تعاني 70% من النساء الحوامل تقريبًا من غثيان الحمل خاصةً في الشهور الأولى، وقد يتراوح حدته من خفيف إلى شديد ومنهك يهدد صحة الأم وجنينها، ويمكن أن يمتد تأثيره إلى الانزعاج العاطفي والنفسي وليس الجسدي فقط، لذا نقدم لكم من خلال المقال التالي بعض النصائح للحد منه، ومتى يمكن الشعور به؟ ومتى تنتهي ذروته؟ وهل له علاقة بجنس الجنين؟ تابعوا القراءة لتتعرفوا بالتفصيل إلى هذه المعلومات المهمة.
ما هو غثيان الحمل؟
غثيان الحمل هو شعور بعدم الراحة في المعدة أو انقباض أو رغبة في التقيؤ خلال الأشهر الأولى من الحمل نتيجة لارتفاع هرمونات الأنوثة (الإستروجين والبروجسترون) في الدم.
يعرف أيضًا بغثيان الصباح، لأنه عادة ما يحدث في الصباح الباكر بعد الاستيقاظ من النوم، لكن يمكن الشعور به في أي وقتٍ من اليوم أيضًا.
في حالات نادرة، قد يستمر غثيان الحمل طوال التسعة أشهر.
أسباب الغثيان والعوامل التى تزيد من حدوثه
الغثيان هو شعور بالمرض أو الرغبة في التقيؤ، ويمكن أن يكون للغثيان العديد من الأسباب تتراوح بين البسيطة والخطيرة التي تستدعي التدخل الطبي الفوري، وأسباب الغثيان تتمثل في التالي:
- دوار الحركة والذي يحدث نتيجة الاضطراب في الأذن الداخلية بسبب حركة الجسم.
- الاضطرابات في الجهاز الهضمي مثل التهاب المعدة والأمعاء والتسمم الغذائي وارتجاع المريء.
- الحمل، حيث أن الغثيان الصباحي شائع في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل.
- بعض الأدوية التي يمكن أن تتسبب في الغثيان كأثر جانبي.
- القلق والتوتر والإجهاد النفسي.
- الإصابة بالصداع النصفي.
وهناك عدد من الأسباب الأقل شيوعًا، منها وجود مشاكل في الأذن الداخلية مثل التهاب الأذن الداخلية، ومشاكل في الدماغ مثل أورام الدماغ أو إصابات الرأس، والمشكلات في القلب مثل النوبة القلبية، أو في الكلى أو الكبد مثل الفشل الكلوي أو التهاب الكبد، كذلك فإن الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان المعدة أو سرطان الدماغ يمكن أن تتسبب في الغثيان.
هل من الطبيعى عدم الشعور بالغثيان اثناء الحمل
نعم فمن الطبيعي عدم الشعور بالغثيان أثناء الحمل، فإن الغثيان الصباحي بالرغم من انتشاره لا يعني أنه ضروري أن تصاب المرأة الحامل بالغثيان، وهذا لا يشير إلى وجود مشكلة بالحمل، وتختلف أسباب عدم الشعور بالغثيان أثناء الحمل، وهي تتضح فيما يلي:
- تختلف استجابة النساء للتغيرات الهرمونية المصاحبة للحمل بصورة كبيرة، وبعض النساء قد تكون أكثر حساسية لتلك التغيرات عن غيرهن، وهو ما يجعلهن أكثر عرضة للغثيان.
- من الممكن أن تكون مستويات الهرمونات التي تسبب الغثيان أقل لدى بعض النساء عن غيرها، وهو ما يفسر عدم الشعور بالغثيان.
- أيضًا قد تلعب العوامل الوراثية دورا مهمًا في مدى تعرض المرأة للغثيان أثناء الحمل.
- من الممكن أن يؤثر نمط الحياة الصحي مثل اتباع النظام الغذائي المتوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام على تقليل احتمال الشعور بالغثيان.
