يُعد الحزام الناري من الحالات الطبية التي تثير القلق لدى الكثيرين، نظرًا للألم الشديد الذي يُحدثه. ويتساءل الأشخاص ما إذا كان نتيجة لنقص في الجهاز المناعي، أم أن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا في ظهوره؟
في هذا المقال، سنلقي نظرة عميقة على أسباب حدوث الحزام الناري وعوامل الخطر المرتبطة به، وذلك لفهم أفضل لكيفية التعامل معه وعلاجه بفعالية.
اسباب الحزام الناري
يحدث الحزام الناري عندما يُعاد تنشيط فيروس جدري الماء. بعد أن يُصاب الشخص بجدري الماء، يظل الفيروس خاملًا في الجسم ويمكن أن ينشط مرة أخرى بعد سنوات، مما يؤدي إلى الإصابة بالحزام الناري.
عندما يصبح الفيروس نشطًا، يستطيع عبور ألياف الأعصاب مسبب التهاب في المنطقة، مما يؤدي إلى ظهور الطفح الجلدي والأعراض المرتبطة به على منطقة محددة من الجسم.
لا يزال السبب الدقيق لإعادة تنشيط الفيروس غير مفهوم تمامًا، ولكن يُعتقد أنه قد يكون مرتبطًا بضعف جهاز المناعة أو عوامل أخرى، مثل:
- التقدم في العمر: الحزام الناري أكثر شيوعًا في الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين، نتيجة ضعف جهاز المناعة لدى كبار السن.
- ضعف جهاز المناعة بسبب حالات، مثل الإيدز أو العلاجات المثبطة للمناعة.
- الإجهاد: يمكن لمستويات الإجهاد المرتفعة أن تؤثر على عمل جهاز المناعة.
- بعض الحالات الطبية، مثل: السرطان، وأمراض المناعة الذاتية، وعمليات زراعة الأعضاء أيضاً قد تقلل من عمل جهاز المناعة وتجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة.
بينما يمكن لأي شخص تعرض لجدري الماء سابقاً أن تتطور لديه الإصابة إلا أن هذه العوامل لها دور كبير في زيادة احتمالية تنشيط الفيروس بشكل واضح، ويجب التعامل معها بحرص شديد واتباع السُبل الوقائية.
هل تعرف أن هناك عوامل قد تسبب فى اصابتك مثل الضغط النفسي أو ضعف المناعة للتعرف أكثر على الأعراض يمكنك قراءة أعراض الحزام الناري
عوامل خطر الإصابة بالحزام الناري
لمن يسأل ما هو سبب ظهور الحزام الناري؟ قد لا يكون السبب مباشرًا، بل عوامل أخرى هي التي أدت إلى ظهور المرض، لذلك نتعرف فيما يلي على عوامل خطر الإصابة به، وتشمل:
- التاريخ العائلي:
أثناء عمل تاريخ طبي للمريض يجب السؤال عن تاريخ العائلة، هل تكررت الإصابة بالحزام الناري بين أفراد العائلة؟ فإن كان كذلك تزيد احتمالية إصابة المريض بالفيروس.
- تكرار العدوى الشديدة:
تعرض المريض للعدوى المتكررة خاصةً إذا كانت عدوى شديدة قد يؤثر سلبًا على صحة الجسم ويصبح من عوامل الخطر التي تؤدي إلى تنشيط الفيروس.
- التعرض للإجهاد والضغط:
التعرض المستمر للإجهاد والضغوط النفسية يضعف الجهاز المناعي ويزيد من احتمالية تنشيط فيروس الحزام الناري.
- العلاج الكيماوي:
ما يعرف عن أدوية العلاج الكيماوي التي تستخدم مع مرضى السرطان أنها تثبط وتضعف الجهاز المناعي بشكل كبير، وتؤثر سلبًا على أجهزة الجسم المختلفة، مما يزيد من احتمالية الإصابة بفيروس الحزام الناري.
مضاعفات الحزام الناري
لمن يعتقد أن إهمال علاج الحزام الناري أمرًا عاديًا ولن يحدث مضاعفات فهذا اعتقاد خاطئ تمامًا، لأن مضاعفاته قد تكون خطيرة في بعض الحالات مع إهمال العلاج، وتشمل:
- التهابات العين: بعض الحالات قد يتأثر العصب البصري بالفيروس، مما يؤدي إلى التهاب العين والتعرض لحساسية شديدة مع آلام في العين، ويؤثر فيما بعد على الرؤية.
- الألم العصبي التالي للهربس: وهو من أكثر المضاعفات الشائعة التي تحدث بسببه فقد يستمر الألم لشهور بل لسنوات عديدة في منطقة الإصابة.
- التهاب الأذن: قد يؤثر على الأذن الوسطى في بعض الحالات، فيتأثر العصب السمعي ويسبب بعض الآلام في الأذن مع الالتهاب، بالإضافة إلى التعرض لدوار مستمر.
- ضعف الجهاز المناعي: يصبح الحزام الناري أكثر حدة على الجهاز المناعي فيتعرض المريض بعد الإصابة لضعف شديد مما يجعله عرضة للعديد من العدوى والأمراض.
- مضاعفات في الأعصاب: في بعض الحالات النادرة قد يؤدي الحزام الناري إلى الإصابة بالتهاب الدماغ أو الالتهاب السحائي.
ينصح الأطباء المتخصصين في مستشفى الموسى بسرعة علاجه وعدم إهمال المتابعة مع الطبيب طوال فترة العلاج حتى لا يتعرض المريض لأي مضاعفات محتملة للفيروس.
إرشادات للمصابين بالحزام الناري
بعد الإجابة على سؤال ما هو سبب ظهور الحزام الناري؟ يقدم لكم مستشفى الموسى التخصصي بعض الإرشادات للمصابين حتى تمر فترة التعافي بسلام دون أي مضاعفات، وتشمل الآتي:
- يجب الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم وتجنب النشاط الزائد لتقليل فترة التعافي.
- تعزيز المناعة من خلال التغذية الصحية وتناول الفيتامينات والمعادن الأساسية، مع تجنب التعرض للتوتر.
- تناول الأدوية العلاجية في أوقاتها المحددة التي أوصى بها الطبيب دون تهاون مع متابعة الطبيب باستمرار.
- العناية الجيدة بالجلد مثل تنظيف منطقة الطفح الجلدي واستخدام المرطبات مع تجنب حك المنطقة المصابة.
- عمل كمادات باردة على منطقة الإصابة لتقليل التورم، مع تجنب حكها بشكل مفرط حتى لا يزداد الالتهاب.
- تناول المسكنات للسيطرة على الألم الناتج عن الطفح الجلدي، ويجب استشارة الطبيب عن أنسب المسكنات.
- تجنب التعرض المباشر للشمس، فقد يؤدي إلى التهاب واحمرار الجلد المصاب مما يؤخر عملية الشفاء.
علاج الحزام الناري في المنزل
تشمل إدارة الحزام الناري في المنزل ممارسة سُبل العناية الذاتية واتباع بعض الإرشادات، التي من أهمها:
- الحفاظ على نظافة الجلد وجفاف المنطقة المتأثرة بالطفح الجلدي.
- ارتداء ملابس فضفاضة لعدم خدش القرح أو احتكاكها بالملابس.
- استخدام قطع قماش باردة مبللة أو كريم الكالامين لتهدئة البشرة.
من المهم أيضًا الحفاظ على الصحة العامة، والحصول على قسط كاف من الراحة، وتناول نظام غذائي متوازن لدعم جهاز المناعة.
طرق الوقاية من الحزام الناري
الحزام الناري يصنف عدوى فيروسية ينتج عنها الطفح الجلدي المؤلم، ويصاب به كبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة، وينصح بالوقاية منه لأنه يتسبب في مضاعفات خطيرة في حال عدم تلقي العلاج المناسب له، وفيما يلي طرق الوقاية منه:
1- تجنب الإصابة بفيروس العربي النطاقين
الإصابة بالحزام الناري تكثر في حالات إصابة الأطفال بفيروس الهربس النطاقي في سن مبكر، ويكون عبارة عن جدري مائي، وبعد الشفاء يبقى الفيروس سنوات وينشط مرة ثانية، وهنا يظهر الحزام الناري، وينصح الأشخاص الذين لم يسبق إصابتهم بجدري الماء أو أخذ لقاحه الإبتعاد عن مصابي الحزام الناري النشط، وعلى المصاب تغطية الطفح الجلدي والإمتناع عن لمس أو خدش الطفح مع أهمية غسل اليدين.
2- تجنب التعرض للضغوط والتوتر
البعد عن الضغط النفسي هو طريقة مهمة للوقاية من الاصابة، ويكون ذلك من خلال ممارسة تمارين التأمل واليوغا والهوايات المريحة، ويعمل ذلك على تعزيز وظيفة المناعة والصحة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة، مع أهمية إتباع العادات والأنماط الصحية.
3- الحصول على لقاح الهربس النطاقي
يأتي تناول لقاح الهربس النطاقي من أهم طرق الوقاية من الإصابة، وهناك لقاح النطاقي الحي ولقاح النطاقي المؤتلف المساعد، وينبغي أخذ جرعتين لقاح نطاقي مؤتلف للأشخاص البالغين عمر 50 عامًا وأكثر، ويوصى بالحصول على هذا النوع من اللقاح للبالغين عمر 19 عام وما فوق ولديهم ضعف في جهاز المناعة بسبب إصابتهم بأمراض أو أنهم يتناولون أدوية معينة.
الأسئلة الشائعة
من أين يخرج الحزام الناري؟
يظل الفيروس كامنًا في العقد العصبية ثم ينشط مجددًا ويخرج من الأعصاب القريبة من سطح الجلد فيظهر مثل الشريط أو الحزام على أحد جانبي الجسم إما في منطقة الظهر، أو الصدر، أو الوجه.
ما الأكل الممنوع لمرض الحزام الناري؟
هناك بعض الأكل الممنوع للمرضى مثل الأطعمة التي تحتوي على السكريات، والوجبات السريعة والمقليات بشكل عام، أيضًا الحمضيات مثل الطماطم فهي تساعد على تهيج الجلد.
هل يستطيع مريض الحزام النارى الاستحمام؟
نعم، يمكن للمريض أن يستحم ولكن يجب استخدام الماء الفاتر وتجنب فرك مناطق الطفح الجلدي أثناء الاستحمام، كما يجب تجفيف الجلد بلطف بعد الاستحمام لتجنب العدوى.
هل الحزام الناري ينتقل عن طريق الملابس؟
لا ينتقل عن طريق الملابس ولكن ينتقل في حالة لمس البثور الناتجة عن الطفح الجلدي بشكل مباشر، ولكن يجب عدم استخدام الملابس الخاصة بالمريض فقد تحتوي على السوائل التي تخرج من البثور فتنتشر العدوى.
في الختام نذكركم بأن فهم أسباب ظهور الحزام الناري و أعراضه المبكرة يمثل خطوة أساسية في التعامل مع هذه الحالة بفاعلية وتقديم الرعاية اللازمة. على الرغم من أنه قد يكون مؤلمًا ومقلقاً إلا أن هناك خيارات علاجية وتدابير وقائية يمكن اتخاذها لتخفيف الأعراض وتقليل انتشار العدوى.
لا تترددوا في متابعة موقعنا لمزيد من المعلومات والمقالات الطبية القيمة التي تساعدكم على فهم أفضل للأمراض وكيفية الحفاظ على صحتكم وصحة من تحبون.
المصادر والمراجع
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعد قد يعجبك
أيضا
أيضا
كن على اطلاع بأخر الاخبار لدينا
