تعد أمراض القلب أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، وتستدعي الاهتمام من المريض وعائلته بكل جوانب الحياة، فهذا المقال سنلقي الضوء عن أعراض أمراض القلب التاجية وطرق التشخيص والعلاج.
ما هي أمراض القلب التاجية
أمراض القلب التاجية أو ما يسمى بأمراض الشرايين التاجية، هو الأمراض الناتجة عن تضيق الشرايين التاجية المسئولة عن تغذية عضلة القلب مما يقلل من تدفق الدم المحمل بالأكسجين والمواد الغذائية لعضلة القلب مؤديا إلى ظهور الأعراض.
يحدث تضيق الشرايين التاجية بسبب تصلب الشرايين نتيجة لتراكم جزيئات الكوليسترول والدهون على جدران الشرايين، فتقل فتحة الشرايين مما يقلل كمية الدم فيها المتدفق عبر الشرايين لتغذية عضلة القلب للقيام بوظيفتها في ضخ الدم بكفاءة إلى بقية أجزاء الجسم.
ويتم تقسيم مرض الشريان التاجي إلى:
- مرض الشريان التاجي الانسدادي
في هذا النوع يحدث انسداد لشرايين القلب التاجية بنسبة قد تزيد عن 50% أو بشكل كامل في الشرايين الكبيرة المتواجدة على سطح عضلة القلب مؤديا إلى ظهور النوبة القلبية أو الذبحة الصدرية.
- مرض الشريان التاجي غير الانسدادي
في هذا النوع يحدث فقط تضيق في الشرايين التاجية الكبيرة بسبب تراكم جزيئات الكوليسترول على جدران الشرايين فيحدث التهاب الشرايين أو تصلب الشرايين.
- مرض الأوعية الدموية التاجية الدقيقة
أما في هذا النوع، فقد يحدث المرض عن طريق تراكم اللويحات على جدران الأوعية الدموية الدقيقة المتواجدة في أنسجة عضلة القلب.
تعرف علي : أفضل استشاري جراحة القلب في السعودية
كيف تؤثر امراض القلب التاجية على تدفق الدم للقلب
نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول على جدران الشرايين التاجية، فيحدث تضييق أو انسداد الشرايين مما يقلل من المساحة المتاحة لمرور الدم لتزويد القلب بالأكسجين والمغذيات، فينتج عنه مرض القلب التاجي الذي يؤثر على:
- كمية الدم الواصلة إلى القلب وبالتالي نقص في تغذية القلب وعدم قدرة القلب على العمل على نحو صحيح.
- ضعف عضلة القلب نتيجة نقص التروية والتغذية الواصلة لها.
- زيادة خطر الإصابة بنوبة القلب نتيجة الانسداد التام في أحد الشرايين التاجية وموت جزء من عضلة القلب.
العوامل الرئيسية التي تسبب تضيق الشرايين التاجية
يعد السبب الرئيسي لضيق شرايين القلب التاجية هو تصلب الشرايين بسبب تراكم جزيئات الكوليسترول والصفائح والخلايا الأخرى على الجدران الداخلية للشرايين، مما يؤدي إلى تضيقها أو انسدادها، ولكن هناك بعض عوامل الخطر والأمراض التي تزيد من خطر الإصابة وهي كالآتي:
- ارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.
- ارتفاع ضغط الدم.
- التدخين
- التوتر والعصبية.
- وجود تاريخ عائلي.
- وجود بعض الأمراض الخلقية.
- الخمول البدني وعدم ممارسة الرياضة.
- اتباع نظام غذائي غير الصحي.
- مرض السكري.
- السمنة.
- قلة النوم.
- أمراض الكلى المزمنة.
- التقدم في العمر
- استخدام وسائل منع الحمل الهرموني للنساء.
- انقطاع الطمث المبكر عند النساء (قبل سن 40).
- الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة.
- وجود تاريخ من سكري الحمل، أو تسمم الحمل.
تعرف ايضًا علي : ما هي أعراض مرض القلب المبكر؟ ومتى تبدأ مشاكل القلب؟
كيفية الوقاية من أمراض القلب التاجية
نظرا لأن أمراض الشرايين التاجية تحدث بشكل رئيسي نتيجة ممارسة العادات اليومية غير الصحية على المدى الطويل، فعند تجنب هذه العادات واستبدالها بكل ماهو معزز لصحة القلب يقينا من أمراض الشرايين التاجية، وتشمل أهم نصايح الوقاية، على مايلي:
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يكثر فيه من تناول الخضراوات والفواكه.
- الابتعاد عن تناول الأطعمة الدهنية، والوجبات السريعة،.
- الإعتدال في تناول السكريات، وضبط مستويات السكر ضمن المستوى الطبيعي.
- الإقلاع عن التدخين.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الحفاظ على وزن صحي، واتباع حمية غذائية لتقليل الوزن الزائد للذين يعانون من السمنة.
- متابعة قياسات ضغط الدم بصورة منتظمة.
أعراض مرض القلب التاجي
تختلف شدة الأعراض بين مرضى الشرايين التاجية، بعض الأحيان قد لا يعاني المريض من أي أعراض خاصة في بداية المرض، ومع تقدم المرض تبدأ الأعراض في الظهور بشكل واضح، وهي كالآتي:
- الشعور بالإرهاق والضعف العام.
- الشعور بضيق التنفس خاصة عند القيام بمجهود.
- اضطراب ضربات القلب.
- الدوخة والغثيان.
- حرقة المعدة.
- ألم في منطقة الصدر.
- التعرق البارد.
- الشعور بألم في منطقة الظهر و الكتف أحياناً.
هل تعرف ما أخطر أنواع أمراض القلب؟
كيفية التمييز بين الذبحة الصدرية والنوبة القلبية
ترتبط الذبحة الصدرية والنوبة بمرض الشرايين التاجية، وفي كلاهما يشعر المريض بألم شديد في الصدر قد يأتي على نحو مفاجئ بعد القيام بمجهود، و يتلخص الفرق بينهم فيما يلي:
- الذبحة الصدرية
تحدث نتيجة عدم حصول القلب على الكمية الكافية من الأكسجين للعمل بشكل صحيح نتيجة تضيق الشرايين التاجية فلا يستطيع إمداد الجسم بالدم الكافي.
تحدث عادة بعد بذل مجهود بدني او عاطفي حيث يشعر المريض بألم في الصدر يشبه الضغط او الثقل قد ينتشر إلى الذراع أو الكتف او الرقبة، مع ضيق في التنفس وتعب.
وأهم ما يميز الذبحة الصدرية هي أن الأعراض تزول بعد أخذ قسط من الراحة أو تناول دواء النترات.
- النوبة القلبية
تحدث بسبب موت جزء من عضلة القلب نتيجة انسداد تام في أحد الشرايين التاجية، تتميز الأعراض بشعور المريض بالم حاد يستمر حتى مع الراحة، وضيق في التنفس والتعرق الشديد والشعور بالغثيان والرغبة في القيء مع الشعور بالدوخة وقد يصل للإغماء، لا يزول ألم النوبة القلبية حتى مع الراحة او تناول الأدوية.
كيفية تشخيص أمراض القلب التاجية
تشمل الفحوصات الطبية التي تساعد الأطباء على تشخيص أمراض شرايين القلب التاجية على مايلي:
- الفحص البدني وقياس مستوى ضغط الدم.
- فحوصات الدم، أهمها فحص مستويات الكوليسترول وإنزيمات القلب.
- تخطيط القلب الكهربائي أو رسم القلب، لاختبار النشاط الكهربائي للقلب.
- القسطرة القلبية، لتصوير الشرايين التاجية وتحديد مناطق التضييق أو الانسداد.
- التصوير بالرنين المغناطيسي، لتوفير صور مفصلة للقلب والشرايين ومعرفة الأجزاء التالفة.
- التصوير المقطعي المحوسب، لتوفير صورة مفصلة للشرايين التاجية، ويستخدم أيضا لتقييم كمية الكالسيوم في الشرايين.
- اختبار الإجهاد، لمعرفة أداء القلب عند بذل مجهود بدني.
- فحص الكالسيوم التاجي، يقيس كمية الكالسيوم في جدران الشرايين التاجية.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن عيش حياة طبيعية مع مرض القلب التاجي؟
مع الرعاية المناسبة وتغيير نمط الحياة إلى نمط صحي يتناسب مع حالة شرايين القلب والالتزام بخطة العلاج وتوجيهات الطبيب، بالتأكيد يمكن عيش حياة طبيعية مع مرض شريان القلب التاجي.
وتشتمل اهم نصائح وتعليمات التي تساهم في تعايش المريض بصورة أفضل مع أمراض الشرايين التاجية، على مايلي:
- الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة، وعدم التوقف عن تناولها أو تغيير الجرعات دون استشارة الطبيب.
- تجنب تناول الطعام المالح للمحافظة على توازن ضغط الدم.
- عدم تناول الطعام الدهني لتقليل مستوى الكوليسترول بالدم.
- المحافظة على مستويات سكر الدم الطبيعية.
- ممارسة الرياضة بإنتظام، بعد استشارة الطبيب.
- إنقاص الوزن والتخلص من السمنة.
- الإقلاع عن التدخين.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، والإكثار من مصادر الألياف، مثل الخضار، والفواكه، والحبوب الكاملة.
ما هي الأطعمة التي يجب تجنبها للوقاية من أمراض القلب التاجية؟
يجب على مريض القلب اتباع نظام غذائي خاص لدعم صحة القلب وتقليل الضغط عليه وتجنب مضاعفات أمراض القلب الخطيرة والمهددة لحياته. فيجب على مريض القلب التركيز في وجباته على العناصر الغذائية الهامة، مثل البروتين الخالي من الدهون، والخضروات، والفواكه، والمكسرات، والأسماك الدهنية، وعلى الجانب الأخر الابتعاد عن الأطعمة التي يمكن أن تزيد من سوء حالته الصحية، مثل:
- الأطعمة الغنية بالصوديوم؛ لأنه يرفع ضغط الدم، كالأطعمة المعلبة والمخللات، والوجبات السريعة، واللحوم المصنعة.
- الأطعمة الغنية بالسكريات؛ تساهم في زيادة الوزن كالمشروبات الغازية، والحلويات الكيك، والعصائر المحلاة.
- الأطعمة الغنية بالكوليسترول لأنه يزيد من تراكم اللويحات على جدران الشرايين، مثل صفار البيض، والأطعمة المقلية، والغنية بالدهون المشبعة والمتحولة.
هل ممارسة الرياضة آمنة للأشخاص المصابين بأمراض القلب التاجية؟
يخشى كثير من مرضى القلب ممارسة الرياضة خوفا على القيام بأي مجهود يضعف القلب ولكن بشكل عام تعد الرياضة آمنة لمرضى القلب بل هي موصى بها بشدة، بشرط اختيار الرياضة المناسبة لحالتك الصحية وبعد استشارة الطبيب، حيث تعمل الرياضة على:
- تقوية عضلات القلب وزيادة كفائة ضخ الدم.
- تحسين الدورة الدموية للقلب والتقليل من الضغط على القلب.
- خفض ضغط الدم.
- خفض مستويات الكوليسترول الضارة بالدم.
- تحسين مستوى السكر في الدم.
- تقليل الضغط العصبي والتوتر.
ويجب استشارة الدكتور لطبيعة الرياضة المناسبة لحالة قلبك وعادة تكون رياضة المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات مناسبة، لكن يجب أن تبدأ ببطء وعلى نحو تدريجي والتوقف فورا عند الشعور بالتعب أو ضيق التنفس.
هل يمكن علاج مرض القلب التاجي من خلال الأدوية فقط أم يحتاج إلى جراحة؟
يقرر الطبيب خيار العلاج المناسب لمريض الشريان التاجي اعتمادا على، مرحلة المرض، وشدة ضيق الشرايين او انسدادها، عمر المريض، وحالته الصحية العامة والمعاناة من اي أمراض أخرى، والاستجابة للعلاج.
ففي الحالات البسيطة أو المتوسطة من ضيق الشرايين التاجية يبدأ الطبيب بالعلاج بالأدوية، ثم ملاحظة استجابة المرض، حيث تشمل هذه الأدوية على:
- أدوية خفض الكوليسترول.
- أدوية لعلاج ضغط الدم المرتفع.
- ادوية السيولة أو مانعات الجلطات.
- مسكنات الألم، مثل النيتروجلسرين لتخفيف ألم الصدر.
في حالة عدم استجابة المرض للأدوية وإذا كانت الانسدادات في الشرايين التاجية شديدة، قد يلزم الطبيب اللجوء إلى الجراحة، مثل القسطرة القلبية لإزالة الانسدادات ووضع دعامات، وجراحة مجازة الشريان التاجي لإنشاء مسارات جديدة للدم حول المناطق المسدودة.
وفي الختام، على الرغم من خطورة أمراض القلب التاجية وتأثيرها على حياة المريض إلا أن التعاون بين الطبيب والمريض والالتزام بخطة العلاج المناسبة تجعل من السهل التعايش مع المرض. يمكنك التواصل معنا في مستشفى الموسى التخصصي والحجز والاستفسار على الأرقام المدونة على الموقع.
المصادر والمراجع :
American Heart Association – Coronary Artery Disease
National Heart, Lung, and Blood Institute (NHLBI) – Coronary Artery Disease Risk Factors
قد يعجبك
أيضا
أيضا
كن على اطلاع بأخر الاخبار لدينا
