

يعد التهاب العصب البصري من الحالات العصبية التي تؤثر بشكل مباشر على قدرة الإنسان على الرؤية، حيث يصيب العصب المسؤول عن نقل الإشارات البصرية من العين إلى الدماغ ويؤدي إلى ضعف البصر أو فقدانه بشكل جزئي أو كلي في إحدى العينين أو كليهما، وقد يكون هذا الالتهاب ناتج عن أمراض مناعية مثل التصلب المتعدد أو بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية، ويعد تشخيصه المبكر خطوة مهمة لتجنب مضاعفات دائمة في الرؤية، لذلك من الضروري التعرف على اعراض التهاب العصب البصري وأسبابه وطرق التشخيص والعلاج المتاحة لضمان استعادة البصر أو الحفاظ عليه بأفضل صورة ممكنة.
ما هو التهاب العصب البصري؟
التهاب العصب البصري هو حالة صحية تحدث عندما يلتهب العصب البصري وهو العصب المسؤول عن نقل المعلومات البصرية من العين إلى الدماغ، هذا الإلتهاب يؤدي إلى تلف في العصب البصري الذي يتكون من ألياف عصبية مغطاة بمادة تسمى المايلين ويؤثر على قدرة العين على إرسال الإشارات المرئية بشكل صحيح، وتظهر الأعراض عادة خلال أيام وتشمل الآم حول العين تزداد عند الحركة وفقدان جزئي أو كلي للرؤية في عين واحدة غالبًا وتصير الألوان باهتة أو مضطربة، وقد يشعر المريض بفقدان جزء من المجال البصري أو رؤية ومضات ضوئية، ويمكن أن يسبب التهاب العصب البصري أعراض مثل الآتي:
- فقدان مؤقت للرؤية.
- ضعف في الرؤية أو تشويهها.
- صعوبة في تمييز الألوان.
- ألم عند حركة العين.
ومن بين الأسباب الشائعة لحدوث هذا الالتهاب التصلب المتعدد وهو مرض مناعي ذاتي يؤدي إلى تلف الميالين المغطي للأعصاب، كما يمكن أن يحدث التهاب العصب البصري نتيجة لعدوى أو أمراض مناعية أخرى، ويعد هذا الاضطراب الأكثر شيوعًا لدى البالغين الذين تقل أعمارهم عن 50 عام وغالبًا ما يؤثر على عين واحدة فقط في البداية.
تعرف على: أفضل طرق علاج التهاب الأعصاب الطرفية: الأسباب والأعراض
أعراض التهاب العصب البصري
اعراض التهاب العصب البصري تختلف من شخص لآخر لكنها غالبًا ما تظهر بشكل مفاجئ وتزيد خلال ساعات أو أيام، ومن أهم الأعراض المرتبطة بهذا الالتهاب ما يلي:
- فقدان الرؤية المؤقت أو المفاجئ: وعادة ما يصيب عين واحدة في البداية وقد يكون فقدان جزئي أو كلي ويتطور بسرعة.
- رؤية ضبابية أو تشويش في الرؤية: قد يشعر المريض بأن رؤيته غير واضحة أو مضطربة، وقد يصاحب ذلك وجود نقطة مظلمة في مجال الرؤية.
- ألم في العين: يعاني معظم المرضى من ألم خفيف أو شديد في العين، خاصة أثناء حركة مقلة العين وقد يوصف الألم بأنه وجع خلف العين.
- و من اعراض التهاب العصب البصري لبصعوبة في تمييز الألوان: حيث تبدو الألوان باهتة أو أقل وضوحًا مقارنة بالوضع الطبيعي.
- ومضات ضوئية مفاجئة: بعض المرضى يلاحظون وميض أو وميض خفيف من الضوء دون سبب واضح.
- ايضا من اعراض التهاب العصب البصري الصداع وغثيان: قد يصاحب الألم في العين صداع شديد ومزمن وفي بعض الحالات غثيان أو قيء خاصة إذا ارتبط الالتهاب بارتفاع ضغط العين.
- انخفاض سريع في الرؤية: يحدث هذا الانخفاض بسرعة وقد يتفاقم خلال ساعات أو أيام قليلة.
أسباب التهاب العصب البصري
تتنوع اعراض التهاب العصب البصري
كما تتنوع أسبابه وتختلف من حالة إلى أخرى، وقد تنجم عن اضطرابات مناعية أو عدوى أو حالات مرضية أخرى، ومن أهم الأسباب ما يلي:
- التصلب اللويحي (التصلب المتعدد): يعد السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب العصب البصري حيث يستهدف الجهاز المناعي المادة المغلفة للعصب البصري (الميالين) مما يؤدي إلى التهاب وتلف.
- أمراض المناعة الذاتية الأخرى: مثل مرض الذئبة والساركويد والتهاب النخاع والعصب البصري (NMOSD) وهي حالات تؤدي إلى رد فعل خاطئ من الجهاز المناعي ضد أنسجة الجسم.
- العدوى الفيروسية: تشمل بعض الفيروسات التي قد تسبب الالتهاب كلًا من فيروس الحصبة، فيروس النكاف، فيروس الهربس، وفيروسات أخرى قد تكون سبب في تهيج العصب البصري.
- العدوى البكتيرية: من بينها مرض لايم، حمى خدش القطط، الزهري والتي يمكن أن تؤدي إلى التهاب ثانوي في العصب البصري.
- حالات وأسباب أخرى غير محددة: يعتقد أن هناك عوامل جينية أو بيئية تلعب دور في حدوث الالتهاب، خاصة في الحالات التي لا يتم فيها تحديد سبب واضح.
احجز استشارتك الان في مركز العلوم العصبی بمستشفى الموسى التخصصي.
تشخيص التهاب العصب البصري
تشخيص التهاب العصب البصري يعتمد على مجموعة من الفحوصات السريرية والتحاليل التي تساعد الطبيب على تحديد ما إذا كان هناك التهاب أو تلف في العصب البصري، ومن أهم الطرق المستخدمة في التشخيص ما يلي:
- فحص ردود فعل الحدقة للضوء: يتم فحص استجابة بؤبؤ العين للضوء لتحديد ما إذا كان العصب البصري يعمل بشكل طبيعي أم لا. قد يُلاحظ عدم استجابة الحدقة بشكل سليم عند وجود التهاب.
- تنظير قاع العين: يستخدم الطبيب عدسة مكبرة وضوء لتقييم الجزء الخلفي من العين، بما في ذلك العصب البصري، لملاحظة أي انتفاخ أو تغير غير طبيعي.
- اختبارات النظر: وتتضمن اختبار حدة الرؤية، اختبار رؤية الالوان، اختبار المجال البصري، وهي تساعد في تقييم مدى تأثير الالتهاب على الوظائف البصرية المختلفة.
- قياس الموجات الدماغية البصرية: هذا الفحص يقيس سرعة الإشارات العصبية المنقولة من العين إلى الدماغ، ويمكن أن يكشف عن بطء في النقل بسبب تلف المايلين المغطي للعصب.
- تحليل الدم واختبار البزل القطني: يستخدم لاستبعاد أسباب أخرى للأعراض أو لتأكيد وجود حالة مناعية مثل التصلب المتعدد، حيث يمكن اكتشاف وجود أجسام مضادة معينة في السائل النخاعي.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يستخدم لتصوير الدماغ والعصب البصري بهدف الكشف عن آفات أو التهابات قد تكون مرتبطة بالعصب البصري أو دليل على حالات مثل التصلب المتعدد.
تعرف على: التهاب الأعصاب الأنواع والأعراض والعلاج
علاج التهاب العصب البصري
بعد معرفة اعراض التهاب العصب البصري يعتمد علاج التهاب العصب البصري على السبب الرئيسي للإصابة وشدة الأعراض التي يعاني منها المريض، ويهدف العلاج بشكل أساسي إلى تقليل الالتهاب ومنع حدوث أي تلف دائم في العصب البصري بالإضافة إلى تحسين القدرة على الرؤية قدر الإمكان.
أحد أهم وسائل العلاج وأكثرها شيوعًا هو استخدام الكورتيزون الوريدي وتحديدًا مادة “ميثيل بريدنيزولون” حيث يعطى هذا الدواء عن طريق الوريد لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة أيام وذلك بهدف تسريع عملية التعافي وتقليل شدة الالتهاب الذي يصيب العصب البصري وبعد الانتهاء من هذه الجرعة الأولية قد يوصي الطبيب بتقليل الجرعة تدريجيًا حسب تحسن الحالة.
في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج بالكورتيزون قد يلجأ الطبيب إلى استخدام أدوية مثبطة للمناعة أو العلاج بتبادل البلازما ويستخدم هذا النوع من العلاج غالبًا إذا كان سبب الالتهاب ناتج عن اضطرابات مناعية مثل التصلب المتعدد أو التهاب العصب والنخاع البصري المعروف اختصارًا بـ NMOSD، أما إذا كان سبب الالتهاب عدوى بكتيرية أو فيروسية فإن العلاج في هذه الحالة يعتمد على استخدام مضادات حيوية أو مضادات للفيروسات حسب نوع العدوى المحددة ويتم اختيار الدواء المناسب بناءً على نتائج التحاليل والفحوصات.
من الأساليب الحديثة التي بدأ استخدامها مؤخرًا في بعض المراكز المتقدمة هو العلاج بالخلايا الجذعية والذي يهدف إلى استعادة الخلايا العصبية المتضررة أو تعويضها ومع أن هذا النوع من العلاج لا يزال في طور البحث والتطوير إلا أنه يُعد من الخيارات الواعدة في المستقبل القريب، وفي بعض الحالات الخفيفة قد يقرر الطبيب الاكتفاء بمراقبة الحالة دون التدخل بأي علاج دوائي حيث يمكن أن يتحسن الالتهاب تلقائيًا بمرور الوقت ولكن يشترط في هذه الحالة المتابعة الطبية الدقيقة للتأكد من استقرار الحالة وعدم تفاقمها.
الاسئلة الشائعة
كيف أعرف أنني مصاب بالتهاب العصب؟
إذا كنت تشعر ببعض اعراض التهاب العصب البصري مثل ألم حارق أو وخز مستمر وتنميل في المنطقة المصابة قد تضعف عضلاتك أو تفقد الإحساس بشيء قد تطرق بملامستها قد تنخفض ردود الفعل العصبية أحيانا، وقد تلاحظ ضعف حركة أو تقلصات عضلية، واذا كان العصب الحسي متأثر وقد تواجه صعوبة في التوازن أو تشعر بحرقان دون سبب واضطرابات في درجة الحرارة أو ضغط الدم في بعض الحالات، ظهور هذه العلامات معاً يعني احتمال التهاب العصب وننصح بزيارة طبيب لعمل فحوصات مثل تصوير أو تخطيط عصبي.
هل يمكن الشفاء من التهاب العصب البصري؟
نعم التهاب العصب البصري قابل للشفاء عادة يبدأ التحسن خلال أسابيع وتتواصل اكثر من شهور قد يستغرق التعافي الكامل حتى ستة أشهر، ولكن غالبا يتحسن نحو ٩٠ ٪ من المرضى الى مستوى رؤية طبيعي أو قريب منه، والعلاج بالستيرويدات الوريدية يمكن أن يسرع الشفاء، ولكنه لا يؤثر في النتيجة النهائية في حالات غير نمطية أو مرتبطة بأمراض اخرى قد يتطلب علاج اقوى ومتابعة اطول.
ما هي أعراض ورم العصب البصري؟
أعراض ورم العصب البصري تشمل ضعف تدريجي أو مفاجئ في الرؤية قد يبدأ بفقدان الرؤية المحيطية ثم المركزية مع رؤية مزدوجة ولبس بصري قد تشعر بألم داخل العين خاصة عند تحريكها، قد تلاحظ حركات غير طبيعية للعين مثل الرمع أو الحول قد يظهر جحوظ بالعين أو انتفاخها أحيانا يصاحبها صداع غثيان وتقيؤ، وفي حالات ضغط داخل الجمجمة يمكن أن تتغير حدقة العين أو تقل حدة رؤية الألوان ويلاحظ ضمور أو تورم بقرص العصب البصري وفق الفحص.
هل التهاب العصب البصري يسبب الصداع؟
نعم التهاب العصب البصري غالبًا يسبب صداع حاد خلف العين أو في الجبهة يشعر كثير من المرضى بألم ممعن يتفاقم عند تحريك العين عادة ما يكون هذا الألم نتيجة التهاب غمد العصب أو الضغط حوله وتجده في معظم الحالات.
في النهاية نجد أن التهاب العصب البصري يعد من المشكلات الصحية التي لا يجب تجاهلها خاصة مع ارتباطه بتأثير مباشر على حاسة البصر، ومن المهم الانتباه لكافة اعراض التهاب العصب البصري وأي تغيرات بصرية مفاجئة أو ألم في العين ومراجعة الطبيب المختص فورًا للتشخيص الدقيق والعلاج المناسب، فكلما تم التدخل في وقت مبكر زادت فرص الشفاء واستعادة النظر بشكل أفضل، ومع التقدم الطبي أصبحت خيارات العلاج أكثر تنوع وفعالية تمنح المريض فرصة أفضل للحفاظ على سلامة بصره.
المصادر:
Optic Neuritis – msdmanuals
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا