احجز موعدك الآن
أفضل طرق التعامل مع المدمن المتعافي ودعمه في رحلة الشفاء

أفضل طرق التعامل مع المدمن المتعافي ودعمه في رحلة الشفاء

دعمك يهمنا — شارك المقال على وسائل التواصل
0 مشاركات

قد يكون التعامل مع المدمن المتعافي مرحلة حساسة تتطلب وعيًا وصبرًا من المحيطين به، فبعد رحلة علاج الإدمان يظل الشخص عرضة للتقلبات المزاجية والتحديات النفسية والاجتماعية، وقد يحتاج إلى دعم مستمر للحفاظ على استقرار حالته. إن فهم طبيعة هذه المرحلة، واحترام جهوده، وتجنب الحكم عليه أو تذكيره بالماضي بشكل سلبي، يُعد امرًا جوهريًا في تعزيز ثقته بنفسه ودفعه للاستمرار في مسار التعافي. كما أن توفير بيئة آمنة وإيجابية يساعده على بناء حياة صحية ومستقرة بعيدًا عن محفزات الانتكاس.

في مستشفى الموسى التخصصي، يتم تقديم برامج دعم متكاملة تراعي الاحتياجات النفسية والاجتماعية للمتعافين، لضمان استمرار التعافي على المدى الطويل.

هل المتعافي من الإدمان يرجع شخصا طبيعيا

نعم، يمكن للمتعافي من الإدمان أن يعود شخصًا طبيعيًا، لكن الأمر ليس فوريًا أو تلقائيًا، بل هو عملية مستمرة تتطلب جهدًا ودعمًا. فالإدمان سواء كان على مواد مخدرة أو كحول أو غيرها يؤثر على الدماغ والجسم والعواطف، وقد يترك بصمات لفترة من الزمن حتى بعد التوقف عن التعاطي.

تبدأ العودة للحياة الطبيعية بالتزام المتعافي ببرنامج علاجي شامل يتضمن العلاج النفسي، إعادة التأهيل السلوكي، والمتابعة الطبية المنتظمة والإحاطة بمن يجيد التعامل مع المدمن المتعافي بشكل داعم. كما يلعب الدعم الأسري والاجتماعي دورً أساسيًا في تعزيز ثقته بنفسه وتشجيعه على تبني عادات صحية جديدة.

مع مرور الوقت، وبتجنب البيئات والأشخاص الذين كانوا مرتبطين بفترة الإدمان، يستطيع المتعافي استعادة قدرته على التفكير الواضح، التحكم في الانفعالات، والاندماج في المجتمع من جديد. يصل بعض الأشخاص لمرحلة يصبح فيها الإدمان جزءًا من الماضي فقط، بينما يحتاج آخرون إلى متابعة طويلة الأمد للحفاظ على التعافي.

مراحل الانتكاس بعد التعافي من الادمان

مراحل الانتكاس بعد التعافي من الإدمان تمر غالبًا بثلاث مراحل متتابعة، ولكل منها مؤشرات وسلوكيات مميزة، وإذا تم التعرف عليها مبكرًا يمكن منع العودة الكاملة للتعاطي:

  • الانتكاس العاطفي

في هذه المرحلة لا يعود الشخص للتعاطي فعليًا، لكن تبدأ مشاعره وسلوكه بالتأثر سلبًا. يشعر بالضغط النفسي، القلق، الحزن، أو العصبية، وقد يتجاهل أساليب الرعاية الذاتية مثل النوم الكافي أو ممارسة الرياضة.

  • الانتكاس الذهني

يبدأ الشخص في الصراع الداخلي بين الرغبة في البقاء متعافيًا والرغبة في العودة للتعاطي. قد تراوده ذكريات إيجابية عن فترة الإدمان، أو يبرر لنفسه أن يستطيع التعاطي “مروة واحدة” دون أن ينتكس، كما قد يبدأ في التواصل مع أشخاص أو زيارة أماكن مرتبطة بإدمانه.

  • الانتكاس الجسدي

هذه هي المرحلة التي يعود فيها الشخص فعليًا لاستخدام المادة المخدرة أو الكحول، سواء بجرعة صغيرة أو العودة إلى نفس النمط السابق. تكون هذه المرحلة غالبًا نتيجة لعدم التعامل مع المدمن المتعافي في المرحلتين السابقتين بشكل صحيح.

تعرف على: الانتكاسة بعد العلاج من الادمان أسبابها وطرق التعامل

ما هى تحديات الشخص المتعافى من الادمان

تتعدد التحديات التي تواجه الشخص المتعافي من الإدمان، وتمس الجوانب النفسية والاجتماعية والجسدية، ومن أبرزها:

  • الرغبة الشديدة في التعاطي (الاشتياق)

بعد الإقلاع عن الإدمان، قد يظل دماغ الشخص محتفظًا بما يسمى ب”ذاكرة الإدمان”، وهي استجابات عصبية مرتبطة بالتجربة السابقة. يمكن أن تُثار هذه الذاكرة عند التعرض لمحفزات معينة مثل مواقف أو روائح أو أماكن مرتبطة بفترة الإدمان.

  • الضغط النفسي والعاطفي

لا يعني التعافي من الإدمان زوال الضغوط الحياتية. قد يعاني المتعافي من القلق، الاكتئاب، الشعور بالوحدة أو الفراغ العاطفي، قد تدفع المتعافي للبحث عن طرق للهروب، مما يزيد خطر الانتكاس إذا لم يجد دعمًا مناسبًا. لذلك الدعم النفسي من خلال العلاج السلوكي أو الجلسات الجماعية والتعامل مع المدمن المتعافي بطريقة داعمة يعتبر ضرورة.

  • تأثير البيئة المحيطة

تلعب البيئة التي يعيش فيها المتعافي دورًا حاسمًا في نجاح رحلة التعافي. وجود أصدقاء أو معارف ما زالوا يتعاطون، أو بيئة مليئة بالمحفزات السلبية، قد يجعل البقاء متعافيًا تحديًا كبيرًا. لذلك يُنصح بالابتعاد عن هذه البيئات، والبحث عن بيئة داعمة وآمنة.

  • الوصمة الاجتماعية

قد يواجه المتعافي أحكامًا مسبقًا أو قلة ثقة من المجتمع أو حتى من الأسرة مما قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية، مما قد يضعف ثقته بنفسه ويؤثر على مسار تعافيه. يحتاج المتعافي إلى بناء ثقة جديدة مع من حوله، وإثبات التغيير من خلال التزامه بسلوكيات صحية.

  • إعادة بناء الحياة

قد يتسبب الإدمان في فقدان الوظيفة، تدهور العلاقات الأسرية، وتدمير الاستقرار المالي. ويبدأ الشخص المتعافي إعادة بناء هذه الجوانب ويشمل ذلك إيجاد عمل، إصلاح العلاقات، وإعادة تنظيم الروتين اليومي، وهو أمر قد يكون مرهقًا نفسيًا وجسديًا. هنا يكون الدعم الأسرى والتعامل مع المدمن المتعافي بشكل داعم والبرامج المجتمعية عاملًا مهمًا لتسهيل العودة للحياة الطبيعية.

  • المشاكل الصحية المستمرة

يعاني بعض المتعافين من آثار طويلة المدى للإدمان مثل مشاكل الكبد أو القلب أو الذاكرة، مما يتطلب متابعة طبية مستمرة، وفحوصات دورية، ونظام غذائي صحي، إضافة إلى ممارسة الرياضة لتحسين الصحة العامة.

احجز استشارتك الان في مركز رفاه بمستشفى الموسى التخصصي.

التعامل مع المدمن المتعافي

نصائح للمتعافى من الادمان 

من النصائح الهامة للمساعدة على الحفاظ على التعافي وتقليل خطر الانتكاس:

  1. الالتزام بالعلاج والمتابعة: لا تتوقف عن حضور جلسات العلاج النفسي أو برامج الدعم الجماعي مثل مجموعات “NA” (المدمنون المجهولون)، حتى بعد مرور فترة طويلة من التعافي. توفر هذه الجلسات بيئة داعمة وتذكير دائم بأهمية الاستمرار.
  2. الابتعاد عن المحفزات: تجنب الأشخاص والأماكن والمواقف التي تذكرك بفترة الإدمان، أو التي قد توفر لك فرصة للتعاطي. هذا يشمل حتى بعض الأنشطة أو الروائح أو الأغاني المرتبطة بالماضي.
  3. إدارة الضغوط بطرق صحية: تعلم التعامل مع التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق، اليوغا، التأمل، أو ممارسة الرياضة. تساعدك هذه الطرق على الحفاظ على توازن نفسي دون اللجوء للمخدر.
  4. بناء شبكة دعم إيجابية: أحط نفسك بأشخاص داعمين مثل العائلة، الأصدقاء الموثوقين، أو زملاء التعافي. وجود أشخاص يشجعونك ويساندونك يزيد من فرص استمرارك في التعافي.
  5. وضع أهداف واضحة للحياة: حدد أهدافًا قصيرة وطويلة المدى تساعدك على التركيز على المستقبل، مثل إكمال الدراسة، الحصول على وظيفة، أو تحسين لياقتك البدنية. تحقيق الأهداف يمنحك إحساسًا بالإنجاز والرضا.
  6. الاهتمام بالصحة الجسدية: اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا، مارس التمارين الرياضية بانتظام، واحرص على النوم الجيد. الصحة الجسدية القوية تعزز الصحة النفسية وتساعد على مقاومة الإغراءات.
  7. طلب المساعدة عند الحاجة: إذا شعرت بضعف أو رغبة قوية في العودة للإدمان، لا تحاول مواجهة الأمر وحدك. تواصل فورًا مع معالجك أو أحد أفراد شبكة الدعم ممكن يجيد التعامل مع المدمن المتعافي.

الأسئلة الشائعة

ما هي أعراض انتكاسة الشخص المدمن؟

تشمل هذه الأعراض:

  • عودة الرغبة الشديدة في التعاطي.
  • الانعزال عن الأسرة والأصدقاء.
  • اضطراب المزاج وزيادة القلق أو الاكتئاب.
  • التوقف عن الالتزام بالعلاج أو مجموعات الدعم.
  • العودة التدريجية لسلوكيات الحياة قبل التعافي.

متى يعود الجسم لطبيعته بعد ترك المخدرات؟

تختلف مدة عودة الجسم لطبيعته بعد ترك المخدات حسب نوع المادة، ومدة التعاطي، لكنها غالبًا تتراوح بين عدة أسابيع إلى عدة أشهر، وقد تستغرق بعض الآثار النفسية وقتًا أطول للشفاء التام.

كم مدة الانتكاسة المخدرات؟

تختلف مدة الانتكاسة من المخدرات من شخص لآخر، لكنها غالبًا تستمر من عدة أيام إلى عدة أسابيع، وقد تطول إذا لم يحصل الشخص على دعم وعلاج مناسب. خاصة إذا عاد لتعاطي نفس الجرعات أو أكثر.

في الختام، فإن التعامل مع المدمن المتعافي يتطلب قدرًا كبيرًا من الصبر، والدعم النفسي، والاحترام، مع توفير بيئة آمنة تشجعه على الاستمرار في طريق التعافي وتجنب الانتكاسة. فالتعافي رحلة طويلة قد تمر بتحديات، لكن بوجود أسرة متفهمة ومجتمع داعم يمكن للشخص أن يستعيد حياته الطبيعية ويحقق استقرارًا نفسيًا وصحيًا دائمًا.

 

المصادر

Recovery from Addiction – psychologytoday

What is addiction? – medicalnewstoday

دعمك يهمنا — شارك المقال على وسائل التواصل
0 مشاركات
دعمك يهمنا — شارك المقال على وسائل التواصل
0 مشاركات

    مهتم بصحتك؟

    تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.

    احجز موعد