وتجدر الإشارة إلى أنه لا داعي للقلق في حالة عدم الشعور بالغثيان أثناء الحمل، وهذا لا يعني أن الحمل غير سليم أو أنه به مشكلة، فطالما كانت المرأة تتلقى الرعاية الصحية المناسبة وتقوم بإجراء فحوصات الحمل بانتظام، فلا يوجد ما يدعو للقلق.
كما يمكنك قراءة مقال للتعرف على أعراض الحمل في الأسبوع الأول
متى يبدأ غثيان الحمل؟
يبدأ غثيان الصباح أو الحمل من الأسبوع السادس أو بداية الشهر الثاني، ولكن قد تشعر به بعض النساء قبل هذه الفترة.
أقرأ أيضا:
ما هي الأشهر التي يصل فيها غثيان الحمل إلى الذروة؟
يكون غثيان الحمل في ذروته ما بين الأسبوع الثامن والعاشر تقريبًا، وعادةً ما تشعر به السيدة فور الاستيقاظ من النوم.
متى ينتهي غثيان الحمل؟
ينتهي غثيان الصباح غالبًا في الأسبوع الثالث عشر من الحمل مع نهاية الأشهر الثلاثة الأولى، ولكنه قد يستمر حتى منتصف الشهر الرابع، وفي بعض الحالات النادرة، يمتد حتى وقت الولادة.
تعرف على: اعراض الحمل قبل الدورة باسبوع
هل يمكن أن تشعر المرأة بغثيان الحمل بدون استفراغ أو قيء؟
نعم، يمكن أن يحدث غثيان الحمل دون الرغبة بالقيء أو الاستفراغ طوال الأشهر الثلاثة الأولى.
كيف أتخلص من غثيان الحمل؟
تساعد بعض الإجراءات على تقليل الشعور بالغثيان، وتشمل الآتي:
- تناول قطعتان من البسكويت أو الخبز المحمص فور الاستيقاظ من النوم لتهدئة المعدة، لذا ينصح بوضعهم بجوار السرير.
- تناول عدة وجبات صغيرة خلال اليوم بدلًا من تناول ثلاث وجبات كبيرة.
- الابتعاد عن تناول الأطعمة الحارة أو الدهنية، لأن تتسبب في تهيج المعدة.
- محاولة شرب الكثير من السوائل سواءً الماء أو المشروبات المهدئة للمعدة، كاليانسون.
- تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل: الشاي والقهوة ومشروبات الطاقة.
- حمل وجبات خفيفة، كالفاكهة والبسكويت عند الخروج من المنزل، لتناولها عند الشعور بالغثيان في أي وقت.
- تناول الفيتامينات مع الوجبة أو بعدها، لأنها قد تزيد من شعور الغثيان إذا أُخذت على معدة فارغة.
- الابتعاد عن الروائح أو الأكلات التي قد تزيد من شعور الغثيان، كالعطور والصابون وقلي البصل أو تحضير صلصة الطماطم المنزلية.
- الحرص على أخذ قسطٍ كافٍ من الراحة والنوم خلال اليوم.
- تجنب الاستلقاء مباشرةً بعد تناول الطعام.
- الحفاظ على تهوية الغرف جيدًا، لأن الهواء النقي يقلل من شعور الغثيان.
- أخذ نفس عميق عند الشعور بالغثيان وإخراجه ببطء، وتكرار ذلك عدة مرات متتالية لتهدئته.
علاج الغثيان اثناء الحمل
غثيان الحمل هو عرض شائع جدًا وهو يصيب نسبة كبيرة من النساء الحوامل، بالأخص في الثلث الأول من الحمل، وهناك عدد من الطرق الفعالة التي يمكنها أن تساعد في التخفيف من الغثيان أثناء الحمل، منها ما يلي:
- تغيير نمط الأكل، حيث يمكن للمرأة الحمل تناول وجبات صغيرة ومتكررة على مدار اليوم بدلًا من أن تتناول 3 وجبات كبيرة، وهو ما يساعد على منع امتلاء المعدة وتخفيف الشعور بالغثيان، كما أن تناول الأطعمة الخفيفة والجافة مثل الخبز المحمص أو البسكويت المملح بالصباح قبل النهوض من السرير يساعد على علاج المشكة نوعًا ما.
- تناول بعض الأطعمة والمشروبات التي تساعد في تهدئة المعدة مثل الزنجبيل والنعناع والليمون، ومن المهم تجنب الأطعمة الدهنية والحارة والحمضية، حيث أنها تزيد من الغثيان.
- يجب الحفاظ على رطوبة الجسم من خلال تناول كميات كافية من الماء والسوائل الأخرى على مدار اليوم، مع محاولة تجنب شرب كميات كبيرة من السوائل بوقت واحد، وتناولها على دفعات صغيرة.
- أيضًا يجب الحصول على القسط الكاف من الراحة والاسترخاء، فإن الإرهاق يمكن أن يزيد من الغثيان، ومن المهم تجنب المواقف المجهدة مع المحافظة على الهدوء قدر المستطاع.
- أيضًا يمكن استخدام العلاج بالوخز بالإبر والذي يساعد بدوره في تخفيف الغثيان، وقبل استخدامه يجب استشارة الطبيب المعالج.
ما هي الأطعمة التي تساعد على تخفيف الغثيان؟
هناك عدة أطعمة تساعد على الحد من شعور الغثيان عند الحامل، كما أنها تفيد الجنين، لأنها غنية بالبروتين والفيتامينات والمعادن، مثل:
- الزبادي واللبن الرائب.
- عصير التفاح.
- الفاكهة والخضروات، مثل: الموز والبطيخ والبطاطس والبطاطا الحلوة والتفاح.
- الأطعمة الخفيفة، كالبسكويت والخبز المحمص.
قد يصف طبيب النسا والتوليد بعض الأدوية المضادة للقيء والغثيان، إذا كانت الحالة شديدة ويصاحبها فقدان للشهية، وذلك حتى تستطيع الحامل تناول الطعام بأمان.
يمكنك قراءة مقال:
هل يؤثر غثيان الحمل على الجنين؟
نعم، قد يؤثر الغثيان والقيء الشديدين على صحة الحامل وجنينها، لأنها قد لا تتمكن من تناول الطعام أو شرب الماء بكميات كافية، وفي هذه الحالة قد تصاب بالجفاف، لذا يجب إعطاؤها المحاليل أو السوائل ومضادات القيء عن طريق الوريد لعلاج ذلك ومساعدتها على تخطي هذه المرحلة.
هل توجد علاقة بين غثيان الحمل وجنس الجنين؟
لا توجد علاقة بين غثيان الحمل وجنس الجنين، ولكن هناك دراسة واحدة طبية أجريت عام 2020م وجدت أن النساء الحوامل بفتيات أكثر عرضة للإصابة بالغثيان والقيء مقارنةً بالنساء الحوامل بذكور.
في النهاية، يزعج غثيان الحمل الكثير من النساء الحوامل خاصةً إذا كان معه قيء، لأنه قد يسبب لهن الجفاف وفقدان الوزن، وربما يؤثر في صحة الجنين في مرحلة ما إذا أُهمل، لذا يجب اتباع النصائح السابقة للحد من ذلك الشعور المزعج، وإبلاغ الطبيب بالتطورات خاصةً إذا لم تتمكن السيدات من تناول أي طعام أو شراب حتى يستطيع التدخل فورًا لعلاج ذلك.
متى يجب رؤية الطبيب أثناء الغثيان؟
من المهم زيارة الطبيب أثناء الغثيان في عدد من الحالات، وهي تتمثل في النقاط التالية:
- عندما يكون الغثيان شديدًا أو مستمرًا لأكثر من بضعة أيام، ويشير هذا إلى وجود مشكلة صحية خطيرة.
- في حالة كان الغثيان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل القيئ المستمر أو الألم في البطن أو الحمي أو الإسهال أو الصعوبة في التنفس.
- عندما يكون هناك دم في القيء أو البراز، فيمكن أن يكون هذا إشارة إلى وجود نزيف داخلي وبالتالي فهو يحتاج إلى عناية طبية فورية.
- إذا كان الفرد يعاني من أعراض الجفاف مثل جفاف الفم أو قلة التبول أو الدوخة، ففي تلك الحالة يحتاج إلى علاج الجفاف بالمستشفى.
- في حالة الحمل، وإذا كانت المرأة تعاني من الغثيان الشديد أو المستمر، فهي تحتاج إلى علاج خاص.
كذلك من المهم استشارة الطبيب المختص إذا كان الفرد يعاني من أي حالات طبية أخرى مثل أمراض القلب، مشاكل في الجهاز العصبي، ومشاكل في الجهاز الهضمي.
الأسئلة الشائعة
كيف أعرف أن هذا غثيان الحمل؟
يمكن التعرف على أن الغثيان هو غثيان حمل من خلال عدد من العوامل، تبدأ بغثيان الحمل بالأسابيع القليلة الأولى من الحمل، وقد يكون مصحوبًا بقيء أو بدونه، ويزداد الغثيان في العادة في الصباح، إلا أنه يحدث في أي وقت من اليوم، وقد يشعر الفرد أيضًا بتغيرات في حاسة الشم أو التذوق، كذلك قد تعاني المرأة من نفور من بعض الروائح أو الأطعمة، وبالإضافة إلى ذلك قد يكون هناك أعراض أخرى للحمل مثل تأخر الدورة الشهرية وتورم في الثديين والتعب، ومن الأفضل إجراء اختبار الحمل المنزلي أو زيارة الطبيب للتأكد من الحمل.
في أي أسبوع يبدأ الغثيان عند الحامل؟
يبدأ غثيان الحمل في العادة بدايةً من الأسبوع السادس من الحمل، أي بعد مرور أسبوعين من غياب الدورة الشهرية، ولكن قد تبدأ بعض النساء في الشعور بالغثيان في وقت مبكر من الأسبوع الرابع، وقد يستمر الغثيان طوال فترة الحمل لدى بعض النساء إلا أنه في العادة يختفي مع حلول الثلث الثاني من الحمل، وتختلف شدة الغثيان من امرأة إلى امرأة أخرى، وقد يكون خفيفًا لدى البعض وقد يكون شديدًا لدى البعض الآخر.
كيف أفرق بين غثيان الحمل والغثيان العادي؟
الفرق بين غثيان الحمل والغثيان العادي يكمن في عدد من الجوانب منها التوقيت فإن غثيان الحمل يبدأ بالأسابيع القلية الأولى من الحمل وقد يكون مصحوبًا بأعراض أخرى مثل تأخر الدورة الشهرية وتورم الثديين، أما الغثيان العادي فيمكن أن يحدث بأي وقت نتيجة أسباب مختلفة مثل الاضطرابات في الجهاز الهضمي أو العدوى، كذلك فإن غثيان الحمل يصاحبه تغيرات في حاسة الشم أو التذوق، ولكن الغثيان العادي من الممكن أن يصاحبه ألم في البطن أو إسهال أو حمى، أيضًا فإن غثيان الحمل قد يكون أكثر تكرارًا وشدة في ساعات الصباح، ويحدث في أي وقت من اليوم، والغثيان العادي يمكن أن يكون أقل تكرارًا ويرتبط بسبب معين مثل تناول طعام ملوث.
هل الغثيان دليل على صحة الجنين؟
لا يمكن اعتبار الغثيان دليلًا قاطعًا على صحة الجنين، فبالرغم من أنه شائع الحدوث أثناء الحمل، إلا أن البعض يعتقد أن الغثيان يرتبط بارتفاع هرمون الحمل والذي يلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على الحمل، ولكن ليس هناك إثبات علمي يؤكد هذه العلاقة، والعديد من النساء الحوامل يكون حملهم صحي بدون شعور بالغثيان، في حين هناك أخريات تعاني من الغثيان الشديد مع الحمل السليم.
المصادر والمراجع
American College of Obstetricians and Gynecologists
American Pregnancy Association
قد يعجبك
أيضا
أيضا
كن على اطلاع بأخر الاخبار لدينا
