أحدث علاج لأمراض المناعة الذاتية

أصبح أحدث علاج لأمراض المناعة الذاتية اليوم محور اهتمام الأطباء والباحثين، نظرًا لتأثير هذه الأمراض على حياة المرضى وجودتها، حيث تحدث أمراض المناعة الذاتية عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا وأنسجة الجسم السليمة عن طريق الخطأ، وهو ما يتسبب في التهابات ومشكلات صحية مزمنة، ومع التقدم العلمي ظهرت تقنيات علاجية مبتكرة تهدف إلى السيطرة على الأعراض وتقليل الالتهابات ومنع تلف الأنسجة، بدايةً من الأدوية البيولوجية وحتى العلاجات الجينية، لتمنح الأمل في تحسين حياة المرضى، في السطور المقبلة مع مستشفى الموسى التخصصي نستعرض أحدث علاج لأمراض المناعة الذاتية التي يقدمها الطب الحديث لمواجهة هذه الأمراض بطرق آمنة وفعالة.

كيف تؤثر أمراض المناعة الذاتية على الجسم؟

تؤثر أمراض المناعة الذاتية على الجسم عندما يختل عمل الجهاز المناعي، فيتعامل مع خلايا وأنسجة الجسم الطبيعية وكأنها أجسام غريبة يجب مهاجمتها، مما يؤدي إلى حدوث التهابات مزمنة وتلف تدريجي في الأعضاء المصابة، ويعتمد تأثيرها على نوع المرض، فقد تصيب المفاصل كما في التهاب المفاصل الروماتويدي، أو الجلد كما في الصدفية، أو الغدد الصماء مثل الغدة الدرقية، أو حتى الأعضاء الحيوية كالكلى والرئتين، وهذا قد يسبب ألمًا، تورمًا، إرهاقًا مستمرًا، واضطرابًا في وظائف الأعضاء، مما ينعكس سلبًا على صحة المريض ونمط حياته بشكل عام.

أبرز أنواع أمراض المناعة الذاتية المنتشرة

تتنوع أمراض المناعة الذاتية باختلاف الأعضاء أو الأجهزة التي تستهدفها، ومن أبرز الأنواع المنتشرة ما يلي:

• التهاب المفاصل الروماتويدي والذي يستهدف الجهاز المناعي بطانة المفاصل، مما يسبب التهابًا وألمًا وتورمًا قد يؤدي إلى تشوه المفاصل وفقدان وظيفتها على المدى الطويل.
• الذئبة الحمراء وهو مرض متعدد الأجهزة يهاجم فيه الجهاز المناعي الجلد، المفاصل، الكلى، القلب، والرئتين، ويظهر بأعراض متنوعة تشمل الطفح الجلدي، الحمى، وآلام المفاصل.
• الصدفية وهو مرض يصيب الجلد ويؤدي إلى تسارع دورة حياة الخلايا الجلدية، مما يسبب تراكم طبقات سميكة متقشرة وحكة والتهابًا في بعض الحالات.
• داء السكري من النوع الأول وهو يهاجم الجهاز المناعي خلايا بيتا في البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، مما يرفع مستوى السكر في الدم ويستلزم العلاج بالأنسولين.
• التصلب المتعدد وهو يستهدف غشاء الميالين المحيط بالأعصاب في الدماغ والحبل الشوكي، مما يعيق نقل الإشارات العصبية ويسبب ضعف العضلات ومشكلات في الحركة والتوازن.
• التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو وهو يهاجم الجهاز المناعي الغدة الدرقية، مما يسبب قصورًا في وظيفتها مع أعراض مثل التعب وزيادة الوزن وجفاف الجلد.

