على الرغم أن التهاب الحلق البكتيري ليس من الأمراض المعقدة ويسهل تشخيصه وعلاجه إلا أن إهمال علاجه يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على المدى الطويل، في هذا المقال تعرف على أعراض الالتهاب البكتيري للحلق وطرق العلاج والوقاية.
ما هو التهاب الحلق البكتيري؟
هو أحد الأمراض المعدية التي تصيب الحلق واللوزتين، يسببه نوع من البكتيريا تسمى البكتيريا العقدية المقيحة، وتتشابه أعراض التهابات الحلق البكتيرية عن التهابات الحلق الآخرى في الكثير من النقاط، لذلك يجب زيارة الطبيب على الفور للتشخيص والعلاج.
ما هي أعراض الالتهاب البكتيري للحلق؟
في معظم الحالات، تبدأ التهابات الحلق البكتيرية حادة أي تبدأ بشكل واضح الأعراض وكذلك تشفى بسرعة في 3- 7 أيام دون علاج وذلك اعتمادا على مقاومة الجهاز المناعي للمريض للعدوى.
بينما تكون الالتهابات البكتيرية في الحلق مزمنة إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوعين ويجب التدخل الطبي ووصف العلاج المناسب للقضاء على البكتريا.
وتختلف شدة الأعراض من مريض لآخر، ولكن
تشمل أعراض التهابات الحلق البكتيرية الشائعة الآتي:
- الشعور بالتعب العام والارهاق.
- فقدان الشهية.
- الصداع.
- ارتفاع درجة الحرارة الجسم والحمى المفاجئة التي تزيد عن 38 درجة مئوية.
- احمرار الحلق مع ظهور بقع بيضاء.
- صعوبة البلع.
- احمرار اللوزتين بدون أو مع البقع البيضاء.
- تورم العقد الليمفاوية في الرقبة.
- ألم العضلات والمفاصل.
بينما تشمل علامات تطور الحالة إلى التهاب بكتيري مزمن في الحلق، ويستدعي ذلك استشارة الطبيب والتقييم الطبي على الفور، على ما يلي:
- استمرار الأعراض السابقة لأكثر من أسبوعين.
- صعوبة ابتلاع اللعاب أو السوائل.
- عدم استجابة الالتهاب للعلاج بالمسكنات.
- الحمى المستمرة وقد لا تستجيب للعلاجات الخافضة.
- صعوبة التنفس وهو من الأعراض الطارئة.
- كثرة سيلان اللعاب.
- تحول لون البول إلى لون غامق عن الطبيعي ويدل ذلك على وصول العدوى البكتيرية إلى الكلى.
كيف أفرق بين التهاب الحلق البكتيري والتهاب الحلق الفيروسي؟
عند الذهاب لرؤية الطبيب يحاول التمييز بين عدوى الحلق المسببة للالتهاب هل هي عدوى بكتيرية أم فيروسية أم هناك أسباب أخرى لالتهاب لسببين رئيسين هما:
- اختلاف أنواع العلاج المطلوبة: ذلك لأن الالتهاب البكتيري في الحلق عادة يتطلب التدخل بوصف المضادات الحيوية للقضاء على البكتريا، بينما لا يستجيب التهاب الحلق الفيروسي للمضادات الحيوية ويحاول الطبيب وصف أدوية تخفف الأعراض حتى تنتهي العدوى الفيروسية من تلقاء نفسه.
- المضاعفات المحتملة للمرض: إن مضاعفات العدوى البكتيرية في الحلق خطيرة جدا حيث يؤدي عدم العلاج على نحو صحيح، إلى الحمى الروماتيزمية أو التهاب الكلى.
وتنطوي أهم نقاط للتمييز بين التهاب الحلق الفيروسي و البكتيري على مايلي:
التهاب الحلق البكتيري: أعراضه مفاجئة وحادة، مع وجود حمى شديدة، وبقع بيضاء أو صفراء في الحلق أو على اللوزتين مع احمرارهما وتورمهما، مع انتفاخ العقد الليمفاوية في الرقبة والشعور بالألم بهما.
