

هل تعاني فقدان السمع؟ حيث يحجب ذلك الحاجز اللعين أصوات ضحكات وهمسات الأهل والأحبة، ويجعلك تشعر بالانفصال والعزلة الصوتية عن العالم المحيط بك.
ويعد السمع بوابة التواصل الصوتي بين الأشخاص وبعضها، ويؤدي فقدانه إلى مواجهة عديد من الأشخاص صعوبات وتحديات لفهم الآخرين.
وبذلك يواجهون صعوبة في سماع المحادثات الهاتفية، أو متابعة الحوار أثناء مشاهدة التليفزيون، أو المشاركة في الاجتماعات عبر الإنترنت.
لذا إذا كنت ترغب في معرفة مزيد من المعلومات عن تلك الحالة، وما هي أسبابها وطرق علاجها، فتابع معي تلك المقالة.
ما هو فقدان السمع؟
يعد فقدان السمع أمرًا شائعًا، وخاصةً مع التقدم في العمر، وهو عدم القدرة على سماع الصوت جزئيًا، أو كليًا في إحدى أذنيك، أو كليهما. وقد يحدث في الأذن الخارجية، أو الوسطى، أو الداخلية.
ويعرف فقدان السمع أيضًا بالآتي: –
- الصمم.
- ضعف السمع.
- صعوبة السمع.
ويحدث السمع عندما يمر الصوت بالآتي: –
- تمر الموجات الصوتية من خلال الأذن الخارجية إلى طبلة الأذن.
- تهتز تلك الطبلة، وتنتقل الموجات إلى الأذن الداخلية.
- تنتقل عبر سوائل القوقعة في الأذن الداخلية إلى الشعيرات الدقيقة المتصلة بها.
- تساهم تلك الشعيرات في تحويل اهتزازات الموجات الصوتية إلى إشارات كهربائية.
- تنتقل تلك الإشارات إلى الدماغ الذي يترجمها إلى صوت.
ما هي أسباب فقدان السمع؟
يوجد عديد من الأسباب المحتملة التي قد تؤدي إلى ضعف السمع، مثل: –
فقدان السمع التوصيلي: –
يحدث فقدان السمع التوصيلي نتيجة عدم انتقال الأصوات من الأذن الخارجية إلى طبلة وعظام الأذن الوسطى. لذا قد تجد صعوبة في سماع الأصوات الخافتة، أو المكتومة.
وتشمل أسبابه الآتي: –
- شمع الأذن المتراكم.
- التهاب الأذن الوسطى.
- تمزق طبلة الأذن.
- مشكلات قناة استاكيوس.
- تلف العظام الصغيرة جدًا الموجودة خلف طبلة الأذن مباشرةً.
- وجود جسم غريب عالق في الأذن.
- الحالات الخلقية التي تؤثر على كيفية تكوين الأذن الخارجية والوسطى للطفل.
- تراكم السوائل بسبب نزلات البرد، أو الحساسية.
- ندبة على طبلة الأذن نتيجة الالتهابات المتكررة.
- أورام الأذن.
فقدان السمع الحسي العصبي: –
ينتج فقدان السمع الحسي العصبي عن تلف هياكل الأذن الداخلية، أو المسارات العصبية المؤدية إلى الدماغ. وعادة ما يكون ذلك النوع دائمًا.
يؤدي ذلك النوع إلى جعل الأصوات المميزة، أو الطبيعية، أو العالية تبدو مكتومة وغير واضحة.
تشمل أسبابه الآتي: –
- الشيخوخة بعض الأمراض، مثل: –
- الشريان التاجي.
- داء السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- السكتة الدماغية.
- عيوب خلقية تغير بنية الأذن.
- صدمة في الرأس، أو الجمجمة.
- داء منيير (اضطراب في الأذن الداخلية يؤثر على السمع والتوازن).
- ورم العصب السمعي.
- العمل في بيئة صاخبة.
- بعض الأدوية، والتي تعرف باسم الأدوية السامة للأذن.
- بعض الحالات الوراثية.
- التهابات الطفولة، مثل: –
- التهاب السحايا.
- الحصبة.
- النكاف.
- الحمى القرمزية.
- فقدان السمع المختلط: –
يجمع ذلك النوع بين فقدان السمع التوصيلي والحسي العصبي، ويؤثر على الأذن الخارجية، والداخلية والوسطى.
أعراض فقدان السمع
يفقد معظم الأشخاص سمعهم تدريجيًا، وقد لا يلاحظون حدوث ذلك، وتتضمن أعراضه الآتي: –
- صعوبة السمع في الأماكن الصاخبة.
- الشعور بعدم التوازن، أو الدوار (وهو شائع مع مرض منيير، وورم العصب السمعي).
- ألم في الأذن.
- طنين في أذنيك.
- تحتاج إلى رفع مستوى صوت التليفزيون، أو الكمبيوتر.
- الشعور بضغط في الأذن (بسبب وجود سائل خلف طبلة الأذن).
- تعتقد أن الأشخاص يتمتمون.
- تطلب من الآخرين تكرار ما يقولونه كثيرًا.
- الشعور بالتعب والتوتر من الحاجة إلى التركيز أثناء الاستماع.
- صعوبة السمع عبر الهاتف.
- الصداع.
- الضعف.
وتشمل أعراض ضعف السمع لدى الرضع والأطفال الآتي: –
قد يبدو الأطفال الذين يعانون تلك الحالة يسمعون بعض الأصوات دون غيرها، مثل: –
- لا ينزعجون من الأصوات العالية.
- لا يلتفتون إلى مصدر الصوت بعد عمر ستة أشهر.
- لا ينطقون كلمات مفردة، مثل ماما، أو بابا بحلول عمر العام.
- لا يتفاعلون مع نطق أسمائهم.
كيف يتم تشخيص فقدان السمع
تشمل طرق تشخيص ضعف السمع الآتي: –
- السؤال عن الأعراض التي تعانيها.
- الفحص البدني.
- التحقق من وجود علامات عدوى، أو مشكلات أخرى قد تؤدي إلى حدوث تلك الحالة.
- قد يجري الطبيب فحصًا بالتصوير المقطعي المحوسب، أو الرنين المغناطيسي، وذلك في حال الاشتباه في وجود ورم، أو كسر.
- اختبارات قياس السمع، وذلك لتحديد نوع ضعف السمع ودرجته، مثل:
- اختبار النغمة النقية: –
يحدد ذلك الاختبار السمعي الشائع أدنى مستوى صوت يمكنك سماعه عند كل نغمة.
- اختبار الانبعاثات الأذنية الصوتية: –
وذلك للتحقق من وظائف الأذن الداخلية.
- قياس طبلة الأذن: –
يتحقق ذلك الاختبار من الآتي: –
- مدى حركة طبلة الأذن.
- حدوث تمزق بها.
- وجود سوائل في الأذن الوسطى.
- تراكم شمع في قناة الأذن.
احجز استشارتك الان في قسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الموسى التخصصي.
أهم نصائح للتعايش مع فقدان السمع
قد يكون التعايش مع ضعف السمع صعب حتى ولو كنت تتلقى علاجًا بالفعل، ولكن هناك بعض الأشياء التي يجب عليك فعلها، وذلك لمساعدتك على التواصل مع الآخرين وتجنب مزيد من الضرر لسمعك، مثل: –
- الانتقال إلى مكان أكثر هدوءًا عند التحدث مع الآخرين.
- واجه الأشخاص أثناء حديثك معهم، وذلك لكي تتمكن من رؤية أفواههم، وتعبيرات وجوههم وإيماءاتهم.
- اطلب من الآخرين التحدث ببطء أكثر، أو تكرار ما يقولونه، أو كتابة ما تريد إذا لزم الأمر.
- ارتداء واقيات للأذن عند التعرض للضوضاء العالية.
- لا تضع أصابعك، أو أعواد القطن في أذنيك، حتى ولو كنت تعتقد أنها مسدودة.
- لا تستمع إلى الموسيقى بصوت عالٍ جدًا.
- إخراج الشمع المتراكم من الأذن، وذلك باستخدام محاقن الأذن والماء الدافئ.
- عدم استخدام أدوات حادة لإزالة الأجسام الغريبة.
طرق الوقاية من فقدان السمع
هناك أنواع من ضعف السمع لا يمكن الوقاية منها، ومع ذلك يوجد عدة خطوات يمكنك اتخاذها لحماية سمعك، مثل: –
- احرص على إجراء فحوصات سمع منتظمة، وخاصةً إذا كنت تعمل بالقرب من ضوضاء عالية، أو تسبح كثيرًا.
- استخدم واقيات السمع أثناء الأنشطة الصاخبة، مثل ركوب الدراجات النارية.
