

تواجه العديد من النساء الحوامل تساؤلات حول مدى تأثير الصيام على صحتهن وصحة الجنين، خاصة مع حلول شهر رمضان المبارك، وتتزايد المخاوف بشأن الحصول على التغذية الكافية ومدى تأثر نمو الجنين وحركته بسبب الامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة، فهل الصيام آمن للحامل؟ وما هي أهم الفوائد والمخاطر المحتملة؟ وهل يمكن أن يؤثر على وزن الجنين أو حركته داخل الرحم؟ في هذا المقال المقدم من مستشفى الموسى التخصصي، نستعرض أحدث الدراسات والتوصيات الطبية لنقدم لك إجابات واضحة وموثوقة حول اثار الصيام على الحامل وأهم النصائح الغذائية والصحية للحامل في رمضان.
اثار الصيام على صحة الحامل
يعتمد قرار صيام المرأة الحامل بشكل كبير على حالتها الصحية الفردية، ودائما ننصح باستشارة الطبيب قبل اتخاذ هذا القرار، وتتراوح آثار الصيام على الحامل بين الإيجابية والسلبية اعتمادا على صحة الحامل العامة قبل الحمل ومرحلة الحمل وعدد ساعات الصيام والطقس ووجود أي مضاعفات حمل مثل سكري الحمل أو فقر الدم.
وتشتمل أبرز اثار الصيام على الحامل الإيجابية، على مايلي:
- تحسين الهضم، بسبب إراحة الجهاز الهضمي، مما قد يخفف من بعض المشاكل الشائعة في الحمل مثل الانتفاخ وحرقة المعدة.
- التحكم في الوزن وتنظيم زيادة الوزن لدى بعض الحوامل، مما يقلل من خطر الزيادة المفرطة.
- الوقاية من سكري الحمل في بعض الحالات، لأن الصيام قد يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم.
بينما تشمل المخاطر المحتملة للصيام على الحامل، على مايلي:
- الجفاف، نتيجة لعدم شرب كمية كافية من السوائل خلال فترة الإفطار.
- نقص التغذية، لعدم حصول الأم والجنين على العناصر الغذائية الضرورية لنمو الجنين، مثل البروتينات والفيتامينات والمعادن.
- انخفاض وزن الجنين، خاصة في الأشهر الأولى من الحمل.
- الإعياء والضعف العام والشعور بالإرهاق نتيجة انخفاض مستويات السكر في الدم خلال ساعات الصيام الطويلة.
- الولادة المبكرة وذلك في حالات نادرة؛ حيث يزيد الجفاف الشديد من احتمالية حدوث انقباضات مبكرة في الرحم.
- علاقة الصيام بحركة ونمو الجنين
تعتمد العلاقة بين الصيام وحركة ونمو الجنين على عوامل مختلفة منها حالة الأم الصحية ومرحلة الحمل، وبشكل عام، يعتبر الصيام آمن في حالات معينة وتحت إشراف طبي، ولكنه قد يشكل خطرا في حالات أخرى.
وتشمل اثار الصيام على الحامل من جهة نمو الجنين وحركته على مايلي:
- انخفاض وزن الجنين، وهو أحد المخاطر المحتملة للصيام، خاصة إذا لم تحصل الأم على تغذية كافية بين الإفطار والسحور.
- نقص التغذية والأكسجين، فالصيام لفترات طويلة قد يسبب انخفاض في مستويات السكر في دم الأم، مما يقلل من إمداد الجنين بالطاقة والأكسجين اللازمين لنموه وتطوره، وهذا قد يؤثر على نمو الجمجمة والوجه والجسم بشكل عام.
- ارتفاع مستوى هرمونات التوتر مثل الكورتيزول لدى الأم، والذي يمكن أن يؤثر على نمو الجنين على المدى الطويل، وقد يرفع من خطر الإصابة ببعض المشاكل الصحية لاحقا في حياته.
- انخفاض حركة الجنين، فقد يؤدي الصيام ونقص السوائل والغذاء إلى شعور الجنين بالضيق، مما قد يجعله يقلل من حركته.
تعرفى على : متى يبدأ غثيان الحمل؟ وهل له علاقة بجنس الجنين؟
نصائح غذائية وصحية للحامل في رمضان
لتجنب اثار الصيام على الحامل السلبية، فيما يلي بعض النصائح الغذائية والصحية التي يمكنك اتباعها إذا كنت ترغبين في الصيام خلال شهر رمضان:
- استشارة الطبيب قبل الصيام، وهذه هي النصيحة الأهم على الإطلاق، الصيام أثناء الحمل ليس آمن للجميع، ويعتمد الأمر على صحة الأم العامة ووجود أمراض وصحة الجنين ونموه ومرحلة الحمل.
- الالتزام بتناول وجبة السحور قبل الفجر مباشرة، فهي الوجبة الأهم للحامل، فهي تمدها بالطاقة طوال اليوم، ويجب التركيز على تناول الكربوهيدرات المعقدة والبروتين والألياف.
- تجنب تناول السكريات البسيطة مثل الحلويات فهي ترفع السكر بسرعة ثم تهبط بسرعة وتسبب الجوع والإرهاق.
- عند تناول وجبة الإفطار، ابدئي بشكل تدريجي لتهيئة جسمك للطعام ويفضل البدء ب3 حبات تمر كمصدر سريع للطاقة وغني بالألياف.
- التركيز في وجبة الإفطار على البروتين الخفيف كالسمك المشوي والدجاج بدون جلد والنشويات المعقدة مثل الأرز البني مع الخضروات المتنوعة.
- تجنبي تناول الأطعمة المقلية والدسمة والحارة التي تسبب عسر الهضم والحموضة في وقت الإفطار.
- تناول وجبات خفيفة بين الإفطار والسحور وجبتين على الأقل، وتتضمن الفواكه الطازجة والمكسرات غير المملحة والزبادي أو اللبن.
- اشربي ما لا يقل عن 8-10 أكواب من الماء بين الإفطار والسحور.
- تجنبي المشروبات التي تحتوي على الكافيين لأنها مدرة للبول وتسبب الجفاف.
- تجنبي الجهد والتمارين الشاقة أثناء النهار.
- خذي قسط كافي من النوم أثناء الليل وحاولي أخذ قيلولة قصيرة خلال النهار إذا أمكن لتجديد الطاقة.
- ابقي في أماكن مكيفة أو جيدة التهوية أثناء النهار وتجنبي التعرض المباشر لأشعة الشمس.
التعامل مع الغثيان أثناء الصيام
بعد معرفة اثار الصيام على الحامل فإن التعامل مع الغثيان أثناء الصيام للحامل يتطلب استراتيجية ذكية تركز على منع حدوثه وكذلك تخفيفه عند الظهور، ننصحك باتباع مايلي:
- تجنبي الأطعمة الدسمة أو المقلية أو الحارة خاصة عند السحور فهي تهيج المعدة وتزيد من حدة الغثيان.
- ركزي على النشويات البسيطة والبروتين الخفيف عند الإفطار والسحور.
- لا تملئي معدتك بشكل تام أثناء فترة الإفطار وقسمي إفطارك إلى وجبتين أو ثلاث وجبات خفيفة بين المغرب والسحور.
- اشربي كميات صغيرة ومتفرقة من الماء بين الإفطار والسحور بدل من شرب كمية كبيرة مرة واحد، وتجنبي شرب كميات كبيرة من الماء أثناء الوجبات لأن ذلك يسبب امتلاء المعدة والشعور بالغثيان.
- ابدئي دائما بأطعمة خفيفة وجافة عند تناول الإفطار مثل حبة تمر واحدة أو اثنتين.
- للتخفيف أثناء نوبة الغثيان أثناء النهار قومي باستنشاق الروائح المنعشة مثل زيت النعناع العطري أو الليمون.
- اشغلي نفسك بعمل هادئ أو قراءة كتاب أو التنزه في مكان جيد التهوية للمساعدة في تشتيت الانتباه عن الغثيان.
- عدم الاستلقاء مباشرة بعد الأكل، اجلسي بشكل مستقيم أو استلقي مع رفع الجزء العلوي من الجسم بوسادات.
- تجنبي الأماكن الحارة أو سيئة التهوية، فهي تزيد من الشعور بالغثيان.
يمكنك قراءة ايضًا : تسمم الحمل الأعراض الأسباب وطرق الوقاية
علامات تحذيرية تستدعي إيقاف الصيام
باتباع بعض النصائح التي ذكرناها بالاعلى يمكن تجنب اثار الصيام على الحامل السلبية ولكن هناك علامات تحذيرية تستدعي إيقاف الصيام على الفور والتوجه للطبيب، ومن امثلتها:
- علامات الجفاف الشديد، لأنه يؤثر على كمية السائل الأمينوسي المحيط بالجنين، مثل قلة التبول بشكل ملحوظ اي أقل من 3-4 مرات في اليوم أو لون البول الداكن جدا وذو رائحة قوية، جفاف شديد في الفم والجلد.
- الشعور بالدوخة الشديدة والدوار أو الإغماء.
- انخفاض سكر الدم وتشمل علاماته على شعور شديد بالارتعاش والضعف العام والتعرق البارد والشعور بالارتباك وعدم التركيز أو الدوخة، وتشوش الرؤية أو عدم وضوحها.
- خفقان القلب.
- انخفاض ملحوظ في حركة الجنين أو نشاطه المعتاد.
- توقف حركة الجنين تماما لفترة طويلة، خاصة بعد الأسبوع الـ 24.
- ألم مستمر أو تقلصات في أسفل الظهر.
- الشعور بضغط متزايد في منطقة الحوض.
- أي نزيف مهبلي أو نزول إفرازات مائية يدل على انفجار كيس الجنين.
- صداع قوي لا يتحسن مع الراحة او مصحوب باضطرابات في الرؤية.
- غثيان شديد يتعارض مع قدرتك على أداء مهامك اليومية.
- فقدان الوزن خلال فترة الحمل.
تعرفى على : العناية بالحامل في الشهور الأولى
انخفاض مستوى السكر عند الحامل في رمضان
يعد انخفاض مستوى السكر في الدم هو أحد أكثر اثار الصيام على الحامل الشائعة، وذلك بسبب احتياجات الجنين من الجلوكوز بشكل مستمر من دمك، حتى أثناء الصيام.
كما أنه خلال الحمل، تفرز المشيمة هرمونات تجعل خلايا جسم الأم أكثر مقاومة للأنسولين وذلك لضمان وصول الغذاء للجنين، مما قد يؤدي إلى تقلبات شديدة في سكر الدم.
وتشتمل أعراض انخفاض السكر في الدم على مايلي:
- رعشة أو ارتعاش في اليدين.
- تعرق بارد مفاجئ.
- شحوب في الوجه.
- خفقان القلب.
- شعور شديد بالجوع.
- دوخة أو دوار.
- صداع.
- توتر أو عصبية غير معتادة.
- تشوش الرؤية أو عدم وضوحها في الحالات الشديدة.
- ارتباك وعدم اتزان.
أسباب وطرق تخفيف صداع الحامل خلال الصيام
يعد صداع الحامل خلال الصيام هو أمر شائع، ووراءه عدة أسباب تشتمل على:
- انخفاض مستوى السكر في الدم.
- الجفاف.
- انسحاب الكافيين، إذا كنت معتادة على شرب القهوة أو الشاي بانتظام.
- قلة النوم أو تغير مواعيده.
- التوتر والإجهاد والتغير في روتين الحياة والقلق بشأن الصيام وصحة الجنين.
- انخفاض ضغط الدم، خاصة في الثلث الأول والثاني من الحمل.
ولكن لحسن الحظ هناك طرق فعالة لتخفيفه، ومن أمثلتها:
- الوقاية من الإصابة بالصداع وذلك عبر التركيز على تناول الكربوهيدرات المعقدة في السحور فهي تطلق الطاقة ببطء وتحمي من هبوط السكر، وكذلك أضيفي بروتين مع الوجبة ليبقيك شبعاء لفترة أطول.
- الترطيب الكافي وشرب المياه بانتظام، هدفك 8-10 أكواب ماء موزعة بين الإفطار والسحور.
- تجنبي تناول المشروبات المدرة للبول مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية.
- النوم والراحة وخذي قيلولة قصيرة أثناء النهار لتعويض النقص.
- عند الشعور بالصداع عليكي بالراحة في مكان هادئ ومظلم لبضع دقائق مع وضع قطعة قماش باردة على جبهتك ودلكي جبهتك والصدغين ومنطقة أسفل الرقبة برفق.
- الاستحمام بماء فاتر يمكن أن يساعد على استرخاء العضلات وتخفيف الصداع.
وفي الختام، يبقى قرار الصيام خلال الحمل قرار شخصي ومسؤولية مشتركة بين الأم وطبيبها المعالج، فبينما تشير العديد من الدراسات إلى أن الصيام قد يكون آمن للحوامل الأصحاء في بعض الحالات، إلا أنه لا يمكن إغفال المخاطر المحتملة على صحة الام ونمو الجنين، وخاصة في الحالات التي تعاني فيها الأم من ظروف صحية معينة أو يكون الحمل في مراحله الأولى أو الأخيرة.
ولضمان سلامة الأم والجنين، يجب دائما استشارة الطبيب المختص قبل اتخاذ قرار الصيام، حيث يقدم مستشفى الموسى التخصصي رعاية طبية شاملة للحوامل، حيث يضم نخبة من الأطباء المتخصصين في مجال النساء والولادة، والذين يمكنهم تقديم النصح والإرشاد اللازمين بناء على الحالة الصحية الفردية لكل حامل، ومتابعة نمو الجنين وحركته لضمان سير الأمور على أكمل وجه.
الأسئلة الشائعة
هل الصيام يضر الحامل في الشهور الأولى
لا يمكن القطع في أجابة هذا السؤال ولكن الصيام في الشهور الأولى يعتبر الأكثر تحديا وخطورة، وذلك للأسباب التالية:
- مرحلة تكوين حرجة حيث يتم تكوين جميع الأعضاء الرئيسية للجنين كالدماغ والقلب والعمود الفقري.
- معاناة معظم النساء من أعراض حمل مزعجة كالغثيان والقيء.
ولكن بعض النساء اللاتي يتمتعن بصحة جيدة ولا يعانين من أعراض حمل قوية قد يتمكن من الصيام دون مشاكل، ولكن هذا القرار يجب أن يتخذ فقط بعد استشارة الطبيب.
هل الصيام يؤثر على الحامل في الشهر السابع
الصيام في الشهر السابع وهو جزء من الثلث الثالث من الحمل له اعتباراته الخاصة التي تختلف عن الأشهر الأولى، وقد يكون أكثر صعوبة وتحديا منه في الثلث الثاني، وذلك للأسباب التالية:
- ارتفاع احتياجات الطاقة والغذاء حيث يكون الجنين في ذروة نموه من حيث اكتساب الوزن وتطور الدماغ.
- زيادة خطر الجفاف لان حجم الدم في جسمك يزيد بنسبة 40-50%، وتحتاجين إلى سوائل أكثر للتعامل مع هذا الحجم.
- الأعراض الجسدية المرهقة نتيجة زيادة وزن الجنين وصعوبة الحركة والنوم.
ولكن يمكن لبعض الحوامل الصيام في الشهر السابع بشرط أساسي وهو موافقة الطبيب بعد الفحص، وذلك إذا كانت صحة الأم مستقرة بشكل تام ولا تعاني من أي مضاعفات.
وكان نمو الجنين طبيعيا ومطابق للحمل ولا تعاني الأم من فقر الدم أو سكري الحمل أو ارتفاع ضغط الدم.
هل الجوع أثناء الصيام يؤثر على الجنين؟
يعتمد الإجابة على هذا السؤال على صحة الأم ومرحلة الحمل وكيفية إدارة الصيام، وبشكل عام، الجوع أثناء الصيام لا يؤثر على الجنين السليم لدى الأم السليمة إذا كان الصيام محدود ومصحوب بالتغذية السليمة أثناء الإفطار.
لأن جسم الأم مصمم لحماية الجنين عند حرمانه من الطعام، يوجه الجسم العناصر الغذائية أولا إلى الجنين، وتأخذ هي الباقي. لذلك، قد تتأثر صحة الأم بالشعور بالإرهاق قبل أن يتأثر الجنين.
ولكن هذا ليس مطلق، وهناك حالات يمكن أن يصبح فيها الجوع خطر إذا كانت الأم تعاني من سوء التغذية أساسا، او إذا أدى الصيام إلى جفاف حاد أو صاحبه انخفاض حاد ومستمر في سكر الدم.
يمكنك التواصل معنا على ارقامنا المدونة على الموقع للمزيد من التفاصيل والحجز والاستفسار.
المصادر
أيضا