طرق علاج امراض المناعة الذاتية 

تشمل أحدث علاج لأمراض المناعة الذاتية مجموعة من الخطوات التي تهدف إلى تقليل نشاط الجهاز المناعي المفرط، والسيطرة على الأعراض، والوقاية من تلف الأنسجة، ومن أهم هذه الطرق الأدوية المثبطة للمناعة مثل الكورتيكوستيرويدات والمثبطات الحيوية، والتي تساعد على إبطاء رد الفعل المناعي وتقليل الالتهاب، كما يستخدم العلاج البيولوجي الذي يستهدف جزيئات أو خلايا محددة في الجهاز المناعي للحد من الهجمات على أنسجة الجسم، ويعتمد العلاج أيضًا على الأدوية المضادة للالتهاب لتخفيف الألم والتورم، بالإضافة إلى العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل للحفاظ على قوة العضلات والمفاصل، وفي بعض الحالات تجرى تغييرات في نمط الحياة مثل اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين بانتظام، وإدارة التوتر لتحسين جودة الحياة.

أحدث علاج لأمراض المناعة الذاتية

بالحديث عن أحدث علاج لأمراض المناعة الذاتية نوضح فيما يلي أبرز أحدث تلك العلاجات، وهي تتضح فيما يلي:

علاج CAR-T الخلوي

يعتبر من أحدث علاج لأمراض المناعة الذاتية و أكثر الابتكارات الواعدة، حيث تُعدّل خلايا T ذاتيًا أو خارجيًا لاستهداف خلايا B المسببة للمرض مثل التهاب الذئبة الحمراء والتصلب الجهازي، وبعض التجارب العلاجية حققت انتكاسات طويلة الأمد وخالية من الدواء، مع إمكانية إعادة ضبط الجهاز المناعي بالكامل دون كبت عام.

اللقاحات العكسية 

تعمل على إعادة تعليم الجهاز المناعي ويتجاهل الذاتية الضارة، بدل كبت المناعة بشكل شامل كما في العلاجات التقليدية، وقد حققت نتائج ناجحة في تجارب أولية ضد التصلب المتعدد والسيلياك.

تقنيات تجميد البروتين

مثل مركب L18I الذي يستهدف وتحلل بروتينات محددة مسؤولة عن الالتهاب، مثل BTK، وقد أثبت فعاليته في النماذج الحيوانية لمرض الذئبة والرئة النزفية.

علاجات بيولوجية متقدمة وأدوية جديدة

• Nebilizumab لمرض IgG4 قد حصل على موافقة FDA مؤخرًا.
• Rosnilimab أظهر نتائج فعالة في التهاب المفاصل الروماتويدي خلال تجربة سريرية.
• Telitacicept وهو موافق عليه في الصين لعلاج الذئبة الحمراء ويجري اختباره لعلاج التصلّب المتعدد والروماتويد.
• Efavaleukin alfa وهو جزيء يعزز التوازن المناعي عن طريق توسيع خلايا T التنظيمية في الذئبة الحمراء.
• Izokibep وهو علاج يستهدف فعليًا IL-17A، بمفعول أقوى وأكثر اختراقًا من المضادات الحيوية المعتادة، ويعطى تحت الجلد لعلاج الصدفية والتهاب المفاصل الصدافي.

تعديل الجينات باستخدام CRISPR

يستخدم CRISPR-Cas9 لمعالجة الجينات المسببة للردود المناعية المبالغ فيها، أو لتحوير خلايا T التنظيمية لوقف مهاجمة الجسم نفسه، وقد أظهرت نتائج مشجعة في أمراض مثل الذئبة والتصلب المتعدد والسكري من النوع الأول.