- خفض مستوى الصوت، وذلك عند الاستماع إلى الموسيقى من خلال سماعات الأذن، أو الرأس.
- اطلب المساعدة الطبية في حالة التهابات الأذن، وذلك لأنها قد تسبب تلفًا دائمًا إذا تركت دون علاج.
- عدم وضع أي شيء في أذنك، مثل أعواد القطن، وذلك حتى لا تسبب تمزق طبلة الأذن.
- تجنب التدخين الذي قد يضعف الدورة الدموية، ويؤثر على سمعك.
- ممارسة الرياضة بانتظام؛ للوقاية من المشكلات الصحية التي قد تسبب ضعف السمع.
- عالج أي أمراض مزمنة؛ لمنع مزيد من الضرر، مثل داء السكري، وارتفاع ضغط الدم.
ما هي مضاعفات فقدان السمع
قد يؤثر فقدان السمع سلبًا على جودة حياة الأشخاص وحالتهم النفسية. لذا إذا أصبت بضعف السمع، فقد تواجه صعوبات في فهم الآخرين، ويؤدي ذلك إلى شعورك بالآتي: –
- الغضب.
- الإحباط.
- الانفعال.
- الاكتئاب.
كما يمكن أن يعاني الأطفال المصابون بضعف السمع صعوبات في الدراسة، وبذلك يحصلون على درجات ضعيفة.
طرق علاج فقدان السمع
تختلف العلاجات وفقًا لنوع ضعف السمع الذي تعاني منه، مثل: –
- فقدان السمع التوصيلي: –
- عمليات جراحية، بما في ذلك: –
- رأب طبلة الأذن؛ لإصلاح تمزق الأذن.
- إزالة الأورام.
- ترميم قناة الأذن.
- وضع أنابيب في طبلة الأذن؛ لإزالة السوائل.
- إزالة تراكم شمع الأذن باستخدام القطرات.
- الخضوع لإجراءات لإزالة الأجسام العالقة في الأذن.
- فقدان السمع الحسي العصبي: –
- الأدوية، مثل الكورتيكوستيرويدات، وذلك لتقليل تورم الخلايا الشعرية التي تغطي القوقعة.
- التدخل الجراحي، مثل زراعة القوقعة (جهاز كهربائي صغير يزرع تحت الجلد خلف الأذن، ويستخدم في تحويل الاهتزازات الصوتية إلى إشارات كهربائية يترجمها الدماغ إلى أصوات ذات معنى).
الأسئلة الشائعة حول فقدان السمع
إذا كنت تعاني فقدان السمع، وترغب في علاجه، فمن الممكن أن يدور في ذهنك عديد من الأسئلة، مثل: –
هل يمكن استعادة السمع بعد فقدانه؟
لا يمكن الشفاء من فقدان السمع الدائم، ولكن يجب الاهتمام بعلاجه ومراقبته تحسبًا لأي تغييرات قد تطرأ عليه، لتجنب تفاقمه.
هل زراعة القوقعة تعيد السمع؟
لا تعيد قوقعة الأذن المزروعة سمعك، ولكنها قد تساهم في تحسين قدرتك على فهم الكلام وسماع الأصوات الأخرى.
أيهما أفضل السماعات الطبية أم زراعة القوقعة؟
تساعد كل من السماعات الطبية وزراعة القوقعة الأشخاص الذين يعانون ضعف السمع على التواصل بصورة أفضل. ولكن لا تتطلب السماعات الطبية الجراحة، وتعد مناسبة للأشخاص الذين يعانون ضعف سمع أقل حدة وفهم جيد للكلام.
بينما تتطلب زراعة القوقعة الجراحة، وتعد مناسبة للأشخاص الذين يعانون ضعف سمع أكثر حدة في إحدى الأذنين، أو كلتيهما، وفهم ضعيف للكلام.
في الختام أدركت الآن عزيزي القارئ ما هو فقدان السمع؟ وما هي أعراضه والأسباب التي قد تؤدي إلى حدوثه. كما أدركت ما هي طرق علاجه وكيف يمكن الوقاية منه.
لذا إذا كنت تعاني ضعف السمع وترغب في علاجه، فيجب عليك التوجه إلى مستشفى الموسى التخصصي على الفور؛ ليساعدك أفضل الأطباء على تقييم حالتك وتحديد نوع وسبب تلك الحالة، وذلك لاختيار العلاج الأنسب لك.
المصادر
Hearing loss – medlineplus
Hearing Loss – clevelandclinic
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا