التبول اللاإرادي تحدي يعرض طفلك للحرج والخجل

هل يعاني طفلك التبول اللاإرادي؟ ذلك اللغز الذي يحير عديد من الأمهات، ويؤثر سالبًا على نفسية طفلك، وثقته بالنفس. كما أنه يؤدي إلى شعوره بالخجل، والإحراج. وتعد تلك المشكلة تحديًا جسديًا لا تقتصر على الأطفال فقط، بل قد تواجه المراهقين والبالغين، وتؤثر على علاقتهم الاجتماعية، وتسبب لهم الشعور بالعزلة والوحدة.

لذا إذا كنتِ ترغبين في معرفة مزيد من المعلومات حول التبول اللإرادي، وما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟ فتابعي معي تلك المقالة.

ما هو التبول اللاإرادي؟

يعرف التبول اللإرادي أيضًا باسم سلس البول الليلي، وهو حالة طبية شائعة لدى الأطفال. ويحدث عندما يتبول الطفل الذي بلغ سن التحكم في المثانة ليلًا أثناء النوم. وتعد تلك المشكلة أكثر شيوعًا لدى الأطفال الذين يعانون اضطرابات سلوكية، أو نفسية. كما أنه أكثر شيوعًا لدى الأولاد مقارنةً بالبنات.

ومن المهم أن تعرفي عزيزتي الأم أن التبول اللإرادي لا يحدث نتيجة ضعف التدريب على استخدام المرحاض، أو الكسل، ولكن يوجد عديد من العوامل التي تؤدي إلى حدوثه. وغالبًا ما يتوقف الأطفال تدريجيًا عن سلس البول الليلي من تلقاء أنفسهم، وذلك مع تقدمهم في السن، ويحدث ذلك بين سن الرابعة والسادسة.

ولكن قد يشخصه الطبيب على أنه مشكلة طبية، ويجب علاجها إذا كان طفلك في سن الثانية عشرة، أو أكثر واستمر في التبول اللإرادي مرتين، أو أكثر لمدة ثلاثة أشهر متتالية على الأقل.

أسباب التبول اللاإرادي

ليس للتبول اللاإرادي سبب نفسي. كما أنه لا يحدث بسبب كسل الأطفال، أو مشاغبتهم. لذا يجب عليكِ عزيزتي الأم التحلي بالصبر، ودعم طفلك، وعدم معاقبته أبدًا على أي حادثة.

ويختلف سبب حدوث سلس البول الليلي باختلاف العمر، ويحدث نتيجة عديد من العوامل، مثل

1. غالبًا ما يكون سلس البول الليلي وراثيًا. نصف الأطفال الذين يعانون تلك المشكلة لديهم أحد الوالدين الذي عانى منها.
2. عدم قدرة الأطفال على التحكم في المثانة. فعادةً ما يتحكم الأطفال في المثانة بين سن الرابعة والسادسة.
3. عدم استيقاظ هؤلاء الأطفال عندما ترسل المثانة إشارة بامتلائها.
4. عدم تمدد المثانة بما يكفي لاستيعاب كل البول الذي يتبولونه ليلًا.
5. الضغوط الاجتماعية، مثل

• نوم الطفل بمفرده.
• وجود أخ، أو أخت جديدان.
• حدوث أزمة عائلية.

1. كثرة التبول أثناء النوم، وذلك نتيجة إنتاج كليتا طفلك كمية كبيرة من البول ليلًا.
2. قد يكون التبول اللإرادي علامة على حالة طبية كامنة، مثل

• داء السكري.
• التهاب المسالك البولية.
• الإمساك.
• السنسنة المشقوقة.
• ضيق مجرى البول.
• انقطاع النفس الانسدادي النومي.
• اضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه.
• اضطرابات النوم.

كما قد يصاب بعض البالغين الذين تزداد أعمارهم عن 18 عامًا بالتبول اللإرادي، وذلك للأسباب الآتية

1. العوامل الوراثية.
2. قد يكون الأشخاص الذين لا ينتجون كمية كافية من هرمون الفازوبريسين أكثر عرضة للإصابة بتلك المشكلة.
3. سعة المثانة الوظيفية الصغيرة.
4. قد يتسبب الضغط النفسي الناجم عن اضطرابات في روتينك اليومي المعتاد في حدوث سلس البول الليلي، مثل

• الانتقال إلى منزل جديد.
• الالتحاق بمدرسة جديدة. 
• وفاة أحد الأحباب.
• حادث، أو صدمة.

1. الحالات الطبية الكامنة، مثل

• فقر الدم المنجلي.
• اضطرابات الكلى، أو المثانة.
• الإمساك.

اقرا ايضا: التهاب المسالك البولية عند الرجال | الأسباب والأعراض

كيف يكون التبول اللاإرادي

يعد البول فضلات سائلة من جسمك، ويتكون عندما تنظف الكليتين الدم. تنتج الكليتان ما بين لتر ونصف إلى لترين من البول يوميًا للبالغين، وكمية أقل للأطفال.

ثم بعد ذلك ينتقل البول إلى المثانة عبر الحالبين. وتعد وظيفة المثانة هي تخزين البول، وإخراجه من الجسم. وبمجرد أن تكون مستعدًا لإخراج البول في المرحاض، فسيرسل الدماغ إشارة إلى المثانة، فتنقبض عضلاتها، وذلك لدفع البول للخارج عبر الإحليل.

ثم تنفتح العضلات العاصرة، ويخرج البول إلى خارج الجسم. في البداية يخرج الرضيع البول بطريقة لا إرادية بسيطة، ولكن بعد ذلك تتطور قدرته على التحكم في إفراغ المثانة مع النمو.

وبعمر سنتين إلى ثلاث سنوات يكتسب الطفل السيطرة على العضلة العاصرة، وعضلات قاع الحوض، فعندما يضغط الطفل على تلك العضلات، فقد يتمكن من حبس تدفق البول حتى يصل إلى المرحاض.

ولكن عندما يصاب الطفل بسلس البول الليلي، فقد يفقد السيطرة على التحكم في المثانة، أو يزداد إنتاج كمية البول، ولا تستطيع المثانة استيعاب تلك الكمية.

أنواع التبول اللاإرادي

يوجد نوعان من سلس البول الليلي 

• التبول اللاإرادي الأولي

يعد التبول الذي يستمر منذ الطفولة المبكرة دون انقطاع. وهنا لا يبقى الطفل المصاب بذلك النوع جافًا لمدة ستة أشهر، أو أكثر.

• سلس البول الليلي الثانوي

يحدث ذلك النوع عندما يبلل الطفل فراشه مرة أخرى بعد توقفه عن التبول لمدة ستة أشهر، أو أكثر، وعادةً ما يكون نتيجة حالة طبية، أو نفسية.

علاج التبول اللاإرادي

يختلف علاج سلس البول الليلي باختلاف السبب الذي أدى إلى حدوثه، تشمل خيارات العلاج الآتي

1. التغييرات السلوكية

قد يقترح الطبيب بعض التغييرات السلوكية، وذلك لتحسين روتين طفلك الليلي دون الحاجة إلى الأدوية، وتشمل الآتي

• تقليل كمية السوائل التي يشربها طفلك قبل النوم بساعتين، وتشجيعه على شرب كمية كافية من الماء خلال النهار.
• التخلص من مهيجات المثانة، بما في ذلك الكافيين، والمشروبات الغازية.
• التحكم في الإمساك.
• تأكدي من ذهاب طفلك إلى الحمام، وإفراغ مثانته قبل النوم
• تدريب المثانة (وضع جدول لاستخدام طفلك للحمام).
• عدم معاقبة طفلك، وذلك لأن العقاب قد يكون له نتائج عكسية. 

 2. استخدام منبه التبول اللاإرادي

يعد العلاج الأمثل للأطفال الذين يجدون صعوبة في الاستيقاظ عند امتلاء المثانة. ويعد وسيلة فعالة للغاية لتدريب الطفل على الجفاف ليلًا.

ويعد منبه سلس البول الليلي جهاز يصدر صوتًا عاليًا، أو يهتز لإيقاظك، أو إيقاظ طفلك، وذلك عند استشعاره للبلل. حيث يحتوي ذلك الجهاز على مستشعر خاص يكتشف الرطوبة في ملابس طفلك الداخلية، ويصدر جرسًا، أو صفارة إنذار عند البلل.

ومع مرور الوقت، سيساعد ذلك المنبه على طفلك على معرفة متى يحتاج للتبول، والاستيقاظ للذهاب إلى الحمام.

احجز استشارتك الان في قسم المسالك البولیة بمستشفى الموسى التخصصي.

نصائح حول استخدام منبه التبول اللاإرادي

• يجب استخدام ذلك المنبه لمدة أربعة أسابيع على الأقل، وذلك حتى يتعود طفلك على الاستيقاظ والاستجابة له.
• اشرحي لطفلك ما يجب أن يحدث عند انطلاق جرس المنبه، مثل النهوض من السرير، والذهاب إلى الحمام لاستكمال التبول.
• نظفي جهاز الاستشعار كل صباح لإطالة عمره.
• قد يؤدي التوقف عن استخدام ذلك المنبه قبل أن يجف طفلك تمامًا في الليل إلى الانتكاس.
• تجنبي مكافأة طفلك في الليالي التي لا يبلل فيها فراشه فقط.
• شجعي طفلك على استخدام جهاز الإنذار لمدة 14 ليلة متتالية جافة.

 3. الأدوية

إذا لم يجدِ جهاز إنذار التبول اللاإرادي نفعًا، أو لم يكن مناسبًا لطفلك، فقد ينصحكِ الطبيب بالعلاج الدوائي. ويشمل الآتي

 4. ديزموبريسين 

يعد الصورة الاصطناعية لهرمون الفازوبريسين، ويعطى للطفل قبل النوم بساعة. يساهم ذلك الدواء في تحفيز الكلى على إنتاج كمية أقل من البول ليلًا.

 5. أوكسي بوتينين، أو تولتيرودين

يساهم ذلك الدواء في علاج فرط نشاط المثانه، وذلك عن طريق منع تقلصها. ويمكن تناواه مع دواء ديزموبريسين، أو جهاز إنذار سلس البول الليلي. ويعد مفيدًا للأطفال الذين لديهم سعة مثانة صغيرة (الذين يتبولون أكثر من مرة كل ليلية، بالإضافة إلى تكرار التبول أثناء النهار).

 6. إيميبرامين

يساعد ذلك الدواء على زيادة إشارات الدماغ إلى المثانة، ولكنه لا يوصف عادةً، وذلك لأنه قد يسبب عديد من الآثار الجانبية.

 7. سولفيناسين

يعد دواء مضاد للكولين، ويتحكم في النبضات العصبية؛ لمنع فرط نشاط المثانة.

 8. كلوريد تروسيبوم

يساعد ذلك الدواء على استرخاء المثانة، وذلك عن طريق حجب مستقبلا الخلايا العضلية على جدار المثانة.

ماذا يحدث إذا لم يتم علاج التبول اللاإرادي

قد يؤدي التبول اللاإرادي إذا لم يعالج إلى عدد من الصعوبات لطفلك، مثل

1. الشعور بالذنب، والحرج.
2. انخفاض تقدير الذات.
3. فقدان الأنشطة الاجتماعية، مثل المخيمات الصيفية.
4. طفح جلدي على مؤخرة طفلك، وأعضائه التناسلية خاصةً إذا كان ينام بملابس مبللة.
5. اضطرابات النوم.
6. القلق.
7. الاكتئاب.
8. اضطراب السلوك.

الأسئلة الشائعة حول التبول اللاإرادي

إذا كان طفلكِ يعاني سلس البول الليلي، فمن الممكن أن يدور في ذهنك عديد من الأسئلة، مثل

متى يكون التبول اللاإرادي غير طبيعي؟

يعد سلس البول الليلي غير طبيعي إذا كان طفلك فوق سن الثانية عشرة، واستمر في التبول اللاإرادي مرتين، أو أكثر أسبوعيًا لمدة ثلاثة أشهر متتالية على الأقل.

هل التبول اللاإرادي له علاقة بمرض نفسي؟

نعم، حيث يوجد أدلة على وجود علاقة بين بعض الحالات النفسية الكامنة وبين سلس البول الليلي، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة بتلك المشكلة إذا كنت تعاني الآتي 

• صدمة عاطفية.
• الضغوط النفسية الشديدة، مثل وفاة أحد الأحباب.

هل التبول اللاإرادي من علامات السكر؟

نعم، يعد سلس البول الليلي علامة على الإصابة بداء السكري من النوع الأول، وذلك لأن مع ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، فتبدأ الكلى بإنتاج مزيد من البول، وذلك للتخلص من الجلوكوز الزائد المنتشر في الدم.

في الختام أدركتِ الآن عزيزتي الأم ما هو التبول اللاإرادي؟ وما هي الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوثه؟ كما تعرفتِ أيضًا على طرق علاجه المختلفة. لذا إذا كان طفلك يعاني سلس البول الليلي، وترغبين في التخلص من تلك المشكلة، فيجب عليكِ التوجه إلى مستشفى الموسى التخصصي.

وذلك ليساعدك أفضل الأطباء على تشخيص حالة طفلك، واكتشاف السبب الذي أدى إلى حدوث تلك المشكلة، وتحديد العلاج المناسب لحالة طفلك.

المصادر 

Bedwetting (Enuresis) – kidshealth

Bedwetting – clevelandclinic