تعرف على: أسباب مرض الذئبة الحمراء وخيارات العلاج

الفرق بين العلاجات التقليدية والحديثة لامراض المناعة الذاتية

لماذا يصف الطبيب علاجًا تقليديًا أحيانًا ولماذا تتجه الأبحاث الآن للعلاجات الحديثة، فيما يلي نوضح الاختلافات الأساسية بين العلاجات التقليدية والحديثة لأمراض المناعة الذاتية والتي تأتي على النحو التالي:

طريقة العمل

• العلاجات التقليدية (مثل الكورتيزون و-csDMARDs مثل الميثوتريكسات) تعمل بكبت أو إضعاف الاستجابة المناعية بشكل عام لتقليل الالتهاب، وهذا يخفف الأعراض لكنه يؤثر على الجهاز المناعي بأكمله.
• العلاجات الحديثة (بيولوجيات، مُعدِّلات مستهدفة مثل JAK-inhibitors، وعلاجات خلوية مثل CAR-T) تستهدف جزيئات أو خلايا محددة في آلية المرض، ما يتيح تقليل الضرر الجهازي مع فعالية أعلى على المسار المرضي المركزي.

الفعالية وسرعة التأثير

• التقليدية قد تحتاج أسابيع أو أشهر لإظهار أثرها الوقائي على تقدم المرض مثل إبطاء تلف المفاصل.
• الحديثة غالبًا أكثر فعالية في المرضى المقاومين للعلاج التقليدي وتحسن نتائج المرضى بسرعة أكبر في حالات معينة.

الأعراض الجانبية والمخاطر

• التقليدية تؤدي لكبت مناعي واسع مع مخاطر أعلى للعدوى طويلة الأمد وآثار جانبية جهازية مثلاً كورتيزون سمنة، هشاشة عظام، وسكري.
• الحديثة تقلل الكبت العام لكن قد تحمل مخاطر متخصصة تعرض لعدوى محددة، تفاعلات حقن أو تسريب، أو آثار مناعية غير متوقعة، وتحتاج مراقبة مخبرية دقيقة.

التكلفة والتوفر

• الأدوية التقليدية عمومًا أرخص ومتاحة على نطاق واسع.
• العلاجات الحديثة خاصة الخلوية مثل CAR-T أو بعض البيولوجيات الجديدة باهظة الثمن وتتطلب بنى تحتية متقدمة وإدارة متخصصة، ولذلك غالبًا مقتصرة على مراكز مرجعية أو تجارب سريرية.

إمكانية الشفاء

• العلاج التقليدي يهدف للتحكم والوقاية من المضاعفات، ونادراً ما يحقق شفاءً دائمًا.
• بعض العلاجات الحديثة مثل تجارب CAR-T في الذئبة وما شابهها أظهرت إمكانية دخول مرضى إلى حالة خالية من الدواء لفترات طويلة مما يفتح آفاقًا لإعادة ضبط مناعي أعمق، لكنها لا تزال في مراحل مبكرة وتتطلب تأكيدًا طويل الأمد.

نصائح طبية للتعامل مع المرض أثناء فترة العلاج

بعد أن تعرفنا على أحدث علاج لأمراض المناعة الذاتية خلال فترة العلاج يمر المريض بتحديات مختلفة منها جسدية وأخرى نفسية، وهي تحتاج إلى الصبر والالتزام بخطة علاج يتم تحديدها من قبل الطبيب، ومن المهم أن يعرف المريض وأسرته كيفية التعامل مع الأعراض، والحفاظ على الصحة العامة، ودعم الجسد وكذلك الدعم النفسي حتى تكتمل رحلة التعافي، وفيما يلي مجموعة من النصائح الطبية التي تساعدك على عبور هذه المرحلة بأمان وراحة أكبر، وهي تتضح فيما يلي:

• لا تغير الجرعات أو توقيت الدواء دون استشارة الطبيب، حتى لو شعرت بتحسن.
• تناول وجبات متوازنة غنية بالخضروات، الفواكه، البروتين، والحبوب الكاملة لدعم المناعة وتسريع الشفاء.
• حاول الحصول على ما يتراوح بين 7 و9 ساعات من النوم يوميًا، وأعطي جسدك وقتًا للتعافي.
• الترطيب الجيد يساعد في تقليل الأعراض الجانبية لبعض الأدوية ويحافظ على صحة الأعضاء.
• مارس تمارين التنفس العميق أو التأمل، وحافظ على حالة نفسية إيجابية بقدر المستطاع.
• سجل أي تغير في حالتك الصحية أو ظهور أعراض جديدة وأخبر الطبيب بها فورًا.
• اغسل يديك بانتظام، وابتعد عن الأشخاص المصابين بالزكام أو الأمراض المعدية، خاصة إذا كانت مناعتك ضعيفة.
• إذا سمح الطبيب، مارس نشاطًا بدنيًا بسيطًا كالمشي، لتحسين الدورة الدموية والمزاج.
• تواصل مع العائلة والأصدقاء، أو انضم لمجموعات دعم، فالكلام مع من يفهم حالتك يخفف العبء النفسي.
• التزم بجميع المواعيد الطبية والفحوصات اللازمة لمتابعة تقدم العلاج وتعديل الخطة إذا لزم الأمر.

احجز استشارتك الان في برنامج الفحص الشامل بمستشفى الموسى التخصصي.

متى يجب استشارة الطبيب حول الخيارات الحديثة؟

من المهم استشارة الطبيب حول أحدث علاج لأمراض المناعة الذاتية في عدد من الحالات، تأتي على النحو التالي:

• عند عدم تحسن الحالة أو استمرار الأعراض رغم الالتزام بالعلاج الحالي.
• إذا ظهرت آثار جانبية مزعجة أو خطيرة من الأدوية أو الإجراءات المستخدمة.
• عند ظهور علاجات جديدة أو تقنيات طبية حديثة موصى بها لحالتك من قبل مصادر موثوقة أو أبحاث علمية.
• إذا تغيرت شدة المرض أو طبيعته، مثل تفاقم الأعراض أو ظهور أعراض جديدة.
• عند الرغبة في تحسين جودة حياتك أو تقليل مدة العلاج عبر وسائل أكثر تطورًا.
• إذا كان العلاج الحالي يقلل من أنشطتك اليومية أو يحتاج إلى تعديلات كبيرة في نمط حياتك.

الأسئلة الشائعة 

ماذا يأكل مريض المناعة الذاتية؟

يفضل اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه الطازجة، الحبوب الكاملة، البروتينات الخالية من الدهون مثل السمك والدجاج، والدهون الصحية مثل زيت الزيتون والمكسرات، كما ينصح بتقليل الأطعمة المصنعة، السكر الزائد، والدهون المشبعة لتقليل الالتهابات.

هل يمكن الشفاء من الأمراض المناعية؟

معظم أمراض المناعة الذاتية لا يوجد لها علاج نهائي حتى الآن، لكن يمكن السيطرة على الأعراض وتحسين جودة الحياة بالعلاج الدوائي، التغذية السليمة، وتعديل نمط الحياة، وبعض الحالات قد تدخل في مرحلة هدوء طويل الأمد.

ما هي أفضل الفيتامينات لتقوية جهاز المناعة الذاتية؟

من أهم الفيتامينات والمعادن: فيتامين D، فيتامين C، فيتامين B12، الزنك، والسيلينيوم، ويجب الحصول عليها من الغذاء أو المكملات تحت إشراف الطبيب لتجنب الجرعات الزائدة.

اكتشف أحدث علاج لأمراض المناعة الذاتية في مستشفى الموسى التخصصي، حيث يجمع فريقنا بين الخبرة الطبية وأحدث ما توصلت إليه الأبحاث العالمية لمساعدتك على تحسين صحتك والسيطرة على الأعراض، لا تؤجل الاهتمام بنفسك، احجز موعدك الآن وابدأ رحلتك نحو حياة أفضل.

المصادر:

Clinical trials to study new use for CAR T-cell therapy: Treating autoimmune diseases – uchicagomedicine

Treating Human Autoimmunity: Current Practice and Future Prospects – nih