

اضطراب الانتباه وفرط الحركة يعد من أكثر الاضطرابات شيوعًا بين الأطفال، وقد يستمر حتى مرحلة البلوغ، ويؤثر بشكل واضح على التركيز والسلوك والتفاعل مع المحيطين به، ولهذا الاضطراب أسباب متعددة تتداخل فيها العوامل الوراثية والبيئية والبيولوجية مما يجعله بحاجة إلى تشخيص دقيق وعلاج متكامل يشمل عدة جوانب مثل العلاج السلوكي والدوائي والدعم الأسري والتعليمي، وبالرغم من أن الشفاء التام قد لا يكون ممكن في كل الحالات إلا أن الأعراض يمكن السيطرة عليها بشكل كبير في حالة الاعتماد على أطباء مركز الرفاه التابع لمستشفى الموسى الصحية واتباع خطة علاج مناسبة مما يسمح للمصاب بالاندماج الطبيعي في الحياة اليومية والتعلم والعمل.
ما هو نقص الانتباه وفرط الحركة
نقص الانتباه وفرط الحركة هو اضطراب يؤثر على طريقة التركيز والسلوك عند الشخص، فيجد صعوبة في الثبات على مهمة واحدة أو التركيز لفترة طويلة كما أنه قد يتحرك كثيرًا أو يتحدث بشكل مفرط أو يتصرف بطريقة اندفاعية دون تفكير في العواقب.
تعرف على قلق الانفصال أسبابه وأعراضه وطرق العلاج الفعّالة للأطفال والبالغين
أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة
تختلف أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة من شخص لآخر، لكنها تنقسم إلى ثلاث فئات رئيسية هي كما يلي:
1- أعراض نقص الانتباه (ضعف التركيز)
- صعوبة التركيز لفترات طويلة في المهام أو الأنشطة
- التشتت بسهولة بسبب الأصوات أو المؤثرات الخارجية
- نسيان الأشياء اليومية مثل الواجبات المدرسية أو الأدوات الشخصية
- صعوبة اتباع التعليمات أو إنهاء المهام حتى لو كانت بسيطة
- فقدان الأشياء باستمرار مثل الأقلام والمفاتيح والألعاب
- تجنب المهام التي تتطلب جهد عقلي مستمر مثل الدراسة أو العمل
2- أعراض فرط الحركة
- التحرك المستمر وعدم القدرة على الجلوس بهدوء
- التململ وكثرة تحريك اليدين والقدمين عند الجلوس
- الركض أو القفز في مواقف غير مناسبة
- التحدث بسرعة وبشكل مفرط
- صعوبة اللعب أو ممارسة الأنشطة بهدوء
- الشعور بطاقة زائدة طوال الوقت
3- أعراض الاندفاعية
- التحدث قبل التفكير أو قبل انتهاء الآخرين من كلامهم
- صعوبة انتظار الدور في الطوابير أو أثناء اللعب
- اتخاذ قرارات متهورة دون التفكير في العواقب
- مقاطعة الآخرين في المحادثات أو الألعاب
- الشعور بعدم القدرة على التحكم في الانفعالات
أسباب نقص الانتباه وفرط الحركة
أسباب اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة لا تعود إلى عامل واحد محدد بل هي نتيجة لتفاعل عدة عوامل وراثية وبيئية وعصبية تؤثر مجتمعة على نمو الدماغ وطريقة عمله، وفيما يلي نذكر أهم هذه الأسباب بشكل مفصل:
1- العوامل الوراثية
هو أول هذه العوامل فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابون بهذا الاضطراب يكونون أكثر عرضة للإصابة به، مما يشير إلى أن للجينات دور مهم في انتقال هذا الاضطراب عبر العائلات.
2- العوامل البيئية
تشمل تعرض الطفل لبعض المواد السامة مثل الرصاص خاصة في سن مبكرة، كما أن تدخين الأم أثناء الحمل أو تناولها للكحول أو المواد المخدرة قد يؤثر بشكل سلبي على تطور الجهاز العصبي للجنين ويزيد من احتمال إصابته بالاضطراب.
3- الولادة المبكرة
كذلك ترتبط بعض الحالات مثل الولادة المبكرة أو انخفاض وزن الطفل عند الولادة بزيادة احتمال الإصابة بنقص الانتباه وفرط الحركة بسبب تأثيرها على النمو الطبيعي للدماغ.
4- اضطراب توازن في الدماغ
إضافة إلى ذلك كشفت الأبحاث أن هناك اختلافات واضحة في بنية الدماغ ووظائفه لدى المصابين بهذا الاضطراب خاصة في المناطق المسؤولة عن التركيز والانتباه والتحكم بالسلوك، ويعتقد أن اضطراب التوازن في بعض المواد الكيميائية في الدماغ مثل الدوبامين يلعب دور مباشر في ظهور الأعراض.
5- الضغوط النفسية
كما تشير بعض النظريات إلى أن الضغوط النفسية التي قد يتعرض لها الطفل في السنوات الأولى من حياته مثل الإهمال أو التوتر الزائد قد تساهم في تفاقم الأعراض لكنها ليست سبب رئيسي مثبت علميًا.
لذلك يمكن القول إن اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة هو نتيجة لتداخل عوامل متعددة تؤثر على تطور الدماغ وسلوك الفرد منذ مراحل مبكرة من حياته.
احجز استشارتك الان في مركز رفاه بمستشفى الموسى التخصصي.
انواع نقص الانتباه وفرط الحركة
يتم تصنيف اضطراب فرط الحركة إلى ثلاثة أنواع رئيسية بناءًا على الأعراض السائدة لدى الشخص، وتتمثل بشكل عام في الآتي:
1- النوع الغالب فيه تشتت الانتباه (ADHD – Inattentive Type)
يعاني الشخص من ضعف التركيز والانتباه أكثر من فرط الحركة، وهو أكثر شيوعا بين الفتيات مقارنة بالفتيان، وتشمل الأعراض ما يلي:
- صعوبة التركيز لفترات طويلة
- النسيان المتكرر وفقدان الأشياء بسهولة
- صعوبة إتمام المهام أو اتباع التعليمات
- التشتت بسهولة بسبب أي مؤثر خارجي
- تجنب المهام التي تتطلب جهد ذهني مستمر
2- النوع الغالب فيه فرط الحركة والاندفاعية (ADHD – Hyperactive/Impulsive Type)
يتميز المصابون به بالحركة الزائدة والاندفاع في التصرفات، وهو أكثر شيوعا بين الأطفال الذكور، وتشمل الأعراض ما يلي:
- كثرة الحركة وعدم القدرة على الجلوس بهدوء
- التحدث بسرعة وبشكل مفرط
- مقاطعة الآخرين أثناء الحديث أو اللعب
- اتخاذ قرارات متهورة دون التفكير في العواقب
- عدم القدرة على انتظار الدور أو الالتزام بالقواعد
3- النوع المختلط (ADHD – Combined Type)
هو الأكثر شيوعًا ويجمع بين أعراض تشتت الانتباه وفرط الحركة معًا، ويعاني المصابون به من مشكلات في التركيز والانتباه، إضافة إلى فرط النشاط والاندفاعية، ويشمل الأعراض من النوعين السابقين مجتمعة.
كيف يمكن تشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة
تشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة لا يتم بطريقة عشوائية، بل يعتمد على عملية دقيقة ومتكاملة يقوم بها طبيب مختص أو أخصائي في الصحة النفسية، ويستند إلى مجموعة من المعايير العلمية المعتمدة كالتالي:
- تبدأ عملية التشخيص بجمع معلومات شاملة عن سلوك الفرد سواء كان طفل أو بالغ، ويتم ذلك من خلال مقابلات مفصلة مع الأهل أو المعلمين أو مع الشخص نفسه إذا كان في سن يسمح له بالتعبير بوضوح عن مشاعره وصعوباته.
- يطلب من الأهل والمعلمين تعبئة استبيانات أو نماذج تقييم سلوك، تتضمن أسئلة دقيقة حول طبيعة الأعراض وتكرارها وحدتها ومدى تأثيرها على الأداء اليومي سواء في المدرسة أو في المنزل.
