقل أهمية وهي التعايش مع المرض واستعادة نمط الحياة الطبيعي بصورة متوازنة وآمنة، وفي هذه المرحلة تتطلب الوعي الصحي في مختلف جوانب الحياة، بداية من التغذية إلى الصحة النفسية، وذلك لضمان فرص الانتكاس ودعم التعافي المستمر.

1- التغذية الصحية

من المهم اتباع نظام غذائي متوازن، وهو يعتبر خطوة محورية بعد العلاج، ويتم ذلك باتباع الخطوات التالية:

  • احرص على تناول الفواكه والخضروات الطازجة الغنية بالمواد المضادة للأكسدة لدعم المناعة.
  • اختر البروتينات التي تخلو من الدهون مثل الأسماك، الدواجن، والبقوليات، وذلك للمساعدة على إصلاح الأنسجة وبناء القوة الجسدية.
  • يجب التقليل من تناول السكريات والدهون المشبعة التي تؤثر سلبًا على المناعة العامة.
  • من المهم أن تحافظ على الترطيب الجيد بتناول كميات كافية من الماء بصفة يومية.

2- التطعيمات

بعد العلاج قد تضعف المناعة لهذا من المهم مراجعة الطبيب حول جدول التطعيمات، بالأخص تطعيم الإنفلونزا الموسمي، لقاح المكورات الرئوية، ولقاح كوفيد-19، ويجب الاستمرار في إجراء فحوصات المتابعة الدورية مثل تحاليل الدم وصور الأشعة لاكتشاف أي مؤشرات لعودة المرض مبكرًا.

3- العودة إلى العمل

ليس هناك قاعدة ثابتة لميعاد العودة إلى العمل، والقرار يعتمد على حالة المريض ونوع العمل ومستوى الطاقة، فمن المهم أن تبدأ تدريجيًا، وكن صريحًا مع جهة العمل حول احتياجاتك، ويفضل تخصيص فترات راحة خلال اليوم لتجنب الإرهاق.

4- دعم الصحة النفسية

من الطبيعي أن يشعر المريض بالخوف أو القلق من عودة المرض، لهذا من المهم التحدث مع اختصاصي نفسي أو الانضمام لمجموعات دعم، بالإضافة إلى ممارسة تمارين التأمل أو اليوغا لتحسين الحالة المزاجية، ومن المهم إشراك الأسرة والأصدقاء ليتعاونوا في خطة الدعم المعنوي.

 

تعتبر مستشفى الموسى التخصصي من الجهات الرائدة في المملكة العربية السعودية في مجال علاج الأورام من خلال مركز الأورام، يتضمن ذلك سرطان الغدد الليمفاوية، حيث تعتمد المستشفى على أحدث البروتوكولات العلاجية العالمية مثل العلاجات الموجهة والمناعية التي يتم تنفيذها تحت إشراف نخبة من الأطباء المتخصصين في طب الأورام، كذلك تمتد خدمات المستشفى لتشمل برامج متكاملة لإعادة تأهيل مرضى السرطان بعد انتهاء العلاج، وتتضمن الدعم النفسي والاستشارات التغذوية وخطة المتابعة الدورية لضمان التعافي التام، بالإضافة إلى توفير جلسات العلاج الطبيعي لتقوية الجسم واستعادة النشاط اليومي.

 

يُعدّ تلقي تشخيص سرطان الغدد الليمفاوية تجربةً قاسية ومُرهقة، لا شكّ. لكنّ مواجهة هذا المرض تتطلّب فهمًا عميقًا لأنواعه، وأسبابه، وأعراضه، وخيارات العلاج المُتاحة. من خلال المعرفة والوعي، والمشاركة النشطة مع أطقم الرعاية الصحية، يستطيع المرضى التغلّب على تحديات هذا المرض، والمسير بثبات نحو تحقيق أفضل النتائج الممكنة، وبفضل التقدّم المُستمرّ في مجال البحوث، يبدو مستقبل علاج سرطان الغدد الليمفاوية واعدًا بشكلٍ مُتزايد، ممّا يُضفي الأمل ويُحسّن نوعية حياة جميع من يُعانون من هذا المرض.

الأسئلة الشائعة

كم سنة يعيش مريض سرطان الغدد الليمفاوية؟

عدد السنوات التي يعيشها مريض سرطان الغدد الليمفاوية يعتمد على عدة عوامل من بينها نوع السرطان ومرحلة التشخيص وعمر المريض واستجابته للعلاج والحالة الصحية العامة، وفي الحالات التي يتم بها التشخيص المبكر والعلاج الفعال، ويمكن أن تصل معدلات البقاء على قيد الحياة إلى ما يزيد عن 10 سنوات، وقد يعيش بعض المرضى حياة طبيعية تمامًا، فعلى سبيل المثال معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات في بعض أنواع لمفوما هودجكن يمكن أن يفوق 85%، إلا أن النسبة في الأنواع الأخرى تتفاوت حسب الشدة وحسب استجابتها للعلاج.

هل سرطان الغدد الليمفاوية معدٍ؟

سرطان الغدد الليمفاوية غير معدي، ولا يمكنه أن ينتقل من شخص لآخر عبر الاتصال المباشر أو العطس أو اللمس أو مشاركة الأدوات، وهو ناتج عن خلل في نمو خلايا الجهاز اللمفاوي داخل الجسم، وليس بسبب فيروس أو بكتيريا تنتقل بين الأفراد، وهناك بعض الفيروسات مثل فيروس إبشتاين بار وفيروس نقص المناعة البشرية التي تزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع اللمفويا، إلا أن وجودها لا يعني أن السرطان نفسه قابل للانتقال.

كم مدة علاج الليمفوما؟

مدة علاج سرطان الغدد الليمفاوية تختلف حسب نوعها ومرحلتها، وفي أغلب الحالات تتطلب علاج مستمر من 3 أشهر إلى 6 أشهر تقريبًا عند استخدام العلاج الكيميائي القياسي، ويمكن أن تزيد المدة ببعض الأنواع العدوانية أو في حالة الجمع بين أكثر من نوع من العلاج مثل العلاج الكيميائي والمناعي أو الإشعاعي، وفي الحالات المزمنة أو المتكررة، قد يخضع المريض لعلاجات دورية على مدى سنوات وفق حالته واستجابته.

المصادر الطبية

blood cancer

cancer

SHARE:

    مهتم بصحتك؟

    تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.

    احجز موعد