

تعد أعراض التهاب العصب الخامس بالاذن من الحالات التي يخطئ الكثيرون بتشخيصها لأنها تتشابه في الأعراض مع مشاكل أخرى في الأذن أو الأسنان، تابع معنا هذا المقال سنسلط الضوء عن طبيعة الأعراض المميزة لالتهاب العصب الخامس وأحدث طرق التشخيص والعلاج المتاحة في مستشفى الموسى التخصصي وأهم النصائح والإرشادات التي قد تساعد في التعامل مع نوبات الألم والوقاية منها.
ما هو التهاب العصب الخامس بالاذن؟
يشير مصطلح التهاب العصب الخامس في الأذن إلى الألم الذي ينتج عن تهيج أو التهاب العصب الخامس المعروف بأسم العصب ثلاثي التوائم ويُشعر به في منطقة الأذن وما حولها.
والعصب الخامس هو أكبر الأعصاب الدماغية ويعد العصب الرئيسي المسئول عن الإحساس في الوجه ويتكون من ثلاثة فروع هما العصب العيني والعصب الفكي العلوي والعصب الفكي السفلي.
ويعد العصب الخامس بشكل أساسي عصب وجهي ويتحكم في الإحساس في أجزاء كبيرة من الوجه وعضلات المضغ، إلا أن الألم الناتج عن التهابه يمكن أن يمتد ليشمل الأذن والصدغ والعين والفك.
أسباب التهاب العصب الخامس بالاذن
كما ذكرنا في السابق، على الرغم من أن العصب الخامس عصب وجهي بشكل أساسي، لكن التهابه يمتد ليشمل الأذن، وذلك لنفس الأسباب الرئيسية لالتهاب العصب الخامس بشكل عام، والتي تشمل على الآتي:
- ضغط الأوعية الدموية على العصب، وهو السبب الشائع، ويحدث ذلك نتيجة ضغط شريان أو وريد قريب على العصب بالقرب من جذعه في الدماغ.
- التصلب المتعدد، في هذا المرض يتلف غمد الميالين الذي يغطي الأعصاب، بما في ذلك العصب الخامس، مؤديا إلى اضطراب في نقل الإشارات العصبية، مما يسبب الألم.
- الأورام، وجود ورم حميد أو خبيث يضغط على العصب الخامس في مساره يؤدي إلى تهيجه والتهابه، مما يسبب الألم الذي قد يشمل الأذن.
- الإصابات أو الجراحة، أي إصابة مباشرة للعصب الخامس، سواء كانت نتيجة لحادث أو جراحة تؤدي إلى تلف العصب والتهابه، وبالتالي حدوث الألم.
- التشوهات الوعائية، أي تشوهات الأوعية الدموية التي تضغط على العصب.
- العدوى الفيروسية، كما الحال في عدوى فيروس الهربس النطاقي الذي قد يؤثر على الأعصاب.
- السكتات الدماغية، ويحدث في بعض الحالات النادرة أن قد تسبب السكتات الدماغية تلف للعصب الخامس.
اقرا ايضا: ما هو الفرق بين العصب الخامس والسابع ووظائف كل منهما
ما هي أعراض التهاب العصب الخامس؟
يتميز التهاب العصب الخامس، بأعراضه الشديدة والمميزة، وعلى الرغم من أن العصب الخامس ليس العصب الرئيسي المسؤول عن الإحساس في الأذن نفسها، فإن فروعه الثلاثة تغذي مناطق قريبة جدًا من الأذن، وأي تهيج في هذه الفروع أو العصب نفسه يمكن أن يترجم إلى ألم يُشعر به في منطقة الأذن، مما قد يجعل التشخيص صعب ويتطلب فحص دقيق.
وتشمل الأعراض الرئيسية لألم العصب الخامس، على مايلى:
- ألم وخزي حاد ومفاجئ: يوصف بأنه يشبه الصدمة الكهربائية أو الحرق، وعادة ما يؤثر على جانب واحد من الوجه ونادرا مايؤثر على الجانبين معا.
- تشنجات وجهية: قد يصاحب الألم تشنجات لا إرادية في عضلات الوجه.
- يتركز الألم في مناطق التي يغذيها العصب الخامس، الخدين والفك والأسنان واللثة والشفاه وينتشر الألم للأذن.
- نوبات قصيرة ومتكررة: حيث تستمر النوبة الواحدة عادة من بضع ثوان إلى دقيقتين، وقد تحدث عدة نوبات في اليوم الواحد، أو في الأسبوع، أو الشهر، وقد تتوالى في سلسلة من النوبات لفترة معينة.
- فترات هدوء: قد يمر المريض بفترات خالية من الألم تمتد لأيام، أسابيع، شهور، أو حتى سنوات، لكن النوبات غالبا ما تعود مع مرور الوقت.
- يحدث الألم نتيجة محفزات معينة مثل لمس الوجه أو غسله او حلاقة الذقن أو وضع المكياج أو اثناء تنظيف الأسنان او المضغ أو التحدث أو الشرب خاصة السوائل الباردة أو الساخنة جدا، أو التعرض للهواء البارد أو الرياح.
مراحل تطور التهاب العصب الخامس بالاذن
يعد التهاب العصب الخامس حالة مزمنة تتميز بطبيعة متقلبة، حيث لا تسير دائما في خط زمني ثابت أو مراحل واضحة يمكن تقسيمها بدقة لدى جميع المرضى.
ومع ذلك، يمكن وصف تطور الحالة من حيث تكرار وشدة النوبات وفترات الهدوء، والتي قد تؤثر على الأذن إذا كان الألم يمتد إليها، وبشكل عام، يمكن ملاحظة نمط تطور ألم العصب الخامس كالتالي:
- المرحلة الأولية: عبارة عن نوبات مفاجئة وعابرة من الألم القصير جدا الحاد، ثم يليها فترات راحة طويلة أيام أو حتى تصل إلى سنوات يكون فيها المريض خاليا من الألم تماما، وتكون المحفزات التي تثير الألم في هذه المرحلة خفيفة وغير واضحة وقد لا يربطها المريض مباشرة بألم العصب الخامس.
- المرحلة المتوسطة مرحلة التطور، تزداد فيها تكرار النوبات مع مرور الوقت، وقد تحدث عدة نوبات في اليوم الواحد أو تتوالى في سلسلة من الهجمات، ويصبح الألم أكثر حدة، وقد يستمر لفترة أطول قليلا مع قصر فترات الهدوء، وسهولة التحفيز للألم حتى مع أبسط الأنشطة اليومية كالتحدث والمضغ، وقد ينتشر الألم ليشمل مناطق أوسع في الوجه، بما في ذلك الأذن.
- المرحلة المتقدمة، يكون فيها الألم شبه مستمر، وقد لا يختفي الألم بشكل تام بين النوبات، بل يبقى ألم خفيف أو حرقان ويؤثر بشكل كبيرعلى جودة الأنشطة اليومية من الأكل والشرب والتحدث والنوم، وقد تصبح الأدوية أقل فعالية في هذه المرحلة، مما يدفع الأطباء للنظر في خيارات علاجية أكثر تدخلا مثل الحقن أو الجراحة.
احجز استشارتك الان في مركز العلوم العصبیة بمستشفى الموسى التخصصي.
كيف يتم تشخيص التهاب العصب الخامس ؟
في مستشفى الموسى التخصصي يعتمد الأطباء بشكل كبير في تشخيص التهاب العصب الخامس بالاذن على التاريخ الطبي الدقيق للمريض والفحص العصبي الشامل، حيث لا يوجد اختبار واحد يمكنه تأكيد تشخيص التهاب العصب الخامس بشكل قاطع، وتشمل خطوات عملية التشخيص الرئيسية على مايلي:
- التاريخ الطبي المفصل: سيقوم الطبيب بسؤال المريض عن تفاصيل دقيقة حول الألم، بما في ذلك طبيعة الألم، ومدة النوبات وتكرارها، وموقع الألم بالتحديد والمحفزات الني تثير الألم، ومدى الاستجابة لأي مسكنات للألم، وأي أعراض اخرى مصاحبة للوجه.
- الفحص العصبي: سيقوم الطبيب بإجراء فحص عصبي لتقييم الإحساس في الوجه، وردود الفعل مثل منعكس القرنية ومنعكس الفك، وقوة عضلات المضغ، والبحث عن أماكن الوجه التي تثير الألم عند لمسها بلطف، وفحص الأعصاب القحفية الأخرى للتأكد من عدم وجود مشاكل أخرى في الأعصاب القحفية التي قد تشير إلى سبب أوسع.
- التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ: لاستبعاد الأسباب الثانوية مثل الأورام أو التصلب المتعدد أو التشوهات الوعائية التي قد تضغط على العصب الخامس.
- التشخيص التفريقي: من المهم جدا للطبيب أن يميز ألم العصب الخامس عن حالات أخرى تسبب ألم في الوجه، مثل الصداع النصفي، أوالتهاب الجيوب الأنفية، أو مشاكل الأسنان واللثة.
