تؤدي أوبئة الإنفلونزا في جميع أنحاء العالم إلى وفاة ما يصل إلى 650.000 شخص، وإصابة ما يصل إلى 20% من السكان في جميع أنحاء العالم، وتتمثل أعراض الإنفلونزا الموسمية باختلاف شدتها بين الأفراد خلال الأشهر الباردة.
أعراض الإنفلونزا الموسمية
قبل أن نُسلط الضوء على الأعراض الشائعة لهذه العدوى، لنتعرف إلى تعريف الإنفلونزا.
الإنفلونزا الموسمية
هي مرض معدٍ يسببه سلالات مختلفة من فيروسات الأنفلونزا، بما في ذلك الإنفلونزا A والإنفلونزا B.
يتميز بأنه ينتشر بسهولة، خاصة في الأماكن المزدحمة، مثل المدارس وأماكن العمل ووسائل النقل العامة.
تظهر أعراض الإنفلونزا الموسمية في الأشهر الباردة، وتتمثل في:
- الحمى.
- السعال.
- التهاب الحلق.
- سيلان أو احتقان الأنف.
- آلام الجسم، والتعب.
- الصداع.
تظهر أعراض الإنفلونزا الموسمية عادة خلال يوم واحد إلى أربعة أيام بعد التعرض للفيروس.
أعراض الإنفلونزا الشديدة
في بعض الحالات، تؤدي الإنفلونزا إلى أعراض ومضاعفات أكثر حدة، وتشمل الأعراض ما يلي:
- صعوبة أو ضيق في التنفس.
- ألم أو ضغط في الصدر.
- صداع حاد.
- آلام شديدة في العضلات.
- ارتباك أو تغيير في الحالة العقلية.
- الضعف الشديد أو عدم التوازن.
- قيء مستمر.
- حمى مرتفعة تستمر لأكثر من ثلاثة أيام.
- تفاقم الحالات الطبية المزمنة.
من المهم ملاحظة أنه ليس كل شخص مصاب بالإنفلونزا سيعاني من أعراض حادة، إذ يتعافى معظم الأشخاص الذين يصابون بها في غضون أيام قليلة (أقل من أسبوعين)، ولكن قد يصاب بعض الأشخاص بمضاعفات خطيرة. إذا واجهت أياً من هذه الأعراض، يجب عليك طلب العناية الطبية الفورية.
متى وقت الإنفلونزا الموسمية؟
تحدث معظم الحالات خلال أشهر الخريف والشتاء في نصف الكرة الشمالي و خلال أشهر الربيع والصيف في نصف الكرة الجنوبي.
على سبيل المثال تحدث الإنفلونزا الموسمية في المملكة العربية السعودية عادة خلال أشهر الخريف وأوائل الربيع. توصي وزارة الصحة السعودية بشدة بالتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية، خاصة قبل أداء فريضة الحج، لمكافحة المرض.
ومع ذلك، فإن التوقيت الدقيق و مدة موسم الإنفلونزا يمكن أن تختلف من سنة إلى أخرى.
ما أسباب الإنفلونزا الموسمية؟
تنجم الإنفلونزا الموسمية عن فيروسات الإنفلونزا المنتشرة عالميًا، التي تنتشر من شخص لآخر عبر إفرازات الجهاز التنفسي، الناتجة عن السعال أو العطس أو رذاذ الحديث في أثناء التعامل مع شخص مُصاب.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي لمس الأسطح الملوثة بالفيروس ثم لمس الوجه إلى انتقال العدوى.
كم يوم تستمر الإنفلونزا الموسمية؟
تستمر الإنفلونزا الموسمية عادةً لمدة أسبوع تقريبًا بالنسبة لمعظم الأشخاص، وتختفي الأعراض دون الحاجة إلى رعاية طبية.
في حين أن معظم الأشخاص يتعافون في غضون أسبوع، إلا أن السعال المرتبط بالإنفلونزا قد يكون شديدًا ويستمر لمدة أسبوعين أو أكثر.
ومع ذلك، تعتمد خطورة ومدة الأعراض على عوامل مختلفة، بما في ذلك الصحة العامة للمريض، و استجابة جهاز المناعة.
علاج الإنفلونزا الموسمية
يهدف علاج الإنفلونزا الموسمية إلى تخفيف الأعراض ومنع المضاعفات، ويتعافى معظم الأشخاص من الإنفلونزا من تلقاء أنفسهم خلال أسبوع.
تقدم العلاجات التي لا تحتاج وصفة طبية، مثل مسكنات الألم ومزيلات الاحتقان ومثبطات السعال، تخفيفاً واضحاً وفعالاً للأعراض.
تساعد الأدوية المضادة للفيروسات في تقليل شدة أعراض الإنفلونزا الموسمية ومدتها، خاصة لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض خطيرة، مثل كبار السن والنساء الحوامل، والأطفال.
تعمل هذه الأدوية عن طريق تثبيط تكاثر فيروس الإنفلونزا في الجسم، وتكون فعّالة بشكل أكبر عند تناولها في الساعات الأولى بعد بداية الأعراض.
يمكن للأدوية المضادة للفيروسات تقصير مدة المرض لمدة يوم أو نحو ذلك وتساعد على منع حدوث مضاعفات خطيرة.
علاج الإنفلونزا الموسمية في المنزل
بالإضافة إلى طرق العلاج المذكورة، تساعد العديد من السُبل غير الدوائية في تخفيف أعراض الإنفلونزا وتعزيز الشفاء. وتشمل:
- الراحة والحصول على قسط كاف من النوم.
- شرب السوائل، مثل الماء والأعشاب.
- المضمضة بالماء المالح لتخفيف التهاب الحلق.
- تناول الطعام الغني بالعناصر الغذائية لدعم جهاز المناعة.
- استخدام جهاز ترطيب الهواء لتخفيف الاحتقان.
- ممارسة سُبل النظافة الجيدة والتعقيم؛ لمنع انتشار الفيروس.
بينما يمكن إدارة معظم حالات الإنفلونزا الموسمية في المنزل، إلا أنه من المهم البحث عن المساعدة الطبية في حالة ظهور أعراض حادة أو إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت.
كم مدة الشفاء من الإنفلونزا الموسمية؟
يختلف وقت الشفاء من الإنفلونزا الموسمية، إذ يبدأ معظم الأفراد في الشعور بتحسن في غضون أيام قليلة إلى أسبوع، في حين قد يستغرق الأمر وقتًا أطول بالنسبة للبعض للتعافي تمامًا.
من المهم اللجوء للراحة وشرب السوائل بكميات كافية واتباع خيارات العلاج الموصى بها؛ للمساعدة في تسريع عملية الشفاء.
تشخيص الإنفلونزا الموسمية
لتشخيص الأنفلونزا الموسمية، يقيم الطبيب أعراض المريض وتاريخه الطبي، ويتحقق من وجود علامات الإنفلونزا، مثل الحمى الشديدة أو الضيق التنفسي في أثناء فحصه السريري.
في بعض الحالات، قد تُجرى بعض الاختبارات، مثل اختبار الفحص السريع للإنفلونزا أو زرع مسحة من البلعوم أو الأنف، لتأكيد وجود فيروس الإنفلونزا. تساعد هذه الاختبارات في تحديد سلالة الفيروس الخاصة وتوجيه قرارات العلاج.
كيف أحمي نفسي من الإنفلونزا الموسمية؟
يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بالتطعيم السنوي ضد الإنفلونزا لكل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر فما فوق للمساعدة في منع انتشار فيروسات الإنفلونزا.
تحفز إبرة الإنفلونزا الجهاز المناعي على إنتاج الأجسام المضادة التي تحمي ضد فيروسات الإنفلونزا المتوقع أن تكون الأكثر شيوعًا في الموسم الحالي.
كما يمكن أن تساعد ممارسات النظافة الجيدة في منع انتشار الإنفلونزا الموسمية، وهي تشمل:
- غسل اليدين بانتظام بالصابون والماء لمدة لا تقل عن 20 ثانية.
- استخدام معقم اليدين عندما لا يكون هناك صابون وماء.
- تجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص المرضى.
- تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس.
- تجنب لمس الوجه، خاصة العينين والأنف والفم.
من خلال اتباع هذه الإرشادات، يمكن للأفراد الحفاظ على صحتهم والوقاية من الإنفلونزا الموسمية بفعالية.
مضاعفات وآثار ما بعد الإنفلونزا
على الرغم من أن الإنفلونزا قد تمر لدى الكثير بأعراض طفيفة غير مقلقة، إلا أن البعض يتعرض لخطر المضاعفات التالية:
- الالتهاب الرئوي: يُعد التهاب الرئة إحدى المضاعفات الشائعة للإنفلونزا الموسمية، خاصة في الأفراد الذين يعانون من جهاز مناعي ضعيف، أو أمراض مزمنة. يتطلب ذلك العلاج الفوري بالمضادات الحيوية.
- التهاب الجيوب الأنفية والأذن: يمكن أن تؤدي الإنفلونزا الموسمية أيضًا إلى الإصابة بالعدوى الثانوية، التي قد تسبب أعراضاً، مثل ألم الوجه، واحتقان الأنف، وألم الأذن.
قد يعاني الأفراد الذين لديهم حالات طبية مزمنة، مثل الربو والسكري وأمراض القلب، من تفاقم حالتهم خلال فترة الإنفلونزا الموسمية. يتعين على الأفراد ذوي هذه الحالات مراقبة أعراضهم عن كثب والبحث عن الرعاية الطبية إذا لزم الأمر.
ما الفرق بين كورونا والانفلونزا؟
يعد فيروس كورونا (COVID-19) والإنفلونزا من الالتهابات الفيروسية التنفسية المعدية، ولكن هناك بعض الاختلافات الرئيسية بينهما:
- سبب الإصابة: ينجم مرض كوفيد-19 عن فيروس كورونا، المعروف باسم SARS-CoV-2، بينما تنتج الإنفلونزا عن فيروسات الإنفلونزا بسلالاتها المختلفة كل عام.
- الأعراض: يظهر كلاً من كوفيد- 19 والإنفلونزا بأعراض مشابهة، مثل الحمى والسعال والتهاب الحلق والتعب، ومع ذلك، فإن فقدان حاسة التذوق والشم أمر خاص بكوفيد -19 ولا يظهر عادةً في حالات الإنفلونزا.
كما تميل أعراض كوفيد-19 إلى الاستمرار لفترة أطول من أعراض الإنفلونزا، ومن المحتمل أن يصبح ضيق التنفس أكثر حدة ويدوم طويلاً.
- المضاعفات: قد يؤدي كلا المرضين إلى الالتهاب الرئوي، ولكن ارتبط كوفيد- 19 بمجموعة واسعة من المضاعفات التي تؤثر على أعضاء مختلفة، بما في ذلك القلب والكلى والدماغ والرئتين.
- العلاج: تُستخدم الأدوية المضادة للفيروسات لكلا المرضين ولكنها تكون خاصة بكل فيروس.
في حين أن فيروس كورونا والإنفلونزا يشتركان في الأعراض وطرق الانتقال، إلا أنهما ناجمان عن فيروسات مختلفة ولهما خصائص مميزة من حيث مدة الأعراض والمضاعفات وطرق العلاج.
من المهم اتباع إرشادات الصحة العامة، مثل ارتداء الكمامات وممارسة التباعد الاجتماعي والتطعيم، لمنع انتشار هذين المرضين التنفسيين في نفس الوقت.
الإنفلونزا الموسمية هي مرض تنفسي شائع يؤثر في ملايين الأفراد حول العالم. فهم الأعراض و خيارات العلاج والتدابير الوقائية يمكن أن يساعد الأفراد على إدارة الإنفلونزا بفعالية وتقليل تأثيرها في صحتهم. من خلال ممارسة النظافة الجيدة، وأخذ التطعيم الموصى به، والبحث عن المساعدة الطبية عند الضرورة، يمكن للأفراد حماية أنفسهم والآخرين من المضاعفات الخطيرة.
أيضا