اعراض ورم الدماغ الحميد وكيفية التعامل معها بالشكل الصحيح

اعراض ورم الدماغ الحميد قد تمر على المريض دون أن تثير القلق في بدايتها، وغالبًا تظهر على شكل صداع متكرر أو اضطراب بسيط في التوازن أو الرؤية، لكنها قد تدل على وجود ورم يحتاج إلى متابعة وتشخيص مبكر، من هنا يمكن القول إن الورم الحميد رغم كونه غير سرطاني، إلا أن ضغطه على المناطق العصبية قد يسبب أعراضًا تدريجية، لذا، يعد التشخيص المبكر ضروريًا للوقاية من المضاعفات.

في هذا السياق، يقدم هذا المقال نظرة شاملة حول علامات هذا المرض و أسبابه المحتملة، مع شرح أساليب التشخيص والعلاج المتاحة لكل حالة.

مولدة بالذكاء الاصطناعي

اعراض ورم الدماغ الحميد

تتفاوت الأعراض بين المرضى حسب حجم الورم وموقعه، ولعل السؤال الذي يطرحه الكثيرون، ما هي أعراض ورم الدماغ الحميد؟ بوجه عام، تنقسم أعراض ورم الدماغ الحميد إلى نوعين، أعراض ناتجة عن الضغط داخل الجمجمة، وأخرى تتعلق بموقع الورم في الدماغ، كما يتضح فيما يلي:

أولًا: الأعراض العامة الناتجة عن زيادة الضغط داخل الجمجمة

ينشأ هذا النوع من الأعراض عندما يبدأ الورم بالضغط على أنسجة الدماغ، ما يعيق عملها الطبيعي، ومن أكثر العلامات شيوعًا:

• صداع متكرر يزداد شدة في الصباح أو عند الانحناء والسعال.
• غثيان أو رغبة في القيء دون سبب واضح.
• تشوش أو ازدواج في الرؤية، وقد يصاحبه فقدان مؤقت بجزء من المجال البصري.
• نوبات تشنجية تشبه نوبات الصرع، وقد تشمل كامل الجسم أو منطقة محددة منه.
• ميل للنوم المفرط أو الشعور المستمر بالخمول.

ثانيًا: الأعراض المرتبطة بموقع الورم داخل الدماغ

كل جزء من الدماغ مسؤول عن وظيفة معينة، لذا تختلف الأعراض بحسب موقع الورم:

1- الفص الجبهي (Frontal Lobe)

يتحكم في السلوك والذاكرة واللغة، وقد تظهر الأعراض في صورة:

• تغيرات في الشخصية أو السلوك.
• ضعف أو خدر في جهة واحدة من الجسم.
• اضطرابات في النطق أو صعوبة في إيجاد الكلمات.
• فقدان حاسة الشم أو ضعف الذاكرة.
• نوبات تشنجية متكررة.

2- الفص الجداري (Parietal Lobe)

مرتبط بالإحساس والتنسيق بين الحركات، وتشمل الأعراض:

• خدر أو ضعف في جانب واحد من الجسم.
• فقدان القدرة على أداء مهام بسيطة.
• اضطرابات لغوية مثل صعوبة الفهم أو التعبير.

3- الفص القذالي (Occipital Lobe)

مسؤول عن الرؤية، وأهم أعراض إصابته:

• فقدان جزئي أو كلي للرؤية في أحد جانبي المجال البصري.

4- مركز التنسيق الحركي في الدماغ (المخيخ)

يشارك في ضبط التوازن والحركات الدقيقة، ومن أهم الأعراض الناتجة عن الورم في هذه المنطقة:

• فقدان التوازن أو صعوبة في المشي.
• دوار مستمر.
• قيء غير مبرر أو وميض في العينين.

5- جذع الدماغ (Brainstem)

يتولى التنسيق بين الدماغ والنخاع الشوكي، ويعد مسؤولًا عن الحركات التلقائية، ومن الأعراض المحتملة:

• صعوبة في التحدث أو البلع.
• ضعف عضلات الوجه.
• ازدواج الرؤية.
• فقدان التناسق أثناء المشي أو الوقوف.

يجدر بالذكر أن بطء نمو الورم لا يعني أنه غير مؤذي، حيث إن استمراره قد يؤدي مع الوقت إلى التأثير سلبًا على الوظائف العصبية، لذا، ينصح بمراجعة الطبيب فورًا عند ملاحظة اعراض ورم الدماغ الحميد التي أشرنا إليها سابقًا.

مولدة بالذكاء الاصطناعي

نبذة عن ورم الدماغ الحميد

يعد ورم الدماغ الحميد من الأورام التي تنشأ بسبب نمو غير منتظم في خلايا المخ، ويتسم عادةً ببطء تطوره وعدم انتشاره خارج الدماغ، إلا أن وجوده داخل الجمجمة قد يسبب ضغطًا تدريجيًا على الأنسجة العصبية المحيطة، ونتيجة لهذا الضغط، قد يختل عمل بعض وظائف الدماغ وتظهر أعراض تؤثر على حياة المريض ووظائفه العصبية.

اقرأ أيضاً: انواع الاورام : دليل شامل لفهم الأورام الحميدة والخبيثة

أنواع أورام الدماغ الحميدة

تتعدد أنواع أورام الدماغ الحميدة حسب الأنسجة التي تنشأ منها داخل الجمجمة، وفيما يلي أهم الأنواع الشائعة منها:

• الورم السحائي:
  مصدره الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي، ويعتبر من أكثر الأورام انتشارًا، وخاصًة بين النساء بعد سن الأربعين.

• الورم الشفاني:
  هو نمو حميد ينشأ من الخلايا التي تحيط بالأعصاب، ويعد ورم العصب السمعي أكثر أنواعه شيوعًا، حيث يؤثر بشكل مباشر على السمع والتوازن.

• الورم النجمي الشعري:
  يصيب الخلايا الداعمة في الدماغ، ويظهر بشكل رئيسي لدى الأطفال والمراهقين، خصوصًا في المخيخ أو جذع الدماغ.

• الورم الغدي النخامي:
  يتطور في الغدة النخامية المسؤولة عن تنظيم هرمونات الجسم، وقد يسبب اختلال في التوازن الهرموني، ما يؤدي إلى تغيرات جسدية أو وظيفية.

• الورم الظهاري الكليبي:
  يعد من الأورام الحميدة النادرة التي تظهر عادة في مرحلة الطفولة أو المراهقة، وينمو بالقرب من الغدة النخامية، ما يؤدي إلى خلل في إفراز الهرمونات، وقد يسبب أيضًا ضعفًا في الرؤية نتيجة ضغطه على الأعصاب المحيطة.

• الورم الأرومي الوعائي:
  ينمو بشكل بطيء في المخيخ أو الحبل الشوكي، ويرتبط أحيانًا بالاضطراب الوراثي المعروف بمتلازمة فون هيبل لينداو.

• ورم الضفيرة المشيمية:
  يتكون في المنطقة المسؤولة عن إنتاج السائل الدماغي، ويصيب في الغالب الأطفال.

• الخراجات الجلدية والبشرية:
  هي أكياس حميدة تحتوي على أنسجة دهنية أو جلدية، وقد تسبب ضغطًا على الدماغ أو النخاع الشوكي عند ازدياد حجمها.

أسباب ورم الدماغ الحميد

لا يوجد سبب محدد لتكون أورام الدماغ الحميدة، لكن الأبحاث تشير إلى أن عدة عوامل قد تساهم في ظهورها أو زيادة خطرها، وتشمل هذه العوامل ما يلي:

• قد تساهم العوامل الوراثية في تكون أورام الدماغ الحميدة، خصوصًا لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي أو يعانون من متلازمات نادرة مثل الورم الليفي العصبي و التصلب الحدبي.

• تحدث بعض أورام الدماغ الحميدة نتيجة طفرات في الـDNA تسبب خلل في انقسام الخلايا السليمة، وهذا يؤدي إلى نمو غير منتظم قد ينتج عن عوامل عشوائية أو بيئية.

• يساهم الإشعاع المفرط في رفع احتمال الإصابة بالأورام الحميدة في الدماغ، نظرًا لتأثيره الضار على الحمض النووي للخلايا العصبية والأنسجة المحيطة.

• تعد العوامل البيئية والكيميائية من المسببات المحتملة لنشوء الأورام الحميدة، حيث يمكن أن تؤدي المواد السامة، مثل المبيدات والمذيبات إلى اضطرابات خلوية، حتى وإن لم يثبت ارتباطها علميًا بشكل نهائي.

• الإصابات الدماغية المتكررة قد تحدث خلل في أنسجة الدماغ، هذا الأمر يحفز نمو خلايا غير طبيعية بمرور الزمن، ورغم ندرة هذا العامل فقد وجد ارتباط محتمل في بعض الحالات.

• يزداد خطر الأورام الحميدة مع التقدم في العمر بسبب التغيرات الطبيعية في الخلايا ووظائفها.

مولدة بالذكاء الاصطناعي

تشخيص ورم الدماغ الحميد

تعد عملية تشخيص ورم الدماغ الحميد خطوة أساسية تعتمد على تقييم دقيق وفحوصات متخصصة لتحديد نوع الورم وموقعه وحجمه بدقة، وتشمل عدة مراحل رئيسية، من أهمها:

• يعد الفحص السريري الخطوة الأولى في التشخيص، حيث يقيم الطبيب الأعراض لتكوين تصور مبدئي عن الحالة وتوجيه الفحوص المناسبة.

• يعد الرنين المغناطيسي (MRI) من أدق وسائل التشخيص، حيث يحدد حجم الورم وشكله بدقة، وتستخدم أحيانًا الصبغة لزيادة وضوح الصورة.

• التصوير المقطعي المحوسب (CT)، يستخدم للكشف السريع عن الأورام أو النزيف داخل الدماغ.

• اختبارات الأعصاب والدماغ التي تشمل تخطيط النشاط الكهربائي للدماغ والفحوص المعرفية التي تقيم الذاكرة والتركيز واستجابة الجهاز العصبي.

• الخزعة، تجرى عند عدم وضوح التشخيص، حيث يتم أخذ عينة من الورم وفحصها مخبريًا لتحديد نوعه بدقة واختيار العلاج المناسب.

• تحاليل الدم واختبارات الهرمونات، تجرى عند الاشتباه بوجود أورام في الغدة النخامية، وتساعد في تقييم تأثيرها على توازن الهرمونات ووظائف الجسم.

اكتشف المزيد عن: ما هو اخطر انواع سرطان الدماغ

علاج ورم الدماغ الحميد

مع تطور الطب الحديث ارتفعت فرص الشفاء من أورام الدماغ الحميدة بفضل التقدم في تقنيات الجراحة والعلاج، ويتم تحديد الخطة الأنسب لكل مريض وفقًا لحالته، وفيما يلي أهم أساليب العلاج:

1- المراقبة الدورية

يتم اتباع هذه الطريقة عندما يكون الورم صغيرًا ولا يسبب أعراضًا واضحة، حيث يتم متابعة المريض دوريًا عبر الفحوص والتصوير، وفي حال زيادة الحجم أو ظهور أعراض تتخذ إجراءات علاجية مثل الجراحة أو الإشعاع.

2- الجراحة الميكروسكوبية

يعتبر الاستئصال الجراحي باستخدام الميكروسكوب الحل الأكثر كفاءة في علاج أورام الدماغ الحميدة، خاصة عندما تسبب أعراضًا أو تضغط على مناطق حساسة، وتمتاز هذه التقنية بما يلي:

• شق جراحي صغير لا يتجاوز بضعة سنتيمترات.
• تقليل فقدان الدم أثناء العملية.
• رؤية دقيقة للأنسجة بفضل التكبير والإضاءة المتقدمة.
• تعافي أسرع ومضاعفات أقل مقارنة بالجراحة التقليدية.

3- العلاج الإشعاعي

يستخدم هذا النوع من العلاج عند صعوبة استئصال الورم كاملًا أو بقاء أجزاء منه، ويطبق الإشعاع التجسيمي بدقة عالية لتدمير الخلايا المتبقية دون الإضرار بالأنسجة السليمة.

4- العلاج الدوائي والتحكم في الأعراض

في بعض الحالات، تستخدم الأدوية للحد من الأعراض مثل نوبات التشنج أو اضطرابات الهرمونات، أو للحفاظ على استقرار الحالة حتى يتم التدخل الجراحي أو الإشعاعي.

5- العلاج الهرموني

عند تأثر الغدة النخامية أو مراكز التحكم الهرموني قد يحتاج المريض إلى علاج منظم أو تعويض الهرمونات لاستعادة التوازن الطبيعي في الجسم.

في ختام هذا المقال، تطرقنا إلى اعراض ورم الدماغ الحميد و أسبابه وطرق تشخيصه، موضحين أهمية التشخيص المبكر في الوقاية من المضاعفات وتحسين فرص الشفاء.

لذلك، ندعوك إلى حجز استشارتك في مركز الأورام من خلال مستشفى الموسى التخصصي للحصول على رعاية دقيقة بإشراف نخبة من الأطباء المتخصصين.

تعرف أيضاً على: انواع سرطان الدماغ دليلك لفهم الفرق بينها

الأسئلة الشائعة

بعد علاج ورم الدماغ الحميد.. هل يعود مرة أخرى؟

قد يعود الورم إذا لم يستأصل بالكامل، لكن المتابعة الدقيقة والعلاج الشامل يحدان بشكل كبير من احتمالية تكراره.

كم يعيش مريض ورم الدماغ الحميد؟

عند علاج ورم الدماغ الحميد في الوقت المناسب يعيش المريض حياة طبيعية، لكن تأخير العلاج قد يسبب اضطرابات في وظائف الدماغ.

كيف يتم التفريق بين الورم الحميد والخبيث في الدماغ؟

لا يمكن التفريق بين الورم الحميد والخبيث من الأعراض فقط، بل يعتمد التشخيص على فحوص دقيقة، تشمل الرنين المغناطيسي أو تحليل العينة،حيث يتميز الحميد بنمو بطيء، بينما الخبيث ينمو وينتشر بسرعة.

هل الورم الحميد مؤلم عند لمسه؟

لا يسبب الورم داخل الدماغ ألمًا عند اللمس، لكن قد يؤدي إلى صداع أو ضغط داخلي بسبب تأثيره على الأعصاب أو الأنسجة المحيطة.

هل يمكن أن يسبب ورم الدماغ كثرة التبول؟

قد يحدث ذلك فقط عندما يؤثر الورم على الغدة النخامية المسؤولة عن تنظيم الهرمونات والسوائل في الجسم، وهي حالة نادرة تستدعي فحوصًا هرمونية دقيقة.

كيف تفرق بين الصداع والورم؟

الصداع الناتج عن الورم يكون مستمرًا ويزداد صباحًا أو مع السعال والانحناء، وغالبًا ترافقه أعراض أخرى مثل الغثيان أو اضطراب الرؤية، على عكس الصداع العادي الذي يزول بالراحة أو المسكنات.