

بالرغم من طبيعة مرض فشل القلب الاحتقاني المزمنة وأنه تحدي كبير يواجه المرضى، ولكن يمكن للمرضى أن يعيشوا حياة نشطة وذات جودة عالية باتباع بعض الاستراتيجيات الفعالة، يهدف هذا المقال إلى تقديم نصائح للتعايش مع الفشل القلب الاحتقاني، تغطي جوانب مختلفة من الرعاية الذاتية وإدارة الأعراض لتحسين نوعية حياة المرضى.
ﻣﺎ ھو ﻓﺷل اﻟﻘﻠب اﻻﺣﺗﻘﺎﻧﻲ؟
هو أحد أمراض القلب المزمنة التي تصيب عضلة القلب مما يؤدي إلى عجز القلب عن ضخ الدم الغني بالأكسجين والغذاء بكفاءة كافية لتلبية احتياجات الجسم، وينتج عن ذلك تراكم السوائل في الجسم، مسببا احتقان في الرئتين وأحيانا في الأطراف وأعضاء أخرى.
أنواع الفشل القلبي
يتم تصنيف فشل القلب إلى أنواع عدة أنواع بناء على الجزء المصاب من القلب وطريقة تأثر وظيفة الضخ، وتشتمل الأنواع الرئيسية لفشل القلب، على مايلي:
1.فشل القلب حسب موقع الإصابة
- فشل القلب الأيسر،عندما لا يتمكن البطين الأيسر للقلب من ضخ الدم بكفاءة إلى الجسم، مما يؤدي إلى ارتجاع الدم إلى الرئتين مسببا ضيق التنفس وتراكم السوائل في الرئتين، وهو نوعان فشل القلب الانقباضي وفشل القلب الانبساطي.
- فشل القلب الأيمن، عندما لا يتمكن البطين الأيمن للقلب من ضخ الدم بشكل فعال إلى الرئتين، مما يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، خاصة في الساقين والبطن.
2.فشل القلب حسب مقدار الضخ
- فشل القلب مع انخفاض الكسر القذفي، عندما يكون معدل ضخ البطين الأيسر أقل من 40%، مما يعني ضعف قدرة القلب على الضخ.
- فشل القلب مع كسر قذفي محفوظ، عندما يكون معدل الضخ طبيعي (أكبر من 50%) لكن القلب لا يمتلئ بالدم بشكل صحيح.
3.فشل القلب حسب شدة الأعراض
- فشل القلب الحاد، يحدث فجأة بسبب نوبة قلبية أو ارتفاع حاد في ضغط الدم، وقد يكون مهددًا للحياة.
- فشل القلب المزمن، يتطور ببطء على مدار أشهر أو سنوات، ويحتاج إلى إدارة طويلة الأمد بالأدوية وتغييرات نمط الحياة.
أﺳﺑﺎب ﻓﺷل اﻟﻘﻠب اﻻﺣﺗﻘﺎﻧﻲ
يحدث الفشل القلبي الاحتقاني نتيجة ضعف قدرة عضلة القلب على ضخ الدم بكفاءة، ويوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، منها:
- أمراض الشرايين التاجية، يؤدي تضيق أو انسداد الشرايين التي تغذي القلب لقلة تدفق الدم، مما يؤدي إلى ضعف عضلة القلب.
- النوبات القلبية، تتسبب في تلف جزء من عضلة القلب، مما يؤثر على قدرة العضلة على الضخ.
- ارتفاع ضغط الدم المزمن، يزيد العبء على عضلة القلب، مما يؤدي إلى تضخمها وضعفها مع مرور الوقت.
- أمراض صمامات القلب، إذا كانت الصمامات لا تعمل على نحو صحيح، يسبب إجهاد القلب وضعفه.
- اعتلال عضلة القلب، نتيجة للوراثة، أو العدوى الفيروسية، أو استهلاك الكحول والمخدرات.
- التهابات القلب، مثل التهاب عضلة القلب أو التهاب الشغاف تؤثر على وظائف القلب الطبيعية.
- اضطرابات الغدة الدرقية، سواء كانت فرط نشاط الغدة أو خمولها، يمكن أن تؤثر على معدل ضربات القلب وقوة الضخ.
- أمراض الكلى المزمنة، يمكن أن تؤدي إلى احتباس السوائل وزيادة العبء على القلب.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- داء السكري.
- التدخين والكحوليات والمخدرات.
- السمنة وقلة النشاط البدني.
- الإفراط في تناول الملح.
- العلاج الكيميائي والإشعاعي.
- بعض أدوية السكري أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
كيف يمكن تشخيص فشل القلب الاحتقاني
يعتمد تشخيص فشل القلب الاحتقاني في مستشفى الموسى التخصصي على تقييم الأعراض، والفحص السريري، والاختبارات الطبية المختلفة، وتشتمل إليك أهم الخطوات التي يتبعها الأطباء لتشخيص الحالة، على مايلي:
- التاريخ الطبي والفحص السريري، حيث يسأل الطبيب عن الأعراض التي يعاني منها المريض مثل ضيق التنفس، التعب، وتورم القدمين، ويفحص نبض القلب وضغط الدم للمريض ويبحث عن علامات احتباس السوائل، مثل تورم الساقين أو سماع أصوات غير طبيعية في الرئتين عند التنفس.
- الفحوصات المخبرية، فحص دم BNP أو NT-proBNP الذي يقيس مستوى بروتين يُفرز عند إجهاد القلب، ويعد من أهم الفحوصات لتأكيد فشل القلب، واختبارات وظائف الكلى والكبد والغدة الدرقية، وتحليل الدم الشامل للكشف عن فقر الدم أو الالتهابات التي قد تؤثر على القلب.
- مخطط صدى القلب، من الفحوصات الهامة حيث يكشف عن حجم القلب، وسماكة جدرانه، وكفاءة الضخ.
- أشعة الصدر السينية، تكشف عن تضخم القلب أو تراكم السوائل في الرئتين.
- التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب، للمساعدة في تقييم تلف عضلة القلب على نحو دقيق.
- تخطيط القلب الكهربائي، يكشف عن اضطرابات نبض القلب أو تلف سابق في عضلة القلب.
- اختبار الجهد القلبي، لتحديد كيف يستجيب القلب للإجهاد أثناء المشي أو الجري على جهاز المشي.
- القسطرة القلبية وفحص الشرايين، في حال الاشتباه بوجود انسداد في الشرايين التاجية.
- اختبار وظائف الرئة، لاستبعاد مشاكل الرئة.
الوقاية من فشل القلب الاحتقاني
تعتمد الوقاية من الفشل القلبي الاحتقاني على مدى التحكم في عوامل الخطر واتباع نمط حياة صحي، ننصحك باتباع هذه النصائح التي تساعد في تقليل احتمالية الإصابة بالمرض أو منع تفاقمه:
- السيطرة على ضغط الدم، حيث يكون أقل من 130/80 مم زئبق، وذلك من خلال نظام غذائي صحي وتناول الأدوية عند الحاجة.
- إدارة مرض السكري والحفاظ على مستويات السكر ضمن الحدود الطبيعية، وذلك من خلال التغذية الصحية، وممارسة الرياضة، وأدوية السكري إذا لزم الأمر.
- خفض الكوليسترول، عبر اتباع نظام غذائي قليل الدهون المشبعة وتناول أدوية الكوليسترول عند الحاجة.
- الإقلاع عن التدخين والكحول، لانهما يضعفان الأوعية الدموية والقلب، ويسبب الكحول اعتلال عضلة القلب.
- اتباع نمط حياة صحي، من حيث ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الخضروات والفواكه والبروتينات الصحية.
- الحفاظ على وزن صحي، لأن السمنة تزيد من العبء على القلب.
- إدارة التوتر، وممارسة التأمل، وتقنيات الاسترخاء لتقليل الضغط على القلب.
- اتباع عادات النوم الجيدة والنوم الكافي، من 7-9 ساعات يوميًا لتحسين صحة القلب.
- إجراء الفحوصات الدورية، لمراقبة ضغط الدم، والسكر، ووظائف القلب.
- تجنب الأدوية الضارة بالقلب، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ومدرات البول غير المناسبة، قد تزيد من خطر فشل القلب.
طرق علاج الفشل القلبي
تهدف طرق علاج فشل القلب الاحتقاني على السيطرة على الأعراض، وتحسين وظيفة القلب، وتقليل خطر المضاعفات ويتضمن العلاج الأدوية، وتغييرات في نمط الحياة، والتدخلات الجراحية في بعض الأحيان.
1.العلاج بالأدوية
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، لتوسع الأوعية الدموية وتقلل العبء على القلب.
- حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2، بديل للأشخاص الذين لا يتحملون مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
- مثبطات نيبيليسين، لتحسين وظائف القلب وتقلل احتباس السوائل.
- حاصرات بيتا، لإبطاء معدل ضربات القلب وتحسين وظائفه.
- مدرات البول، لتقليل احتباس السوائل وتخفيف التورم وضيق التنفس.
- مُنشطات القلب، للمساعدة على تقوية انقباض القلب وتحسين ضخ الدم.
- مضادات التخثر، لمنع تكون الجلطات في بعض المرضى.
- أدوية لخفض الكوليسترول، لتقليل خطر النوبات القلبية.
2.تغييرات في نمط الحياة
- تقليل الملح والأطعمة المالحة، لمنع احتباس السوائل وتجنب ارتفاع ضغط الدم.
- الحفاظ على وزن صحي، لتخفيف العبء على القلب.
- ممارسة الرياضة الخفيفة بعد استشارة الطبيب.
- الإقلاع عن التدخين والكحول.
- إدارة التوتر والقلق.
- النوم الجيد.
3.استخدام الأجهزة الطبية والعلاجات المتقدمة
- الأجهزة المنظمة لضربات القلب، لتحسين إيقاع القلب إذا كان غير منتظم.
- مُزيلات الرجفان القلبي القابلة للزرع، لمنع الموت المفاجئ في المرضى المعرضين لخطر اضطرابات نبض القلب الخطيرة.
- العلاج بإعادة التزامن القلبي، لتحسين كفاءة ضخ الدم لدى بعض المرضى.
- مضخات القلب الميكانيكية، تُستخدم في الحالات المتقدمة لدعم وظيفة القلب قبل زراعة القلب.
4.العلاج الجراحي
- جراحة الشرايين التاجية، في حالة كان الفشل القلبي ناتج عن انسداد الشرايين التاجية.
- جراحة إصلاح أو استبدال صمامات القلب، في حالات تلف الصمامات.
- زراعة القلب، وهي الخيار الأخير في الحالات المتقدمة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى.
أعراض فشل القلب الاحتقاني
تعتمد أعراض فشل القلب الاحتقاني، على شدته والجزء المصاب من القلب البطين الأيمن أو الأيسر، وقد تتطور الأعراض ببطء على مدى أسابيع أو أشهر، أو تظهر فجأة في الحالات الحادة، وتشتمل الأعراض الشائعة على مايلي:
- ضيق وصعوبة التنفس، قد يزداد سوء عند الاستلقاء وقد يسبب الاستيقاظ المفاجئ بالليل بسبب الاختناق.
- الشعور بالتعب والإرهاق المستمر، بسبب عدم كفاية تدفق الدم إلى العضلات والأعضاء.
- تورم في الساقين، والكاحلين، والقدمين، نتيجة لاحتباس السوائل.
- زيادة مفاجئة في الوزن، بسبب تراكم السوائل في الجسم.
- السعال المستمر أو الأزيز،خاصة عند الاستلقاء، بسبب احتقان السوائل في الرئتين.
- خفقان القلب،شعور بنبضات القلب السريعة أو غير المنتظمة.
- تراكم السوائل في البطن (الاستسقاء).
- كثرة التبول أثناء الليل نتيجة إعادة توزيع السوائل عند الاستلقاء.
- فقدان الشهية والغثيان، نتيجة احتقان الجهاز الهضمي.
احجز استشارتك الان في مركز القلب والأوعية الدموية بمستشفى الموسى التخصصي.
نصائح للتعايش مع فشل القلب الاحتقاني
إذا كنت مريض بفشل القلب الاحتقاني، يمكنك تحسين نوعية حياتك وتخفيف حدة الأعراض من خلال اتباع بعض هذه العادات الصحية وإجراء تغييرات في نمط حياتك، وتشتمل أبرز النصائح على الآتي:
- تناول الأدوية بانتظام واتباع تعليمات الطبيب، ولا تتوقف عن تناول أي دواء دون استشارة الطبيب، حتى لو شعرت بتحسن.
- احرص على المتابعة الدورية لحالتك.
- تابع الوزن الصحي وأي زيادة مفاجئة في وزنك.
- تناول الأطعمة قليلة الملح والدهون المشبعة والسكريات.
- حافظ على تناول كمية السوائل المناسبة لحالتك خاصة إذا كنت تعاني من احتباس السوائل.
- تناول الوجبات صغيرة الحجم ومتكررة لتجنب الشعور بالامتلاء وضيق التنفس.
- مارس التمارين الخفيفة مثل المشي أو اليوغا بعد استشارة الطبيب، وتجنب النشاط البدني المجهد.
- توقف عن التدخين أو تناول الكحول.
- احصل على نوم جيد، مع الوضع المريح مثل استخدام وسادة إضافية لرفع الرأس إذا كنت تعاني من ضيق التنفس عند النوم.
الأسئلة الشائعة
ما هي مراحل فشل القلب؟
يصنف فشل القلب الاحتقاني إلى مراحل مختلفة بناء على تصنيف جمعية القلب الأميركية والكلية الأمريكية لأمراض القلب، حيث يشمل مراحل فشل القلب على أربع مراحل من A إلى D بناء على عوامل الخطر ومدى تقدم المرض:
- المرحلة A، وهي المرحلة الأولية التي لا يوجد فشل بعد ولكن يوجد عوامل خطر الإصابة، مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وأمراض الشرايين التاجية، والسمنة،والتدخين.
- المرحلة B، وهي مرحلة مبكرة حيث يحدث تغيرات في القلب حيث يوجد ضرر في القلب لكن بدون ظهور أعراض.
- المرحلة C، حدوث فشل القلب مع ظهور أعراض واضحة، مثل ضيق التنفس، والتعب، وتورم الساقين.
- المرحلة D، يوجد فشل القلب المتقدم مع زيادة شدة الأعراض حتى أثناء الراحة رغم العلاج.
هل يشفى مريض فشل القلب؟
لا يوجد علاج نهائي يشفي من فشل القلب بشكل تام فهو مرض مزمن، ولكن يمكن التحكم به وتحسين جودة الحياة من خلال العلاج المناسب، وتغييرات نمط الحياة، والمتابعة الطبية المستمرة.
ويكون الشفاء غير ممكن في حالات فشل القلب في مراحله المتقدمة C أو D)، حيث يصبح القلب ضعيف بشكل دائم، وإذا كان هناك ضرر دائم لعضلة القلب بسبب جلطة قلبية شديدة أو اعتلال عضلي متقدم، وفي الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي والجراحي، مثل بعض أمراض القلب الوراثية.
هل هناك حالات شفيت من ضعف عضلة القلب؟
نعم، هناك حالات يمكن أن تتعافى بشكل تام من ضعف عضلة القلب، خاصة إذا تم تشخيص المرض مبكرا وتم علاجه بشكل صحيح، مثل:
- ضعف عضلة القلب الناتج عن سبب مؤقت، مثل التهاب عضلة القلب الفيروسي، أو اعتلال عضلة القلب بسبب الحمل، أو ضعف القلب الناتج عن نقص الفيتامينات.
- في حالة العلاج المبكر للسبب الرئيسي، مثل ارتفاع ضغط الدم، أو مرض الشريان التاجي، أو اضطرابات الغدة الدرقية، أو الإفراط في تناول الكحول أو المخدرات.
- ضعف عضلة القلب الناتج عن قصور القلب المؤقت، مثل الذين يعانون بالحالة المعروف بمتلازمة القلب المنكسر، فهم يتعافون بشكل تام في غضون أسابيع أو أشهر.
وفي الختام، فشل القلب الاحتقاني هو مرض قلبي مزمن يتطلب الالتزام والاستمرار في المتابعة مع طبيب مختص ويعد التشخيص المبكر والعلاج المناسب للحالة لإدارة الأعراض الحل الذهبي لتحسين جودة حياة المريض.
تعد مستشفى الموسى التخصصي من أبرز المؤسسات الطبية في المملكة العربية السعودية، حيث يضم مركز القلب والأوعية الدموية المجهز بأحدث التقنيات الطبية لعلاج أمراض القلب المختلفة، بما في ذلك فشل القلب الاحتقاني.كما يضم المركز فريق من الأطباء المتخصصين في أمراض القلب.
للمزيد من المعلومات أو لحجز موعد، يمكن زيارة الموقع الرسمي لمستشفى الموسى التخصصي أو التواصل مباشرة مع مركز القلب والأوعية الدموية على ارقامنا المدونة على الموقع.
المصادر والمراجع
Heart Failure – medlineplus
Heart Failure (Congestive Heart Failure) – nih
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا