تعرف على شلل الوجه النصفي عند الأطفال وطرق العلاج المناسبة

من أكثر الحالات التي تقلق الآباء على فلذات أكبادهن هي حالة شلل الوجه النصفي عند الأطفال حتى وإن كانت قليلة الحدوث، فتشير الدراسات إلى أن هناك 4 حالات إصابة من بين 100 ألف طفل سنويًا، ولكن هي مشكلة صحية تستحق التعمق أكثر في أعراضها وأسبابها، وفي طرق التشخيص والعلاج وهذا بالضبط ما نتناوله في هذا المقال مع أهم نصائح لدعم الطفل في تلك الحالة المرضية.

ما هو شلل الوجه النصفي عند الأطفال؟

شلل الوجه النصفي عند الأطفال Bell’s palsy هو حالة مرضية تؤدي إلى ضعف أو شلل مفاجئ في عضلات الوجه من جانب واحد فقط مما يؤثر على حركة العين والشفتين والفم، ويحدث ذلك لأسباب عديدة نتعرف عليها بالتفصيل فيما يلي، بالإضافة إلى تحديد الفرق بين شلل الوجه النصفي المؤقت والدائم. 

الفرق بين شلل الوجه النصفي المؤقت والدائم

الفرق بين شلل الوجه النصفي المؤقت والدائم يكمن في الأسباب الرئيسية لحدوثه ومدى قدرة العصب على استعادة وظيفته، الشلل النصفي المؤقت يحدث فجأة بسبب التهاب في عصب الوجه وتستمر الأعراض بضعة أشهر ثم تختفي تدريجيًا، أما الشلل الدائم فيحدث بسبب تلف شديد أو إصابة قوية في العصب الوجهي وقد يستمر لسنوات أو مدى الحياة.

أسباب شلل الوجه النصفي عند الأطفال

من أهم أسباب شلل الوجه النصفي عند الأطفال حدوث ضعف أو تلف في العصب الوجهي السابع مما يؤثر على القدرة على تحريك أحد جانبي الوجه، ومن أهم أسباب ضعف العصب ما يلي:

• الإصابة بالعدوى الفيروسية:
  مثل فيروس الهربس البسيط HSV-1، وفيروس إبشتاين بار، وفيروس الحماق النطاقي Varicella-Zoster المسبب للجدري المائي، وبالطبع فيروس الأنفلونزا.
• التهاب بكتيري:
  ومن أشهرها وأكثرها شيوعًا مرض لايم الذي ينتشر في المناطق التي بها حشرة القراد وهي المسبب الرئيسي للعدوى، والتهابات الأذن الوسطى أو التهابات الجهاز التنفسي.
• اضطرابات الجهاز المناعي:
  مثل الإصابة ببعض الأمراض المناعية التي تؤدي إلى التهاب العصب الوجهي مثل متلازمة ميلكرسون روزنتال.
• إصابة العصب الوجهي:
  بسبب تعرض الطفل لإصابة في الرأس أو تأثر الضغط على العصب أثناء الولادة، أيضًا التعرض المفاجئ للبرد الشديد، أو مشكلة في تدفق الدم إلى العصب مما يؤدي إلى ضعف وظيفته. 

اطلع على الشلل الرباعي عند الأطفال الأسباب الأعراض وخيارات العلاج والدعم

أعراض شلل الوجه النصفي عند الأطفال

تبدأ أعراض شلل الوجه النصفي عند الأطفال بشكل مفاجئ وتؤثر على أحد جانبي الوجه وتشمل:

• شعور بالتنميل أو الوخز الخفيف في الجزء المصاب من الوجه.
• عدم قدرة الطفل على تحريك نصف الوجه بسبب ضعف عضلات الوجه.
• إيجاد صعوبة عند الإبتسام، أو الأكل، أو نفخ الخد، ولا يمكن التحكم في تعابير الوجه.
• مشكلة في العين فلا يستطيع الطفل إغلاق عينه في الجانب المصاب مما يؤدي إلى جفاف وتهيج العين.
• تغيرات شديدة في الفم وفقدان حاسة التذوق بالإضافة إلى عدم القدرة على التحدث والكلام بصوت غير واضح. 
• الشعور بالألم خلف الأذن وعند الفك، مع حساسية مفرطة عند سماع الأصوات في الأذن على الجانب المصاب.