طرق علاج التهاب العصب الخامس بالاذن
من المهم أن نفهم أن علاج التهاب العصب الخامس بالاذن يستهدف بالأساس تخفيف الألم والتحكم في النوبات، بغض النظر عن موقع الألم في الوجه، لأن الألم في الأذن هو مجرد عرض من أعراض هذا الاضطراب الذي يصيب العصب الوجهي الرئيسي.
وتتراوح طرق العلاج في مستشفى الموسى التخصصي من الأدوية إلى الإجراءات الجراحية، ويعتمد اختيار العلاج على شدة الألم، واستجابة المريض للأدوية، والحالة الصحية العامة له، وتشمل طرق علاج التهاب العصب الخامس، على مايلي:
1.العلاج الدوائي
هذه هي الخطوة الأولى في علاج التهاب العصب الخامس، وتشمل الأدوية الرئيسية المستخدمة على:
- مضادات التشنجات، مثل الكاربامازيبين، الدواء الأكثر فعالية والشائع في علاج التهاب العصب الخامس، فهو يعمل على استقرار الأغشية العصبية ويقلل من فرط النشاط العصبي، أو الأوكسكاربازيبين بديل للكاربامازيبين، وغالبا ما يكون له آثار جانبية أقل.
- مرخيات العضلات، لتقليل تشنجات العضلات والألم العصبي، مثل الباكلوفين قد يُستخدم بمفرده أو بالاشتراك مع مضادات الاختلاج لزيادة فعالية تخفيف الألم.
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، مثل الأميتريبتيلين أو النورتريبتيلين، قد تُستخدم بجرعات منخفضة لتخفيف الألم العصبي المزمن.
2.إجراءات التوغل الطفيف لعلاج التهاب العصب الخامس
يتم اللجوء إلي الجراحات محدودة التدخل عندما تفشل الأدوية في السيطرة على الألم أو تسبب آثار جانبية غير محتملة، وتهدف هذه الإجراءات بشكل أساسي إلى إحداث تلف متحكم فيه للعصب لعرقلة إشارات الألم، كما الحال في:
- حقن الجلسرين: يتم حقن الجلسرين في الفراغ حول عقدة العصب الخامس في قاعدة الجمجمة، فيعمل الجلسرين على إتلاف الألياف العصبية التي تنقل الألم.
- ضغط البالون: يعتمد على إدخال قسطرة رفيعة عبر الجلد إلى عقدة العصب الخامس، ثم يُنفخ بالون صغير لضغط العصب وتلف الألياف التي تنقل الألم.
- الترددات الراديوية الحرارية: يت استخدام تيار كهربائي عالي التردد لتسخين وتدمير الألياف العصبية التي تنقل الألم، وعادة ما يجرى هذا الإجراء تحت التخدير الموضعي.
- الجراحة الإشعاعية التجسيمية: يتم استخدام إشعاع عالي التركيز لتوجيه جرعات دقيقة إلى جذر العصب الخامس حيث يخرج من جذع الدماغ، بهدف إتلاف ألياف الألم بشكل تدريجي، قد لا تظهر النتائج فورا وقد تستغرق أسابيع أو أشهر.
3.العلاج الجراحي لالتهاب العصب الخامس
- جراحة تخفيف الضغط الوعائي المجهري، تعد الخيار الجراحي الأكثر فعالية لبعض المرضى، خاصة أولئك الذين يعانون من ألم العصب الخامس النموذجي الناجم عن ضغط وعاء دموي على العصب، وتعتمد على عزل الوعاء الدموي الذي يضغط على العصب ووضع قطعة صغيرة من مادة عازلة مثل التفلون بينهما لمنع الضغط.
تعرف على: أعراض التهاب العصب السابع الأسباب والعلاج وكيفية التشخيص
ما هو الفرق بين العصب الخامس والسابع؟
إن العصب الخامس والعصب السابع هما اثنان من الأعصاب الدماغية الاثني عشر، وهما يلعبان أدوار حيوية ومختلفة تماما في منطقة الوجه والرأس، وتتمثل الفروق الرئيسية بينهما في النقاط التالية:
- الوظيفة الأساسية، تتمثل وظائف العصب الخامس في الوظيفة الحسية فهو المسؤول عن الإحساس في معظم أجزاء الوجه والرأس وكذلك الوظيفة الحركية في التحكم في عضلات المضغ، بينما تتمثل الوظيفة الحسية للعصب السابع في التذوق في الثلثين الأماميين من اللسان و الوظيفة الحركية في مسئوليته عن تعابير الوجه من الابتسام وإغلاق العينين وحركات الشفاه وإفرازات الغدد اللعابية والغدد الدمعية، والتحكم في عضلة صغيرة في الأذن الوسطى (العضلة الركابية) التي تساعد على تعديل حجم الصوت المسموع.
- الأعراض عند الإصابة، وتتمثل الأعراض الشائعة عن التهاب العصب الخامس بنوبات القصيرة من الألم الحاد كالصدمة الكهربائية، بينما تتميز أعراض التهاب العصب السابع بالضعف أوالشلل في عضلات الوجه مما يؤدي إلى تدلي أحد جانبي الوجه أو كلاهما، وصعوبة في تعابير الوجه، وعدم القدرة على إغلاق العين.
باختصار، فإن المعاناة من ألم حاد في الوجه عند لمسه أو المضغ، فمن المرجح أن يكون التهاب في العصب الخامس، أما إذا كانت المعاناة من ضعف أو شلل في عضلات الوجه وعدم القدرة على الابتسام أو إغلاق العينين، فمن المرجح أن يكون التهاب في العصب السابع.
اسئلة شائعة
كم يستغرق شفاء العصب الخامس؟
لا يوجد شفاء دائم ومطلق لمعظم حالات التهاب العصب الخامس فهو حالة مزمنة بطبيعتها، ولكن يهدف العلاج إلى التحكم في الأعراض بشكل فعال للغاية.
وقد تتراوح فترة الشعور بالراحة من الألم من أيام قليلة مع الأدوية أو بعض الإجراءات إلى عدة أشهر مع الجراحة الإشعاعية.
بينما تختلف فترة الخلو من الألم بعد العلاج بشكل كبير من بضعة أشهر إلى سنوات عديدة أو مدى الحياة في بعض الحالات مثل بعد جراحة تخفيف الضغط الوعائي المجهري.
هل يمكن التعايش مع العصب الخامس؟
نعم، يمكن التعايش مع ألم التهاب العصب الخامس بل إن معظم المرضى يتعايشون معه بنجاح متفاوت، خاصة مع التطورات في طرق التشخيص والعلاج، وتشتمل طرق التعايش مع التهاب العصب الخامس على مايلي:
- الالتزام بالعلاج الدوائي، فهي خط الدفاع الأول.
- تحديد محفزات الألم وتجنبها.
- محاولة القيام بالأنشطة اليومية المثيرة للألم بعد تناول مسكنات الألم، مثل الحلاقة وتفريش الأسنان.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء للمساعدة في إدارة التوتر وتقليل شدة الألم.
- تلقى الدعم النفسي من العائلة والأصدقاء.
هل يمكن الشفاء من التهاب العصب الخامس من تلقاء نفسه؟
في حالات نادرة، قد يشفى التهاب العصب الخامس تلقائيا وبشكل كامل بدون أي تدخل طبي، على الرغم من أن التهاب العصب الخامس بالاذن يتميز بفترات هدوء قد تستمر لأسابيع أو شهور أو حتى سنوات بين نوبات الألم، إلا أن هذه الفترات لا تعني بالضرورة الشفاء الدائم، وغالبا ما تعود النوبات مرة أخرى، وفي كثير من الأحيان تكون أشد وأكثر تكرارا.
هل البرد يؤثر على العصب الخامس؟
نعم، يعد البرد أحد المحفزات القوية لنوبات الألم لدى العديد من الأشخاص المصابين بالتهاب العصب الخامس، ولا يعني
هذا أن البرد هو سبب التهاب العصب الخامس الأساسي، ولكنه يعمل كمحفز يثير النوبات المؤلمة أو يزيد من شدتها.
وفي الختام، يُعد التهاب العصب الخامس بالاذن حالة عصبية مؤلمة للغاية، وعلى الرغم من أن الألم الأساسي ينشأ من العصب الوجهي الرئيسي، إلا أنه في الغالب يمتد ليشمل منطقة الأذن، مسببا نوبات حادة ومفاجئة تشبه الصدمة الكهربائية.
ونحن في مستشفى الموسى التخصصي ندرك أهمية التشخيص والعلاج المتكامل لالتهاب العصب الخامس، ونقدم رعاية شاملة للمرضى الذين يعانون من هذه الحالة المؤلمة، حيث يضم المستشفى فريق من أطباء الأعصاب وجراحة المخ والأعصاب ذوي الخبرة العالية، والذين يعملون بتعاون وثيق لتقديم أفضل الخيارات العلاجية المتاحة.
لا تتردد في زيارتنا للحصول على الاستشارة والعلاج الأمثل، ويمكنك الاتصال بنا على ارقامنا المدونة على الموقع للمزيد من التفاصيل والحجز والاستفسار
المصادر
Trigeminal neuralgia – nhs
Trigeminal Neuralgia – ninds
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا