وفقًا للإحصاءات قد يعاني 70-80% من المصابات بمتلازمة تكيس المبايض من العقم على مستوى العالم، قد يبدو رقمًا كبيرًا! ومع ذلك فإنها حالة قابلة للعلاج، ويمكن للسيدات أن يحملنّ بشكل صحي ويلدنّ دون مشكلات إذا ما عُولجت بنجاح، وإذا شُخصتِ بهذه الحالة ربما تتساءلين ما أسباب تكيس المبايض؟ وهل تسبب مشكلات في أثناء الحمل؟ هذا ما نجيب عنه من خلال المقال، فواصلي القراءة لتعرفي مزيدًا عن هذه الحالة.
ما هي أسباب تكيس المبايض؟
في البداية، وقبل أن نتطرق إلى أسباب تكيس المبايض، نتعرف أولًا إلى هذه المتلازمة، وربما يمكن التنبؤ بها من الاسم فهي أكياس على المبيض، وهذه الحالة تحدث لأن المبيض ينتج كميات غير طبيعية من الأندروجينات، وهي الهرمونات الجنسية الذكرية والتي تُفرز في أجسام النساء ولكن بمستويات قليلة.
عندما تفقد الهرمونات توازنها، ولا تنتج المرأة ما يكفي من الهرمونات اللازمة للإباضة، لا يحدث التبويض، وقد تتكون العديد من الأكياس الصغيرة على المبيضين. تنتج هذه الأكياس مزيدًا من الأندروجينات، ما يسبب مشكلات في الدورة الشهرية وأعراضًا أخرى نستعرضها لاحقًا في المقال.
يعتقد الباحثون أن متلازمة المبيض المتعدد الكيسات تكمن أساسًا في المبيضين، وأن الأكياس على المبيض ليست فعليًا أكياس، بل هي بويضات لم تتطور بشكل صحيح.
الآن نعود إلى العوامل المرتبطة بهذه الحالة، وعلى الرغم من أن أسباب تكيس المبايض الدقيقة ليست معروفة، ولكن قد ترتبط بما يلي:
- مقاومة الإنسولين: هذه الحالة تعني أن الجسم يفرز الإنسولين بشكل طبيعي ولكن لا يستطيع استخدامه. تتراكم مستويات الأنسولين في الجسم، وقد تسبب ارتفاع مستويات الأندروجين، قد تؤدي السمنة أيضًا إلى زيادة مستويات الإنسولين وتجعل أعراض متلازمة تكيس المبايض أسوأ. تعاني 85% من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض من مقاومة الإنسولين.
- الجينات الوراثية: عادةً ما تُورث متلازمة تكيس المبايض في العائلات. من الشائع أن تُصاب الأخوات أو الأم وابنتها بمتلازمة تكيس المبايض. تشير الإحصاءات إلى أن ما يصل إلى ثلث النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض لديهنّ قريبات مصابات بالحالة نفسها.
ما هي أعراض تكيس المبايض؟
يؤثر اضطراب الهرمونات المصاحب لمتلازمة تكيس المبايض في جسم المرأة على عدة مستويات وقد يسبب ما يلي:
- عدم انتظام الدورة الشهرية: تعاني عادةً النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض من دورة شهرية غير منتظمة، فلا تأتي في بعض الشهور (قد يكون لديهنّ أقل من ثمانِ دورات شهرية في السنة)، أو قد تأتي الدورة الشهرية كل 21 يومًا أو أقل، وفي بعض الحالات تتوقف الدورة الشهرية لدى بعض النساء.
- كثرة نمو الشعر: ينمو الشعر بشكل مفرط على الوجه أو الذقن أو أجزاء أخرى من الجسم التي عادةً ما ينمو فيها الشعر عند الرجال، وهذا ما يُسمى “الشعرانية”. تؤثر الشعرانية فيما يصل إلى 70% من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
- حب الشباب على الوجه والصدر وأعلى الظهر.
- ترقق الشعر أو تساقطه (الصلع الذكوري النمطي).
- زيادة الوزن خاصةً حول البطن.
- صعوبة فقدان الوزن.
- اسمرار الجلد، خاصة على طول تجاعيد الرقبة، وفي الفخذ، وتحت الثديين.
- الزوائد الجلدية، في منطقة الإبطين أو الرقبة.
- تأخر الحمل.
- التوتر والقلق والاكتئاب.
- الأرق واضطرابات النوم.
تتراوح الأعراض السابقة من خفيفة إلى شديدة، وقد تتغير باختلاف المرحلة العمرية للمرأة.
هل يحدث حمل مع تكيس المبايض؟
لعل من أكثر الأسئلة الشائعة التي تتبادر إلى ذهن السيدات: هل تكيس المبايض يمنع الحمل؟ وعلى الرغم من أن متلازمة تكيس المبايض بالفعل قد تؤخر الحمل، فلحسن الحظ مع الالتزام بالعلاج، وإنقاص الوزن الزائد بطريقة صحية، والحفاظ على مستويات السكر طبيعية في الدم، يمكن الحمل وولادة طفل سليم ومعافى.
في بعض الحالات، تساعد أدوية الخصوبة وحدها على الحمل. إذا لم ينجح ذلك، فقد تحتاجين إلى استخدام التقنيات المساعدة على الحمل مثل: الحقن المجهري.
أي أن تأخر الحمل الناجم عن تكيس المبايض قابل للعلاج في معظم الحالات.
ما هو أسرع علاج لتكيس المبايض؟
يعتمد علاج متلازمة تكيس المبايض على عديد من العوامل، بدايةً من عمر المريضة، ومدى شدة الأعراض والصحة العامة، كذلك يعتمد نوع العلاج على ما إذا كانت المريضة تخطط للحمل في المستقبل أم لا.
إذا كانت المريضة تخطط لحدوث حمل، فإن العلاج يشمل ما يلي:
- أدوية تنشيط التبويض: وهي أدوية تحفز الإباضة. تساعد هذه الأدوية المبيضين على إطلاق البويضات بشكل طبيعي.
إلى جانب منشطات التبويض، فمن المهم أن تعمل المريضة على تغيير نظامها الغذائي، وزيادة معدل النشاط البدني، لإنقاص الوزن بشكل صحي. قد يساعد إنقاص الوزن أيضًا على تحسين قدرة الجسم على استخدام الإنسولين بكفاءة، وقد يعزز المبيضين على التبويض بشكل طبيعي أيضًا.
إذا كانت المريضة لا تخطط لحدوث حمل، فقد يشمل العلاج ما يلي:
- حبوب منع الحمل: تساعد هذه الأدوية على تنظيم الدورات الشهرية وخفض مستويات الأندروجين، وتقليل حب الشباب.
- أدوية السكري: ومنها الميتفورمين، والذي يستخدم لتقليل مقاومة الأنسولين، قد يساعد أيضًا على تقليل مستويات الأندروجين، وإبطاء نمو الشعر، والتبويض بشكل أكثر انتظامًا.
أقرأ أيضا: أضرار تكيس المبايض
هل تسبب متلازمة تكيس المبايض الإجهاض؟
للأسف قد تشمل مضاعفات الحمل المرتبطة بمتلازمة تكيس المبايض الإجهاض أو الولادة المبكرة. وفقًا للإحصاءات فإن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة للإجهاض بثلاثة أضعاف في الأشهر الأولى من الحمل، مقارنةً بالنساء اللاتي لا يعانين منها.
ترتبط تكيسات المبايض أيضًا بزيادة فرص حدوث سكري الحمل، وارتفاع ضغط الدم، والولادة المبكرة.
مع ذلك لا يعني الأمر أبدًا أن كل النساء المصابات بتكيس المبايض يتعرضنّ للإجهاض ومشكلات الحمل الأخرى، ولكن يحتاج حملهنّ إلى المتابعة الطبية المنتظمة لضمان رحلة حمل آمنة، وحتى يمكن للطبيب اكتشاف أي مشكلة في وقتٍ مبكر وبالتالي علاجها وتقليل فرص حدوث مضاعفات.
استعرضنا أسباب متلازمة تكيس المبايض، وعلى الرغم أنه قد يكون من الصعب تجنبها خاصةً إذا كانت مرتبطة بعوامل وراثية، فإنها حالة يمكن التحكم فيها وعلاجها، وتساعد تغييرات نمط الحياة الصحية واتباع روتين غذائي متوازن، والحفاظ على وزن صحي، على زيادة فعالية الدواء وعلاج الحالة بنجاح.
اطباءنا مركز الخصوبة
أيضا