احجز موعدك الآن
background

أسباب مرض الذئبة الحمراء وخيارات العلاج المتاحة

إن ظهور بقع أو طفح جلدي على الجسم يثير القلق والخوف في نفس المريض وجميع من حوله، وعند ذكر مرض الذئبة الحمراء يفزع البعض ويبدأ التساؤل عن أسباب هذا المرض وهل معدي وكيف يمكن العلاج، ستجد في هذا المقال دليلك الشامل عن الذئبة الحمراء. 

ما هو مرض الذئبة الحمراء وتأثيره على الجسم

هو أحد أمراض المناعة الذاتية، وهو مرض مزمن وغير معدي يحدث نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للمريض خلايا جسمه مما يؤدي للإصابة هذه الخلايا بالالتهاب. 

يمكن أن يؤثر مرض الذئبة على أجزاء مختلفة من الجسم، مثل الجلد والكلى والقلب والمفاصل وغيرها، ويسبب في بعض الحالات تلف دائم للأنسجة. 

أنواع مرض الذئبة الحمراء

يوجد أنواع مختلفة من مرض الذئبة، هما كالآتي:

  • الذئبة الحمراء الجهازية: هو النوع الأكثر شيوعا من المرض يؤثر على معظم أعضاء وأجهزة الجسم المختلفة.
  • الذئبة الجلدية: هي نوع من الذئبة الحمراء،  يقتصر تأثيره الجلد فيظهر على شكل طفح جلدي في الأجزاء التي يتعرض فيها الجلد لأشعة الشمس على نحو مستمر.
  • الذئبة الناتجة عن الأدوية: يصاب بها المريض بسبب تناول دواء معين، نتيجة لرد فعل الجسم المبالغ فيه تجاه هذا الدواء، وعادة تظهر الأعراض بعد 3 إلى 6 أشهر من بدء تناول الدواء، ولكنها تختفي بمجرد إيقاف الدواء.
  • الذئبة الوليدية: هي نوع نادر من الذئبة الحمراء يحدث للرضع وحديثي الولادة نتيجة اكتساب الرضيع الأجسام المضادة الذاتية من الأم المريضة بالذئبة الحمراء.

الأعراض الشائعة لمرض الذئبة الحمراء وكيفية تمييزها

هناك تفاوت واختلاف كبير في حدة أعراض الذئبة الحمراء وتطورها من مريض لآخر، فقد تظهر الأعراض فجأة أو على نحو تدريجي، وقد تكون خفيفة أو شديدة، كما يمكن أن تكون دائمة أو مؤقتة في حالات أخرى، وتختلف الأعراض باختلاف أنظمة الجسم المتأثرة، وتشمل مايلي:

  • الإرهاق العام والتعب الشديد.
  • ألم وتصلب وتورم المفاصل
  • تساقط الشعر.
  • تغيرات بالوزن: إما بالزيادة وإما بالنقصان.
  • الحمى.
  • آلام في العضلات.
  • قروح في الفم والأنف.
  • ظهور بقع أو طفح جلدي.
  • ألم في الصدر أو البطن.
  • تورم الغدد الليمفاوية، مثل غدد  الرقبة أو الإبط أو الفخذ.
  • ضعف وظائف الكلى.
  • حساسية الشمس أو الضوء.
  • التهاب أو جفاف في العين.
  • الصداع وفقدان الذاكرة.

كما يوجد ايضا ما يسمى بنوبات مرض الذئبة الحمراء، يمر بها معظم المصابين، حيث يعانون من فترات يزداد فيها حدة الأعراض ثم فترات أخرى تتحسن أو تختفي فيها الأعراض تمامًا. 

غالبا ما يسبق نوبات الذئبة الحمراء علامات تحذيرية، ولذلك يمكن منع حدوثها أو الحصول على العلاج بسرعة لجعلها أقل حدة بعد اكتشاف هذه العلامات التحذيرية وتشمل تلك العلامات،على مايلي:

  • الشعور بالتعب أكثر من المعتاد.
  • صداع حاد.
  • الشعور بالألم العام في الجسم.
  • دوخة.
  • ظهور طفح جلدي.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • ألم المعدة.

بشكل عام، من الصعب التمييز بين أعراض الذئبة الحمراء وأعراض بعض الأمراض الأخرى دون الذهاب للمريض للتشخيص، حيث يستطيع الطبيب تشخيص الذئبة الحمراء بعد سماع شكوى المريض ثم الكشف السريري وإجراء فحوصات طبية شاملة لتشخيص المرض بدقة، قد تشمل هذه الفحوصات على:

  • فحوصات الدم لقياس مستوى الأجسام المضادة في الدم. 
  • أخذ خزعة جلدية للفحص. 
  • عمل بعض فحوصات التصوير لتقييم حالة الأعضاء الداخلية والمفاصل مثل الأشعة السينية، والتصوير المغناطيسي 

أسباب مرض الذئبة الحمراء وعوامل الخطر المرتبطة به 

حتى الآن لم تؤكد أي دراسات وجود سبب دقيق ومحدد للإصابة بمرض الذئبة، بل يشير الأطباء أنها نتيجة تفاعل مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية. وتشمل على الآتي:

  • العوامل الوراثية

وجود بعض الجينات لدى المريض و تاريخ عائلي للإصابة بالذئبه تجعله أكثر عرضة للإصابة بالمرض في وجود المحفزات البيئية. 

  • الجنس

تشير الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالذئبة الحمراء نتيجة وجود هرمون الإستروجين وقد تزداد حدة الأعراض مع ارتفاع الهرمون أثناء الحمل والدورة الشهرية. 

  • العوامل البيئية

تشير الدراسات أن هناك بعض المحفزات الذي تزيد من خطر الإصابة بالذئبة الحمراء خاصة عند وجود عامل الوراثة، مثل:

  •  العدوي ببعض الفيروسات كالهربس. 
  • التوتر والإجهاد النفسي والجسدي المستمر. 
  • استخدام أدوية معينة مثل أدوية الصرع.
  •  التدخين. 
  • التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية لفترات طويلة. 
  • التعامل مع بعض المواد الكيميائية كالزئبق. 
  • وجود مشاكل في الهرمونات خاصة عند النساء. 
  • وجود خلل في جهاز المناعة للمريض. 

المضاعفات الصحية لمرض الذئبة الحمراء

تنتج مضاعفات الذئبة الحمراء نتيجة إهمال العلاج للمرض حيث تبدأ الخلايا المناعية للجسم بمهاجمة جميع أعضاء الجسم، وتبدأ ظهور المضاعفات تبعا للمكان الذي هاجمته الخلايا المناعية نتيجة  إتلاف الأنسجة وتشمل أهم المضاعفات الصحية للذئبة الحمراء، على مايلي:

  • مشاكل الكلى: وهي من المضاعفات الخطيرة والمهددة للحياة للذئبة الحمراء ويؤدي تدمير خلايا الكلى، إلى اللجوء إلى غسيل الكلى أو زراعة كلى جديدة. 
  • مشاكل القلب: تتسبب الذئبة الحمراء في الإصابة بالالتهابات غشاء وبطانة القلب أو شرايين القلب مما يزيد من خطر الجلطات والنوبات القلبية. 
  • مشاكل الدماغ والجهاز العصبي: فتظهر أعراض كالصداع والدوخة والتشنجات والسكتات الدماغية. 
  • مشاكل في الرئة: ظهور أعراض كضيق التنفس والسعال والتهاب الرئة. 
  • مشاكل في الجلد: ظهور طفح او بقع حمراء على الجلد. 
  • مشاكل في العظام والمفاصل: تورم المفاصل والشعور بألم أثناء الحركة. 
  • مشاكل الدم: الإصابة بالأنيميا، وقلة الصفائح الدموية وزيادة حدوث الجلطات. 
  • مشاكل في العين: إعتام عدسة العين، فقدان البصر.  

ما هي الخيارات المتاحة لعلاج مرض الذئبة الحمراء؟

بعد تشخيص الطبيب لمرض الذئبة الحمراء، تهدف علاجات هذا المرض إلى التحكم في الأعراض وتقليل حدتها تقليل وحماية أعضاء الجسم الأخرى من مهاجمة الجهاز المناعي، حيث لا يوجد علاج مخصص لمرض الذئبة، ولكن تشمل خيارات العلاج على مايلي:

  • مسكنات الألم مثل، الإيبوبروفين والنابروكسين.
  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل، الكورتيكوستيرويدات. 
  • مثبطات المناعة مثل، الأزاثيوبرين والسيكلوفوسفاميد.
  • مضادات الملاريا مثل، هيدروكسي كلوروكين.

كما يساعد اتباع بعض الخطوات والإرشادات العامة من تقليل تكرار نوبات الذئبة الحمراء وتخفيف حدة الأعراض والمساعدة في الخطة العلاجية، على سبيل المثال:

  • اتباع نظام غذاء صحي ومتوازن.
  • أخذ قسط كاف من الراحة وتنظيم ساعات النوم. 
  • الإقلاع عن التدخين.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • تقليل من الإجهاد والتوتر النفسي ومحاولة استخدام تقنيات الاسترخاء. 
  • عدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة، واستخدام واق للشمس، وارتداء قبعة للحماية. 

هل مرض الذئبة الحمراء يؤثر على الحياة اليومية للمصاب؟

بالتأكيد إن الذئبة الحمراء تؤثر كثيرا في حياة المرضى، ويختلف شدة التأثير من شخص لآخر، ويعتمد هذا على حدة المرض والأعراض والأعضاء المتأثرة،  ولكن بشكل عام، تظهر هذه التأثيرات في:

  • الشعور الدائم بالتعب والإرهاق حتى بعد تنفيذ أبسط المهام مما يضطر المريض إلى تقليل ساعات العمل، وتكرار أخذ إجازات. 
  • صعوبة الحركة والشعور بالألم بسبب تورم المفاصل والعضلات. 
  • المعاناة من حساسية الجلد وظهور الطفح الجلدي المسبب للإحراج والمشاكل النفسية كالاكتئاب فيؤثر ذلك على. علاقات المريض الاجتماعية. 
  • المعاناة من مشاكل أجهزة الجسم المختلفة بناء على مكان مهاجمة الخلايا المناعية.
  • الحياة الجنسية: تؤثر مشاكل مثل الجفاف المهبلي عند النساء أو الشعور بالألم الدائم على الرغبة الجنسية والقدرة على ممارسة الجنس. 

هل يمكن أن يكون مرض الذئبة الحمراء وراثياً

بالتأكيد إن الوراثة لها دور فعال في الإصابة بمرض الذئبة، لكن هناك عوامل أخرى تشترك معها ، فليس كل من يحمل تاريخ عائلي من الذئبة الحمراء سيصاب بالمرض.

وايضا لا ينتقل مرض الذئبة  بشكل مباشر من الآباء إلى الأبناء، ولكن تلعب الوراثة دورا في قابلية للمرض والحساسية للعوامل البيئية المحفزة إلى ظهور المرض، مقارنة بالأشخاص الآخرين. 

هل يمكن الوقاية من مرض الذئبة الحمراء 

لا توجد طريقة مباشرة أو سبب ظاهر لمنع الإصابة بمرض الذئبة،  لكن يمكن اتخاذ طرق الوقاية التي ذكرناها في الأعلى بالتفاصيل بهدف التقليل من الإصابة، وذلك بتجنب المحفزات مثل: أشعة الشمس، التوتر، التدخين، قلة النوم.

وفي الختام، على رغم من خطورة مرض الذئبة الحمراء وتأثيره الكبير على حياة المصابين، إلا أنه مع الالتزام بالعلاج المناسب والرعاية الذاتية، يمكن للمصابين بالذئبة الحمراء أن يعيشوا حياة طبيعية إلى حد كبير.

ونحن في مستشفى الموسى التخصصي نقدم أفضل وسائل التشخيص المبكرة وعلاج الذئبة الحمراء، ويمكنك الاتصال وحجز استشارة على فور على أرقامنا المدونة على الموقع للمزيد من التفاصيل. 

المصادر والمراجع:

American College of Rheumatology

Lupus Foundation of America

National Institute of Arthritis and Musculoskeletal and Skin Diseases

SHARE: