هل يشعر طفلك بالعطش بشكل متكرر؟ وهل تلاحظ أنه يتبول أيضًا بمعدل أكثر من المعتاد وقد يبلل فراشه؟ أول ما قد يتبادر إلى ذهنك أن هذه من أعراض السكري عند الأطفال، وهي بالفعل ولكنها قد تكون أيضًا علامات لحالات أخرى؛ لذا فإن معرفتك بمرض السكري وأعراضه هي أهم خطوة للتشخيص المبكر، وبالتالي العلاج الفعال والسيطرة على المرض، ما يدفعنا لنوضح لك مزيدًا من المعلومات حول السكري عند الأطفال وأهم أعراضه.
ما هي أعراض السكري عند الأطفال؟
في البداية، وقبل أن نخبركم عن أعراض السكري عند الأطفال، لنوضح نبذة بسيطة عنه، وهو حالة مزمنة أي طويلة الأمد يرتفع فيها مستوى الجلوكوز (السكر) في الدم عن معدله الطبيعي.
في حالة الجسم الطبيعية، يسمح هرمون الأنسولين للجلوكوز بالانتقال إلى الخلايا حيث يُستخدم للحصول على الطاقة. يُنتج الأنسولين بواسطة البنكرياس، ويحدث مرض السكري عندما لا تُنتج كميات كافية من الأنسولين، أو عندما لا يتمكن الجسم من استخدامه.
هناك نوعان رئيسيان من السكري، وهما:
- السكري من النوع الأول: وهو النوع الأكثر شيوعًا عند الأطفال، ويحدث بسبب عدم إنتاج الجسم لكمية كافية من الإنسولين، ما يسبب ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم. لذا يُعالج هذا النوع بتعويض الإنسولين في الجسم. يعتقد الباحثون أن مرض السكري من النوع الأول هو أحد أمراض المناعة الذاتية، إذ يدمر الجهاز المناعي الخلايا الموجودة في البنكرياس التي تنتج الأنسولين.
- السكري من النوع الثاني: نادرًا ما يصيب هذا النوع الأطفال، ويحدث بسبب مقاومة الأنسولين، أي أنه يفرز بشكل طبيعي لكن لا يتمكن الجسم من استخدامه. يُعالج هذا النوع بالأدوية الفموية واتباع نظام غذائي مناسب.
والآن وبعد أن وضحنا أنواع السكري، إليك بعض العلامات التي قد تشير إلى إصابة طفلك به:
- العطش الشديد.
- الجوع المستمر.
- فقدان الوزن المفاجئ دون سبب واضح.
- التبول المتكرر، وقد يبلل الطفل فراشه على غير العادة.
- عدم وضوح الرؤية أو زغللة.
- قيء وغثيان.
- الخمول والشعور بالتعب والضعف طوال الوقت.
- التعرض المتكرر للعدوى (خاصةً فطريات الفم).
- رائحة كريهة بالفم.
- سرعة الانفعال أو تقلب المزاج.
إذا كان مستوى الجلوكوز في الدم لدى طفلك مرتفعًا جدًا، فقد يُصاب بحالة خطيرة تُسمى الحماض الكيتوني السكري (DKA)، والتي تشمل أعراضها:
- التنفس السريع.
- انخفاض ضغط الدم.
- تسارع ضربات القلب.
- جفاف الجلد.
- رائحة فم تشبه الفواكه أو الأسيتون (مزيل طلاء الأظافر).
- آلام في المعدة.
- القيء.
- ارتباك.
- نعاس مستمر.
- فقدان الوعي.
الحماض الكيتوني السكري (DKA) هو حالة خطيرة تحتاج إلى عناية طبية فورية؛ لذا إذا ظهرت على الطفل أي من الأعراض السابقة فيجب الذهاب به إلى الطوارئ فورًا.
أقرأ أيضا : هل يمكن اكتشاف مرض السكر بدون تحليل؟
هل ألم البطن من أعراض السكر عند الأطفال؟
نعم، ألم البطن والقيء من الأعراض الهضمية لمرض السكري عند الأطفال، وغالبًا ما تظهر هذه الأعراض عندما يرتفع مستوى السكر في الدم بشكلٍ كبير، ويصل إلى مرحلة الحماض الكيتوني السكري، والذي عادةً ما يحدث في حالة عدم تشخيص المرض مبكرًا.
قد يصاحب ألم البطن لدى الأطفال الذين يعانون من السكري قيء، وانتفاخ، وغثيان وإسهال أيضًا.
يمكنك قراءة مقال: ما هو نسبة السكر الطبيعي فى الدم؟
ما هي أعراض السكري عند الأطفال الرضع؟
السكري عند الأطفال حديثي الولادة أو الرضع أو كما يُعرف بـ Neonatal diabetes هو حالة نادرة، وعادةً ما يحدث خلال الستة أشهر الأولى بعد الولادة.
يختلف مرض السكري عند الرضع عن النوع الأول منه، إذ يعد النوع الأول أكثر شيوعًا لدى الأطفال، ويحدث لمن هم أكبر من 6 أشهر.
يعاني نصف الأطفال الرضع الذين شُخصوا بمرض السكري من حالة تستمر مدى الحياة، وهذا ما يُسمى داء السكري الوليدي الدائم، ويحدث ذلك لطفل واحد من كل 260.000 طفل على مستوى العالم.
أما بالنسبة للنصف الآخر، فإن الحالة تختفي خلال ثلاثة أشهر بعد الولادة، ولكن من الممكن أن تتكرر لاحقًا، وهذا ما يُسمى بـ داء السكري الوليدي العابر أو المؤقت.
عندما ترتفع مستويات الجلوكوز في الدم بشكل كبير، يخرج بعض الجلوكوز من الجسم عن طريق البول، وهذا ما يسبب أعراض السكري عند الأطفال الرضع والتي منها:
- زيادة عدد الحفاضات المبللة.
- زيادة الشهية.
- جفاف الجلد.
- فقدان الوزن حتى مع الرضاعة المنتظمة.
- القيء الذي قد يستمر ثلاثة أو أربعة أيام دون سبب واضح.
تعرف على: أعراض ارتفاع السكر
متى تظهر أعراض السكري عند الأطفال؟
في معظم الحالات تظهر أعراض السكري عند الأطفال بعد سن الخامسة، لكن البعض لا تظهر لديهم أي أعراض حتى يصلوا إلى أواخر الثلاثينيات من عمرهم. من المهم أن يلاحظ الأباء أطفالهم ولا يهملون أي عرض، والإسراع باستشارة الطبيب لمعرفة السبب وراء أي تغيرات تطرأ على الطفل، يساعد ذلك على تجنب أي مضاعفات مستقبلية قد تحدث نتيجة تأخر التشخيص.
أقرأ: تأخر النطق عند الأطفال
هل يختفي السكر عند الأطفال؟
قد يختفي السكر الوليدي (الذي يحدث لحديثي الولادة دون ستة أشهر) كما ذكرنا سابقًا، وفي هذه الحالة يكون السكر الوليدي عابرًا أو مؤقتًا، ويختفي خلال السنة الأولى وفي الأغلب في أثناء الثلاثة أشهر الأولى بعد الولادة، وقد يعود لاحقًا في المستقبل.
أما السكري من النوع الأول، فإنه للأسف حالة طويلة الأمد، لا علاج نهائي لها، وإنما يهدف العلاج إلى الحفاظ على مستويات السكر ضمن النطاق الطبيعي، ومنع أي مضاعفات أو مخاطر صحية قد تحدث نتيجة ارتفاعه.
يمكنك الاطلاع على: جدول الأكل الصحى لمرضى السكر
كيف يتم فحص السكري عند الأطفال؟
إذا ظهرت على طفلك علامات وأعراض قد تشير إلى مرض السكري من النوع الأول، فهناك عدد من الاختبارات التي تستخدم لتأكيد التشخيص ومنها:
اختبار السكر العشوائي
وهو الاختبار الأولي الذي يلجأ إليه الأطباء لتشخيص السكر، ويتضمن أخذ عينة دم في وقت عشوائي. إذا وُجد أن مستوى السكر في الدم لدى الطفل أعلى 200 مجم/ديسيلتر، فهذا يشير إلى الإصابة بمرض السكري.
اختبار السكر الصائم
وفيه يأخذ الطبيب عينة بعد صيام طفلك طوال الليل. إذا وُجد أن مستوى السكر في الدم أعلى من 126 مجم/ ديسيلتر، فهذا يشير إلى مرض السكري من النوع الأول.
اختبار السكر بعد الأكل بساعتين
يُعرف أيضًا بـ تحليل السكر الفاطر، وفيه تُؤخذ عينة الدم بعد ساعتين من تناول الوجبة، لتقييم تأثير الطعام في نسبة السكر في الدم، وما إذا كان الطفل يحتاج لتغيير جرعة الإنسولين إذا كان شُخص من قبل بالفعل بالسكري. إذا كان مستوى الجلوكوز في الدم بعد تناول الوجبة بساعتين أكثر 160 مجم/ ديسيلتر فهذا قد يكون دلالة على إصابة الطفل بالسكري.
اختبار السكر التراكمي
يهدف هذا الاختبار لقياس متوسط مستوى السكر في الدم لدى طفلك خلال الأشهر الثلاثة السابقة. إذا وجد أن مستوى السكر التراكمي أعلى من 6.5 في المائة في اختبارين مختلفين، فهذا مؤشر على الإصابة بمرض السكري.
هناك اختبارات إضافية يمكن استخدامها لتحديد ما إذا كان طفلك يعاني من مرض السكري من النوع الأول أو الثاني، ومنها:
اختبار السكر في البول
للكشف عن وجود الكيتونات التي تشير إلى مرض السكري من النوع الأول.
أقرأ أيضا: كيف تكون بداية القدم السكرى
قد تتشابه أعراض السكري عند الأطفال خاصةً في البداية مع أعراض مشكلات هضمية أو مع بدايات البرد؛ لذا قد يصعب على الأبوين معرفة أن الطفل قد يعاني من السكري، ما يستدعي زيارة الطبيب بمجرد ملاحظة أعراض غير تقليدية عليه، وعدم إهمالها لكونها بسيطة، فقد تكون مؤشرًا لحالة تستدعي الرعاية الفورية مثل السكري.
أيضا