احجز موعدك الآن
دليلك لفهم الاضطرابات الشخصية وأعراضها

دليلك لفهم الاضطرابات الشخصية وأعراضها

تعتبر الاضطرابات الشخصية حالات تؤثر سلبًا على العلاقات والحياة اليومية، وذلك من خلال أنماط التفكير والمشاعر والسلوكيات الغير صحية وهي اضطرابات عميقة الجذور تحتاج إلى الفهم الدقيق والعلاج المتخصص، في السطور المقبلة نتعرف على المزيد من التفاصيل عن الاضطرابات الشخصية، حيث نلقي الضوء على أنواعها، أسبابها، وأعراضها المختلفة، كيفية التشخيص وطرق العلاج.

ما هو اضطرابات الشخصية

تعد الاضطرابات الشخصية أنماط من السلوك التي تنحرف بصورة ملحوظة عن التوقعات الخاصة بثقافة الشخص، وتلك الأنماط غير مرنة وتؤدي إلى الضعف في الأداء، ويمكن اعتبار تلك الاضطرابات بأنها طرق تفكير أو مشاعر أو سلوكيات غير صحية، وهي تجعل الشخص من الصعب عليه التفاعل بشكل طبيعي مع الآخرين، ويصعب عليه التكيف مع المواقف المختلفة، فيما يلي نستعرض المزيد من التفاصيل عن اضطرابات الشخصية.

ما هي أنواع اضطرابات الشخصية؟

تنقسم الاضطرابات الشخصية إلى 3 عناقيد رئيسية، وكل منها يتميز بعدد من السمات المشتركة، وهي تتمثل في التالي:

العنقود الأول “اضطرابات الشخصية الغريبة أو الشاذة”

منها ما يلي:

  • اضطراب الشخصية الزورانية، ويكون الشخص شكاك ولديه عدم الثقة في الآخرين، وحتى لو لم يوجد سبب لهذا.
  • اضطراب الشخصية الفصامي، وفيه يكون الفرد مائلًا للانفصال عن العلاقات الاجتماعية والتعبير المحدود عن المشاعر.
  • اضطراب الشخصية شبه الفصامي، وفيه يكون الفرد لديه أفكار وسلوكيات غريبة أو شاذة، ويكون صعب في تكوين العلاقات الاجتماعية.

العنقود الثاني “اضطرابات الشخصية الدرامية أو العاطفية أو المتقلبة”

ومنها ما يلي:

  • اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، وفيه لا يحترم الفرد حقوق الآخرين ويميل إلى انتهاكها، ولا يشعر أبدًا بالندم.
  • اضطراب الشخصية الحدية، وهو عبارة عن تقلبات مزاجية شديدة، مع علاقات غير مستقرة، والخوف الشديد من الهجر.
  • اضطراب الشخصية الهستيرية وفيه يبحث الشخص دائمًا عن الاهتمام، كما أنه يبالغ في التعبير عن مشاعره.
  • اضطراب الشخصية النرجسية، وفيه يشعر الشخص بالعظمة ويحتاج دائمًا إلى الإعجاب، ولا يتعاطف مع الآخرين.

العنقود الثالث  “اضطراب الشخصية القلقة أو الخائفة”

منها ما يلي:

  • اضطراب الشخصية الاجتنابية وفيه يخاف الشخص من الرفض ويكون لديه حساسية للنقد ويتجنب المواقف الاجتماعية.
  • اضطراب الشخصية الاعتمادية، وفيه تكون الحاجة إلى الرعاية مفرطة، كما يخاف الشخص كثيرًا من الوحدة.
  • اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية، وفيه ينشغل الشخص بالقواعد والتفاصيل، ويرغب في السعي إلى الكمال.

اسباب اضطرابات الشخصية

السبب الدقيق لاضطرابات الشخصية لا يزال حتى الآن غير مفهوم تمامًا، إلا أن الباحثين يعتقدون أن هناك مجموعة كبيرة من العوامل الوراثية والبيئية والنفسية التي تساهم في تطورها، وهي كما يلي:

العوامل الوراثية

أشارت بعض الدراسات إلى أن بعض الاضطرابات الشخصية قد تكون موروثة بشكل جزئي، وقد يكون لدى الأفراد تاريخ عائلي من اضطرابات الشخصية وبالرغم من ذلك لا يعني وجود جينات معينة بالضرورة أن الشخص سوف يصاب بالاضطراب.

العوامل البيئية

من أبرز العوامل البيئية التي قد تكون سبب رئيسي للاضطرابات الشخصية:

  • تجارب الطفولة المؤلمة مثل الاعتداء الجنسي أو الجسدي أو الاعتداء العاطفي، كذلك الإهمال، فقدان الأب أو الأم، وهي جميعًا تجارب يمكنها زيادة خطر الإصابة بالاضطرابات الشخصية.
  • البيئة الأسرية الغير مستقرة مثل الصراع المستمر بين الوالدين، أو عدم وجود علاقات صحية، وهي تؤثر سلبًا على نمو الشخصية.
  • التعرض للصدمات مثل الكوارث الطبيعية والتي قد تساهم في تطور بعض الاضطرابات الشخصية.
  • التربية قد تكون سبب رئيسي في تلك الاضطرابات فإن الطريقة التي يعامل بها الوالدان الطفل سواء كانت إهمال أو تسلط أو قساوة، هي تؤثر على شخصية الطفل عند الكبر وأحيانًا تصل به إلى الإصابة بالاضطرابات الشخصية.

العوامل النفسية

منها ما يلي:

  • أنماط التفكير السلبية مثل التشاؤم والتفكير الكارثي والتركيز على السلبيات وهي يمكن أن تساهم في تطور الاضطرابات الشخصية.
  • الصعوبة في تنظيم المشاعر مثل القلق أو الحزن، أو الغضب الشديد ، وهي أمور يمكنها أن تؤدي إلى السلوكيات الغير صحية.
  • التدني في احترام الذات، وهو يمكن أن يجعل الفرد أكثر عرضة لتطوير الأنماط السلوكية الغير صحية.

كذلك هناك عدد من العوامل المختلفة الأخرى التي تتسبب في تلك الاضطرابات، منها اختلال كيمياء الدماغ، والاضطرابات في الصحة النفسية مثل اضطراب القلق، الاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة.

اعراض الاضطرابات الشخصية

تختلف اعراض الاضطرابات الشخصية بصورة كبيرة بين أنواع الاضطرابات المختلفة، ولكن توجد بعض الأعراض العامة التي تظهر بالعديد من الحالات، وتلك العلامات تتضح فيما يلي:

  • الصعوبة في تكوين العلاقات الصحية، والصعوبة في الثقة بالآخرين.
  • التقلبات المزاجية السريعة، والصعوبة في التحكم بالمشاعر.
  • أنماط التفكير المشوهة السلبية والغير واقعية.
  • السلوكيات المتهورة أو المدمرة للذات مثل تعاطي المخدرات أو إيذاء النفس.
  • الصعوبة في التكيف مع التغيرات.
  • الشعور بالعزلة والوحدة حتى مع وجود محيطين.

وهناك عدد من الأعراض وفق كل عنقود، وهي:

أعراض العنقود أ

  • الشعور بالشك الدائم.
  • عدم الثقة بالآخرين.
  • الانفصال عن العلاقات الاجتماعية.
  • الأفكار والسلوكيات الغريبة أو الشاذة.

أعراض العنقود ب

  • عدم احترام حقوق الآخرين.
  • التقلبات المزاجية الكبيرة.
  • المبالغة في التعبير عن المشاعر والعواطف المختلفة.
  • الشعور بالعظمة.

أعراض العنقود ج

  • الحاجة الملحة والمفرطة إلى الرعاية.
  • الخوف الشديد من الوحدة.
  • تجنب جميع المواقف الاجتماعية.

يمكنك الاطلاع على أعراض انفصام الشخصية وهل هذا الاضطراب خطير؟

كيف يتم تشخيص الاضطرابات الشخصية؟

يتضمن تشخيص الاضطرابات الشخصية التقييم الشامل من الطبيب النفسي، ولا يوجد اختبار واحد يمكنه تشخيص الاضطرابات، ولكن التشخيص يعتمد على مجموعة من التقييمات والمعلومات المختلفة، والخطوات الأساسية التي يتم اتباعها للتشخيص تتمثل فيما يلي:

التاريخ الطبي والنفسي

يقوم الطبيب بجمع المعلومات المفصلة حول التاريخ الطبي والنفسي، ويتضمن ذلك الأعراض التي يعاني منها الشخص، وتاريخ العائلة، والتجارب السابقة، كما يطرح الأسئلة حول أنماط التفكير والمشاعر والسلوكيات، وكيفية التأثير على الحياة اليومية والعلاقات.

التقييم النفسي

يستخدم التقييم النفسي أدوات التقييم المختلفة مثل المقابلات المنظمة والاستبيانات لتقييم الشخصية والسلوك، وتساعد تلك الأدوات في تحديد ما إن كانت تلك الأعراض تتوافق مع معايير اضطراب الشخصية.

استبعاد الحالات الأخرى

من المهم استبعاد الحالات الطبية الأخرى التي يمكنها أن تكون سبب لأعراض مشابهة، مثل اضطرابات تعاطي المخدرات، اضطرابات الغدة الدرقية، وقد يطلب الطبيب إجراء الفحوصات الطبية أو التحاليل المخبرية لاستبعاد تلك الحالات.

احجز استشارتك في مركز رفاه للصحة النفسية بمستشفى الموسى التخصصي

علاج الاضطرابات الشخصية

يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض والتحسين من حياة المصابين، ويتضمن العلاج خليط بين العلاج النفسي والأدوية، وقد يحتاج إلى المزيد من الوقت والجهد، وعن طرق العلاج الرئيسية، فهي تتضح فيما يلي:

العلاج النفسي

وهو ينقسم إلى العلاج السلوكي المعرفي والذي يعتمد على تحديد أنماط التفكير السلبية والعمل على تغييرها، العلاج السلوكي الجدلي والذي يعتمد على تحسين العلاقات بين الأشخاص، وهو مفيد في علاج اضطراب الشخصية الحدية، العلاج النفسي الديناميكي، والذي يكتشف الأنماط اللاواعية والتي تعمل على الإصابة بالاضطراب، والعلاج التخطيطي، والذي يساعد على فهم أنماط التفكير والسلوك التي نشأت بالطفولة.

الأدوية

ليس هناك دواء يعالج اضطرابات الشخصية بصورة مباشرة، إلا أنه يمكن استخدام الأدوية لعلاج الأعراض المصاحبة مثل القلق والاكتئاب، كما قد يصف الطبيب مضادات القلق أو الاكتئاب أو مثبتات المزاج، كذلك مضادات الذهان، وذلك وفق الأعراض التي يعاني منها الشخص المصاب.

أيضًا هناك العلاج الجماعي أو العلاج الأسري، وهو مفيد جدًا في تعزيز الدعم لشخص المصاب، ويمكن أن تساعد تغييرات نمط الحياة في العلاج مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أو تناول الغذاء الصحي أو الحصول على القسط الكاف من النوم في تحسين الصحة.

نصائح للتعايش مع اضطرابات الشخصية

التعايش مع الاضطرابات الشخصية يمكن أن يكون صعبًا، ولكن هناك عدد من النصائح التي يمكن أن تساعد في ذلك، وهي تتمثل فيما يلي:

  • الالتزام بالعلاج سواء العلاج النفسي أو الأدوية أو بتطوير المهارات وتحسين العلاقات.
  • من المهم التحكم في التوتر، من خلال ممارسة الرياضة بانتظام والحصول على القسط الكاف من النوم وممارسة الهوايات والاهتمامات.
  • بناء نظام دعم قوي بالتحدث مع العائلة والأصدقاء، والانضمام لمجموعات الدعم مع الأشخاص المصابين بالاضطرابات الشخصية، لمشاركة التجارب والتعلم من تجارب الآخرين.
  • الاعتناء بالنفس من خلال تناول نظام غذائي متوازن وتجنب الأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وممارسة تقنيات الاسترخاء المختلفة مثل التأمل واليوجا.

مضاعفات اضطرابات الشخصية

الاضطرابات الشخصية يمكنها أن تؤدي إلى عدد من المضاعفات التي تؤثر على جوانب مختلفة من الحياة، وتشتمل تلك المضاعفات ما يلي:

  • صعوبة في تكوين العلاقات الصحية، والنزاعات المتكررة مع العائلة والأصدقاء وزملاء العمل.
  • الشعور بالوحدة والميل للعزلة الاجتماعية.
  • زيادة خطر الانفصال والطلاق.
  • الصعوبة في الحفاظ على وظيفة.
  • الأداء الغير جيد بالدراسة.
  • صراعات مع الرؤساء وزملاء العمل.
  • القلق والاكتئاب.
  • اضطراب ما بعد الصدمة.
  • اضطرابات الأكل.
  • اضطراب ثنائي القطب.
  • اضطراب تعاطي المخدرات.
  • محاولات الانتحار وإيذاء النفس.
  • زيادة خطر الأمراض المزمنة بسبب سوء التغذية والتوتر.
  • الشعور الدائم بعدم الرضا عن الحياة.
  • صعوبة تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية.

مركز رفاه للصحة النفسية

مركز رفاه للصحة النفسية من أبرز المراكز الرائدة في تقديم الرعاية النفسية الشاملة بالمنطقة، ويسعى المركز التابع لمستشفى الموسى التخصصي إلى تحسين جودة الحياة للأفراد ممن يعانون من المشكلات والاضطرابات النفسية المختلفة، وذلك من خلال توفير مجموعة من الخدمات العلاجية والوقائية، ويتميز المركز بوجود عيادات خارجية لتقديم الاستشارات النفسية والعلاج السلوكي، بالإضافة إلى وحدات تنويم مجهزة بأحدث التقنيات لتوفير البيئة العلاجية الآمنة للمرضى، وفي مركز رفاه نقدم أفضل البرامج التأهيلية المعتمدة عالميًا لمساعدة المرضى على تحقيق التوازن النفسي.

الأسئلة الشائعة 

متى يكون الإنسان مضطربا نفسياً؟

الإنسان يكون مضطربًا نفسيًا عندما يعاني من الأنماط المستمرة من المشاعر أو الأفكار أو السلوكيات الغير طبيعية، والتي تؤثر سلبًا على الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية والأداء الوظيفي، وتشتمل تلك الاضطرابات على مشكلات مختلفة مثل القلق المفرط، الاكتئاب الحاد، أو التقلبات المزاجية الشديدة، كذلك التصرفات القهرية والتي في الأغلب تكون مصحوبة بالصعوبة في التكيف مع الضغوط الحياتية، وعندما تستمر تلك الأعراض لفترة طويلة وتتسبب في المعاناة من المهم طلب المساعدة النفسية المتخصصة.

ما الفرق بين اضطراب الشخصية والاضطراب النفسي؟

الفرق بين اضطرابات الشخصية والاضطراب النفسي يكمن في أعراضهما، فإن الاضطراب النفسي له أعراض تظهر وتختفي وقد تكون مرتبطة بحدث معين، واضطراب الشخصية يتميز بالأنماط السلوكية والتفكيرية الثابتة الغير مرنة والتي تظهر منذ فترة المراهقة أو مع بداية البلوغ، وتستمر طوال الحياة، وهي تؤثر على القدرة على التكيف مع المواقف المختلفة وتجعل الشخص من الصعب عليه تكوين علاقات صحية.

ما هو الفرق بين الاضطراب العقلي واضطراب الشخصية؟

يختلف الاضطراب العقلي عن اضطراب الشخصية في الأعراض ومدتها، فإن الاضطراب العقلي مثل الفصام، أو الاكتئاب الحاد تكون به تغييرات في التفكير ملحوظة، كذلك في المزاج، والسلوك، وقد يكون مرتبطًا بحدث محدد أو بالتغيرات الكيميائية في الدماغ، بينما اضطراب الشخصية فهو لديه أنماط سلوكية وتفكيرية تكون غير مرنة وتؤثر على العلاقات والوظائف اليومية، وعلاجه يعتمد على العلاج السلوكي والمعرفي.

كيف اعرف اذا انا فيني اضطراب نفسي؟

في حالة كنت تشك في أنك مصابًا باضطراب نفسي، من المهم طلب المساعدة الطبية، وهناك عدد من العلامات التي تشير لوجود مشكلة منها التغيرات في المزاج، والتغيرات في التفكير، وكذلك في السلوك، ومشاكل في العلاقات، بالإضافة إلى مشاكل صحية غير مبررة مثل الصداع، الآلام في المعدة، الآلام الجسدية، والشعور بالتعب أو الإرهاق المستمر.

يضم مستشفى الموسى التخصصي طاقم عمل رائع من ذوي الخبرة والكفاءة في الطب النفسي، فهو يضمن لك في مركز رفاه للصحة النفسية الحصول على العلاج المتكامل لعلاج الاضطرابات الشخصية، لهذا احرص على حجز موعدك الآن وابدأ رحلة علاج تقودك إلى الحياة الأفضل.

المصادر والمراجع 

Personality Disorders – clevelandclinic

Personality disorders: an overview – healthdirect

SHARE:

    مهتم بصحتك؟

    تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.

    احجز موعد