كيفية تشخيص شلل الوجه النصفي عند الأطفال

يتم تشخيص شلل الوجه النصفي عند الأطفال لدى الطبيب المتخصص بعدة طرق من أهمها:

1. الفحص والتاريخ المرضي للطفل: من خلال السؤال عن الأعراض وهل تعرض الطفل إلى نزلات برد أو عدوى حديثة، فحص عضلات الوجه عن طريق إخبار الطفل بعمل بعض الحركات مثل الإبتسام أو رفع الحواجب، والتحقق من وجود أي ضعف في الأطراف لاستبعاد أي أمراض عصبية أخرى.
2. الاختبارات المعملية: وتشمل فحص الدم للكشف عن أي عدوى بكتيرية أو فيروسية، واختبار السكر في الدم لاستبعاد إصابة الطفل بمرض السكري فهو يرتبط أحيانًا بشلل الوجه النصفي.
3. اختبار الوظائف: من الضروري أن يقوم الطبيب بفحص حاسة التذوق لدى الطفل، بالإضافة إلى فحص العين والكشف عن قدرتها على إفراز الدموع لأن الشلل النصفي يؤثر على تلك الوظائف.
4. اختبارات الجهاز العصبي: وتشمل عمل التخطيط الكهربي للعصب الوجهي لقياس مدى استجابته للتحفيز الكهربائي، والتصوير الرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية لاستبعاد حالات أخرى مثل الأورام، أو التشوهات الهيكلية.

احجز استشارتك الان في مركز طب الأطفال بمستشفى الموسى التخصصي.

طرق علاج شلل الوجه النصفي عند الأطفال

تركز طرق علاج شلل الوجه النصفي عند الأطفال على علاج الأسباب بعد تشخيص الحالة ومعرفة سبب تلف العصب الوجهي، وتنقسم الطرق إلى:

• العلاج الدوائي:
  يشمل العلاج الدوائي لعلاج الشلل النصفي المؤقت أدوية الكورتيزون التي تساعد في تقليل التهابات وتورم العصب الوجهي، ومضادات الفيروسات التي تستخدم في حالات العدوى الفيروسية، والمسكنات لتقليل الألم مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين، مع إضافة قطرات ومراهم للعين لعلاج الجفاف الذي نتج عن الشلل النصفي.
• العلاج الطبيعي والتأهيل:
  العلاج الطبيعي والتأهيل يعد جزءًا أساسيًا من العلاج ومن إتمام عملية الشفاء فهو يهدف إلى استعادة الوظائف الحيوية للوجه مثل تحريك العينين، والفم، والأنف، واستعادة تعابير الوجه الطبيعية، ويتم ذلك ببعض الأجهزة والتقنيات مثل العلاج بالموجات فوق الصوتية والكهرباء بالإضافة إلى التمارين التي تساعد في تحفيز العصب.
  
  ومن الجدير بالذكر هنا أن مستشفى الموسى التخصصي يمتلك أفضل مركز للعلاج الطبيعي والتأهيلي بالمملكة والذي يديره مجموعة من أمهر أطباء وأخصائي العلاج الطبيعي، فيقوم بعمل جلسات للطفل لتحفيز العصب الوجهي المتضرر ومنع تيبس عضلات الوجه وذلك بأحدث الأجهزة والتقنيات العلاجية.
• العلاج البديل:
  هناك بعض العلاجات التي تساعد في تحفيز العصب الوجهي مثل الوخز بالإبر الذي يحسن تدفق الدم إلى العصب، أيضًا العلاج بالتدليك وتقنيات الاسترخاء التي تساعد في علاج التوتر وتحسن من استجابة عضلات الوجه. 
• التدخل الجراحي:
  وهذا يحدث مع حالات نادرة جدًا التي لم تتحسن خلال أشهر أو سنة من العلاج الدوائي والتأهيلي، ولا يزال العصب تحت ضغط مما يعرض الطفل إلى شلل نصفي دائم، لذلك يتدخل الأطباء بالجراحة لتحرير الجزء المضغوط من العصب.

5 نصائح لدعم الطفل خلال فترة العلاج

دعم الطفل خلال فترة العلاج من أهم الأمور التي تساعد على الشفاء سريعًا دون ترك أثر نفسي سيء لديه، لذلك وضعنا لكم أهم 5 نصائح تساعد في دعم الطفل في تلك الفترة وتشمل:

1. طمأنة الطفل باستمرار بأنها حالة مؤقتة وسرعان ما تزول باستكمال العلاج.
2. تعزيز ثقته وتشجيعه للمشاركة في أنشطة مع الأطفال دون الشعور بالخجل من شكل الوجه.
3. إذا  كان الطفل يواجه صعوبة في التحدث يمكن مساعدته بالتعبير الكتابي والصبر عليه عند التحدث ببطء.
4. تخصيص وقت للعب والاستمتاع وعمل تمارين الاسترخاء لتقليل التوتر والضغط الذي يؤثر على الطفل.
5. تحسين التغذية وفي حالة صعوبة الأكل يمكن تقديم الطعام اللين والمهروس واستخدام الماص أو الشاليمو للشرب.

تعرف على برامج إعادة التأهيل لمرضى الشلل لاستعادة الحركة والاستقلالية

كيف يمكن الوقاية من شلل الوجه النصفي عند الأطفال

هناك عدة نصائح مقدمة من الأطباء بمستشفى الموسى التخصصي بالاحساء لتقليل خطر الإصابة والوقاية من شلل الوجه النصفي عند الأطفال، وتشمل: 

1. تقوية جهاز المناعة:
   بالتغذية المناسبة الغنية بفيتامين ب12 وفيتامين د الضروري لصحة الأطفال، مع شرب كميات كبيرة من الماء يوميًا والحصول على قسط مناسب من النوم.
2. الحماية من الالتهاب الفيروسي:
   وذلك بتجنب مشاركة الأدوات الشخصية مع شخص مصاب بالعدوى، أيضًا بتلقي التطعيمات الأساسية في مواعيدها المحددة دون تأجيل.
3. الحفاظ على صحة الجهاز العصبي:
   وذلك بعلاج التهابات الأذن أو الحلق فورًا دون إهمال قبل أن تنتشر إلى أعصاب الوجه، والمتابعة مع الطبيب في حالة تعرض الطفل لألم مستمر في الأذن أو التهابات متكررة.
4. تجنب التعرض للبرد المفاجئ:
   يجب أن تحمي طفلك من التعرض المفاجئ لهواء بارد جدًا مثل هواء التكييف المباشر، أو الخروج من مكان دافئ إلى بارد فجأة.
5. تجنب التوتر والضغط النفسي:
   تقليل التوتر والضغط الذي يتعرض إليه الطفل خاصةً في فترة الامتحانات حتى لا يؤثر ذلك على مناعة الطفل، ويمكن ممارسة تمارين الاسترخاء وتمارين التنفس العميق مع الطفل أو ممارسة أي هواية يحبها.

قد يشكل شلل الوجه النصفي عند الأطفال مشكلة ومصدر قلق عند الآباء والأمهات ولكن أطباء الأطفال في مستشفى الموسى التخصصي لديهم خبرة طويلة في تشخيص وعلاج تلك الحالات بنجاح بأفضل الأدوية والعلاجات الحديثة مما يساعد على تحسن حالة الطفل في وقت قصير دون التعرض لأي مضاعفات أو تأثر الحواس بالوجه.

اسئلة شائعة

نتعرف فيما يلي على أهم الأسئلة التي ترد إلينا عن شلل الوجه النصفي عند الأطفال وكيفية علاجه:

كم يستمر الشلل النصفي للوجه؟

عادةً ما يستمر الشلل النصفي للوجه من شهر إلى شهر ونصف للتحسن التدريجي، أما الوقت الذي يستغرقه الوجه حتى يعود إلى طبيعته بالكامل فستمر لـ 6 أشهر كاملة.

هل هناك تمارين يمكن أن تساعد الطفل على التعافي؟

نعم هناك بعض التمارين التي تساعد الطفل على التعافي مثل تمارين رفع الحاجبين وتحريك الأنف لتحفيز عضلات الوجه، أيضًا تمارين الابتسام وتحريك الشفتين، وتمارين تدليك الوجه بلطف بحركات دائرية بأطراف الأصابع.

هل يمكن أن يعود شلل الوجه النصفي للطفل بعد الشفاء؟

نعم، في بعض الحالات قد يعود شلل الوجه النصفي بعد الشفاء بسبب تكرار الإصابة بالتهابات فيروسية، ووجود مشكلة بالعصب البصري، أيضًا التعرض المتكرر لتيارات الهواء القوية. 

المصادر

Bell’s Palsy in Children – rcemlearning

Causes & Symptoms of Bell’s Palsy  – kidshealth