تعرف علي احتياجات الطفل التوحدي

احتياجات الطفل التوحدي تختلف بعض الشيء عن الطفل العادي، حيث يجد البعض صعوبة في توفير احتياجاته اليومية وتربيته بوجه عام، خاصة أن مرض التوحد يؤثر على تفاعل الطفل وتواصله مع الآخرين، وعلى جانب آخر تختلف أيضًا احتياجات الطفل التوحدي من حالة إلى أخرى، لذلك يجب فهم متطلباتهم الفردية والتعامل معها بالشكل المطلوب، داخل مركز الرفاه التابع لمستشفى الموسى الصحية يمكننا معرفة كافة التفاصيل حول حالات الطفل التوحدي وكيفية التعامل مع كل حالة تحت إشراف طبي متخصص وكفء. 

ما هي احتياجات الطفل التوحدي

يكافح الآباء دائما لتقديم أفضل رعاية واهتمام للطفل التوحدي ومعرفة كيفية التعامل معه بالطريقة التي تناسبه لزيادة نموه والعمل على تطويرهم، ولكن تختلف احتياجات الطفل التوحدي وتشمل هذه الاحتياجات عدة جوانب وتتمثل فيما يلي:

الدعم الاجتماعي

يتطلب الدعم بعض الطرق لمساعدة الطفل التوحدي للتفاعل مع المحيطين به وذلك من خلال الآتي:

• التواصل: يتطلب الطفل التوحدي طرق محددة للتواصل مع الآخرين من خلال الإشارة أو الكلام أو باستخدام الصور.
• التفاعل الاجتماعي: يحتاج دائمًا الأطفال المتوحدون إلى فرص تمكنهم من التفاعل مع عائلاتهم والعمل على تطوير مهاراتهم.
• الاحتواء: ينبغي أن يشعر المتوحد دائمًا بالقبول من الآخرين والمجتمع والقيام بالأنشطة الاجتماعية التي تقوم بها العائلة.

الدعم السلوكي والنفسي

يحتاج الأطفال المصابون بالتوحد إلى الدعم الكلي لإدارة سلوكياتهم والتعامل معها خاصة في نوبات الغضب، كما أن العلاج السلوكي له دور فعال لاكتساب مهارات جديدة وتعديل السلوك الغير مرغوب به، علاوة على ذلك من أهم احتياجات الطفل التوحدي هو تقديم الدعم النفسي له ومساعدتهم على مواجهة كاف التحديات.

الدعم الطبي

التشخيص المبكر للحالة لمعرفة الدعم المناسب لها وتوفيره باستمرار، كما أن هناك بعض الحالات التي تحتاج إلى علاج طبي للتخلص من اضطرابات النوم أو علاج مشاكل المعدة والجهاز الهضمي، والتدخل المبكر وتقديم العلاج المناسب للحالة يساعد على تطوير مهارات الطفل وزيادة اندماجه بالمجتمع المحيط به.

الدعم التعليمي

الجدير بالذكر أن احتياجات الطفل التوحدي مثله مثل أي طفل يحتاج تقديم الدعم التعليمي الذي يتناسب مع حالته، حيث هناك بعض البرامج التعليمية المخصصة للأطفال المصابين بالتوحد توفر احتياجاتهم الفردية مع التركيز على إظهار نقاط القوة التي يمتلكها، بما في ذلك تعليمهم المهارات الحياتية اليومية مثل العناية بالنفس وكيفية إعداد الطعام مما يزيد من استقلاليتهم دائمًا.

تعرف على: ما هي صفات التوحد وكيفية التشخيص والعلاج

ما هي سلوكيات الطفل التوحدي

هناك بعض السلوكيات المختلفة التي تظهر على الطفل التوحدي واهتمامات مختلفة، مما يجد صعوبة في التعامل مع الآخرين وتكوين علاقات اجتماعية جديدة، وتشمل هذه السلوكيات ما يلي:

• تكرار الكلمات حيث يقوم الأشخاص المصابين بالتوحد بتكرار الكلمات والعبارات سواء كانت المكتوبة أو المسموعة.
• تركيز الطفل التوحدي على بعض الأشياء المحددة سواء في الألعاب أو السيارات وغيرها لذلك توفير احتياجات الطفل التوحدي تساعد على اكتساب المزيد من المهارات وتطويرها.
• ميل الأطفال المصابون بالتوحد بترتيب الأشياء خاصة الألعاب بطريقة محددة ويشعر بالانزعاج في حالة تغيير الترتيب الخاص بهم.
• ميل الطفل في أغلب الأوقات إلى اللعب بالطرق النمطية ولا يعتمد على اللعب التخيلي.
• صعوبة بعض الحالات التكيف مع البيئة المحيطة والتغيرات الروتينية مما يسبب الشعور بالانزعاج.
• مواجهة الطفل التوحدي حساسية مفرطة تجاه المؤثرات الحسية سواء في الأضواء والروائح والأصوات وغيرها.

بالإضافة إلى ما ذكرناه فإن هناك بعض السلوكيات الصعبة التي يتعرض لها الطفل التوحدي ومنها:

• نوبات الغضب الشديدة نتيجة الشعور بالتوتر والقلق وعدم استطاعتهم للتعبير عن احتياجاتهم لبعض الأشياء.
• ظهور بعض السلوكيات العدوانية تجاه الآخرين أو تجاه نفسه حيث يقوم بضرب نفسه.
• رفض القيام ببعض المهام المطلوبة منه مع العند الشديد، لذلك يجب تسليط الضوء دائمًا على احتياجات الطفل التوحدي وتقديمها بالطريقة المناسبة له لتجنب التعرض إلى مثل هذه السلوكيات.

ما هي استراتيجيات التعامل مع الطفل التوحدي؟

توفير استراتيجيات التعامل مع الطفل التوحدي أحد أهم أساليب دعم الطفل وزيادة قدراتهم الشخصية والاجتماعية، ومن أهم هذه الاستراتيجيات ما يلي:

• يجب أولًا التركيز على إيجابيات الطفل التوحدي، فهي العامل الرئيسي لزيادة ثقتهم بنفسهم وتطوير مواهبهم، حيث كلما شعر الطفل بالتشجيع والتقدير يزيد من التحفيز على الاستمرار والتعلم مما يساعد على تقوية العلاقة بين الطفل والبيئة المحيطة به.
• تعتبر إدارة الوقت وتقديم احتياجات الطفل التوحدي أحد الأدوات التعليمية المطلوبة لكي يدرك قيمة الوقت الزمني لدى الطفل وتنظيم الأنشطة اليومية التي يقوم بها.
• يجب تعليم الأطفال المصابون بالتوحد على أساليب تهدئة الغضب فهي جزء رئيسي من التوجيه السلوكي، ويتم ذلك من خلال تمارين التنفس والاسترخاء العضلي للتعامل مع مشاعر نوبات الغضب والإحباط، وبذلك يستطيع الطفل التحكم في ردود الأفعال وتحسين مهاراته للتعامل مع الآخرين.
• يجب اتباع روتين يومي محدد مع الطفل لكي يتمتع ببيئه مستقرة دون الشعور بالقلق والتوتر وبذلك يكون الطفل أكثر قدرة على التفاعل مع الآخرين والتعلم بصورة أفضل، كما أنه تحديد وقت ثابت للأنشطة اليومية مثل اللعب أو النوم والوجبات يجعل الطفل يشعر بالأمان والاستقرار وزيادة تركيزه.
• تجدر الإشارة إلى أن احتياجات الطفل التوحدي لا تتوقف فقط على التعامل مع الآخرين بل يجب تعليم الطفل مراقبة الذات لمعرفة كيفية إدارة مشاعرهم ومعرفة العلامات الجسدية عند الشعور بالإحباط أو الغضب والتعامل معها، وبذلك يساعدك على بناء شخصية الطفل مستقلة والاستمتاع بحياة يومية أفضل.
• يجب توفير منطقة آمنة داخل المنزل للطفل التوحدي فهي من أهم الأمور لدى الطفل لكي يحصل على المساحة الخاصة به والشعور بالاستقرار وتوفير بعض العناصر الهامة مثل الألعاب المفضلة لهم والوسائد مما يساعد على تقليل التوتر والقلق لديهم.
• يجب الانتباه والتركيز على تعبيرات الطفل الغير لفظية حتى تتمكن من فهم احتياجات الطفل التوحدي والتعامل معها وذلك من خلال فهم الإشارات أو تعبيرات الوجه، وبذلك يزيد من الفهم المتبادل وتقوية العلاقة بين الطفل والبيئة المحيطة به.
• يجب وضع بعض التوقعات الواقعية في حالة التعامل مع الطفل التوحدي مما يعزز من للنمو الشخصي للطفل في المجتمع، حيث يجب أن يفهم الآباء دائمًا أن كل طفل يختلف عن الآخر ويمتلك قدرات مختلفة يجب التعامل معها بحرص لكي تناسب احتياجاتهم.

احجز استشارتك الان في مركز طب الأطفال بمستشفى الموسى التخصصي.

نصائح للتعامل مع احتياجات الطفل التوحدي 

التعامل مع الطفل التوحدي هي بمثابة فرصة لاكتشاف العالم من جانب آخر ومعرفة طرق جديدة ومبتكرة للتواصل، لذلك يجب إتباع بعض النصائح التي تمكنك من التعامل بحرص مع أطفال التوحد والتي جاءت كما يلي:

• فهم احتياجات الطفل التوحدي حيث أن لكل طفل عالم فريد ومميز خاص به يستطيع التفاعل معه بطرق متنوعة، لذلك يجب فهم اشارات الطفل والاستجابة إليها، كما يمكن التعرف على احتياجات الطفل من خلال معرفة الاهتمامات والأنشطة التي يستمتع بها وتوجيه الرعاية المطلوبة التي تناسبه.
• التحفيز والمكافآت أحد أهم الأساليب الفعالة في التعامل مع الطفل التوحدي، حيث تساعد على تشجيع السلوكيات الإيجابية لديه وزيادة قدراته والثقة بالنفس ويستطيع الوالدين تكرار مثل هذه السلوكيات لتنمية المهارات لديه.
• تدريب الطفل التوحدي للتعامل مع التغيرات الحياتية وتقبلها، بالإضافة إلى ذلك يجب توجيه الطفل لفهم الحياة بوجه عام والتعامل معها، فإن احتياجات الطفل التوحدي قد تختلف وفق التغيرات التي تحدث بالتدريج من حوله.
• طرق التعامل مع الطفل من خلال المدرسة التي تتطلب نهجًا مدروسًا ومخطط له عن طريق التواصل الواضع عبر الصور والفيديوهات أو التواصل مع المدرسين والآباء لتوفير الأساليب التربوية بين المنزل والمدرسة.
• زيادة شعور الاستقلالية لديه من خلال القيام بالمهام اليومية مثل الاستحمام وتناول الطعام وارتداء الملابس وبمرور الوقت يكتسب الطفل الثقة ويصبح أكثر استقلالية.

الاسئلة الشائعة :

ما هي الألعاب التي يحبها طفل التوحد؟

هناك بعض الألعاب الألعاب التي يميل إليها دائمًا مرضى التوحد وهي الألعاب التي تتضمن الأشكال والألوان المتشابهة مثل أقلام التلوين وألعاب المكعبات والألعاب المضيئة والموسيقية، حيث تعتبر هذه الألعاب لها عامل رئيسي في تنمية مهارات التواصل لدى الطفل وزيادة علاقاته الاجتماعية مع الأهل والأقارب وتقليل حساسيته تجاه المؤثرات الخارجية.

ما هو غذاء طفل التوحد؟

يتوقف اختيار طفل التوحد على تجنب بعض أنواع الأطعمة واستبدالها بأنواع أخرى وذلك بهدف التركيز على الأطعمة التي تحتوي على العناصر الغذائية المطلوبة، والتركيز على تناول الفواكه والخضراوات الخالية من الدهون مثل الدجاج  والسمك والأرز والاعتماد على الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والأفوكادو، ويحرص الآباء على إدخال الأطعمة الجديدة بالتدريج ضمن احتياجات الطفل التوحدي تحديدًا.

هل يستطيع طفل التوحد الأكل بمفرده؟

نعم، بالطبع يستطيع معظم أطفال التوحد الأكل بمفردهم، مع الأخذ في الاعتبار أنهم يحتاجون إلى بعض التدريب والمساعدة من المحيطين بهم وذلك من خلال تحديد مواعيد ثابتة للطعام وتقديم الوجبات على أجزاء صغيرة على مدار اليوم، علاوة على ذلك التدريب على استخدام أدوات الطعام لتسهيل الأكل بمفرده بالمعلقة أو الشوكة بيد واحدة.

وفي نهاية حديثنا حول احتياجات الطفل التوحدي فإن توفير استراتيجيات التعامل مع طفل التوحد والعمل على تقديم طرق مبتكرة لتنمية المهارات لديهم، وعلى الوالدين التمتع بالصبر والمثابرة لمساعدتهم على تنمية مهاراتهم وقدراتهم العقلية والبدنية والحصول على حياة آمنة مستقلة، ويتم ذلك بالاعتماد على الأنشطة التي تنمي مهارات التواصل الاجتماعي للطفل خطوة بخطوة، وأيضًا من خلال الاستعانة بأطباء مركز الرفاه التابع لمستشفى الموسى الصحية الماهرين الذين يتبعون برامج علاجية دقيقة لعلاج وتحديد احتياجات الطفل التوحدي. 

المصادر 

Autism Special Needs Checklist: Big Kids (Ages 6–12) – kidshealth

How to help your autistic child with day-to-day life – nhs