بينما يتميز التهاب الحلق الفيروسي بالآتي: ظهور الأعراض على نحو تدريجي وتكون أقل حدة من العدوى البكتيرية، ارتفاع درجة حرارة الجسم على نحو بسيط أو لا الحمى، تورم واحمرار اللوزتين ولكن دون ظهور بقع عليهما.
الأسباب التي تؤدي إلى التهاب الحلق البكتيري
يعد السبب الرئيسي للعدوى البكتيرية للحلق إلى الإصابة بالبكتيريا العقدية المقيحة نتيجة نقل البكتيريا من مريض إلى شخص آخر بالطرق المختلف، وتشمل وسائل نقل العدوى على مايلي:
- التعرض لرذاذ العطس والسعال للمريض.
- التواصل المباشر مع المصاب.
- ملامسة الأسطح أو الأشياء الشخصية للمريض الحاملة للعدوى مع وضع اليدين على الوجه.
- التعامل مع الحيوانات المريضة بالمرض.
وتزيد أماكن الزحام الشديد والمدارس من سرعة انتشار العدوى بين الأفراد، خاصة الأطفال التي يشيع فيها انتشار الإصابة الالتهابات البكتيرية للحلق.
كيف يتم تشخيص التهاب الحلق البكتيري
يبدأ تشخيص الالتهاب البكتيري للحلق بسماع الطبيب شكوى المريض من الأعراض، وبعدها يجري الطبيب الفحص الجسدي للطفل أو المريض، وهو كالآتي:
- سماع صوت التنفس للمريض باستخدام السماعة الطبية.
- فحص الغدد الليمفاوية في الرقبة بتحسس مكانها والتحقق من التورم.
- مسحة الحلق: هو اختبار بسيط وسريع يهدف للكشف عن البكتيريا المسببة للالتهاب لوصف المضاد الحيوي المناسب، يمرر الطبيب مسحة طبية مؤخرة الحلق ويحصل على عينة من الإفرازات الموجودة.
- زراعة البكتيريا: في حالة عدم الاستجابة للمضاد الحيوي الموصوف يلجأ الطبيب إلى عمل هذا التحليل الدقيق لمعرفة نوع البكتيريا المسببة للإلتهاب.
طرق علاج التهاب البكتيري في الحلق
يعد افضل علاج للالتهاب البكتيري للحلق هو وصف المضادات الحيوية المناسبة لنوع البكتيريا المسبب للإلتهاب، عادة يوصى الطبيب بتناول البنسلين أو الأموكسيسيلين، أما الأشخاص الذين يعانون من حساسية البنسلين يوصف لهم أنواع أخرى من المضادات حيوية.
وتكمن أهمية استخدام المضادات الحيوية في علاج التهابات الحلق البكتيرية باستخدام المضادات الحيوية، لقدرتها على قتل البكتيريا وبالتالي تقليل مدة المرض والشفاء على نحو أسرع ومنع انتشار العدوى.
ولكن يجب الانتباه، أن إستخدام المضادات الحيوية للعلاج له بروتوكول معين، فيجب على المريض إكمال دورة العلاج على نحو تام كما وصفها الطبيب حتى إن شعر المريض بالتحسن، فإن إيقاف العلاج بالمضادات الحيوية قبل الجرعة الكاملة قد يؤدي إلى عودة العدوى بالإضافة إلى التعرض لخطر مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
كما يمكن استخدام أدوية مسكنات الألم وأدوية خافضات الحرارة وتقليل الإحساس بالألم والحمى، حتى انتهاء العدوى.
وينصح الطبيب بإتباع بعض النصائح للعناية المنزلية لتسريع الشفاء، ومنع تدهور الحالة، على سبيل المثال:
- تناول سوائل دافئة لتخفيف الألم وتهدئة احتقان الحلق.
- عمل غرغرة الماء الدافئ والملح لتخفيف الالتهاب وتخفيف من تركيز البكتيريا في الحلق.
- أخذ القسط الكافي من الراحة لمساعدة الجسم في مقاومة العدوى.
- تناول الأطعمة الصحية وتجنب الأطعمة الحارة والحامضة لتجنب تهيج الحلق.
المضاعفات المحتملة نتيجة إهمال علاج التهاب الحلق البكتيري
لا يعد التهابات الحلق البكتيرية من الأمراض المعقدة التي يصعب علاجها، كما أن لا تستغرق مدة العلاج فترة زمينة طويلة، إلا أنه في حالات قليلة يمكن أن يتسبب إهمال علاج الالتهاب إلى تطور مضاعفات خطيرة للمريض، تشمل هذه المضاعفات على الآتي:
- الحمى الروماتيزمية، من أخطر مضاعفات التهاب الحلق البكتيري حيث يؤثر على القلب والأعصاب والمفاصل.
- الالتهاب البكتيري الجيوب الأنفية.
- انتشار العدوى في الدم أو باقي أجزاء الجسم.
- تكون خراجات حول اللوزتين.
- التهاب البكتيري الحاد للكلى.
- الحمى القرمزية نتيجة انتشار العدوى في الجلد وظهور بقع أو طفح جلدي.
- الصدفية النقطية، أحد أنواع الصدفية الشائعة لدى الأطفال.
هل التهاب الحلق البكتيري معدي وكيف يمكن تجنب انتقاله؟
نعم، إن التهابات الحلق البكتيرية او الفيروسية أحد الأمراض المعدية التي يجب اتباع جميع وسائل الوقاية لتجنب انتقالها أو الإصابة بها، وتتماثل طرق تجنب انتقال في الآتي:
- تغطية الأنف والفم أثناء السعال أو العطس باستخدام المناديل الورقية أو الكوع.
- عدم مشاركة الأدوات الشخصية مع المريض مثل الأكواب والملاعق.
- الابتعاد عن الأشخاص المصابين وتجنب الإتصال المباشر المصابين بالالتهابات التنفسية.
طرق الوقاية من الالتهاب البكتيري للحلق
قد يكون من الصعب الوقاية بشكل تام من العدوى ولكن بالتأكيد، تساعد بعض اتباع بعض العادات اليومية الجيدة على تقليل فرص الإصابة بالتهاب الحلق البكتيري، على سبيل المثال:
- العناية بالنظافة الشخصية، كغسل اليدين بانتظام قبل الأكل وبعده ،وبعد استخدام الحمام، وتجنب لمس الوجه والعينين والفم بالأيدي غير النظيفة.
- اتباع طرق الوقاية من العدوى، استخدام المناديل الورقية أو الكوع في منع انتشار رذاذ العطس والسعال، وعدم مشاركة او استخدام الأدوات الخاصة للمريض مثل الأكواب والملاعق مع الآخرين.
- العمل على تقوية الجهاز المناعي من خلال اتباع نظام صحي ومتوازن غني بالفيتامينات والمعادن، وتنظيم مواعيد النوم الاستيقاظ،وممارسة الرياضة بانتظام.
وفي الختام، يعد التهاب الحلق البكتيري من الأمراض الشائعة عند الأطفال وضعاف المناعة وهو مرض يسهل علاجه بإتباع بروتوكول بسيط، ولكن يؤدي إهماله لمضاعفات خطيرة على الطفل.
وينصح أطباء مستشفى الموسى التخصصي باتباع وسائل الوقاية وانتقال العدوى كما يقدم فريقنا الطبي الاستشارات الشخصية للتقييم الدقيق لحالات، مما يساعد في تحديد أفضل الحلول المناسبة لتحقيق النتائج المرغوبة.
يمكنك التواصل معنا على أرقامنا المدونة على الموقع للمزيد من التفاصيل والحجز والاستفسار.
المصادر والمراجع
Centers for Disease Control and Prevention (CDC) – Strep Throat
أيضا