- بعد ذلك يقوم الطبيب بمراجعة التاريخ الطبي الكامل للشخص، بما في ذلك أي مشكلات صحية سابقة أو أدوية يتناولها، أو وجود حالات مشابهة في العائلة لأن العامل الوراثي له دور في هذا الاضطراب.
- ثم يبدأ الطبيب بتقييم الأعراض الأساسية والتي تنقسم إلى ثلاثة جوانب رئيسية، هي ضعف الانتباه وفرط النشاط والسلوك الاندفاعي ويجب أن تكون هذه الأعراض واضحة ومستمرة لمدة لا تقل عن ستة أشهر، وأن تظهر في بيئتين مختلفتين على الأقل مثل المدرسة والمنزل أو العمل والأسرة، كما يجب أن تؤثر هذه الأعراض بشكل ملحوظ على الأداء الأكاديمي أو الاجتماعي أو المهني.
- من الضروري أيضًا أن يتأكد الطبيب من أن هذه الأعراض ليست ناتجة عن اضطرابات نفسية أخرى مثل القلق أو الاكتئاب أو اضطرابات النوم أو حتى ظروف حياتية مؤقت، حيث يمكن أن تشبه في مظاهرها أعراض هذا الاضطراب.
- في بعض الحالات قد يستخدم الطبيب أدوات تقييم إضافية مثل اختبارات الذكاء أو اختبارات التركيز والانتباه للمساعدة في فهم أوسع للحالة واستبعاد أي عوامل أخرى قد تكون السبب في ظهور الأعراض.
لذلك فإن التشخيص الدقيق لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يعتمد على ملاحظة دقيقة وتحليل شامل واستبعاد أي أسباب عضوية أو نفسية أخرى لضمان الوصول إلى تقييم صحيح يساعد في وضع خطة علاج مناسبة.
كيفية علاج اضطرابات القلق عند الأطفال و5 نصائح للوالدين
علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة
يعتمد علاج اضطراب فرط الحركة على عدة استراتيجيات تختلف حسب شدة الأعراض وعمر المصاب، حيث يمكن الجمع بين العلاج السلوكي والدوائي لتحقيق أفضل النتائج، وتتمثل في الآتي:
1- العلاج السلوكي والتربوي
يهدف إلى تحسين سلوك الطفل أو البالغ المصاب من خلال تقنيات تعديل السلوك ويشمل ما يلي:
العلاج السلوكي المعرفي
- يساعد الشخص على التعرف على أنماط التفكير السلبية وتغييرها
- يعزز مهارات التحكم في الانفعالات وتنظيم الوقت
تعديل السلوك
- وضع نظام مكافآت وعقوبات لتعزيز السلوك الإيجابي
- استخدام التوجيهات البسيطة والمباشرة عند الطلب من الطفل أداء مهام معينة
- تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة يسهل تنفيذها
التدريب على المهارات الاجتماعية
- يساعد الأطفال على تعلم كيفية التفاعل مع الآخرين بطريقة صحيحة
- تحسين القدرة على انتظار الدور والاستماع للآخرين دون مقاطعة
التوجيه الأسري
- تدريب الأهل على كيفية التعامل مع الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة
- توفير بيئة منزلية هادئة ومنظمة تساعد الطفل على التركيز
التكيف في المدرسة والعمل
- توفير وقت إضافي للاختبارات للطلاب المصابين باضطراب فرط الحركة
- السماح بفترات استراحة قصيرة خلال اليوم الدراسي أو العمل
2- العلاج الدوائي
تستخدم بعض الأدوية للمساعدة في تحسين التركيز وتقليل فرط الحركة ومنها:
- المنشطات العصبية مثل الميثيلفينيديت ريتالين كونسيرتا والأمفيتامين أديرال فيفانس حيث تزيد من مستويات الدوبامين في الدماغ مما يساعد في تحسين التركيز والانتباه.
- الأدوية غير المنشطة مثل أتوموكسيتين ستراتيرا وكلونيدين وجوانفاسين وتستخدم عندما لا تناسب المنشطات المريض أو تسبب آثار جانبية غير مرغوبة.
- يجب أن يكون استخدام الأدوية تحت إشراف طبيب مختص حيث أن لكل دواء آثار جانبية محتملة.
3- التغييرات في نمط الحياة
- اتباع نظام غذائي صحي حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن الأطعمة الغنية بالبروتين وأوميجا ثلاثة قد تساعد في تحسين التركيز كما يفضل تجنب السكريات والمواد الحافظة التي قد تزيد من فرط الحركة لدى بعض الأطفال.
- ممارسة الرياضة بانتظام حيث تساعد التمارين على تفريغ الطاقة الزائدة وتحسين التركيز وتعتبر الرياضات الجماعية مثل كرة القدم والرياضات الفردية مثل السباحة والجري مفيدة للمصابين باضطراب فرط الحركة.
- تنظيم النوم حيث تؤدي قلة النوم إلى زيادة تشتت الانتباه وفرط الحركة كما يساعد الالتزام بجدول نوم ثابت في تحسين القدرة على التركيز.
- تقليل وقت الشاشات حيث قد يزيد التعرض المفرط للأجهزة الإلكترونية من أعراض اضطراب فرط الحركة لذا يُفضل تقليل وقت الشاشات خاصة قبل النوم.
4- العلاج التكميلي
بعض العلاجات قد تساعد في تحسين الأعراض لكنها ليست بديلاً عن العلاج الطبي مثل:
- العلاج بالأعشاب والمكملات الغذائية مثل أوميجا ثلاثة والمغنيسيوم
- تمارين التأمل والاسترخاء مثل اليوغا وتمارين التنفس العميق
العلاج يتطلب صبر وتعاون بين الأهل والمدرسة والطبيب وقد يحتاج إلى تعديلات مستمرة حسب تطور الحالة، لكن مع المتابعة الصحيحة يمكن للشخص المصاب أن يعيش حياة طبيعية ويحقق نجاحات كبيرة في مختلف مجالات الحياة
الأسئلة الشائعة
هل يمكن الشفاء من تشتت الانتباه؟
تشتت الانتباه لا يعد حالة يمكن الشفاء منها تمامًا لكنه قابل للتحسن بشكل كبير مع العلاج المناسب مثل العلاج السلوكي والأدوية وتنظيم نمط الحياة، ويمكن للأشخاص المصابين أن يتعلموا استراتيجيات تساعدهم على التركيز والتعامل مع الأعراض مما يمكنهم من عيش حياة طبيعية ومنتجة.
ماذا يأكل طفل فرط الحركة؟
يفضل أن يتناول طفل فرط الحركة أطعمة غنية بالبروتين مثل البيض واللبن والبقوليات وأطعمة تحتوي على أوميجا 3 مثل السمك والمكسرات، بالإضافة إلى الخضروات والفواكه الطازجة ويفضل تقليل السكر والمواد الحافظة والأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية لأنها قد تزيد من فرط النشاط وتشتت الانتباه.
هل تشتت الانتباه من صعوبات التعلم؟
تشتت الانتباه لا يصنف مباشرة كأحد صعوبات التعلم لكنه قد يؤثر على عملية التعلم بشكل كبير لأن الطفل يجد صعوبة في التركيز والمتابعة،مما ينعكس على تحصيله الدراسي وغالبًا ما يرافق صعوبات التعلم أو يُشخص معها لكنه يظل اضطراب منفصل له خصائصه الخاصة.
في النهاية يمكن القول أن اضطراب الانتباه وفرط الحركة ليس عائق أمام النجاح إذا تم التعامل معه بشكل صحيح وفهم طبيعته من قبل الأهل والمعلمين والمجتمع، فالتشخيص المبكر والعلاج المناسب والدعم المستمر داخل مركز الرفاه التابع لمستشفى الموسى الصحية يساعدون الطفل أو الشخص المصاب على تطوير مهاراته والتغلب على الصعوبات التي يواجهها ليعيش حياة متوازنة ويحقق أهدافه بثقة واستقرار.
المصادر
Attention-Deficit/Hyperactivity Disorder (ADHD) – nih
ADHD – clevelandclinic
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا